الضويني: تطوير التعليم يجب أن يواكب التكنولوجيا الحديثة وتكييف أنظمة الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 3rd, November 2024 GMT
نقل الدكتور محمد الضوينى، وكيل الأزهر الشريف، تحيات فضيلة الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب للمشاركين فى المؤتمر السابع لضمان جودة التعليم والاعتماد، موضحا أن الرئيس السيسى يؤكد دايما أن تطوير التعليم يعد قضية آمن قومى، مشيرا إلى أن عقد المؤتمر تحت عنوان ضمان الجودة فى ظل الذكاء الاصطناعي يساعد على تطبيق الذكاء بالمؤسسات التعليمية لما للذكاء الاصطناعى من أهمية في تطوير التعليم، مؤكدا أن تطوير التعليم يجب أن يواكب التكنولوجيا الحديثة وتكييف أنظمة الذكاء الاصطناعي فى التعليم لتلبية متطلبات الطلاب، ومن ثم يجب على مؤسسات التعليمية تطوير أدواتها لضمان الاستفادة من الذكاء الاصطناعي والتطوير المستمر للذكاء الاصطناعى والذى سوف يحدث العالم وخاصة فى المنظومة التعليمية.
وشدد على أن التعليم الأزهرى، يدرس فيه أكثر من 2 ونصف مليون طالب وطالبة، منهم أكثر من 60 ألف طالب وافد يدرسون فى الازهر، والأزهر حريصا على تطوير التعليم الأزهرى سواء الطالب أو المعلم أو المناهج ومواكبة التطور التكنولوجي والتفاعل مع ما يحمله العصر من تقدم، مشيرا إلى أنه استجابة لتوجيهات شيخ الأزهر الشريف قام الأزهر بانشاء أكثر من 60 مركزا لنشر ثقافة الجودة لدى أعضاء هيئة التدريس، مطالبا بوضع ميثاق اخلاقى لاستخدام أنظمة الذكاء الاصطناعى بطريقة مسئولة وأخلاقية تحمى حقوق الإنسان وتساعد على الحد من التحيز، كما دعا إلى تعزيز المشاركة بين الحكومات والقطاع الخاص لتطبيق أفضل أنظمة الذكاء الاصطناعي فى العملية التعليمية حتى نضمن بخروج أفضل منتج تعليمى وتطوير العلمية التعليمية.
جاء ذلك بحضور الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي ومحمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى والدكتور أسامة الأزهرى وزير الأوقاف ومحمد جبران وزير العمل والدكتور محمد الضوينى وكيل الأزهر الشريف.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الازهر الشريف التطور التكنولوجي التكنولوجيا الحديثة الدكتور محمد الضويني الذكاء الاصطناعي الذكاء الاصطناعي في التعليم الرئيس السيسي الشيخ احمد الطيب الذکاء الاصطناعی تطویر التعلیم أنظمة الذکاء
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي… أهو باب لمستقبل واعد أم مدخل إلى المجهول؟
في إحدى المناسبات الاجتماعية، وجدت نفسي طرفاً في نقاش محتدم حول الذكاء الإصطناعي. كان بعض الحاضرين يرونه المستقبل الحتمي، الذي لا مهرب منه، وأنه سيُحدث نقلة نوعية في حياتنا، جاعلاً إياها أكثر يسرًا وإنتاجًا. وعلى الضفة الأخرى، وقف من يراه تهديدًا داهمًا، وكابوسًا مقبلًا قد يعصف بوظائف البشر، وربما يُفضي إلى نهايات مأساوية لا تختلف كثيرًا عمّا تُصوّره أفلام الخيال العلمي. وبين هذين الرأيين، جلست متأملاً، أتساءل: ما الذي يدعو بعض الناس إلى هذا الخوف العميق من الذكاء الإصطناعي؟
طالعتُ مؤخرًا مقالًا تناول هذه المسألة بشيء من التحليل، وبيّن أن رفض الذكاء الإصطناعي لا يعود إلى الخشية من فقدان الوظائف فحسب، بل يمتد إلى أسباب نفسية أعمق وأبعد غورًا. ومن أبرز هذه الأسباب، أن الذكاء الإصطناعي بالنسبة للكثيرين لا يزال بمنزلة “الصندوق الأسود”؛ يُنجز أعمالًا مبهرة دون أن يُفصح عن كيفية اتخاذه لتلك القرارات أو الأسباب الكامنة خلفها. والبشر بطبيعتهم يميلون إلى الفهم والإدراك، فإذا واجهوا أنظمة تتخذ قرارات غامضة، دون تفسير بيّن، نشأ لديهم شعور بالتهديد. ولذا، فإن الثقة بتقنيات الذكاء الإصطناعي تزداد حين تكون قراراتها مفسّرة ومعلّلة، سيما إذا اقترنت بشروحات مقنعة تبيّن لماذا اختارت هذه النتيجة دون غيرها.
ثم أن ثمة عقبة أخرى، وهي أن الذكاء الإصطناعي يفتقر إلى المشاعر والعواطف. والناس بطبعهم يفضّلون التفاعل مع من يُظهر تعاطفًا وتفهّمًا لحالاتهم النفسية والانفعالية. من هنا، يبدو الرفض واضحًا لاستخدام هذه التقنيات في مجالات تتطلب لمسة إنسانية، كالعلاج النفسي أو تقديم المشورة في العلاقات الشخصية. إلا أن بعض الشركات تسعى لتجاوز هذه المعضلة، بمحاولة إضفاء مسحة إنسانية على الذكاء الإصطناعي، وذلك بمنحه أسماء مألوفة وأصواتًا ودودة، كما هو الحال مع “أليكسا” و”سيري”، مما يُسهّل على المستخدمين التفاعل معه وقبوله.
ومن بين الأسباب التي تُثير حفيظة البعض تجاه هذه التقنية، اعتقادهم بأنها جامدة لا تتغير، ولا تملك مرونة البشر في التعلّم من الأخطاء. فالإنسان، وإن أخطأ، يتعلّم ويطوّر أداءه، بينما يُنظر إلى الذكاء الإصطناعي على أنه آلة صمّاء، لا تعرف التراجع ولا التصحيح. غير أن الحقيقة أن كثيرًا من الأنظمة الذكية مصمّمة لتتعلّم وتتطور مع مرور الوقت، كما نرى في خوارزميات التوصيات لدى “نتفليكس”، التي تتحسّن كلما زاد تفاعل المستخدم معها.
أما أكثر ما يُثير الهلع، فهو الخوف من أن يبلغ الذكاء الإصطناعي حدّ الاستقلال التام، فيتّخذ قرارات دون تدخل بشري، مما يولّد شعورًا بفقدان السيطرة. لذا، ليس من الغريب أن نرى الكثير من الناس يتحفّظون على السيارات ذاتية القيادة، خشية أن تنقلب إلى “آلات مجنونة” تتحكّم في مصائرهم. والحل يكمن في إيجاد توازن دقيق، يُبقي الإنسان داخل دائرة القرار، ويمنحه شعورًا بأنه ما زال ممسكًا بزمام الأمور.
ومهما بلغ الذكاء الإصطناعي من تطوّر وتقدّم، فلن يكون بديلاً عن الإنسان، بل أداة في خدمته، تُعينه على تحسين حياته وتيسيرها. فالرهان الحقيقي لا يكمن في مقاومته أو رفضه، بل في إدراك كيفية التعامل معه بحكمة، بحيث يتحوّل إلى حليف لا خصم، وشريك لا خصيم.
jebadr@