عربي21:
2025-02-24@16:55:03 GMT

الجنون الإجرامي بين بلادة الحسّ ودور العلماء؟!

تاريخ النشر: 3rd, November 2024 GMT

سيطر الجنون الإجرامي على المشهد في غزّة ولبنان بشكل كامل، هناك فظائع تحدث لم يكن يتخيّلها أحد.. أن تقصف المشافي بهذه الوحشية وأن تعطّل وتخرج عن الخدمة، خيام النازحين تضرب بصواريخ الالفي رطل، مدارس تؤوي نازحين ترتكب فيها المجازر المرّة تلو الأخرى، وعدّد بعد ذلك المساجد، والكنائس، والجامعات، والأسواق، والمخابز، وسيارات الإسعاف، وطواقم الإنقاذ، والصحافيين، وموظفي الإغاثة.

. لم تعد هناك حرمة لشيء إلا وضربت بأبشع الطرق وكان الضحايا آلاف الأطفال والنساء والمسنّين..

والسؤال: كيف استدرجت هذه العصابة المجنونة بنفسيّتها العنصرية المتطرفة العقل البشري ليصبح ما تفعله مألوفا ومعقولا وممكنا؟ حتى وزيرة الخارجية الألمانية برّرت قتل المدنيّين، واللسان الأمريكي دائما يدعو للتخفيف وفعل ذلك بجرعات أقلّ دموية لذرّ الرماد في العيون.

كيف استدرجت هذه العصابة المجنونة بنفسيّتها العنصرية المتطرفة العقل البشري ليصبح ما تفعله مألوفا ومعقولا وممكنا؟ حتى وزيرة الخارجية الألمانية برّرت قتل المدنيّين، واللسان الأمريكي دائما يدعو للتخفيف وفعل ذلك بجرعات أقلّ دموية لذرّ الرماد في العيون
كيف استدرجت هذه العصابة الشعوب العربيّة لتصل إلى تلقّي هذه الصور الفظيعة بدم بارد وإدمان ومشاعر فاترة لا تصل لإحداث أيّ سلوك أو فعل يرتقي لمستوى هذا المشهد المريع، إلا بعض الاستثناءات؟

آلاف العائلات شُطبت من السجل المدني، قصص قتل الأطفال ملأت الفضاء ودهمت قلوبنا بكلّ قسوة وألم، كنّا نصدم كلّ عدة سنوات بمجزرة ترتكبها هذه العصابة المجنونة فتفجّر ذاكرتنا على كلّ المجازر السابقة، كيف بنا اليوم عشرات المجازر تصدمنا صورها كلّ يوم؟

لم يتوقّف الجنون على ذاك المجرم، وإنما وصل هذا العالم الداعم للجريمة أو الصامت عليها والمدمن على برود المشاعر وضعف الحيلة وبلادة الحسّ الإنساني الطبيعي، وكأنّ العالم كله قد شرب من نهر الجنون في القصّة المعروفة.

والسؤال كيف يعاَلج المجانين؟ وإذ لا يمكن أن يعالج من يرتكب الجريمة ولا من يدعمه ويصطف معه، فماذا بنا نحن العرب حيث أصبحنا مدمنين على بلادة الحسّ؛ نحن المسلمين الذين تربطهم مع الضحيّة روابط كثيرة وعميقة معروفة؟

لقد لفّنا جنونهم تحت جناحيه، والمطلوب انتفاضة أو هزّة عنيفة تزلزلنا وتخرجنا من هذه البلادة التي أصابتنا بعنف. لم يعد هناك وقت للمجاملة والمهادنة وتزييف الواقع، لا بدّ من تشخيص الحالة بموضوعية ومنطق سديد ثم تحريك إرادة الخروج من هذه البلادة.. أن نستشعر تماما ما بتنا فيه ونفكّر مليّا بإرادة الحريّة والتحرّر من هذه البلادة.

لقد لفّنا جنونهم تحت جناحيه، والمطلوب انتفاضة أو هزّة عنيفة تزلزلنا وتخرجنا من هذه البلادة التي أصابتنا بعنف. لم يعد هناك وقت للمجاملة والمهادنة وتزييف الواقع، لا بدّ من تشخيص الحالة بموضوعية ومنطق سديد ثم تحريك إرادة الخروج من هذه البلادة.. أن نستشعر تماما ما بتنا فيه ونفكّر مليّا بإرادة الحريّة والتحرّر من هذه البلادة
وهنا لنا أن نقف تاريخيّا مع حالة مشابهة يوم توحّش التتار في الأمّة قتلا وذبحا، ووصل بهم المطاف مشارف مصر كنانة الله في أرضه، لقد سجّل التاريخ في حينها موقفا للعالم الربّاني العز بن عبد السلام؛ موقفا أعاد فيه للامّة بوصلتها، انتفض وهدّد بثورة وصدع بالذي يجب أن يُصدع به في وجه المتقاعسين من أمراء ومماليك. بقية القصة تعرفونها، حيث وقف المماليك بقيادة قطز والظاهر بيبرس الوقفة المطلوبة وحقّقوا الانتصار الساحق على تلك الجحافل المتوحّشة.

نحتاج هذه الأيام كإجراء عاجل إلى عز بن عبد السلام جديد في كل قطر وفي كل مدينة وقرية وفي كلّ مسجد. نعرف المتغيرات وأنّ التاريخ لا يعيد نفسه وأنّ مماليك اليوم يختلفون عن مماليك الأمس، وأن العمل على شعوبنا ودولنا كان منهجيّا ومؤسساتيّا وقد سيطروا على الاقتصاد والسياسة والأمن والإعلام.. ومع هذا كلّه هل نبقى صامتين دون حراك، جمهورا لطيفا بليدا لمشاهد المجزرة؟ لا بدّ للعلماء أن يقوموا بدورهم وأن يعملوا ما بوسعهم لنهضة شعوبهم ضمن خطة طويلة الأمد. أمّا ما هو سريع وعاجل فهو قيادة جماهير شعوبهم للتظاهر أمام السفارات المشاركة في العدوان وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا، وليكن الشعار: "من أيديهم ملطّخة بدمائنا فليرحلوا عن بلادنا".

عندما تصرخ الشعوب في وجه الظَلَمة لا بدّ من أن تكون بداية الحريّة والتحرّر ولعب دور هام في القضية المركزية للامة قضية فلسطين، ولا بدّ وأن نُفهِم هذا الجبروت العالمي الطاغي والمتماهي مع المجازر أننا لسنا قطيعا وأن مصالحهم في بلادنا في خطر.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المجازر الشعوب العرب لبنان غزة العرب الاحتلال مجازر مدونات مدونات مدونات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات رياضة مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة هذه العصابة

إقرأ أيضاً:

سبورتس إكسبو 2025.. جلسة نقاشية حول تأثير كرة القدم المجتمعي ودور البرامج التدريبية في تطوير المهارات

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

خلال فعاليات النسخة الثالثة من سبورتس إكسبو
جلسة نقاشية حول تأثير كرة القدم المجتمعي ودور البرامج التدريبية في تطوير المهارات الرياضية والحياتية

جيس بيسيمز: هدفنا تعزيز مهارات التواصل وتشجيع المدربين على تطوير اللاعبين بأفضل طريقة ممكنة
محمد انس: بدأت رحلتي في التدريب لأكثر من ثلاث سنوات، للتعرف على كيفية ربط كرة القدم بالمهارات الحياتية
عبد الرحمن طارق: المهارات الحياتية المكتسبة من خلال التدريب تؤهل اللاعبين لحل المشكلات وتطوير أنفسهم
بسنت طارق: التدريب يمتد لتطوير مهارات التواصل في الحياة الشخصية والمهنية.
نيللي دراج: كرة القدم تعتبر أداة غير سياسية تتيح للجميع المشاركة ويمكن استخدامها لتعزيز المساواة بين الجنسين

شهدت فعاليات النسخة الثالثة من "سبورتس إكسبو" جلسة نقاشية متميزة تحت عنوان "مدربو كرة القدم العالميون: القوة الاجتماعية لكرة القدم"، والتي جمعت نخبة من الخبراء والمدربين الدوليين لمناقشة التأثير العميق لكرة القدم على المجتمعات ودورها في تحقيق التنمية المستدامة.

حضر الجلسة النقاشية التي تم تنظيمها بالتعاون مع Soccerex، كل من نيللي دراج مسئول سياسات الثقافة والرياضة والتنمية بسفارة مملكة هولندا بالقاهرة، وعبد الرحمن طارق يحيى، مساعد رئيس قطاع الناشئين بنادي Zed FC، وجيس بيسيمز رئيس برنامج مدربي العالم - بالاتحاد الهولندي لكرة القدم في مصر، ومحمد انس مسؤول الكشافة في صعيد مصر بأكاديمية رايت تو دريم ومحاضر بالاتحاد الهولندي. وبسنت طارق المحاضر في برنامج مدربي العالم.

شهدت الجلسة مناقشات موسعة حول دور التدريب في تعزيز المهارات الرياضية والاجتماعية، وأهمية كرة القدم كأداة للتنمية المجتمعية. تحدث خلالها خبراء من أكاديميات تدريب عالمية عن تجاربهم في تطوير المدربين، وربط كرة القدم بالمهارات الحياتية، مؤكدين على أهمية الاستثمار في تأهيل المدربين ليصبحوا قادة قادرين على إحداث تأثير إيجابي في مجتمعاتهم.

وأكد المشاركون أن البرامج التدريبية، مثل تلك التي يقدمها الاتحاد الهولندي، ساهمت في نشر المعرفة الكروية على نطاق واسع، وربطت بين مختلف الثقافات من خلال الرياضة. كما تمت الإشارة إلى دور كرة القدم في تعزيز المساواة بين الجنسين وتحقيق الدمج الاجتماعي، وهو ما يتماشى مع الجهود الدولية لدعم الرياضة كوسيلة للتنمية المستدامة.

أعرب جيس بيسيمز رئيس برنامج مدربي العالم - بالاتحاد الهولندي لكرة القدم في مصر، عن سعادته بالمشاركة في الجلسة النقاشية، موضحًا أن أكاديمية  Royal Netherland Football Association تعمل على تدريب مدربي كرة القدم وفقًا لرؤية هولندا، حيث يبدأ التدريب من سن 16 عامًا بهدف تعزيز مهارات التواصل وتشجيع المدربين على تطوير اللاعبين بأفضل طريقة ممكنة. وأضاف أن الأكاديمية، التي تأسست قبل 50 عامًا، درّبت أكثر من 20 ألف مدرب حول العالم، مع التركيز على بناء الروابط الكروية وتوظيف كرة القدم كوسيلة لاكتساب المهارات الحياتية.

شارك محمد أنس مسؤول الكشافة في صعيد مصر بأكاديمية Right to Dream ومحاضر بالاتحاد الهولندي، تجربته في الانضمام إلى البرنامج التدريبي بهدف تطوير معرفته بكرة القدم وفقًا للمنهج الهولندي. وأوضح أنه بدأ رحلته التدريبية في صعيد مصر بمحافظة المنيا حيث حرص على التعرف على أساليب التدريب المختلفة.

وأضاف أن رحلته استمرت لأكثر من ثلاث سنوات، عمل خلالها على ربط كرة القدم بالمهارات الحياتية. كما أشار إلى نجاح البرنامج في جمع متدربين من مختلف المحافظات المصرية، بالإضافة إلى توسيع نطاقه ليشمل دولًا عربية أخرى، مما ساهم في تبادل الثقافات والخبرات.

وأكد عبد الرحمن طارق يحيى، مساعد رئيس قطاع الناشئين بنادي Zed FC، أن تعليم المدربين ليس منتشراً بشكل كافٍ عالميًا، لذا فإن وجود الاتحاد الهولندي لتوفير المعلومات والبرامج التدريبية يعد أمر بالغ الأهمية.

وأشار إلى أن البرنامج، الذي استمر على مدار 10 سنوات، ساعد العديد من الأشخاص على دخول مجال كرة القدم، مشددًا على أن المهارات الحياتية المكتسبة من خلال التدريب تؤهل اللاعبين لحل المشكلات وتطوير أنفسهم، وليس فقط تحسين أدائهم الرياضي.

وقالت بسنت طارق، المحاضر في برنامج مدربي العالم، أنها انضمت إلى البرنامج منذ بدايته، مما أكسبها خبرة كبيرة في دمج المهارات الحياتية مع كرة القدم. وأكدت أن أكاديمية اسباير الدولية للاستشارات تعمل على تدريب المدربين عبر دورات متعددة، مع تقديم تعليقات بنّاءة لتعزيز قدراتهم

وشددت على أن التدريب لا يقتصر فقط على الجوانب الرياضية، بل يشمل أيضًا تطوير مهارات التواصل في الحياة الشخصية والمهنية.

وأكدت نيللي دراج، مسئولة سياسات الثقافة والرياضة والتنمية - سفارة مملكة هولندا بالقاهرة، على أهمية كرة القدم كأداة تنموية فعالة. وأشارت إلى أن كرة القدم تحظى بشعبية كبيرة في مصر والعالم، ويمكن استخدامها لتعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين اللاعبات، بالإضافة إلى تحقيق الدمج الاجتماعي.

كما أشارت إلى أن كرة القدم تعتبر أداة غير سياسية تتيح للجميع فرصة المشاركة، وهو ما يتماشى مع أهداف السفارة الهولندية لتعزيز التعاون الثنائي مع دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مشددة على أن الشعب المصري يدرك قيمة الخبرات الهولندية في هذا المجال.

جدير بالذكر أن سبورتس إكسبو يُعد الحدث الرياضي الأهم في المنطقة، حيث يهدف إلى إحداث نقلة نوعية في المشهد الرياضي من خلال دمج التكنولوجيا بالابتكار، وتوسيع آفاق الاستثمار، وتعزيز تجربة الجماهير. ومن المتوقع أن يستقطب الحدث آلاف الزوار والمئات من الشركات الرياضية، مما يجعله منصة استراتيجية لرواد صناعة الرياضة عالميًا.

مقالات مشابهة

  • سبورتس إكسبو 2025.. جلسة نقاشية حول تأثير كرة القدم المجتمعي ودور البرامج التدريبية في تطوير المهارات
  • 4 أبراج فلكية تحب المال حد الجنون.. قد تؤذي مَن حولها
  • الجامعة العربية: محاولات نزع الشعب الفلسطيني من أرضه أثبتت فشلها
  • وفد مصري يتعرف على أدوار وصلاحيات "الشورى"
  • ولى عهد دولة الكويت: لن ننسى دعم ودور مصر التاريخي في نهضة بلادنا
  • درويش ورسمية وزقزوق وإسماعيل.. تعرف على أفراد عصابة النص في رمضان 2025
  • تفاصيل مشروع قانون العمل 2025 ودور المجلس القومي للأجور
  • صناعات الطباعة تبحث مع المصنفات الفنية آليات تعامل المطابع والشركات ودور النشر
  • غرفة الطباعة تبحث آليات تعامل المطابع مع الشركات ودور النشر
  • غرفة صناعات الطباعة تبحث مع المصنفات الفنية آليات تعامل المطابع مع الشركات ودور النشر