بعد تدمير القرى..إسرائيل أنجزت "الحزام الأول" مع جنوب لبنان
تاريخ النشر: 3rd, November 2024 GMT
خلال عام من الصراع المتصاعد، شاهد الفنان لبنان بعلبكي قريته تتعرض لقصف متكرر، حيث وقعت بين ناري إسرائيل وحزب الله.
يشير هدم القرى إلى أن إسرائيل تطهر شريطاً طوله حوالي 3 كيلومترات على الحدود غير الرسمية بين البلدين.
وتقول صحيفة "فايننشال تايمز" إن بعلبكي، هو قائد الأوركسترا الفيلهارمونية اللبنانية، وابن فنان لبناني بارز، كان يأمل إنقاذ متحف عائلته، وهو مركز ثقافي نادر على التلال في جنوب لبنان.ولكن آماله تبددت في الأسبوع الماضي بعد أن ظهر مقطع فيديو، هدماً متعمداً من الجيش الإسرائيلي لمنزله في العديسة. أنقاض
ومن مكان آمن نسبيًا في بيروت، رأى المنزل الذي بناه والده بشق الأنفس على مدى 25 عاماً والذي دفن فيه والداه يتحول إلى أنقاض. وفي إشارة إلى تأثر أشقائه الستة، ومن بينهم أخته سمية، وهي مغنية، وشقيقه أسامة، وهو فنان معروف، قال لبنان بعلبكي: "كان الأمر مدمرًا لنا جميعاً. عمري 43 عاماً، لذلك أشعر أني فقدت 43 عامًا من حياتي بهذا الدمار".
Israeli bombardment has destroyed a staggering 5,868 buildings in southern #Lebanon (a quarter of all structures), the majority since Oct 2. The destruction doubles every two (!!) weeks - meaning that if there's no ceasefire soon, there won't be many intact buildings left.… pic.twitter.com/Rmoep7Y90k
— Simona Foltyn (@SimonaFoltyn) November 1, 2024وأظهرت صور الأقمار الاصطناعية التي حللتها "فاينانشال تايمز" المبنىالذي دمره الإسرائيليون بين 21 و23 أكتوبر (تشرين الأول). كما أظهرت لقطات فيديو انهيار المباني وسط سلسلة انفجارات متزامنة.
والعديسة واحدة من 30 بلدة وقرية قديمة على الأقل على الحدود ألحقت بها إسرائيل أضراراً جسيمة منذ بداية أكتوبر(تشرين الأول)، وفق تحليل فاينانشال تايمز، كما هدمت خطوط من المباني في 12 بلدة على الأقل في تفجيرات.
يشير هدم القرى إلى أن إسرائيل تطهر شريطاً طوله حوالي 3 كيلومترات على الحدود غير الرسمية بين البلدين، وهو حزام من الأرض يحمل علامات منطقة عازلة. وكشفت لقطات على وسائل التواصل الاجتماعي في الشهر الماضي، عدة تفجيرات محكمة، شملت العديد من المباني، التي سوت مساحات من الأحياء السكنية بالأرض في ضربة واحدة.
The objective in Lebanon is the same as in Palestine. Complete pulverisation. This is the village of Mahbib, in southern Lebanon. Filled with explosive and detonated by the Israeli military. A village in its entirety.
pic.twitter.com/C30PULTjWr
وتتضمن اللحظات التي التقطها الفيديو مبان تفجر في عيترون، وتدمير مسجد قرية يارون. والمنطقة الحدودية هي موطن قرى متفرقة ذات أغلبية مسيحية، وسنية، ودرزية، لكن القرى التي استهدفتها إسرائيل كانت في المقام الأول لمسلمين شيعة يستمد حزب الله الدعم منها.
محيبيب والعديسةفي محيبيب فجرت مبان على قمة التلة، وفي ديرة، دمر تفجير عن بعد مسجداً واحداً على الأقل من مساجد البلدة الثلاثة والمباني المحيطة المتعددة. في العديسة، كانت هناك خمسة انفجارات متزامنة، كل منها بمجموعات متعددة من الانفجارات.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت لصحيفة "فاينانشال تايمز" إن الشريط الذي يبلغ طوله 3 كيلومترات، والذي أسماه "الحزام الأول"، "يتقدم تطهيره من البنية التحتية لحزب الله". وأضاف أن الهجوم البري لقواته على لبنان سيستمر "طالما كانت هناك حاجة إليه".
في وقت سابق هذا العام، وثقت "فاينانشال تايمز" كيف أن الضربات الجوية الإسرائيلية جعلت بالفعل تلك المناطق غير صالحة للسكن، إلى حد كبير.
لكن في سبتمبر(أيلول)، تغيرت أهداف إسرائيل، حيث كثفت حملتها لإضعاف حزب الله، ما أسفر عن مقتل كبار قادة الجماعة وشن آلاف الضربات الجوية في جميع أنحاء البلاد، بالإضافة إلى غزو بري في جنوب لبنان.
تريد إسرائيل الآن أن يكون جنوب لبنان خالياً من حزب الله، وهددت باستخدام القوة إذا لزم الأمر للحفاظ على أي وقف لإطلاق النار، مع حزب الله الذي بدأ إطلاق القذائف على إسرائيل "تضامناً" مع غزة في اليوم التالي لهجوم حماس في العام الماضيوالذي أدى إلى نزوح 60 ألف إسرائيلي.
وعلى مدار أكثر من عام من الهجمات شبه اليومية، دمرت صواريخ حزب الله المنازل، وأشعلت حرائق انتشرت في مساحات واسعة من شمال إسرائيل.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إسرائيل وحزب الله فاینانشال تایمز جنوب لبنان حزب الله
إقرأ أيضاً:
وول ستريت جورنال: إسرائيل لم تحقق هدف تدمير حماس
قالت صحيفة وول ستريت جورنال إن وقف إطلاق النار الهش في غزة بدأ دون أن تحقق إسرائيل هدفها الرئيسي في الحرب بتدمير حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ولكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعد أنصاره اليمينيين المحبطين بأنه سيحقق النصر الكامل الموعود لاحقا.
وذكّرت الصحيفة -في تقرير بقلم ماركوس ووكر- بأن حماس تدعي الفوز رغم خسائرها الفادحة، وتستعرض مقاتليها في شوارع غزة، لأنها حققت هدفها المتمثل في البقاء على قيد الحياة بعد الهجوم، ولكن المكاسب الإستراتيجية كلها من 15 شهرا من الحرب في الشرق الأوسط تقريبا لصالح إسرائيل.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2نيويورك تايمز: هذه سيناريوهات ما ستؤول إليه هدنة غزةlist 2 of 2كاتب روسي: هذه دلالات الاتفاق الإستراتيجي بين روسيا وإيرانend of listورأت الصحيفة أن إسرائيل خرجت من الحرب وهي أقوى، بعد أن نجحت في تقليص حجم العديد من خصومها رغم أنهم ما زالوا يشكلون تهديدا، وأوضحت أن توجيه ضربات ثقيلة لخصوم إسرائيل يعد إنجازا بالنسبة للإسرائيليين وتعويضا لعزلتهم الدبلوماسية، في عالم مروع من حجم الدمار في غزة.
الحرب لم تنتهولكن الحرب لم تنته بعد -حسب الصحيفة- لأن نتنياهو، الذي يتعرض لانتقادات من شركاء الائتلاف اليمينيين المتطرفين، ما زال يؤكد أن إسرائيل يمكنها استئناف القتال بعد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، ولأن تبادل الاتهامات بين إسرائيل وحماس بشأن التراجع عن تفاصيل الاتفاق بدأ حتى قبل عودة أول المحتجزين إلى ديارهم من غزة.
إعلانوقد كانت الحكومة الإسرائيلية والجيش يتبادلان اللوم منذ أشهر على الفشل في القضاء على حماس، إذ يشكو كبار قادة الجيش من عدم وجود خطة لجلب سلطة بديلة لإدارة غزة والضغط على حماس، مما يضيع جهود إسرائيل في ساحة المعركة، وفي كل مرة يأمر نتنياهو الجيش بإنهاء مهمة تدمير حماس، زاعما أن الخطط السياسية مسألة وقت لاحق.
غير أن الكثير يتوقف على الرئيس المنتخب دونالد ترامب، الذي تشمل أولوياته في الشرق الأوسط تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية، وهل سيواصل الضغط لإنهاء القتال، ولكن الهدنة في غزة مثل وقف إطلاق النار الهش في لبنان، قد تؤدي إلى سنوات من الصراع على مستوى أدنى، ولكن ليس إلى السلام.
وقالت وول ستريت جورنال إن حماس خسرت الآلاف من المقاتلين ومعظم كبار قادتها، ولكنها وجدت الكثير من المجندين الجدد بين الشباب في غزة، واستطاعت قتل العشرات من الجنود الإسرائيليين، قال يولي إدلشتاين، وهو عضو بارز في حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو "تعرضت حماس في غزة لضربة شديدة ولكنها لم تنكسر".
ولم تأت الهزيمة الحقيقية لحماس وسط أنقاض قطاع غزة، ولكن على جبهات إسرائيل الأخرى، حيث عانى حلفاؤها في محور المقاومة الإيراني من سلسلة من النكسات، حيث تضرر حزب الله بشدة عندما دمرت إسرائيل، مستفيدة من سنوات من العمل الاستخباراتي، الكثير من قياداته وترسانته من الصواريخ، كما دمرت الطائرات الإسرائيلية الكثير من الدفاعات الجوية الإيرانية.
الضفة الغربية جبهة قادمةومع ذلك تظل حماس -حسب الصحيفة- حركة ذات جذور عميقة ودعم مستمر في مجتمع غزة، وسيعزز اتفاق وقف إطلاق النار والإفراج عن مئات النشطاء الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية مكانتها، حتى لو تم استبعادها رسميا من أي حكومة محلية في المستقبل.
غير أن حركة فتح العلمانية المنافس الرئيسي لحماس، ملطخة بسنوات من الفساد والاستبداد والتعاون مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، ولذلك "يبدو الفلسطينيون في وضع متأرجح بين قيادة تمثل الشلل من جهة وقيادة تمثل الدمار من جهة أخرى"، كما يقول حسين إبيش، من معهد دول الخليج العربية، وهو مركز أبحاث في واشنطن.
إعلانوفي الأسابيع الأخيرة، شنت السلطة الفلسطينية، من أجل إقناع الولايات المتحدة وإسرائيل أنها يجب أن تشارك في حكم غزة، معركة ضد المسلحين في مخيم جنين للاجئين، ولم تحقق قوات قواتها التي فقدت شعبيتها على نحو متزايد، سوى ترسيخ صورتها كمساعد لقوات أمن إسرائيل.
وخلصت الصحيفة إلى أن الضفة الغربية هي المكان الذي قد يغلي فيه الصراع الإسرائيلي الفلسطيني مستقبلا، خاصة أن العنف المتزايد من قبل المستوطنين الإسرائيليين المتطرفين يزعزع استقرار هناك، قال مايكل ميلشتاين، رئيس الشؤون الفلسطينية السابق في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية إنه "من المؤسف أن الضفة الغربية ستكون الجبهة الجديدة".