خلال عام من الصراع المتصاعد، شاهد الفنان لبنان بعلبكي قريته تتعرض لقصف متكرر، حيث وقعت بين ناري إسرائيل وحزب الله.

يشير هدم القرى إلى أن إسرائيل تطهر شريطاً طوله حوالي 3 كيلومترات على الحدود غير الرسمية بين البلدين.

وتقول صحيفة "فايننشال تايمز" إن بعلبكي، هو  قائد الأوركسترا الفيلهارمونية اللبنانية، وابن فنان لبناني بارز، كان يأمل إنقاذ متحف عائلته، وهو مركز ثقافي نادر على التلال في جنوب لبنان.

ولكن آماله تبددت في الأسبوع الماضي بعد أن ظهر مقطع فيديو،  هدماً متعمداً من الجيش الإسرائيلي لمنزله في العديسة. أنقاض

ومن مكان آمن نسبيًا في بيروت، رأى المنزل الذي بناه والده بشق الأنفس على مدى 25 عاماً والذي دفن فيه والداه يتحول إلى أنقاض. وفي إشارة إلى تأثر  أشقائه الستة، ومن بينهم أخته سمية، وهي مغنية، وشقيقه أسامة، وهو فنان معروف، قال لبنان بعلبكي: "كان الأمر مدمرًا لنا جميعاً. عمري 43 عاماً، لذلك أشعر أني فقدت 43 عامًا من حياتي بهذا الدمار".

Israeli bombardment has destroyed a staggering 5,868 buildings in southern #Lebanon (a quarter of all structures), the majority since Oct 2. The destruction doubles every two (!!) weeks - meaning that if there's no ceasefire soon, there won't be many intact buildings left.… pic.twitter.com/Rmoep7Y90k

— Simona Foltyn (@SimonaFoltyn) November 1, 2024

وأظهرت صور الأقمار الاصطناعية التي حللتها "فاينانشال تايمز" المبنىالذي  دمره الإسرائيليون بين 21 و23  أكتوبر (تشرين الأول). كما أظهرت لقطات فيديو انهيار المباني وسط سلسلة انفجارات متزامنة.
والعديسة واحدة من 30 بلدة وقرية قديمة على الأقل على الحدود ألحقت بها إسرائيل أضراراً جسيمة منذ بداية أكتوبر(تشرين الأول)، وفق تحليل فاينانشال تايمز، كما هدمت خطوط من المباني في 12 بلدة على الأقل في تفجيرات.

تطهير شروط حدودي

يشير هدم القرى إلى أن إسرائيل تطهر شريطاً طوله حوالي 3 كيلومترات على الحدود غير الرسمية بين البلدين، وهو حزام من الأرض يحمل علامات منطقة عازلة. وكشفت لقطات على وسائل التواصل الاجتماعي في الشهر الماضي، عدة تفجيرات محكمة، شملت العديد من المباني، التي سوت مساحات من الأحياء السكنية بالأرض في ضربة واحدة.

The objective in Lebanon is the same as in Palestine. Complete pulverisation. This is the village of Mahbib, in southern Lebanon. Filled with explosive and detonated by the Israeli military. A village in its entirety.
pic.twitter.com/C30PULTjWr

— Nicola Perugini (@PeruginiNic) October 16, 2024

وتتضمن اللحظات التي التقطها  الفيديو مبان تفجر في عيترون، وتدمير مسجد قرية يارون. والمنطقة الحدودية هي موطن قرى متفرقة ذات أغلبية مسيحية، وسنية، ودرزية، لكن القرى التي استهدفتها إسرائيل كانت في المقام الأول لمسلمين شيعة يستمد حزب الله الدعم منها.

محيبيب والعديسة

في محيبيب فجرت مبان على قمة التلة، وفي ديرة، دمر تفجير عن بعد مسجداً واحداً على الأقل من مساجد البلدة الثلاثة والمباني المحيطة المتعددة. في العديسة، كانت هناك خمسة انفجارات متزامنة، كل منها بمجموعات متعددة من الانفجارات.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت لصحيفة "فاينانشال تايمز" إن الشريط الذي يبلغ طوله 3 كيلومترات، والذي أسماه "الحزام الأول"، "يتقدم تطهيره من البنية التحتية لحزب الله". وأضاف أن الهجوم البري لقواته على لبنان سيستمر "طالما كانت هناك حاجة إليه".
في وقت سابق هذا العام، وثقت "فاينانشال تايمز" كيف أن الضربات الجوية الإسرائيلية جعلت بالفعل تلك المناطق غير صالحة للسكن، إلى حد كبير.

أهداف إسرائيل

لكن في سبتمبر(أيلول)، تغيرت أهداف إسرائيل، حيث كثفت حملتها لإضعاف حزب الله، ما أسفر عن مقتل كبار قادة الجماعة وشن آلاف الضربات الجوية في جميع أنحاء البلاد، بالإضافة إلى غزو بري في جنوب لبنان.
تريد إسرائيل الآن أن يكون جنوب لبنان خالياً من حزب الله، وهددت باستخدام القوة إذا لزم الأمر للحفاظ على أي وقف لإطلاق النار، مع حزب الله الذي بدأ إطلاق القذائف على إسرائيل "تضامناً" مع غزة في اليوم التالي لهجوم حماس في العام الماضيوالذي أدى إلى نزوح 60 ألف إسرائيلي.
وعلى مدار أكثر من عام من الهجمات شبه اليومية، دمرت صواريخ حزب الله المنازل، وأشعلت حرائق انتشرت في مساحات واسعة من شمال إسرائيل.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إسرائيل وحزب الله فاینانشال تایمز جنوب لبنان حزب الله

إقرأ أيضاً:

كشف السر.. لماذا بقيت إسرائيل داخل 5 نقاط لبنانية؟

نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية تقريراً جديداً تحدثت فيه عن إنسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان يوم الثلاثاء الماضي، بعد مرور 4 أشهر ونصف على شن غزوها البريّ الذي طال جنوب لبنان في الأول من تشرين الأول 2024".   وتحدث التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" عن بقاء الجيش الإسرائيلي خلال الوقت الرّاهن داخل المناطق الـ5 الإستراتيجية في جنوب لبنان، حيث تم بناء مواقع استيطانية جديدة، وأضاف: "إن المدة التي سوف يستغرقها بقاء الجيش الإسرائيلي داخل لبنان سوف تعتمد على الأخير وعلى الدرجة التي سوف يتحرك بها الجيش اللبناني ضد حزب الله ويمنعه من تحويل القرى الجنوبية اللبنانية مرة أخرى إلى تحصينات مسلحة متخفية في زي مدني، تضم أسلحة ثقيلة وتستضيف مسلحين مستعدين لمهاجمة إسرائيل".   التقرير يقول إنه "يمكن لإسرائيل أن تفكر بالإنسحاب الكامل إلى ما وراء الحدود الدولية وفقاً لاتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان وذلك في حال ضمان انسحاب مُقاتلي حزب الله إلى شمال نهر الليطاني وتفكيك البنية التحتية العسكرية للحزب في جنوب لبنان ونشر الجيش اللبناني على طول الحدود"، وأضاف: "قبل كل ذلك، لن يحصل أي انسحاب إسرائيل. لقد خاضت إسرائيل تجربة مؤسفة في مجال انسحاب القوات من لبنان، فقد أقدمت على ذلك في مناسبتين منفصلتين. الأولى كانت على عجل وبطريقة فوضوية في أيار 2000، والثانية في عام 2006 تحت رعاية قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701 الذي وضع حداً لحرب لبنان الثانية آنذاك. ولكن في النهاية، تبين أن كلا الأمرين كانا كارثيين، فقد ملأ حزب الله، بمساعدة سخية من إيران، الفراغ الذي خلفته إسرائيل بسرعة، وحوّل المنطقة إلى منصة لإطلاق هجمات مستقبلية".   وتابع: "لقد حدث هذا لأسباب عدة، أبرزها تردد إسرائيل، بعد الانسحاب، في اتخاذ خطوات مهمة لمنع حزب الله من الاستيلاء على السلطة، وعدم رغبتها في الانجرار مرة أخرى إلى المستنقع اللبناني. لقد كان هذا صحيحاً بشكل خاص في أعقاب حرب لبنان الثانية، فقد دعا قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701 صراحة إلى تحرك حزب الله شمال الليطاني ونزع سلاحه، ولكن لم يتم تنفيذ أي من هذه الشروط. لقد تم تجاهل القرار علناً وبشكل صارخ، لكن إسرائيل لم تفعل شيئاً. وبدلاً من ذلك، وقفت متفرجة بينما كانت قوات حزب الله تتقدم إلى القرى الواقعة على مسافة يمكن رمي الحجارة عليها باتجاه التجمعات الحدودية الإسرائيلية. كذلك، راقبت تل أبيب ترسانة حزب الله من الصواريخ والقذائف تتضاعف عشرة أضعاف من نحو 15 ألف صاروخ قبل حرب 2006 إلى ما يقدر بنحو 150 ألف صاروخ في بداية الجولة الأخيرة من القتال".   وأكمل: "إذا كان لهذا النمط من الانسحابات الفاشلة أن يتغير، فلا بد وأن تكون الأمور مختلفة جذرياً هذه المرة. والواقع أن القرار بإبقاء المواقع العسكرية الإسرائيلية الخمسة داخل لبنان إلى أن يفي اللبنانيون بالتزاماتهم بموجب الاتفاق يشير إلى أن إسرائيل استوعبت هذا الدرس".   واعتبر التقرير أن العمل الجاد من قبل إسرائيل سيمنع تكرار الأخطاء الماضية التي حصلت عند الحدود بين لبنان وإسرائيل، وأضاف: "حتى الآن، كانت العلامات مشجعة. فوفقاً لتقرير بثته إذاعة الجيش الإسرائيلي يوم الثلاثاء، حددت إسرائيل نحو 230 انتهاكاً منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ. لقد تعامل الجيش اللبناني مع الغالبية العظمى من هذه الانتهاكات بعد أن تقدمت إسرائيل بشكوى إلى آلية التنفيذ التي ترأستها الولايات المتحدة والتي أنشئت بموجب اتفاق وقف إطلاق النار. أما الانتهاكات التي لم يتعامل معها الجيش اللبناني، فقد تولت إسرائيل معالجتها بنفسها".   وختم: "إن التصميم الذي تظهره إسرائيل هنا سوف يخلف تأثيرات متوالية في أماكن أخرى. فإذا أثبتت أنها سوف تطبق الاتفاقات حرفياً، فإن الرسالة سوف تكون واضحة ليس فقط للبنان، بل ولحماس أيضاً ومفادها إنَّ إسرائيل لن تسمح بتكرار الأخطاء السابقة، وسوف يتم التعامل مع أي انتهاك للاتفاق الذي تم التوصل إليه من شأنه أن يهدد أمن إسرائيل على الفور وبقوة مميتة". المصدر: ترجمة "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • حزب الله يحاول مراكمة المكاسب
  • إسرائيل تعلن قصف معابر بين سوريا ولبنان
  • حزب الله وحركة أمل يرفضان بقاء العدو في أي جزء من جنوب لبنان
  • إسرائيل تؤكد هوية أحد الجثامين التي استلمتها من حماس
  • حركتا أمل وحزب الله: بقاء إسرائيل في جنوب لبنان مرفوض
  • كشف السر.. لماذا بقيت إسرائيل داخل 5 نقاط لبنانية؟
  • بعد انسحاب إسرائيل..الجيش اللبناني يدخل القرى الحدودية في الجنوب
  • العميد خالد حمادة: النقاط التي تحتفظ بها إسرائيل في جنوب لبنان ذات أهمية إستراتيجية
  • لبنان يجدد مطالبته بخروج إسرائيل ويرفض خرق السيادة
  • القاهرة الإخبارية: إسرائيل انسحبت ولكنها ما زالت تسيطر ناريًا على جنوب لبنان