رأى موقع "Responsible Statecraft" الأميركي أن "تصويت الكنيست هذا الأسبوع على حظر وكالة الأونروا، وهي منظمة المساعدات الإنسانية الرئيسية في الأراضي الفلسطينية، هو أحدث جريمة إسرائيلية فادحة في حربها المستمرة منذ عام في غزة. وتؤكد هذه الخطوة، التي ستؤثر على مليوني مدني تحت الحصار في غزة، على نقطة محورية: توقع الحكومة الإسرائيلية أن تستسلم إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لكل ما تريد تل أبيب القيام به في هذه الحرب، حتى تكتيكات التجويع، والآن أيضًا في لبنان.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية إنه إذا لم يتراجع الكنيست عن تصويته، فقد تكون هناك "عواقب بموجب القانون الأميركي". ولكن بالحكم على سلوك الولايات المتحدة، فإن أي عواقب ستقتصر على الكلمات، وليس على القيود المفروضة على الدعم العسكري أو السياسي الأميركي".   وبحسب الموقع، "إن توقيت هذا الحظر على الأونروا، الذي رعاه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وأعضاء حكومته الأكثر تطرفًا، لم يكن مصادفة. فهو يعلم أنه يتمتع "باللعب الحر" في أي شيء يريد القيام به، على الأقل حتى الانتخابات يوم الثلاثاء، لكنه لا يستطيع أن يكون متأكدًا من أنه بعد ذلك لن يجد بايدن الشجاعة اللازمة لإخبار إسرائيل بأن هذا "يكفي". ونظرًا لدعم بايدن طوال حياته المهنية لسلوك إسرائيل، فمن غير المرجح أن يحدث ذلك. في الوقت نفسه، تنظر إدارة بايدن إلى أرقام استطلاعات الرأي في ما يتعلق بالانتخابات في الولايات المتأرجحة، ولا سيما ميشيغان وويسكونسن. وتشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أن ترامب يكتسب دعمًا من الناخبين الأميركيين العرب في الأيام التي سبقت الانتخابات".
وتابع الموقع، "في الوقت نفسه، ينقسم الحزب الديمقراطي، وربما ناخبوه أيضًا، بشأن قضية إسرائيل. مرة أخرى، لا أحد يعرف كيف ستتراكم الأرقام. من الواضح أن إدارة بايدن-هاريس تركز على منع هذه القضية من إغراق فرصهم في الاحتفاظ بالبيت الأبيض. وأكمل وزير الخارجية أنتوني بلينكن للتو زيارته الحادية عشرة للمنطقة منذ السابع من تشرين الأول. وأثناء وجوده هناك، تضمنت محادثاته جهودًا لتجديد المفاوضات لوقف العمليات العسكرية في غزة على الأقل والإفراج عن بعض الرهائن المحتجزين لدى حماس. للوهلة الأولى، إنها مهمة حمقاء، وبالتالي من المرجح أن تكون مصممة لطمأنة هؤلاء الناخبين بأن بايدن لا يزال يعمل على وقف الحرب".   وأضاف الموقع، "في غضون ذلك، كان المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية بيل بيرنز في إسرائيل ومصر على التوالي يوم الخميس لتعزيز الجهود الأخيرة الرامية إلى وقف إطلاق النار في غزة ولبنان، ولكن هذه الجهود أيضاً لم يكن لها أي أمل في النجاح. وكان هناك حدث آخر من المرجح أن يكون قد تزامن مع الانتخابات الأميركية، وهو قرار نتنياهو بمهاجمة إيران الأسبوع الماضي بسبب هجماتها الصاروخية على إسرائيل. والواقع أن بايدن أعطاه الضوء الأخضر علناً. لقد وافقت إسرائيل على المطالب الأميركية بالحد من الأهداف في إيران إلى المواقع العسكرية، وبالطبع، كان الحذر الإسرائيلي يتوافق أيضًا مع مصلحتها الذاتية في عدم الدخول في خلاف مع الدول الأخرى المنتجة للبتروكيماويات في المنطقة، بما في ذلك كل تلك الدول التي لديها اتفاقيات إبراهيمية مع إسرائيل".   وبحسب الموقع، "لكن مثل هذه القيود المفروضة على الهجمات لم تدفع إسرائيل إلى التوقف عن مهاجمة غزة ولبنان، الأمر الذي أدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين. وفي الثالث عشر من تشرين الأول، حذرت الولايات المتحدة إسرائيل من أن الفشل في زيادة تدفق المساعدات إلى غزة "قد يخلف آثاراً على السياسة الأميركية بموجب المذكرة رقم 20 المتعلقة بإمدادات الأسلحة الأميركية في حالات الصراع والقانون الأميركي ذي الصلة". ولكن الموعد النهائي الافتراضي لن ينتهي إلا في الثاني عشر من تشرين الثاني، وليس من الواضح ما إذا كان التحذير المستتر بشأن خفض الدعم العسكري كافياً لإجبار نتنياهو على السماح حتى بالمساعدات الإنسانية. ولكن إذا وافقت إسرائيل على هذا الطلب الأميركي بشأن المساعدات، فمن المؤكد أن واشنطن سوف تستمر في دعمها غير المحدود للأعمال العسكرية الإسرائيلية، باستثناء تلك التي تشنها ضد إيران. وعلى هذا فإن سمعة الولايات المتحدة في ممارسة القوة بذكاء والالتزام بالمبادئ الإنسانية سوف تستمر في تلقي الضربة القاسية".
وختم الموقع، "يتعين على بايدن، بالتشاور مع الرئيس المنتخب الجديد، أن يستخدم أخيرًا أدوات القوة الأميركية للتحرك وليس مجرد الحديث لتعزيز إنهاء القتال الذي يعد، من بين أمور أخرى، السبيل الوحيد لإعادة الرهائن، وفي المستقبل، لترسيخ الاستقرار والسلام في المنطقة". المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فی غزة

إقرأ أيضاً:

هجمات إسرائيل على اليمن.. هل تردع الحوثي أم تمنحه الشرعية والقوة؟ (تقرير)

لاقت الضربات التي شنتها دولة الاحتلال الإسرائيلي، واستهدفت منشآت حيوية، في العاصمة صنعاء ومحافظة الحديدة الخاضعتين لسيطرة الحوثيين، ردود فعل متباينة، بين أوساط اليمنيين.

 

الغارات التي بدأت عند الساعة الرابعة والنصف من فجر الخميس، تركزت على منشآت مدنية حيوية في كل من العاصمة اليمنية صنعاء، ومدينة الحديدة، حيث استهدفت محطات الكهرباء والطاقة في شمال وجنوب صنعاء، فيما استهدفت ميناء الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي بالحديدة.

 

وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الحوثيين بالمزيد من الهجمات، وقال إن من يمس إسرائيل "سيدفع ثمنا باهظا للغاية"، بعد ساعات من شن تلك الغارات.

 

وقال نتنياهو في بيان إنه "بعد حركة حماس وحزب الله ونظام الأسد في سوريا، أصبح الحوثيون تقريبا الذراع الأخير المتبقي لمحور الشر الإيراني". وأضاف "يتعلم الحوثيون وسيتعلمون بالطريقة الصعبة أن من يمس إسرائيل سيدفع ثمنا باهظا للغاية".

 

ويعد هذا ثالث هجوم تشنه إسرائيل على اليمن منذ بداية الإبادة بغزة في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وكان الأول في يوليو/ تموز الماضي، والثاني في سبتمبر/ أيلول الفائت، عبر استهداف ميناء الحديدة ومنشآت الوقود في محطة توليد الكهرباء بالمدينة.

 

وأدان مجلس القيادة الرئاسي، العدوان الاسرائيلي الجديد على الاراضي اليمنية، محملا في ذات الوقت جماعة الحوثي، مسؤولية التصعيد والانتهاك للسيادة الوطنية، داعيا إياها الى تغليب مصلحة الشعب اليمني على أي مصالح اخرى.

 

وقد دانت جماعة الحوثي "الهجمات الإسرائيلية الأميركية وقالت إنها "جرائم حرب إرهابية، تأتي استمرارا لمسلسل الإجرام في المنطقة. وذكرت أن "القصف الأميركي الإسرائيلي للمنشآت المدنية كمحطات الكهرباء والموانئ يكشف حقيقة نفاق الغرب، ويسقط كل ادعاءاته الإنسانية".

 

وحظيت الغارات الإسرائيلية، بردود فعل متباينة في أوساط اليمنيين، منهم من اعتبرها انتهاك للسيادة وتدخل سافر، هدفها الإضرار بالمصالح الحيوية لليمن، فيما يرى آخرون أنها انقاذ للحوثيين ومنحهم الشرعية، اذ من المفترض أن توجه تلك الضربات لاستهداف قيادات الجماعة كما فعلت إسرائيل في جنوب لبنان واستهدافها قيادة حزب الله.

 

تخادم حوثي إسرائيلي

 

وفي السياق قال سفير اليمن في لندن، الدكتور ياسين سعيد نعمان، إن "على الاسرائيليين وهم يستعرضون عضلاتهم بتدمير مقدرات الشعب اليمني، أن يدركوا أنهم يقدمون هدية لا تقدر بثمن للحوثيين الذين لا يعنيهم شيء من أمر اليمن واليمنيين، وما شيدوه بعرقهم وكفاحهم طوال حياتهم، جيلاً وراء جيل".

 

وأضاف نعمان "الحوثي عصابة خارجة عن القانون سيطرت على جزء من اليمن، وهي تبحث عن شرعية لتبرير هذه القرصنة بتشغيل صواريخ إيران ومسيراتها تحت يافطة "غزة"، وتنتظر بفارغ الصبر القصف الاسرائيلي للمنشآت اليمنية بمثل تلك الصورة التي لم تعد تتسع لها قلوب تعج بالأحزان والأوجاع".

 

 

وقال "اسرائيل تسوق الحوثي ضمن عملية تخادم بين الطرفين، تستغفل العقل العربي المنفعل بمأساة غزة، فاسرائيل تبحث عن أي مبرر لمواصلة ذبح غزة وتدميرها، والحوثي يبحث عن شرعية لعصابته، ويقدم مقدرات اليمن ثمناً لصاروخ ضال يقال إنه أطلق على تل أبيب".

 

ذبابة تصارع وحشاً كاسراً

 

الكاتب والدبلوماسي اليمني السابق، مصطفى احمد نعمان يقول "لا يمكن ولا يجوز أن يمنيا يعلن عن رضاه أو سعادته أو أن يتغاضى عما قامت به إسرائيل من قصف لمنشآت مدنية مملوكة لكل الشعب اليمني".

 

وأضاف "لكن هذا الفعل الاسرائيلي القبيح والمدان هو نتيجة حتمية للعبث المدمر الذي يمارسه الحوثيون من استدعاء صريح ودعوة مفتوحة لقصف بلادهم وتدمير ما تبقى من بناها التحتية".

 

 

ويرى أن الحوثيين مازالوا يعيشون وهم أنهم قوة تستطيع مقارعة الكبار في هذا العالم، ولا يدرك عبدالملك الحوثي أنه مجرد ذبابة تصارع وحشا كاسرا"، متابعا "الذبابة قد تزعج لكنها حتما ستقتل".

 

وزاد النعمان "لقد انتهكت أعراض الناس ونهبت مدخراتهم وأوقفت مرتباتهم ونسفت بيوت كثير منهم، وهكذا تسبب الحوثيون بغرورهم وتعاليهم في جلب كل الشر إلى اليمن، واليوم يدفع كل اليمنيين ثمن هذه العنجهية والتكبر، ولم ينفعوا الفلسطينيين بشيء".

 

الانتشاء والقوة

 

في حين قال الباحث مصطفى الجبزي، قال إن الجماعة الحوثية تتشابه مع إسرائيل حد التطابق في استعراض القوة لمجرد الاستعراض.

 

وأشار إلى أن هناك ثلاثة مواقف يمنية تجاه الضربات الاسرائيلية: الحوثيون ينتشون لهذه الضربات يستجلبونها لإنها تخرجهم من ورطة سياسية واخلاقية يمنية وتضعهم في موضع الفاعل الدولي الذي يناطح أمريكا واسرائيل.

 

وذكر أن أغلبية يمنية لا تناصر الحوثي، لكن موقفها المبدئي من القضية الفلسطينية يجعلها تتحسس من التدخل الإسرائيلي في اليمن الذي يجرح كرامتها، لأنه لا يحقق هدف غير مضاعفة معاناة اليمنيين وهدم مقدراتهم، يتمنون الخلاص ولكن على إلا يكون على يد إسرائيل".

 

 

وتابع الجبزي "موقف ثالث أقل لا يكترث لمن سيقوض الحوثيين"، مردفا "لن تزيد إيران عن اكثر من بيان ادانة. إسرائيل تتدخل لتؤكد تفوقها العسكري امام عمليات حوثية ليست أكثر من رمزية".

 

مقامرة بمقدرات اليمن

 

المحلل السياسي غمدان اليوسفي "هذا الدمار الذي يستدعيه الحوثي لتدمير بنيتنا التحتية هو دعوة لسوق سوداء سيتاجر بها هو ومشرفيه ويستخرجون بها مبالغ من المساكين".

 

وأكد أن كل قذيفة إسرائيلية هي عبارة عن سوق سوداء للحوثي، فاليمنيون يخسرون مع كل صاروخ يطلقه الحوثي باتجاه الفضاء وهو يربح".

 

 

وقال اليوسفي "لم يخوله أحد بحرب إسرائيل، بينما نحن من يدفع الثمن"، مشيرا إلى أن هذه المناظر (التدمير) هي التي تفرح قلب الحوثي.

 

وأفاد "مناظر بلدنا تدمر وهو يحاول فرض هذه المسرحية على اليمنيين وأنه يحارب إسرائيل وهو يأكل أقواتهم ويدمر مؤسساتهم ويسجنهم ويقتلهم".

 

ورقة ضغط

 

الإعلامي عبدالله اسماعيل كتب "يعرف الحوثي جيدا أن هياطه وخردواته التي يعلن اطلاقها على الكيان الصهيوني، وارهابه على الشحن البحري في البحر الأحمر، ستكون نتائجها ضرب اليمن، وتدمير مقدراته".

 

وأضاف "هو يعرف ويدرك جيدا انه لا يمتلك القوة الرادعة، وأن قوته الوحيدة لم تنفعه الا في قتل اليمنيين تدمير بلادهم، ولا يملك دفاعا جويا، او قدرة على إطفاء حريق لطيران الاحتلال في ميناء الحديدة، والذي انتظره الى ان تم اخماده ذاتيا".

 

 

واستدرك "لكنه يعرف جيدا كيف يختبئ، ويراهن على بقائه ورقة وظيفية لم تستغن عنها قوى دولية، ترى في بقائه خدمة لأهداف زعزعة المنطقة، وخدمة التفاهمات مع ايران، وتسليمه الكامل لأوامر ايران التي تستخدمه لتحويل اليمن الى ساحة للهمجية الصهيونية والغربية بعيدا عن أرضها ومصالحها".

 

وزاد "لا أحد يرضى أن تضرب بلاده، ولا أن تدمر مقدراتها، ولا أن يتحول اليمنيون في مناطق الاحتلال الحوثي الى دروع بشرية، يستثمر الحوثي الإيراني دماءهم لتعظيم الحاجة اليه، بعيدا عن تحوله هو الى هدف".

 

جرائم حرب

 

من وجهة نظر أخرى قال الصحفي المولي للحوثيين رشيد الحداد "العدوان أمريكي بريطاني، واستهداف مصالح خدمية من قبل واشنطن، يندرج في إطار جرائم الحرب".

 

 

وأضاف "لن يضروكم إلا أذى، أمريكا أكدت بهذا الهجوم الذي يمكن وصفة بالعنيف أنها موجوعة". مستدركا "لا خطوط حمراء في البحر الأحمر، انتهى زمن الغطرسة والهيمنة الأمريكية والصهيونية".

 

 

 

 


مقالات مشابهة

  • بايدن يوقع على مشروع قانون التمويل ويجنب إغلاق الحكومة الأميركية
  • تقرير دولي: حماية الانتخابات الليبية تعتمد على مبادرات رقمية مبتكرة مثل “فلتر”
  • تقرير أمريكي: الانتخابات المحلية تعكس قدرة ليبيا على تنظيم عمليات ديمقراطية رغم الانقسامات
  • هجمات إسرائيل على اليمن.. هل تردع الحوثي أم تمنحه الشرعية والقوة؟ (تقرير)
  • هذا ما يفعله حزب الله الآن.. تقريرٌ إسرائيلي يكشف
  • تحذيرٌ عن وضع لبنان الصحيّ.. تقريرٌ أممي يكشف!
  • الكونغراس ينتظر تقرير من بايدن بشأن الإمارات والسودان
  • عاجل - رئيس إندونيسيا: "قمة الثمانية" هدفها إدانة انتهاكات إسرائيل في لبنان وغزة
  • رئيس إندونيسيا: «قمة الثمانية» هدفها إدانة انتهاكات إسرائيل في لبنان وغزة
  • ماذا كشفت الخارجية الأميركية عن انتخابات الرئاسة في لبنان؟