إنتهاء الحرب سريعاً.. كيف يخدُم حزب الله؟
تاريخ النشر: 3rd, November 2024 GMT
لماذا يحتاج "حزب الله" إلى إنهاء الحرب بأسرع وقت؟ السؤال هذا هو الأكثر طرحاً في الوقت الراهن وسط "العرقلة" التي طالت المساعي الأميركية الهادفة لوقف إطلاق النار في جنوب لبنان بين الحزب وإسرائيل.
عملياً، فإن "حزب الله" ما زال المسيطر ميدانياً في جنوب لبنان، كما أن مقاومته للتوغلات الإسرائيلية تؤكد أن قوته العسكرية لم تتزعزع على اعتبار أنّ إسرائيل لم تستطع احتلال أي بلدة لبنانية بشكل كامل أو إقامة أي موقع فيها.
أمام كل المُجريات الميدانية، فإنّ إسرائيل لم تستطع تثبيت نفسها داخل لبنان والأمر هذا يرتبطُ بشدّة الضربات التي ينفذها الحزب على محاور قتالية عديدة.. ولكن، لماذا يجب على الحزب الإسراع بإنهاء الحرب وما هي مصلحته من وراء ذلك؟
بكل بساطة، فإنّ المرحلة التي وصل إليها "حزب الله" دقيقة جداً، فقدراته العسكرية ما زالت محفوظة لكن استمرار القتال لوقتٍ طويل قد يؤدي إلى استنزاف، وهذا الأمر قد يسعى الحزب لتجنبه خصوصاً بعد سلسلة الضربات التي طالته وتحديداً على صعيد منظومة الإتصالات خلال شهر أيلول الماضي، ناهيك عن اغتيال قادة كبار وعلى رأسهم أمين عام "حزب الله" الشهيد السيد حسن نصرالله. تقول مصادر معنية بالشأن العسكري لـ"لبنان24" إن قدرة صمود "حزب الله" كبيرة جداً، لكن الأهم وسط كل ذلك هو الحفاظ على القدرات لمرحلة مقبلة، وتحديداً بعد تسوية جديدة لا تُلغي دور الحزب بل تجعل دوره ونطاقه في منطقة بعيدة نوعاً ما عن الحدود. ضُمنياً، فإنه من مصلحة الحزب الآن، بحسب المصادر، التفرّغ أكثر لتحصين جبهته الجديدة والحفاظ قدر الإمكان على عناصره وعلى تكتيكاته العسكرية وخبرائه من أجل مرحلة لاحقة تعتبر مفصلية جداً في تاريخه وتحديداً إن انسحب خلف شمال نهر الليطاني مُبتعداً عن الحدود.
لهذا السبب، فإن إنهاء الحزب للحرب بأسرع وقت ممكن للحفاظ على عناصره الأساسيين من خبراء ومتخصصين في الحرب، هو العامل الأهم لتحصين جبهته الداخلية لأن عملية الترميم تحتاجُ إلى وقت طويل، وبالتالي فإن الحرب ستشغل الحزب أكثر عن تسوية أموره بشكل مُوسّع، علماً أن الورشة الداخلية ضمن الحزب مستمرة وهناك تقدم كبير على صعيدها.
في مقابل كل ذلك، فإن مصلحة الحزب في إنهاء الحرب ترتبط بأمور ميدانية أيضاً وهي "إراحة" خطوط الإمداد من أي قصف، كما أن مناطقه ترتاح قليلاً من الاعتداءات التي تطالها من قبل العدو الإسرائيلي. إن تم النظر في عمق الأمور، فإن وقف إطلاق النار يجعل الحزب يتنفس الصعداء من أجل التفكير بالخطوات الجديدة، لكن استمرار الحرب سيبقي الحزب على تأهبه، وبالتالي زيادة الإرهاق مع الوقت.
الأهم من هذا كله هو أن انتهاء المعركة سيريح الحزب داخلياً وخصوصاً وسط سعي إسرائيل لضرب مناطق لبنانية مختلفة يقيم فيها نازحون. في الواقع، فإن إسرائيل تسعى لإحداث شرخ داخلي عبر تنفيذ استهدافات في مناطق ليست محسوبة على الحزب، لكن الهدف من وراء ذلك هو التأسيس لفتنة لا يريدها الحزب ولا يسعى أبداً للوصول إليها لأن الأمر لا يصب في مصلحته.
وعليه، فإن "حزب الله" سيتعاطى مع المخاطر الداخلية تبعاً لعدم تفاقمها انطلاقاً من قاعدة أن الأولوية لمجابهة إسرائيل وليس لإزكاء الوضع الداخلي الذي يقف على حافة الهاوية.
إذاً، في الخلاصة، فإنّ الحفاظ على "العقول" ضمن الحزب، تأمين خطوط الإمداد ووقف القصف وتجنب الفتنة، هي أولويات مهمة للحزب، وبالتالي لا يمكن تجنبها نهائياً لأنها تشكل لبنة أساسية للمرحلة المقبلة التي ينتظرها الجميع، وتحديداً في فترة "ما بعد الحرب". المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
إسرائيل لن تنسحب ولا تمديد لاتفاق وقف النار بل أمر واقع!
كتبت سابين عويس في"النهار": تتسارع الاتصالات والمشاورات السياسية في سباق مع الوقت نحو إنجاز سريع لعملية تأليف الحكومة، كما وعد الرئيس المكلف نواف سلام، الذي قال إنه سيعمل ٢٤ ساعة من ٢٤ و٧ أيام من ٧ لهذه الغاية، في مسعى لتجاوز قطوع انتهاء مهلة الستين يوماً على اتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل مطلع الأسبوع المقبل، وتحديداً في السابع والعشرين من الشهر الجاري، نظراً إلى الأهمية القصوى المعلقة على وجود حكومة تواكب هذا الموعد، وتسحب من يد إسرائيل ذريعة تمديد مهلة بقائها في الأراضي اللبنانية التي تربطها بعدم جهوز الجيش للانتشار في مواقع الاحتلال في القرى والبلدات الجنوبية.
فإسرائيل لا تفوت مناسبة للإعلان عن نيتها تمديد فترة احتلالها لما بعد السابع والعشرين من كانون الثاني الجاري، كما أنها لا تضيّع لحظة لاستكمال عملياتها في إطار البحث عن مستودعات أسلحة وذخائر لـ"حزب الله"، في ذروة الانشغال اللبناني بالملف الحكومي وانطلاقة العهد الجديد، ما يهدد موعد الانسحاب ولا يجعله نهائياً، على ما سبق لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن قاله وكرره، بأن الجيش الاسرائيلي لا يتعامل مع التاريخ المحدد للانسحاب على أنه مقدّس.
وكان لافتاً رفع الحزب سقف تهديداته في المقابل، من خلال ما أعلنه أول من أمس أمينه العام الشيخ نعيم قاسم، ومؤداه أن "المقاومة ستبقى عصية على المشروع الأميركي - الإسرائيلي، وهي مستمرة وقوية وجاهزة وأمينة على دماء الشهداء لتحرير الأرض وفلسطين"، وهذا موقف يندرج في سياق الخروج عن اتفاق وقف النار والإجراءات المندرجة فيه، على نحو يهدد هذا الاتفاق ويعيد الأوضاع إلى مربعها الأول.
هذه المخاوف كان عبّر عنها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارته الأخيرة لبيروت، وقد حرص على لقاء عضوي اللجنة العسكرية المشرفة على تطبيق الاتفاق. وكانت مصادر فرنسية أعربت لمراسلة "النهار" في باريس الزميلة رندة تقي الدين أمس عن الخشية من التحديات الكبيرة التي لا تزال تواجه لبنان في ظل السلاح الكثير الموجود لدى الحزب، علما أن خطر هذا السلاح يتمدد إلى الداخل ما لم يتم استيعابه داخل الجيش، متوقعة أن يتأخر انسحاب إسرائيل من الجنوب بعض الوقت نظراً إلى بقاء هذا السلاح في عدد من المواقع، وأن الدولة العبرية قد لا تلتزم موعد انتهاء مهلة الستين يوماً. وعلمت "النهار" أن السبب الحقيقي الذي يكمن وراء عدم استعداد الجيش الإسرائيلي لالتزام اتفاق وقف النار المهلة المحددة، أنه لم ينجز بعد عمليات التمشيط التي يقوم بها، بحثاً عن مخازن الأسلحة، والتي هي في الواقع عمليات تدمير وحرق للقرى والبلدات الجنوبية. فهو أعلن إنجاز العمليات المتصلة بالقطاع الغربي، فيما عمليات القطاع الأوسط تنتهي اليوم، وقد استغرقت خمسة أسابيع، فيما كانت التقديرات رجّحت إنجازها في خمسة أيام، وذلك بعدما تم اكتشاف ١٠٠ مخزن.
ويستبعد الجيش الإسرائيلي أن ينجز القطاع الشرقي الذي لم يبدأ العمل فيه بمهلة أسبوع. وهذا يعني أن الجيش سيبقى فترة أطول مما يتوقع، قد تصل إلى شهر، على أنقاض ممتلكات اللبنانيين، بعدما تبين أنه لا يزال هناك كميات كبيرة من السلاح، كما أعلنت المصادر العسكرية الفرنسية، التي بدا كلامها بمثابة التمهيد لتمديد الاحتلال الإسرائيلي. ونفت المعلومات المتوافرة أن يكون هناك بحث جارٍ في شأن تمديد اتفاق وقف النار، مؤكدة أن الوضع سيبقى على حاله في إطار الأمر الواقع الذي سيفرض نفسه على الأرض، ما لم يبادر الحزب إلى خطوة متهورة في استهداف المواقع الإسرائيلية على نحو يعيد تأجيج الحرب.
وقد أثار هذا الكلام خشية لدى أوساط سياسية لبنانية بسبب العاملين اللذين تتذرع بهما إسرائيل، أي استمرار وجود أسلحة لدى الحزب من جهة وعدم جهوز الجيش لاستكمال انتشاره في الفترة الباقية قبل انتهاء المهلة، من جهة أخرى. ومصدر هذه الخشية تعذر تحقق العاملين، أولاً بسبب افتقاد أي جهة رسمية قاعدة معلومات أو إحصاء لحجم الأسلحة التي لا يزال يمتلكها الحزب، ما يعني أنه لا يمكن تقدير الوقت الذي سيستغرقه نزع السلاح. فيما يكمن العامل الثاني في صعوبة انتشار الجيش بسبب عدم جهوزيته الكاملة مع استمرار تأخر وصول الدعم المالي واللوجيستي له، ما يجعل مهمة نزع السلاح أكثر صعوبة، وخصوصاً إذا لم يحصل بتوافق داخلي، لا مؤشرات له حتى الآن.
لهذه الأسباب، ترى الأوساط أن الانسحاب الإسرائيلي ضروري وملحّ في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة التي تمر فيها البلاد، على أعتاب تأليف حكومة جديدة، لا تبدو طريقها خالية كلياً من الألغام ومطبات المطالب والمحاصصات، مشيرة إلى أن أهمية هذا الانسحاب في موعده لسحب أي ذريعة من الحزب للعودة إلى التمسك بالمقاومة مقابل الأصوات الداخلية والخارجية المرحبة والمرتاحة لما آل إليه الوضع اللبناني، مع إعادة تكوين سلطة جديدة من خارج المنظومة القائمة. وتأمل هذه الأوساط أن تعمد واشنطن إلى الضغط على إسرائيل لإنجاز الانسحاب من أجل تكريس المكاسب المحققة بفعل اتفاق وقف النار والتمهيد لتطبيق القرار الدولي ١٧٠١.