مظاهرات أوروبية تندد بالعدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان
تاريخ النشر: 3rd, November 2024 GMT
شهدت مدن أوروبية عدة أمس السبت مظاهرات تندد باستمرار الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان تزامنا مع الذكرى الـ107 لوعد بلفور الذي أدى إلى تسريع إنشاء دولة إسرائيل.
بريطانيافقد خرج عشرات الآلاف من المتظاهرين في العاصمة البريطانية لندن بمسيرة انطلقت من مقر الحكومة البريطانية وصولا إلى مبنى السفارة الأميركية في لندن.
وطالب المتظاهرون الحكومتين البريطانية والأميركية بوقف تسليح إسرائيل ووقف تواطؤهما في حربها على غزة ولبنان ووقف الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني، حسب وصفهم.
وألقت الأمينة العامة لاتحاد الجامعات والكليات في بريطانيا جو غرادي كلمة أمام المتظاهرين أشارت فيها إلى مقتل أكثر من 43 ألف فلسطيني على يد إسرائيل في غزة.
كما نظم أشخاص وجماعات داعمون لإسرائيل احتجاجات مضادة على طول طريق المسيرة.
ألمانياتجمّع أكثر من ألف شخص قرب محطة مترو في برلين، للتنديد بالهجمات التي تشنها إسرائيل على غزة منذ أكثر من عام، والتضامن مع الشعب الفلسطيني.
وسار المتظاهرون في محيط المحطة رافعين أعلام فلسطين ولافتات تطالب الحكومة الألمانية بالتوقف عن تزويد إسرائيل بالأسلحة التي تستخدم في قتل الشعب الفلسطيني.
وأوقفت قوات الشرطة الألمانية العديد من المتظاهرين خلال المسيرة، مما أدى إلى حدوث مواجهات، وتعرّض العديد من المشاركين الداعمين لفلسطين للعنف والتوقيف.
واضطر المشاركون في المظاهرة إلى إنهائها بسبب تدخل الشرطة لتفريقهم، وبعد رفضهم مغادرة المكان أوقفت الشرطة مجموعة كبيرة أخرى من المتظاهرين.
طالب المتظاهرون في العاصمة السويدية ستوكهولم بوقف إسرائيل هجماتها على قطاع غزة ولبنان، وتحقيق وقف إطلاق النار.
وتجمّع المتظاهرون في منطقة أودينبلان وساروا باتجاه مبنى البرلمان السويدي حاملين دمى أطفال، في إشارة إلى الأطفال الذين قتلوا بآلة الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة.
وطالب المتظاهرون بإيقاف الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل في قطاع غزة، ودعوا إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة ولبنان.
فرنسافي وسط العاصمة الفرنسية باريس قطع متظاهرون حركة المرور في أحد الشوارع دعما للشعبين الفلسطيني واللبناني، وتنديدا بالقصف الإسرائيلي على غزة ولبنان.
تركيانظمت مجموعة من الأتراك وقفة احتجاجية أمام السفارة البريطانية بأنقرة في ذكرى وعد بلفور، وردد المشاركون في الوقفة التي دعت إليها منصة "التضامن مع فلسطين" التركية شعارات مناهضة لبريطانيا.
وفي كلمة له خلال الوقفة قال المسؤول في المنصة عزيز أوغوزهان قره مان إن وعد بلفور ليس حدثا تاريخيا بقي في الماضي، بل حقيقة حية للإبادة الجماعية التي تشهدها فلسطين.
وأشار إلى أن الإبادة الجماعية التي تشهدها فلسطين هي من آثار وعد بلفور، مؤكدا أن الاحتلال والقمع مستمران في الأراضي الفلسطينية منذ ذلك الوعد حتى اليوم.
وأضاف أن معرض خطايا بريطانيا لا يتكون من وعد بلفور فحسب، لكن ذلك الوعد لا يمكن تجاهله باعتباره وثيقة تاريخية من الماضي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات على غزة ولبنان وعد بلفور أکثر من
إقرأ أيضاً:
نهاية أم مخرج سياسي.. ماذا حول صفقة "إقرار بالذنب" التي اقترحها الرئيس الإسرائيلي بشان نتنياهو؟ "تفاصيل"
في تطور سياسي وقانوني لافت داخل إسرائيل، دعا الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ إلى دراسة إمكانية إبرام صفقة "إقرار بالذنب" مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يواجه تهمًا بالفساد قد تضع مستقبله السياسي والشخصي في مهب الريح. هذه المبادرة تعيد إلى الواجهة تساؤلات كبيرة حول مصير نتنياهو وحجم التحديات السياسية والقانونية التي تواجهها إسرائيل في ظل أوضاع داخلية وإقليمية متأزمة.
خلفية القضية: نتنياهو في قفص الاتهام
يُحاكم نتنياهو منذ سنوات بتهم تتعلق بالرشوة وخيانة الأمانة والاحتيال في عدة ملفات فساد معروفة في الأوساط الإسرائيلية. رغم محاولات مستمرة للطعن في الاتهامات واللجوء إلى الاستراتيجيات السياسية للبقاء في الحكم، إلا أن الضغوط القضائية تزايدت مع الوقت.
وظهرت فكرة صفقة الإقرار بالذنب عدة مرات في السنوات الأخيرة، لكنها كانت تصطدم برفض نتنياهو التام لأي تسوية تعني انسحابه من المشهد السياسي، الذي يعتبره خط دفاعه الأساسي. القبول بهذه الصفقة يعني الإقرار بوصمة عار قانونية تمنعه من تولي أي منصب رسمي مستقبلًا، وهي خطوة لم يكن مستعدًا لها حتى الآن.
تفاصيل صفقة الإقرار بالذنبوفقًا لما نشرته صحيفتا "يديعوت أحرونوت" و"هآرتس"، تتضمن الصفقة خروج نتنياهو من الحياة السياسية مقابل عدم دخوله السجن. الصفقة تعتمد على إقرار نتنياهو جزئيًا أو كليًا ببعض المخالفات، بعد تعديل لائحة الاتهام لتقليل خطورة الجرائم المزعومة.
مقابل ذلك، ستسقط النيابة العامة بعض التهم أو تقبل بعقوبة مخففة، ما يجنبه المحاكمة الطويلة واحتمال السجن الفعلي. هذه الاستراتيجية القانونية، المعروفة عالميًا باسم "صفقة الإقرار بالذنب"، تتيح إنهاء القضايا الجنائية بسرعة لكنها غالبًا ما تكون محفوفة بالجدل السياسي والأخلاقي.
السياق الدولي: مذكرات اعتقال إضافية تلاحق نتنياهولا تقتصر التحديات القانونية لنتنياهو على المحاكم الإسرائيلية فقط. ففي نوفمبر 2024، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، بتهم تتعلق بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.
وجاء في بيان المحكمة أن هناك أسبابًا منطقية للاعتقاد بأن نتنياهو وغالانت أشرفا على هجمات استهدفت السكان المدنيين واستخدما التجويع كسلاح حرب. كما أشارت المحكمة إلى أن الجرائم شملت القتل والاضطهاد وأفعالًا غير إنسانية أخرى.
الكشف هذه الأوامر ضاعف من الضغوط على نتنياهو داخليًا وخارجيًا، وساهم في تعقيد حساباته السياسية والقانونية.
احتمالات المستقبل: إلى أين يتجه المشهد الإسرائيلي؟دخول الرئيس هرتسوغ على خط الأزمة يعكس قلق المؤسسة السياسية من تداعيات استمرار محاكمة نتنياهو على استقرار الدولة. فالخيار بين محاكمة رئيس وزراء حالي أو سابق وسجنه، أو التوصل إلى تسوية سياسية قانونية تخرجه بهدوء من المشهد، يحمل في طياته آثارًا سياسية واجتماعية عميقة.
ورغم أن إبرام صفقة الإقرار بالذنب قد يبدو مخرجًا مناسبًا للعديد من الأطراف، إلا أن قبول نتنياهو بها لا يزال بعيد المنال. فنتنياهو، الذي يَعتبر نفسه ضحية ملاحقات سياسية، قد يفضِّل المضي قدمًا في المعركة القضائية حتى النهاية، آملًا في البراءة أو في انقلاب سياسي لصالحه.
أما إسرائيل، فهي تجد نفسها أمام مفترق طرق: هل تواصل السير في طريق المواجهة القانونية بكل تبعاته، أم تلجأ إلى تسوية مكلفة سياسيًا لكنها تتيح طي صفحة من أكثر الفصول إثارة للانقسام في تاريخها الحديث؟
تطرح مبادرة الرئيس هرتسوغ سؤالًا وجوديًا على إسرائيل: ما هو ثمن العدالة وما هو ثمن الاستقرار السياسي؟ بغض النظر عن النتيجة، فإن مصير بنيامين نتنياهو سيكون علامة فارقة في مسار السياسة الإسرائيلية للسنوات المقبلة.