هل تتحرر أفريقيا من قرارات الدول العظمى بعد الانقلاب في النيجر؟
تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT
نشرت صحيفة "الغارديان" مقال رأي للكاتبة نسرين مالك حول أزمة النيجر، قالت فيه إن الأفارقة وليس القوى الدولية هي من ستحدد طريق القارة بعد الانقلاب على الرئيس محمد بازوم، معتبرة أن هناك "حزام انقلابات" يمتد على طول القارة، ويمضي على طول الساحل ويقطع شمال ومنطقة الصحراء الأفريقية.
وأضافت في مقال ترجمته "عربي21": "الافتراض أن موسكو وواشنطن هما من سيمليان الأحداث، وهو ما لا يقبله قادة المنطقة، وهنا الأمل".
وفي 10 آب/أغسطس أصبحت النيجر حيث تمت الإطاحة بالرئيس المنتخب من نخبة عسكرية، الحلقة الأخيرة التي أكملت الدول التي يديرها انقلابيون. وهو تاسع إنقلاب في وسط أفريقيا منذ عام 2020.
واعتبرت الكاتبة أن الانقلابات في القارة الأفريقية ينظر إليها على أنها نكسة، لأنها تدفع نحو الحكم العسكري وإضعاف الديمقراطية بناء على نزوات الرجال الأقوياء وتدخلهم، لكن الأمر أكثر تعقيدا وربما كان مثيرا للأمل.
ورأت أن الحديث عن دور روسيا في انقلابات القارة الأفريقية لم يكن صحيحا بالكامل، معتبرة أن مجموعة "فاغنر" تعمل في على الأرض للفت انتباه الولايات المتحدة والتدافع الدبلوماسي، بشكل يخلق انطباعا أن هذه الإنقلابات هي مناوشات بالوكالة على السلطة ونيابة عن أنظمة أجنبية وهو ما يخفي الديناميات الحقيقية على الأرض.
وأشارت إلى أن الأزمات في أفريقيا ساهم في تقوية الحكومات للسيطرة على الحكم، ونمت بذور اليأس وفقدان الإرادة لدى السكان الفقراء، حيث يقوم القادة أقوياء باستغلالها.
وتابعت: "من السهل أن تجمع هذه الأسباب ضمن نتيجة عدمية وهي أن مناطق في أفريقيا تتميز بهذه الأشكال وتظل بالتالي عرضة لدوامة العنف. ولكن هذه المشاكل البنيوية توجد جنبا إلى جنب مع محاولات بناء وتنشئة ديمقراطية مستدامة".
والنيجر هي قصة جيدة للأخبار، فرئيسها المخلوع وصل إلى الحكم عام 2021 وهو أول رئيس يتسلم السلطة بطريقة سلمية ومنذ الإستقلال. وهو رئيس شهد انقلابا قبل تولي المنصب.
وفي السودان الجزء الأخير من حزام الإنقلابات في الشرق، فقد شهد ثورة شعبية ضد حكم عمر البشير الذي أطيح به في عام 2019، ثم جاء انقلاب في تشرين الأول/أكتوبر 2021 لوقف جهود الإنتقال السياسي والقضاء على طموحات الشباب، ثم الترنح نحو حرب بين فصيلين عسكريين. والنتيجة هي منظور يحمل املا، رغم أنه لا يبدو كذلك، ذلك أن القارة لم تعد تتقبل التعامل مع الإنقلابات كشيء مقبول.
وكانت نتيجة أنقلاب النيجر هي الرد من المجموعة الإقتصادية لغرب أفريقيا (إكواس)، وهو أمر غير مسبوق، وهددت المجموعة برد عسكري لو لم يعد الإنقلابيون الرئيس إلى السلطة. وألغت المجموعة لقاء لتحديد تفاصيل العملية العسكرية مرتين، لكن التهديد والشجب القوي لم يتغير. وفي الأسبوع الماضي فعلت المجموعة حالة التاهب لدى قواتها للتدخل، حيث قال الرئيس النيجيري بولا طنيبو أن كل الخيارات على الطاولة.
وقال الخبير بالشأن الأفريقي هاوارد فرينتش "هذه حقيقة لا يمكن تجاهلها" وأن "الأفارقة سيكسرون المشهد الجيوسياسي للقارة عن المتطفلين الأجانب، مهما كانت عضلاتهم قوية، فمصيرها أن تلعب دورا ثانويا".
ووسط التأطيرات التي تستعيد الحرب الباردة والحسابات العسكرية بشأن العدوى الجهادية والشكوى من خسارة المستعمرين السابقين التأثير، فإن انقلاب النيجر والتي سبقته قد تكون طريقا لمستقبل يعتمد فيه مستقبل واستقرار القارة بناء على شروطها وليس دوائر البحث والتحليل والبنتاغون.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة النيجر أفريقيا روسيا امريكا النيجر روسيا أفريقيا صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
قرب حدود الجزائر.. مقتل 11 جندياً من النيجر في هجوم إرهابي
سقط 11 جندياً في النيجر الجمعة في هجوم تبنته جماعة موالية لتنظيم القاعدة في شمال البلاد قرب الحدود مع الجزائر، ودفنوا السبت وفق مصادر محلية والإذاعة الرسمية.
وقال موقع "إير إنفو"في مدينة أغاديز في صحراء شمال النيجر: "دفنت جثث 11 عنصراً من قوات الدفاع والأمن النيجرية أمس السبت في المقبرة الإسلامية ببلدية أغاديز". وأكدت الإذاعة الوطنية مساء أمس السبت هذه المعلومات والحصيلة، وتحدثت عن "كمين نصبه قطاع طرق مسلحون أثناء قيامهم بدورية".وأعلنت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، وهي فرع لتنظيم القاعدة الإرهابي في النيجر، مسؤوليتها عن الهجوم.
وتتعرض قوات الدفاع والأمن النيجرية في هذه المنطقة أحيانا لهجمات مسلحين، لكنها لا تُنسب عادة إلى المتطرفين الذين ينشطون بشكل أكبر في الجزء الغربي والجنوبي الغربي للبلاد، قرب مالي وبوركينا فاسو. وتُعتبر صحراء شمال النيجر، والقريبة أيضاً من ليبيا، ممراً معروفاً بمختلف أشكال الاتجار بالبشر، ونقطة عبور لآلاف المهاجرين الأفارقة الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا.
Niger Buries Fallen Soldiers Killed in Agadez Ambush
Eleven members of the Nigerien Defence and Security Forces out of the 15 that were killed were laid to rest today at the Muslim cemetery in Agadez urban municipality, following an ambush near Ekadé Malane.
The burial… pic.twitter.com/dlffgfqYTK
ومن المقرر تشكيل قوة مشتركة من 5 آلاف جندي من النيجر، وبوركينا فاسو، ومالي قريبا لمكافحة انعدام الأمن.