تفرض مليشيا الحوثي الإرهابية حصاراً مسلحاً خانقاً على كبريات قرى بني ضبيان في محافظة ذمار (وسط اليمن)، وتمارس شتى طرق التخريب والعبث بالمزارع، لغرض استفزاز المواطنين وتفجير الوضع عسكرياً والانتقام من أهالي المنطقة التي لفظتهم منذ أيامهم الأولى وتحديدا في العام 2017، فما كان من أحد قيادتها -آنذاك- إلا تصويب بندقيته نحو أحدهم وقتله بدم بارد، ولاذ بالفرار إلى الجماعة التي رفضت تسليمه للعدالة لينال عقابه، حتى اقتص منه قبل أيام أحد أقارب الضحية.

وأفادت مصادر قبلية وكالة خبر، أن حملة عسكرية حوثية مكونة من عشرات الأطقم، تفرض حصارا خانقاً لليوم السادس على التوالي على منازل الأهالي المنحدرين من قبيلة "بني عبدالله" في قرية "الركبين" بني ضبيان، التابعة إدارياً لمديرية الحدا، بذريعة مقتل المشرف الحوثي "نعمان واصل" الاثنين الفائت، برصاص مسلح قبلي في مدينة زراجة مركز مديرية الحدا.

وأوضحت المصادر أن الحملة الحوثية المسنودة بعشرات المسلحين، تشن منذ اليوم الأول لها حملة اختطافات بحق أبناء قبيلة "بني عبدالله" ومن تصادفه منهم دون التفريق بين شاب أو طفل أو طاعن في السن، واقتادت بصورة تعسفية أكثر من 20 شخصاً بينهم كبار في السن إلى سجونها.

وذكرت المصادر، أن الحملة الحوثية اعتدت على أبناء قبيلة "بني عبدالله"، ما أدى إلى إصابة ‏"محمد صالح علي الضبياني"، شقيق المواطن الذي قُتل برصاص المشرف الحوثي "نعمان واصل" قبل أربع سنوات.

وتسبب الحصار الحوثي الخانق، بمنع وصول الغذاء والماء والدواء إلى عشرات الأسر، ما تسبب بتفاقم وضعها الإنساني، بينما يواصل عناصر المليشيا استفزاز أبناء القبيلة، بالعبث بمزارعهم وعسر أراضي "القات" بهدف تفجير الوضع عسكرياً وجرهم إلى الحرب.

ووفقاً للمصادر، تعود جذور القضية إلى يونيو من العام 2017م، عند صعود عناصر حوثية تنحدر من "بني واصل" إلى منبر المسجد وادئها للصرخة الخمينية وهو السلوك الذي اعترض عليه الأهالي، مطالبين إياها بالمغادرة وتأدية الصرخة في الجبهات.

وبدورها ردة العناصر الحوثية الإرهابية على اعتراض الأهالي بتصويب فوهات البنادق نحو صدورهم العارية، وقتل قبلي وإصابة آخر بدم بارد.

ولم تكتف المليشيا الحوثية بهذا القدر من الجريمة، حيث أقدم اليوم التالي المشرف "نعمان واصل" على قتل المواطن "جلال صالح الضبياني"، أمام منزله وبين أطفاله في القرية ذاتها وقت الإفطار.

وبحسب المصادر، لاذ المشرف الحوثي بالفرار فور ارتكاب جريمته، واحتمى بالمليشيا التي نصبّته مشرفاً، وسط رفض قاطع لتسليمه للعدالة لأكثر من سبع سنوات، حتى لقي حتفه بيد أحد أقارب الضحايا أخذا بثأر قريبهم.

وأكدت مصادر قبلية، أن المليشيا تعمدت حماية المشرف "واصل" ورفضت تسليمه للعدالة لجر القبائل إلى الأخذ بالثأر، وهي الوسيلة الوحيدة التي تمكنها من الانتقام من أبناء المنطقة، ليس لـ"واصل"، وإنما رفض القبائل مشروعها منذ وقت سابق.

وأضافت، استغلت المليشيا الموقف وفرضت حصارا بربريا، ومارست استفزازات عديدة، ما يزيد الوضع تأزما.

في الوقت نفسه، تقول العديد من المصادر إن جميع الأهالي يؤكدون على أن قضية مقتل "واصل" ثأر قبلي، وكان الأحرى بالحوثيين تسليمه لا حمايته لنحو سبع سنوات، ولكن المليشيا تعمل جاهدة على تسييسها بهدف الانتقام منهم على خلفية رفضهم لافكارها وعدم انخرط ابنائهم في مشروعها الطائفي.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

إقرأ أيضاً:

مليشيا الحوثي تغتال مواطنًا في الحوبان بتعز وسط استمرار الانتهاكات ضد المدنيين

في جريمة جديدة تضاف إلى سجل الانتهاكات التي ترتكبها مليشيا الحوثي بحق المدنيين، أقدمت عناصر المليشيا المتمركزة في نقطة الحوبان بمحافظة تعز السبت 15 مارس/آذار 2025 على اغتيال المواطن عبدالله محمد عبدالله المخلافي أثناء توجهه إلى قريته في مخلاف شرعب، حيث تم إطلاق الرصاص عليه مباشرة دون أي مبرر، ما أدى إلى وفاته على الفور.

وبحسب مصادر محلية، فإن المخلافي لم يكن يشكل أي تهديد، وكان في طريقه إلى قريته عندما أوقفته عناصر المليشيا في النقطة العسكرية وقامت بتصفيته بدم بارد، في مشهد يعكس حجم الجرائم التي تمارسها المليشيا بحق المواطنين العزّل في المناطق الخاضعة لسيطرتها.

سجل دموي في نقطة الحوبان

لم تكن هذه الجريمة الأولى التي تُرتكب في نقطة الحوبان، إذ سبق أن نفذت مليشيا الحوثي عمليات قتل وإصابة بحق عدد من المدنيين الذين يمرون عبر هذه النقطة، في انتهاك صارخ لكل القوانين الإنسانية والدولية.

وتُعد نقطة الحوبان إحدى أكثر النقاط العسكرية التي يستخدمها الحوثيون لفرض قبضتهم الأمنية المشددة على تحركات المدنيين، حيث تُسجّل بشكل مستمر عمليات اعتقال وإخفاء قسري، بالإضافة إلى فرض الجبايات والإتاوات على المسافرين.

دعوات للتحقيق وإيقاف الجرائم

أثارت هذه الجريمة موجة غضب واسعة بين أبناء تعز والمناطق المجاورة، حيث طالب ناشطون حقوقيون ومنظمات إنسانية بفتح تحقيق عاجل في الحادثة، ومحاسبة مرتكبيها، مؤكدين أن استمرار هذه الجرائم بحق المدنيين يعكس غياب أي التزام من قبل المليشيا بالقوانين الدولية، وضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية السكان من بطشها.

وتأتي هذه الجريمة في ظل تصاعد انتهاكات الحوثيين في مختلف المناطق الخاضعة لسيطرتهم، وسط صمت دولي يفاقم معاناة المواطنين الذين يعيشون تحت القمع والبطش المستمر.

استمرار الانتهاكات في تعز

تشهد محافظة تعز حصارًا خانقًا من قبل مليشيا الحوثي منذ سنوات، حيث يفرضون قيودًا مشددة على حركة المواطنين ويمنعون وصول المساعدات الإنسانية، في ظل استمرار القصف والاستهداف الممنهج للأحياء السكنية.

وتشير تقارير حقوقية إلى أن المليشيا ارتكبت مئات الجرائم بحق المدنيين في تعز، شملت القتل العمد، والاعتقالات التعسفية، والتعذيب، مما يزيد من معاناة أبناء المحافظة التي تعاني من وضع إنساني متدهور بسبب الحصار المفروض عليها.

مطالبات بتدخل دولي

دعا حقوقيون ومراقبون المجتمع الدولي إلى ممارسة مزيد من الضغوط على مليشيا الحوثي لوقف انتهاكاتها بحق المدنيين، مشددين على ضرورة إدراج القيادات الحوثية المتورطة في هذه الجرائم ضمن قوائم العقوبات الدولية، والعمل على تقديمهم للعدالة.

وتبقى قضية المواطن عبدالله محمد عبدالله المخلافي واحدة من بين مئات الجرائم التي تستدعي تحركًا جادًا لوقف مسلسل القتل والانتهاكات المستمرة التي تمارسها المليشيا بحق اليمنيين.

مقالات مشابهة

  • مبادرات مستمرة لحماية المستهلكين والمعتمرين.. الغذاء والدواء: رصد 52 منشأة مخالفة خلال 800 جولة تفتيشية
  • ترامب يعلن شن ضربات أمريكية "حاسمة" ضد مليشيا الحوثي
  • «محامو الطوارئ»: الدعم السريع تنفذ مداهمات وتحاصر المدنيين في شرق الخرطوم
  • مليشيا الحوثي تغتال مواطنًا في الحوبان بتعز وسط استمرار الانتهاكات ضد المدنيين
  • "الغذاء والدواء" تضبط 52 ألف منتج طبي وتجميلي مخالف خلال شهر
  • “الغذاء والدواء” ترصد 52 منشأة مخالفة خلال 800 جولة تفتيشية في يناير 2025
  • الجماعات التكفيرية تفرض حصاراً مشدداً على 30 قرية في الساحل السوري
  • مليشيا الحوثي تعتدي على بائع برتقال في إب وتصادر بضاعته وسيارته
  • منظمة: مليشيات الحوثي تمنع أهالي قرية بذمار من إقامة صلاة التراويح وتعتقل إمام المسجد
  • عاجل | حماس: سكان غزة يعانون حصارا للأسبوع الثاني والاحتلال يمنع إدخال الغذاء والدواء والوقود في جريمة تجويع جديدة