الجزيرة:
2025-04-10@20:13:44 GMT

لماذا ترامب هو حلم نتنياهو الأكبر؟

تاريخ النشر: 3rd, November 2024 GMT

لماذا ترامب هو حلم نتنياهو الأكبر؟

لا يدّخر نتنياهو جهدًا للتأثير على سير الانتخابات الرئاسية الأميركية في أيامها وساعاتها الأخيرة، على الرغم من إعلان جيشه الإسرائيلي أن الهجوم الأخير على أهداف عسكرية إيرانية محدودة، إنما هو انتقام من الصواريخ الإيرانية التي استهدفت العمق الإسرائيلي في الأول من شهر أكتوبر الماضي.

كان نتنياهو وأركان حربه في عجالة من أمرهم، وهم يقررون هجومًا محدودًا على إيران قُبيل الانتخابات الأميركية؛ لرغبتهم أيضًا في ترسيخ اعتقاد طالما وجّهه ترامب لإدارة بايدن بأن العالم أصبح أكثر اضطرابًا في عهدها، مما قد يساهم في دفع عجلة الفوز لحملة ترامب الانتخابية في سباق الميل الأخير.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2واشنطن بوست: الناخبون أمام أسوأ خيارات في تاريخ الولايات المتحدةlist 2 of 2طريق ترامب وهاريس يتقاطع قبل 3 أيام من الانتخابات والتصعيد اللفظي مستمرend of list

ولكن لماذا يُفضّل رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو المرشح الجمهوري، الرئيس السابق ترامب، على المرشحة الديمقراطية ونائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس؟

لم يصرّح نتنياهو علانيةً باسم مرشحه المُفضّل في الانتخابات الأميركية؛ لاعتبارات سياسية وتقاليد دبلوماسية تحول دون ذلك، بيد أن القارئ لمسيرة نتنياهو الذاتية ومكره السياسي يلاحظ أن هناك العديد من الدلائل والبواعث السياسية التي تشير لرغبة نتنياهو في ترجيح كفة الانتخابات الرئاسية لصالح ترامب.

وفي تصريح نادر لأحد زعماء الحزب الديمقراطي، قال مؤخرًا السيناتور الأميركي المرموق كريس مورفي إن نتنياهو ربما يرغب في التأثير على الانتخابات الرئاسية لصالح ترامب من خلال إفشاله توقيعَ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وكذلك من خلال تصعيده المفاجئ للحرب في لبنان.

استخفاف وابتزاز نتنياهو لإدارة بايدن

يفضح تعاطي نتنياهو مع إدارة بايدن – قبل وأثناء حرب غزة ولبنان حاليًا – استخفافًا وابتزازًا بالغين.

فبينما تجاهل نتنياهو تجاهلًا واضحًا رغبة إدارة بايدن الخجولة في تخفيف المعاناة الإنسانية في غزة بعد الأسابيع الأولى للحرب، نتيجةً لضغط الجماعات الليبرالية في الحزب الديمقراطي، وتصاعد حدة سخط بعض الجماعات الطلابية في الجامعات الأميركية، أظهر نتنياهو في الوقت نفسه ابتزازًا صارخًا تجاه إدارة بايدن؛ ليحصل على الدعم العسكري تلو الدعم، دون تقديم أدنى حد من التنازلات للوصول إلى وقف إطلاق النار في غزة.

حاول بايدن دون جدوى حصر الصراع في قطاع غزة؛ حتى لا يخرج من نطاق السيطرة في سنة انتخابية مهمة في الولايات المتحدة، قبل أن يقرر لاحقًا التنحي عن ترشح الحزب الديمقراطي للرئاسة الأميركية، ولكن كانت لنتنياهو أهداف ومآرب سياسية أخرى، لا تبالي بالمستقبل السياسي لبايدن، أو المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس.

استغلّ نتنياهو ضعف شخصية بايدن، وتعاطفه التام مع الصهيونية في رفض توسلات الأخير بعدم دخول الجيش الإسرائيلي مدينة رفح بغزة، بل تمادى نتنياهو في توسيع رقعة استهداف آلة الدمار الإسرائيلية لتشمل لبنان، واليمن، وسوريا، والآن العمق الإيراني.

وفي الجانب الآخر، أعاب ترامب على إدارة بايدن، تحذير الأخيرة لحكومة نتنياهو من اجتياح مدينة رفح، والكوارث الإنسانية التي قد تحدث عقبه، الأمر الذي تجاهله نتنياهو كليًا. امتدح ترامب عدم إذعان نتنياهو لرغبة بايدن حيال مدينة رفح، التي لولاها – حسب زعم ترامب – لما تمكّن الجيش الإسرائيلي من اغتيال القائد العسكري الفلسطيني يحيى السنوار.

يحمل نتنياهو مشروعًا كبيرًا للسيطرة على الشرق الأوسط وابتلاع ما تبقّى من الأراضي الفلسطينية، تصفيةً كاملةً للقضية الفلسطينية حتى لا تقوم بعدها للفلسطينيين ولا لدولتهم المستقبلية قائمة.

لقد أغرى الخذلان العربي والإسلامي والصمت الفاضح للمجتمع الدولي، حيال غزة والضحايا الفلسطينيين، نتنياهو بتبني أطروحات التيار اليميني المتطرّف في توسيع دائرة الحرب وإحكام الهيمنة الإسرائيلية على منطقة الشرق الأوسط.

ويؤمن نتنياهو بقدرته على تمرير مثل هذا المشروع الخطير على الأمن الإقليمي والعالمي تحت أعين إدارة ترامب القادمة. ويساعد نتنياهو في تحقيق هذه الأهداف إغفال الرئيس السابق ترامب في خطاباته السياسية، وبرنامجه الانتخابي الحالي الإشارة لقضايا حقوق الإنسان في العالم، وخاصةً فيما يتعلق بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

كذلك ينظر نتنياهو إلى كامالا هاريس باعتبارها امتدادًا لإدارة بايدن، ولعلّها ستكون أكثر تأثّرًا باليسار الديمقراطي الأميركي من الرئيس الحالي بايدن. ولكن هذا لا يعني إطلاقًا أن فوز كامالا هاريس سيمثل خسارة للعلاقات الإستراتيجية الأميركية الإسرائيلية، فستظل هاريس صديقة مُخلِصة لإسرائيل لا يُضيرها جحود ونكران نتنياهو لإحسان وأفضال إدارة بايدن غير المحدودة.

احتقار ترامب للمؤسسيّة الأميركية وتقاليدها

يبدو ترامب أكثر الرؤساء الأميركيين احتقارًا للمؤسسيّة الأميركية واستخفافًا بأبعاد الإستراتيجيات العميقة في العلاقات الدولية والمصالح الأميركية على المدى البعيد.

لقد تصرّف ترامب تصرفًا أحمقَ حينما تجاهل تعاطي رؤساء الولايات المتحدة السابقين مع قضية ووضعية القدس في إطار النزاع العربي الإسرائيلي. فالقدس بالنسبة لترامب – ذي الخلفية المعروفة في تجارة العقارات – ليست سوى بلدة قديمة لا يجد حرجًا في الاعتراف بها كعاصمة لدولة إسرائيل؛ لينقل مقر السفارة الأميركية إليها ثمنًا لدعم الملياردير الأميركي الصهيوني شيلدون أديلسون، والذي تقود أرملته حاليًا حملةً مماثلة لنزع اعتراف ترامب بأحقية ضم إسرائيل للضفة الغربية مستقبلًا.

وينطبق الحال كذلك على مرتفعات الجولان التي أقرّ ترامب بضمها لدولة إسرائيل في خطوة لا تخدم إطلاقًا مصالح الولايات المتحدة في المنطقة بأي حال من الأحوال، ومخالفة كذلك للمواثيق والقرارات الدولية الصادرة من مجلس الأمن الدولي في هذا الشأن.

ولا غرابة أيضًا في نظرة ترامب نحو غزة، حيث لا يراها سوى شريط ساحلي – كما صرّح زوج ابنته اليهودي الأميركي بذلك أيضًا – يستطيع إخلاء سكانها الفلسطينيين منها، وتحويلها إلى منتجعاتٍ وملاهٍ بحريةٍ سياحيةٍ عالمية.

يتجاهل ترامب وصهره حقائق التاريخ وميراثه المرسوم على كل شبر من جغرافية فلسطين ليقرّرا بجهالة شأنَها كما يشاءان، وكما يحلم ويتمنّى نتنياهو في مشروعه التوسعي اليميني المتطرف.

ويعتقد نتنياهو كذلك أن فوز ترامب بولاية ثانية سيمنحه حرية أكبر في مواجهة إيران وبرنامجها النووي، وربما استدراج الولايات المتحدة لحرب ضدها، وذلك بما يكنّه ترامب من عداء مستحكم ضد الجمهورية الإسلامية.

فقد قامت إدارة ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي الذي وقعته إدارة سلفه أوباما في خطوة غير عادية في الأعراف والاتفاقيات الدولية، إذ نادرًا ما ينقض رئيس أميركي اتفاقًا دوليًا وقّعتْ عليه إدارة أميركية سابقة، دون دفوعات ومسوغات قانونية وسياسية قوية لذلك.

كان ترامب أكثر جرأة من أسلافه الرؤساء الأميركيين في استهداف قيادات الجيش الإيراني، حينما اغتال الطيران الأميركي في عملية عسكرية سافرة قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني في مطلع عام 2020. لذا يظن نتنياهو أن إدارة ترامب القادمة، إذا حالفه الفوز في هذه الانتخابات، ستكون أكثر خصومةً ضد إيران من إدارة هاريس، التي ربما تحاول اتباع الوسائل والضغوط الدبلوماسية قدر المستطاع مع النظام الإيراني.

وبالإضافة إلى ما سبق، يُعدّ ترامب الرئيس الأميركي الوحيد في القرن الواحد والعشرين الذي حقّق اختراقًا كبيرًا في التطبيع العربي الإسرائيلي برعايته ودفعه لتوقيع اتفاقيات أبراهام بين إسرائيل وأربع دول عربية دون تثبيت الحقوق الفلسطينية المشروعة المنصوص عليها في القرارات الدولية، واتفاقيات السلام السابقة مثل أوسلو.

فليحلم نتنياهو بما شاء وكيف يشاء فيمن يتولى رئاسة الولايات المتحدة، ولكن من سيقرّر مصير الشرق الأوسط مستقبلًا هم أولئك الأطفال العُزّل في غزة وغيرهم من ضحايا العدوان الإسرائيلي الغاشم، الذين تحمّلوا أهوالًا تنوء بحملها الجبال ويشيب لها الوِلْدان.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الولایات المتحدة کامالا هاریس إدارة بایدن نتنیاهو فی إطلاق ا فی غزة

إقرأ أيضاً:

كيف صار الأميركيون الخاسر الأكبر من رسوم ترامب؟

خسرت الأسهم الأميركية تريليونات الدولارات عقب إعلان الرئيس دونالد ترامب فرض رسوم جمركية كبيرة على الواردات، كما تراجعت مؤشرات الأسهم العالمية، مثل مؤشر نيكي الياباني ومؤشر داكس الألماني، مع تضرر التجارة العالمية من الرسوم الجمركية.

وانتعشت الأسهم بعد أن أشار ترامب إلى أنه يجري مفاوضات مع دول، مثل اليابان وكوريا الجنوبية، للوصول إلى ما وصفته سكرتيرته الصحفية، كارولين ليفيت، بـ"صفقات تجارية مصممة خصيصًا".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2البورصة الأميركية تفتح على انخفاض رغم صعود البورصات العالمية بعد تعليق رسوم ترامبlist 2 of 2الذهب يرتفع والنفط يتراجع بعد تعليق رسوم ترامب الجمركيةend of list

وطرح موقع (فوكس Vox) سؤالًا عن مدى سرعة إنجاز هذه الصفقات من دون إحداث مزيد من الفوضى في الأسواق المالية.

الأميركيون.. وليس الأثرياء

وحسب الموقع، فإن ثمة تصور، بأن أداء سوق الأسهم يؤثر في المقام الأول على الأثرياء، وفي هذا شيء من الحقيقة إذ امتلك أغنى 10% من الأميركيين 93% من إجمالي الأسهم الأميركية في عام 2023، وفق بيانات بنك الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي).

لكن الأمر ليس بهذه البساطة، وفق التقرير، فغالبية الأميركيين لديهم أموال مرتبطة بالأسهم، وعليه فإن انخفاض السوق يُسبب ضررًا واسع النطاق وأشد وطأة على الأفراد ذوي الثروات المحدودة الذين قد يكونون أقل قدرة على انتظار هدوء تقلبات السوق.

من يستثمر في سوق الأسهم؟

يمتلك غالبية الأميركيين (62%، وفقًا لمؤسسة غالوب) أسهمًا بشكل أو بآخر، سواء كانت أسهما فردية أم من الاستثمار في خطط التقاعد وحساباته الفردية وصناديق الاستثمار المشتركة ومعاشات التقاعد.

إعلان

ويستثمر عدد أكبر من الأميركيين في سوق الأسهم أكثر من أي وقت مضى منذ عام 2007، عشية الركود الكبير، ويعود ذلك جزئيًا إلى أن شراء الأسهم أصبح أسهل من أي وقت مضى مع ظهور أدوات الاستثمار، مثل صناديق المؤشرات المتداولة والمنصات الإلكترونية.

ويأتي ذلك أيضا من الضرورة؛ ففي ظل المخاوف بشأن مستقبل استحقاقات الضمان الاجتماعي، ومع تخلي معظم الشركات عن معاشاتها التقاعدية، يمتلك نحو 70 مليون أميركي الآن خطط تقاعد.

وحسب التقرير، فإن نسبة كبيرة من الأميركيين ذوي الدخل المتوسط ​​والمنخفض يمتلكون كذلك أسهمًا ويعتمدون على عوائدها لتمويل تقاعدهم، وحتى أعضاء نقابة عمال السيارات المتحدة، وهم من أكبر مؤيدي رسوم ترامب الجمركية، لديهم أموال في سوق الأسهم من معاشاتهم التقاعدية المضمونة من النقابة.

وقد لا يملك أولئك الذين يقتربون من سن التقاعد أو المتقاعدون فعلا الوقت الكافي لتجاوز انخفاض سوق الأسهم، ويشهدون انكماش حساباتهم، ما يضطرهم إلى خفض استثماراتهم.

ومن هذا المنطلق، فإن تقلبات السوق الناجمة عن رسوم ترامب الجمركية لا تقتصر على نخب وول ستريت.

الأكثر تضررا

ومن نواح عدة، من المتوقع أن يكون الأميركيون العاديون الأكثر تضررا من التداعيات الاقتصادية لرسوم ترامب الجمركية، التي دفعت الاقتصاديين الأميركيين إلى رفع احتمالات ركودهم بشكل كبير.

وقد لا يشهدون انخفاضًا في صافي ثرواتهم نتيجةً لرد فعل سوق الأسهم فحسب، بل قد يتوقعون أيضًا ارتفاعًا في الأسعار وسوق عمل أكثر صعوبة.

ونظرًا لمواجهة الشركات تكاليف أعلى بفعل الرسوم الجمركية، من المتوقع أن يتحمل المستهلك ذلك على شكل ارتفاع في الأسعار، ويتوقع الاقتصاديون، أن تؤدي الرسوم الجمركية إلى انخفاض قدره 3789 دولارًا في الدخل المتاح للأسرة الأميركية المتوسطة.

وقد تُجبر الشركات الأميركية كذلك على خفض التكاليف بتقليص قوتها العاملة، ما قد يؤدي إلى زيادة في البطالة.

إعلان

وفي المجمل يشير كل هذا إلى أن رسوم ترامب الجمركية قد تُؤدي إلى عكس ما وصفه ترامب، أن التأثير المقصود منها: "جعل أميركا ثرية مرة أخرى".

مقالات مشابهة

  • كيف صار الأميركيون الخاسر الأكبر من رسوم ترامب؟
  • كتاب أمريكي جديد يكشف كيف منع موظفي البيت الأبيض الرئيس بايدن من التواصل الخارجي
  • ترامب يوجه بترحيل 900 ألف مهاجر دخلوا أميركا بعهد بايدن
  • ترامب يقرر ترحيل مهاجرين دخلوا أميركا عبر تطبيق بايدن
  • ترامب يقرر ترحيل نحو مليون مهاجر دخلوا أميركا عبر تطبيق بايدن
  • هل استخدم "ماسك" الذكاء الاصطناعي للتجسس على موظفي الحكومة الأميركية؟
  • ترامب يكسر قيود بايدن على الذكاء الاصطناعي ويأمر بالتوسع في استخدامه
  • رشيدة طليب تدعو إدارة ترامب لوقف تصدير الأسلحة إلى الاحتلال الإسرائيلي
  • لماذا كانت زيارة نتنياهو إلى واشنطن "مخيبة للآمال"؟
  • لماذا وصف إعلام إسرائيلي زيارة نتنياهو لواشنطن بالمحبِطة؟