برلماني أردني سابق لـعربي21: دول كبرى سترسم مستقبل المنطقة قريبا (فيديو)
تاريخ النشر: 3rd, November 2024 GMT
قال رئيس لجنة فلسطين في مجلس النواب الأردني سابقا، فراس العجارمة، إن "الدول الكبرى سترسم مستقبل المنطقة في القريب العاجل، وخاصة في مرحلة ما بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان".
وفي مقابلة خاصة مع "عربي21"، أضاف العجارمة أن "الوضع يتجه نحو مزيد من التأزم، ونحو كارثة على المنطقة كاملة؛ فاتساع رقعة الصراع ينذر بنشوب حرب إقليمية شاملة".
وأكد العجارمة أن "هناك سعي حثيث من نواب كُثر في البرلمان الأردني لإسقاط اتفاقية وادي عربة الموقعة بين الأردن وإسرائيل عام 1994، وهذا سيتضح للجميع خلال نهاية شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري حينما ينعقد البرلمان"، متابعا: "لو كنت تحت قبة البرلمان في الوقت الراهن لكنت سأصوّت جزما ضد هذه الاتفاقية".
وهاجم وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، الذي طالب بالاستيلاء على شرق الأردن، قائلا: "هذا وزير مهووس في حكومة متطرفة تأخذ إسرائيل والمنطقة إلى مستقبل مجهول؛ فهم يطلقون تصريحات مجنونة وغير قابلة للتطبيق، لكن الأردن يستطيع حماية نفسه والدفاع بقوة عن حدوده، وهذا الحلم الذي يراود الإسرائيليين هو محض خيال وهراء".
وتاليا نص المقابلة الخاصة مع "عربي21":
كيف تقيمون الوضع الراهن في فلسطين في ظل الأحداث الأخيرة؟
الوضع في فلسطين الآن يدخل في عقدة التأزم، واتساع رقعة الصراع في المنطقة ينذر بنشوب حرب إقليمية شاملة، وخاصة في ظل الضربات المتبادلة بين إسرائيل وإيران، كل هذا ينعكس على الواقع الفلسطيني في الداخل.
فكما نرى في غزة الآن هناك تنكيل بأهلنا في غزة، وتدمير كامل لكل شيء يتحرك في غزة، وهناك انقضاض على الشمال وخصوصا في منطقة جباليا، ومنع وصول المساعدات سواء كانت غذائية أو طبية أو مستلزمات الحياة.
وهناك تصعيد كبير في لبنان، وقصف متواصل على كافة المناطق اللبنانية، سواء كان في الضاحية الجنوبية أو حتى في الشمال اللبناني.
وهناك ضرب لمواقع، واغتيال شخصيات في سوريا.. كل هذا يزيد الوضع تعقيدا في فلسطين، وبخاصة في غزة.
وأيضا تنامي الاعتداءات في الضفة الغربية، واقتحامات المسجد الأقصى، كل هذا يجعلنا نعتقد جازمين بأن الوضع يتجه نحو مزيد من التأزم، ونحو كارثة على المنطقة كاملة.
كيف تقارن بين موقف الأردن وموقف الدول العربية والإسلامية من العدوان على غزة؟
موقف الأردن واضح من اللحظة الأولى: نحن ضد العدوان بشكل قاطع، ونحن نستنهض همم المجتمع الدولي لوقف هذا العدوان الجائر الوحشي على أهلنا في غزة والضفة الغربية وفي لبنان، وكان الأردن من السبّاقين لمد يد العون لأهلنا في غزة من خلال الإنزالات الجوية، ومن خلال المستشفيات الميدانية التي تعمل في قطاع غزة منذ سنوات.
كيف تنظرون للعمليات التي تحدث ضد إسرائيل من الجبهة الأردنية والتي كان آخرها "عملية البحر الميت"؟
عملية البحر الميت هي رد فعل فردي من شباب أردني نتيجة لما يتعرض له أهلهم في غزة، ونحن كدولة لا نقبل بأن يكون هناك أي أفراد أو قوات غير قانونية أو ما شابه على الأرض الأردنية؛ فهناك جيش واحد، وهناك قوى أمنية واحدة، والمحافظة على الجبهة الداخلية في هذه الظروف التي تمر بها المنطقة هو أحد أسس الاستقرار سواء للأردن أو للمنطقة.
كيف ترى تعمد إسرائيل تغيير واقع المسجد الأقصى؟
المسجد الأقصى ومدينة القدس هما محور الصراع، وهم (الإسرائيليون) يعتقدون أن باستطاعتهم تغيير الواقع الزماني والمكاني للمسجد الأقصى.
وما يحدث هو استفزاز واضح لمليار مسلم، وللعرب عموما، وللدولة الأردنية خاصةً؛ نظرا لوقوع المسجد الأقصى تحت اتفاقية الوصاية الهاشمية التي تدير كافة الأوقاف الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة.
وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، طالب بالاستيلاء على شرق الأردن.. ما ردكم على تلك التصريحات؟
هذا وزير "مهووس" كبعض الوزراء في الحكومة اليمينية المتطرفة التي تأخذ إسرائيل والمنطقة إلى مستقبل مجهول؛ فهؤلاء الوزراء يطلقون تصريحات مجنونة وغير قابلة للتطبيق على الإطلاق، لكن الأردن يستطيع حماية نفسه والدفاع بقوة عن حدوده، وهذا الحلم الذي يراود الإسرائيليين هو محض خيال وهراء.
هناك مطالبات بإسقاط اتفاقية السلام الموقعة بين الأردن وإسرائيل "وادي عربة" عام 1994 لكن وزير الخارجية أيمن الصفدي صرّح مؤخرا بأن بلاده لا تعتقد أن إلغاء تلك الاتفاقية "يخدم فلسطين والأردن".. فما موقفكم من مطالبات بإسقاط "وادي عربة"؟
اتفاقية وادي عربة هي اتفاقية وقعت في وجود برلمان أردني، وتم الموافقة عليها والتصويت عليها في البرلمان الأردني آنذاك (برلمان 1993)، ونحن نعيش أجواء ديمقراطية، وهناك برلمان جديد، وهناك صعود لنجم الإسلاميين في البرلمان بواقع 35 نائبا إسلاميا من أصل 138 نائبا، وهناك مطالبات من نواب آخرين بإسقاط كافة الاتفاقيات مع العدو الصهيوني، ولكن هذا أمر سيادي ويتطلب تصويت عليه في البرلمان عندما ينعقد البرلمان في 18 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري.
وما توقعاتكم بشأن احتمالية إسقاط اتفاقية «وادي عربة» في البرلمان؟
هناك سعي حثيث من نواب كُثر لطرح هذا الموضوع للتصويت تحت قبة البرلمان، ولو كنت تحت قبة البرلمان في الوقت الراهن لكنت سأصوّت جزما ضد هذه الاتفاقية.
كيف تنظرون للخطط المتداولة بشأن اليوم التالي بغزة بعد انتهاء الحرب؟
الوضع مُعقّد وشائك في قطاع غزة، ولم تستطع إسرائيل بعد عام ونيف من إنهاء المقاومة، وتراهم يتحدثون عن اليوم التالي في غزة.
لا يستطيع أحد أن يتصور كيف سيكون اليوم التالي؛ لأن الحرب لم تنته بعد، والرهائن لم يعودوا، ولم تستطع إسرائيل القضاء على المقاومة في غزة، وما زالت تتلقى ضربات من المقاومة، وما زال هناك صواريخ تُطلق من غزة، وما زالت حرب المساندة والتي توسعت في جنوب لبنان قائمة.
لا أحد يستطيع أن يتخيل اليوم التالي؛ لأن اليوم السابق لم ينتهِ حتى الآن، و"حماس" موجودة على الأرض تقاوم في قطاع غزة، ولا أحد يستطيع أن يتنبأ باليوم التالي حتى لو كان هناك تصورات لوجود قوى أممية مُشكّلة من بعض الدول العربية، أو يكون هناك تواجد للسلطة الفلسطينية في غزة؛ فكلها تخيلات لا يستطيع أحد أن يجزم بها لأن موضوع الحرب لم يُحسم حتى الآن في غزة.
هل يمكن اللجوء إلى فرض الأحكام العرفية وحل البرلمان في الأردن؟
لم نصل إلى أي نوع من الصدامات الحقيقية والمؤثرة مع الشارع المؤيد لحركة المقاومة الإسلامية، وأعتقد أن ما تشير إليه خيار بعيد؛ لأن القوى السياسية المؤثرة في البرلمان الأردني متوازنة، ولن نلجأ إلى مسألة "تكسير عظام" في قضايا التصويت في البرلمان.
هل تتوقع فشل المشروع الملكي للإصلاح السياسي في الأردن؟
لا، هذا أمر مستبعد، لأنه مشروع بضمانات ملكية يمر بثلاث مراحل، تكون آخرها عام 2032 بحيث يكون 65% من أعضاء البرلمان مُحزبين وعلى القائمة الحزبية، ونجاح المرحلة الأولى رغم الظروف المحيطة بنا يعكس واقع الشارع الأردني، وصناديق الاقتراع تعكس واقع الشارع.
أيضا وجود برلمان قوي يقوي موقف الحكومة في أي صفقات، أو أي تعاملات مع الدول الكبرى التي سترسم مستقبل المنطقة في القريب العاجل، وخاصة في مرحلة ما بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان.
وفي نهاية الحروب تكون هناك نتائج على المدى القصير وأخرى على المدى البعيد، ومثال ذلك بعد حرب الخليج كان هناك ما يُعرف بـ "قطار السلام" بعد توقيع اتفاقية "كامب ديفيد"، وأثناء حرب الخليج (آب/ أغسطس 1990 – شباط/ فبراير 1991) كان الموقف الرسمي الأردني متناغما مع موقف الشارع والبرلمان حتى لو لم يعجب ذلك الدول الكبرى، ولكن كان الحراك الشعبي يعطي مبررا للموقف الرسمي، والآن بعد أن تنتهي الحرب الحالية سيكون هناك استحقاقات على الأرض ويجب أن يكون هناك موقف موحد للدول التي تجلس إلى الطاولة سواء الإيرانيين بصفتهم داعمين للأذرع الإيرانية بالمنطقة أو الأمريكان ودولة الاحتلال وبالطبع مصر والأردن ولبنان.
كيف ترى التحريض الذي تعرضت له الحركة الإسلامية في الأردن خلال الأيام السابقة؟
العالم بأسره وخصوصا المسلمين والعرب منقسمون في قضية غزة، هناك تأييد لما حدث في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، وهذا تيار عريض جدا، وهناك تيار آخر يدعي أنها كانت مغامرة غير محسوبة النتائج قامت بها حركة حماس دون مشاورة أحد من العرب، أو حتى من الأطراف الداعمة لها في المنطقة.
هذا الانقسام في الأفكار تراه أيضا في الشارع، بين مؤيد لهذه الفكرة، ومؤيد لتلك.. قد يحدث انقسام ولكن لا يصل إلى درجة الصدام، ولا إلى درجة تهدد الوحدة الوطنية، والنسيج الوطني في الأردن.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية مقابلات الإسرائيلي غزة البرلمان الأردني وادي عربة الاردن إسرائيل غزة وادي عربة البرلمان الأردني المزيد في سياسة مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المسجد الأقصى الیوم التالی فی البرلمان البرلمان فی وادی عربة یکون هناک فی الأردن فی غزة
إقرأ أيضاً:
البرلمان الأردني يتعهد باتخاذ خطوات لتعزيز موقف المملكة الرافض لتهجير الفلسطينيين
الأردن – أعلن رئيس مجلس النواب الأردني أحمد الصفدي، امس الاثنين، أن البرلمان سيقوم باتخاذ “كل خطوة من شأنها تعزيز موقف المملكة الوطني وعنوانه العريض لا للتهجير ولا للوطن البديل”.
واعتبر الصفدي أن الحديث عن تهجير الفلسطينيين من غزة لا يستقيم مع قيم العدالة، مؤكدا أن الأردن قدم كل جهد صادق لإحلال السلام، ولفت إلى أنه لا أحد يملك حق تقرير مصير فلسطين إلا شعبها الصامد، مشددا على أن الأردن لن يكون وطنا بديلا ومن يحرص على غزة لا يخدم أجندة الاحتلال التوسعية.
وأكد الصفدي أن مجلس النواب سيتخذ خطوات لتعزيز الموقف الوطني برفض التهجير، لافتا إلى أن الحديث عن تهجير الفلسطينيين لا يستقيم مع قيم العدالة والحرية التي تنادي بها الأنظمة الديمقراطية.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد قال إنه “تحدث إلى ملك الأردن عبد الله الثاني بشأن نقل الناس من غزة المدمرة إلى الدول المجاورة حيث سيتضمن ذلك بناء مساكن في موقع مختلف ليتمكنوا من العيش في سلام للتغيير يمكن أن يكون مؤقتا أو طويل الأمد”.
وصرح الرئيس الأمريكي بأنه سيتحدث إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بشأن ذلك أيضا.
وتعليقا على ذلك، قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، إن حل الدولتين هو السبيل لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، مؤكدا أن رفض بلاده للتهجير ثابت ولا يتغير.
وأضاف الصفدي في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الأردنية “بترا”، أن “الأردن للأردنيين، وفلسطين للفلسطينيين”.
بدورها أعلنت مصر، مساء الأحد، عن تمسكها بثوابت ومحددات التسوية السياسية للقضية الفلسطينية ودعت إلى العمل على بدء التنفيذ الفعلي لحل الدولتين.
وأكدت وزارة الخارجية المصرية في بيان على “تمسك مصر بثوابت ومحددات التسوية السياسية للقضية الفلسطينية، مشددة أنها تظل القضية المحورية بالشرق الأوسط، وأن التأخر في تسويتها، وفي إنهاء الاحتلال وعودة الحقوق المسلوبة للشعب الفلسطيني، هو أساس عدم الاستقرار في المنطقة”.
من جهتها ثمنت حركة حماس، الأحد، موقف مصر والأردن الرافض لتهجير الفلسطينيين أو تشجيع نقلهم من أرضهم أو اقتلاعهم من جذورهم تحت أية ذريعة أو مبرر بعد اتفاق وقف إطلاق النار.
وأضافت حماس أنه “في الوقت الذي نؤكد فيه على تمسك شعبنا الفلسطيني بأرضه ورفض النزوح والترحيل، فإننا ندعو جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي إلى التأكيد على رفضهما القاطع لكل أشكال التهجير لشعبنا الفلسطيني، وإلى دعم حقوقه الوطنية في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس”.
المصدر: RT+ وكالات