الجزيرة:
2025-02-03@08:57:44 GMT

كتاب عربي عمره 1000 سنة غير تاريخ علم الفلك كله

تاريخ النشر: 3rd, November 2024 GMT

كتاب عربي عمره 1000 سنة غير تاريخ علم الفلك كله

تقول الحكاية، التي تمتلك جذورا ضاربة في التاريخ القديم للجزيرة العربية، إن سعد كان أحد أمراء البادية، وقد قرر السفر مع جمع من رجاله خلال منتصف إلى أواخر فصل الشتاء. قبل السفر نصحه والده بأنه إذا هبت الرياح الجنوبية واضطرب الجو وحل البرد الشديد والمطر الغزير فليذبح سعد ناقته وليتخذ من جلود النياق مأوى من لحمها طعامًا هو ورفاقه.

وبعد أن قطع بطل القصة نصف الطريق، تغير الجو بشكل مفاجئ وأصبح باردًا جدًا وهطلت الأمطار بغزارة، هنا تذكر سعد أن يذبح ناقته، ثم يحتمي بأحشائها من شدة البرد ومن هنا جاء اسم "سعد الذابح". بعد أيام، شعر سعد بالجوع ولم يكن أمامه إلا أن يأكل من لحم الناقة، وبذلك أصبح "سعد بُلع".

وبعد أن انتهت البرودة والمطر وأشرقت الشمس فرح سعد واحتفل بنجاته فأصبح "سعد السعود"، بعد ذلك قام سعد بصناعة معطف من وبر الناقة ووضع من لحم الناقة المتبقي في جعبته، خوفًا من أن تأتي موجة الطقس القاسي مرة أخرى، وسمي بذلك "سعد الخبايا".

السعود الأربعة التي سبق ذكرها هي الأشهر بين الناس، وهي تمثل طريقة استخدموها قديمًا لتلخيص حوالي 50 يومًا من الطقس المتقلب بين الشتاء والربيع، وكانت تلك الحكايات وسيلة لنقل المعارف بين الناس، في وقت لم تكن فيه نشرات الأخبار وقسم الطقس بها شيئًا طبيعيا.

لكن هل تعرف أن هناك منطقة في سماء الليل تمتلك 10 نجوم تحمل في علم الفلك المعاصر ومراجعه وأطالسه اسم سعد، بشكل يتوافق تماما مع تلك القصة العربية القديمة؟

ربط الناس قديما حياتهم بالنجوم، وبشكل خاص في الصحراء، فاستخدموها للتعرف إلى الطرق أثناء السفر ولاستطلاع حالة الطقس، وربطوها كذلك بالثقافة الدارجة (بيكسابي) مواسم العرب

ربطت العرب قديما بين المواسم المناخية ومجموعات النجوم، فكان ظهور نجوم الثريا في السماء على سبيل المثال إشارة إلى الحر القريب، ونجم سهيل كان إشارة إلى اقتراب الطقس البارد، وهكذا كانت هناك نجوم تحمل اسم سعد في ذلك الزمن القديم، وتشير إلى المواسم الواقعة من الشتاء للربيع.

والواقع أن العرب قديما عرفت عشرة سعود، 4 منها لها علاقة بالمواسم المناخية تحدثنا عنها، و6 ليست كذلك، هي سعد ملك وسعد مطر وسعد الهمام وسعد البهام وسعد بارع وسعد ناشرة.

وحاليًا، إذا كنت طالبا في علم الفلك في إحدى الجامعات الأوروبية أو الأمريكية مثلا، وكان عليك ان تفتح أحد أطالس النجوم في مكتبة الجامعة لتستذكر تلك المنطقة من سماء الليل لإعداد بحث ما، ستجد نجوما باسم: سعد الهمام (Homam) وسعد البارع (Sadalbari) وسعد البهام (Biham) وسعد مطر (Matar) (في كوكبة الفرس الأعظم)، وسعد الذابح (Dabih)، وسعد ناشرة (Nashira) (في كوكبة الدلو) وسعد بلع (Albali) وسعد السعود (Sadalsuud) وسعد ملك (Sadalmelik) وسعد الأخبية (Sadachbia) (في كوكبة الدلو).

ما سبق من أسماء موثق من قبل الاتحاد الدولي لعلم الفلك لأسماء النجوم، وهو الجهة العلمية الوحيدة المخولة بتسمية النجوم، وتستخدمه كتب الفلك والأطالس المعاصرة.

ربطت العرب قديما بين المواسم المناخية ومجموعات النجوم (مواقع التواصل الاجتماعي) تاريخ قصير للنجوم

هناك ملايين النجوم التي يعرفها العلماء، والتي تسمى عادة بأحرف أو أرقام غير مفهومة للعامة، لكن عدة مئات من هذه النجوم تتخذ اسما طبيعيا مثل النجوم السابقة لأن لها علاقة بالتراث القديم.

والواقع أن الأمر لا يتوقف فقط على نجوم سعد، ولكن أكثر من ثلثي النجوم التقليدية المعروفة تمتلك اسمًا عربيا (ما يزيد عن مئتي نجم)، يرتبط بحكايات قديمة من جزيرة العرب، فكيف انتقلت هذه الأسماء التي ابتكرت قبل آلاف السنوات من هناك إلى أطالس النجوم المعاصرة؟.

حسنًا، لفهم الأمر نحتاج أن نرجع إلى الماضي قليلا، بدأ الأمر من اليونان القدماء الذين قدموا أول فهارس للنجوم (وهي قوائم بأسماء النجوم وإحداثياتها وكوكباتها)، وأشهرهم هو كلوديوس بطليموس، والذي عاش قبل نحو ألفي عام قرب مدينة الإسكندرية المصرية.

في كتابه "المجسطي" قسم بطليموس السماء ليلا في 48 مجموعة نجمية (كوكبة) واضحة المعالم، مع 1022 نجما موزعة عليها، لكن النجوم في كتابه كانت تسمى بجمل كاملة مثل "النجم الذي يقع إلى شمال كذا"، أو "النجم الذي عند الذيل".

أحد أهم من درسوا هذا الكتاب كان الصوفي، قبل نحو ألف سنة، فعمل على ترجمته وتعديل أخطائه، ولكنه بينما كان يعمل وجد أن بطليموس يتحدث عن نجوم يعرفها العرب القدماء، فقرر إضافة هذه الأسماء إلى هذا الفهرس الجديد، والذي نعرفه الآن باسم صور الكواكب الثمانية والأربعين أو صُوَرُ الكَوَاكِبِ الثَّابِتَةِ.

صور الكواكب لأبي الحسين عبد الرحمن بن عمر الرازي المعروف بالصوفي (الجزيرة) كتاب الصوفي

ولد عبد الرحمن بن عمر الرازي المعروف بالصوفي في مدينة الري (أضحت اليوم جزءا من الجنوب الشرقي لمدينة طهران في إيران) سنة 903 ميلادية وتوفى 986 ميلادية. حيث كان البويهيون يتمتعون بنفوذ قوي في الدولة العباسية. حظي الصوفي بثقة الملك عضد الدولة بن بويه وصار من العلماء المعتمدين لدى البلاط، حتى أنشأ له الملك مرصدا خاصا به في شيراز لمراقبة السماء وإنجاز اكتشافاته العلمية، وقد قضى الكثير من الوقت في هذا المرصد.

قام الصوفي بدراسة كتاب المجسطي بعناية ثم أخرج كتابه الشهير "صور الكواكب الثابتة"، وقسَّمه إلى 3 أقسام، يضم القسم الأول تعليقات على فهرس بطليموس مع تصحيحات متفرقة لأحجام النجوم، بينما يتناول القسم الثاني المواد المستمدة من التراث الفلكي العربي ويحدد أسماء النجوم باللغة العربية. أما القسم الثالث فيتضمن فهرس النجوم، وقد أضاف الصوفي نجوما جديدة لم تكن موجودة فيما سبق من فهارس.

هذا الكتاب يجعل من الصوفي واحدا من علامات تاريخ علم الفلك، وأظهر هانز شيلدروب، الفلكى الدانماركي الشهير الذي درس النجوم في القرن الـ19 الميلادي أهمية وعظمة كتاب الصوفي حيث بين كيف نقد وصحح أرصاد بطليموس السابقة للنجوم.

وثبت أن المجلد الأول من جداول طليطلة التي كتبت بناء على طلب ألفونسو العاشر ملك قشتالة في القرن الـ13 كانت تحريرا لكتاب الصوفي ومن بعدها ترجمة إيطالية، وكان كتابه منتشرا في العالم اللاتيني بشكل ملحوظ، وإلى الآن تظل هناك العشرات من المخطوطات لكتاب الصوفي المنتشرة في مناطق متفرقة من العالم الأوروبي.

حينما انتعشت حركة الترجمة من العربية إلى اللاتينية في عصر النهضة (حوالي 1500 ميلادية)، قام فلكيون مثل بيتروس أبيانوس بترجمة كتاب الصوفي، والذي عد في تلك العصور واحدًا من العلامات الرئيسية الغاية في الشهرة.

ومن تلك النقطة انتقل ذلك التراث إلى العالمية، ولأن أسماء النجوم العربية أبسط وأسهل في الاستخدام، حيث تكونت من كلمة واحدة غالبا، مثل "الفرد" ويمثل أحد نجوم كوكبة الشجاع أو "يد الجوزاء" وهو في كوكبة الجبار، ولأنه كانت هناك ثقة واسعة في أعمال الصوفي الفلكية خلال تلك الفترة، فقد استخدمت مع رسوم المجسطي التي كانت أوضح في تداخل مميز، ضم أسماء النجوم في التراث العربي، وصورة الكوكبة اليونانية.

لكن هل يعرف أحد أي شيء عن جذور أسماء هذه النجوم ومعناها؟ الإجابة عن هذا السؤال هي للأسف "لا". وبينما تنتشر حكايات الكوكبات اليونانية بين متخصصي وهواة علم الفلك، لا نجد الكثير من حكايات النجوم العربية.

جانب من كتاب الصوفي (ويكيميديا) تراث يستحق ما هو أكثر

والأمر يمتد بالطبع لما هو أعمق من التمظهر الثقافي لأسماء النجوم في الكتب، حيث تصوّر بعض كتب تاريخ علم الفلك ما حدث بين بطليموس من جهة، وكوبرنيكوس من جهة أخرى، وبينهما العصور المظلمة الأوروبية، وكأنه قفزة فكرية شاسعة، إلا أن المتأمل لتاريخ تطوير هذا العلم في العصر الذهبي للحضارة الإسلامية سيعرف أن الأمر لم يكن كذلك!.

في كتابه "العلوم الإسلامية وقيام النهضة الأوروبية" يشرح الدكتور جورج صليبا، وهو مفكر لبناني الأصل مقيم بالولايات المتحدة الأميركية يعمل أستاذا للعلوم العربية والإسلامية في جامعة كولومبيا، كيف أن العرب لم يقوموا فقط بترجمة العلوم من المناطق المحيطة بهم ومنها كتاب بطليموس، بل تفاعلوا معها وأضافوا لها، سواء بالتعمّق أو التصحيح أو ابتكار الأدوات، وأن ذلك يظهر، أكثر ما يظهر، في علوم الفلك.

يمكن أن نلاحظ ذلك بوضوح في مساهمات العرب في انتقال الفلك من التنجيم ليصبح علمًا يشبه صورته الآن، والانتقال الجوهري من عالم التنظير إلى التجريب، والأدوات التي طورها العرب أو ابتكروها كانت خير مثال على ذلك، وأهمها لا شك الاسطرلاب.

يظهر ذلك أيضا في قياسات محيط الأرض ومواقع النجوم وعلوم المواقيت، والواقع أن حاجة الدولة الإسلامية في ذلك الوقت لهذه العلوم مفهومة، سواء من ناحية إدارية واقتصادية (الحاجة لقياس مساحات الأراضي وكم المزروعات مثلا) أو شرعية (حساب مواقيت الصلاة وهو الأمر الذي بات معقدًا بعد توسع العالم الإسلامي لخطوط عرض وطول مختلفة).

ما يحدث إذن في حالة أسماء النجوم العربية ليس إلا جزءا بسيطا من حكاية كبيرة تتطلب إعادة الصياغة، كي يوضع أبطالها الحقيقيون في أماكنهم التي يستحقونها، سواء كانوا من سكان الأساطير مثل سعد، أو العالم الواقعي على حدٍ سواء!.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات أسماء النجوم النجوم فی علم الفلک فی کوکبة

إقرأ أيضاً:

في حواره لـ "البوابة نيوز".. مديرة أكاديمية الفنون بروما: الفن الصوفي يلقى رواجا عند الشعب الإيطالي.. والتمسك بالهوية أقصر الطرق للعالمية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تعد الأكاديمية المصرية للفنون بروما، هي الكيان الفني والثقافي المصري والعربي الوحيد بدول أوروبا،  الذي يشارك في تصدير الفنون والثقافة والهوية المصرية إلى المجتمع الأوروبي، وتساهم في تبادل الثقافات والحضارات أيضاً بين الدول وبعضها، وما له من أثر كبير على كل قطاعات الدول المتشاركة، ويعود بأهمية كبرى في تمهيد وتسهيل سُبل التعاون المشترك بين مصر وأوروبا..حول الأكاديمية  ودورها وإسهاماتها التقت "البوابة نيوز"  الدكتورة رانيا يحيى مدير الأكاديمية المصرية للفنون بروما، والتي تعد بمثابة سفيرة الفنون والثقافة، وواجه مشرفة لسيدة مصرية تتحمل مسئولية ملف القوى الناعمة، وتأثيرها دولياً وعلى المستوى الأوروبي، حيث تحدثت خلال الحوار عن طبيعة الشعوب الأوروبية، ونظرتها إلى الفن المصري، وكيف يقرب الفن ويوحد بين الشعوب، والفنان المصري الأشهر في إيطاليا، وأوجه التشابه بين الشعبين المصري والإيطالي، وعدد من المحاور المهمة في ملف الفن. وإلي نص الحوار..

 

* في  البداية.. كيف استقبلت خبر تكليفك برئاسة الأكاديمية المصرية للفنون بروما؟

- كنت في منتهى السعادة، وشعرت بالشرف لما للأكاديمية من مكانة كبيرة في الأوساط الدولية، وهي مكان عريق يمثل مصر في الثقافة والفنون والحضارة، وهو ما يشعرنا برغبة في وضع مصر في المكانة التي تستحقها، ونشعر بالغيرة طوال الوقت على بلدنا وأن تظل في أفضل وضع دولي يليق بتاريخنا وحضارتنا وريادتنا الفنية والثقافية أيضاً، وعلينا مثلما نفتخر بماضينا أن نقدم صورة مشرفة لحاضرنا، ونعمل من أجل مستقبلنا.

* ما دور الأكاديمية والهدف منها؟

- هي الأكاديمية الوحيدة العربية بدول أوروبا، وهي من ضمن ١٦ أكاديمية فقط على مستوى العالم، وبسبب مكانة مصر التاريخية والفنية والثقافية والحضارية، تم تأسيس الأكاديمية منذ ٩٥ عاما، وهو عدد سنوات بدل على مكانة مصر دولياً، وتساهم كحلقة وصل في التلاقي الفكري والثقافي والفني مع دول العالم، من مختلف الثقافات، وتساهم الأكاديمية في إبراز الهوية المصرية لكل شعوب ودول العالم، وتقديم رموزنا الفنية والثقافية، وما لها من تأثير كقوى ناعمة للمجتمع الدولي.

* ما الروابط المشتركة والتشابه بين الفن المصري والايطالي؟

- الدولتان لهما تاريخ وحضارة كبيرة، فالحضارة المصرية القديمة والحضارة الرومانية، حضارات أثرت في البشرية بشكل عام، وعادة تكون الشعوب صاحبة الحضارة لها اهتمامات وتتسم بطابع فني، وهو مشترك بين الشعبين المصري والإيطالي، خلاف عشقهم لكل ألوان الفنون والثقافة بين الموسيقي والغناء والفن بكل أنواعه، وأيضاً على مستوى التاريخ والتراث، كلا الشعبين يولي اهتماماً كبيراً بالتراث والتاريخ الخاص بحضارته. فعلى مستوى الفن، فالشعب الإيطالي يقدر الفن المصري بشكل كبير، ويتابع حرمة الفن والثقافة المصرية باهتمام، وعلى مستوى الحضارة المصرية فهي محل تقدير كبير من جانب الشعب الإيطالي، والأكاديمية لديها متحف لمستنسخات توت عنخ آمون، ودعني أخبرك أن المتحف له شعبية كبيرة هنا، وتنظم العديد من الزيارات بشكل دائم، والشعب الإيطالي يعتبر زيارة المتحف هي من أسباب السعادة الشديدة له، بسبب رؤيتهم للآثار الخاصة بالحضارة المصرية القديمة، لذلك فالشعب الإيطالي ينظر للفن المصري أنه جزء انبثق عن تلك الحضارة المصرية العظيمة.
 

* ما أشهر الفنون المصرية التي يهتم بها المواطن الإيطالي؟

- الفن التشكيلي له اهتمام بشكل كبير، والموسيقى الشرقية ذات الطابع المصري والعربي، تلقى تقديرا كبيرا، ولكن ما أبهرني ولم أكن أتوقعه، الغناء الصوفي بعد أن نظمنا حفلاً للغناء الصوفي، كانت مفاجأة لي كم التفاعل من قبل الجمهور الإيطالي، والتناغم والقبول لهذا اللون.

* هل هناك فنانون مصريون لهم شهرة في المجتمع الايطالي؟

بالطبع هناك الكثير من الفنانين المصريين لهم مكانة كبيرة وخاصة في المجتمع الإيطالي، خاصةً الفنان العالمي عمر الشريف، والمخرج القدير شادي عبد السلام، وتحديداً فيلم المومياء الذي يلقى تفاعلا كبيرا كلما يعرض في الفعاليات الفنية هنا بالأكاديمية.

* كيف يستطيع الفن أن يحدث وصال بين الدول وبعضها؟

- الفن هو لغة التوحد بين الشعوب، وهو حلقة الوصال الإنساني بين كل الدول، لأنه يمس الوجدان من غير الفعاليات والمهرجانات الثقافية والفنية، وتبادل الثقافات يذيب الفوارق والاختلافات بين الدول، إلى جانب أن للفن دورا آخر وهو نبذ الخلافات وتقريب الرؤى ووجهات النظر المتباعدة، عن طريق اللقاءات الفنية والثقافية التي تهذب الفكر وترقى بالعقل وتسمو بالروح لأعلى درجات السمو الإنساني.

* ما أكثر سمة للشعب الإيطالي على مستوى الفن؟

- الشعب الإيطالي يعشق السينما والموسيقي والغناء، ويصل لمرحلة أنه طوال السير في الطرقات تجد كل ألوان الفنون والغناء والموسيقي في الشوارع، وأيضاً يحدث تشارك بين المارة بعضهم البعض، هناك من يعزف وتجد أحد المارة وقف وقام بالغناء إلى جواره، في بساطة وعشق للغناء والموسيقى والفن بشكل كبير، إلى جانب حفاظهم على التراث وحفاظهم على هويتهم وتاريخهم المعماري بشكل كبير، وأنت تسير في روما تشعر وكأنها متحف مفتوح، وقدر كبير من الإمتاع البصري بسبب حفاظ الشعب الإيطالي على طرازهم المعماري.


* هل تسعى رانيا يحيى لتنسيق زيارات تبادلية بين الجانبين المصري والإيطالي؟

- بالطبع نسعى لذلك ومد جسور التعاون بشكل أكبر خلال الفترات المقبلة، والتنسيق على نطاق شامل وأوسع ويشمل التعاون والتنسيق في المرحلة المقبلة.

* قدمت العديد من الندوات والفعاليات الفنية الخاصة بالسينما والفن المصري .. كيف يستقبل الجمهور الإيطالي ذلك؟

- بمنتهى التقدير، وهناك الكثير من الشعب الإيطالي على صلة بمصر ويزورها بشكل مستمر، هو يسعدني كثيراً، والكثير منهم يعرف فنها وحضارتها وثقافتها وفنانيها.

* ما مطالبك من الجانب المصري ووزارة الثقافة المصرية لإحداث طفرة أكبر لدور الأكاديمية؟

- في الحقيقة أتوجه بالشكر الكبير للسيد أحمد هنو وزير الثقافة على كل الدعم الذي يوليه للأكاديمية بشكل مميز، لأنه رجل يعرف قيمة الفن بشكل مبهر، وتقدم الوزارة كل التسهيلات، وأتوجه أيضاً بالشكر للسفارة المصرية وسيادة السفير المصري بسام راضي، على كل أشكال الدعم والتواجد في كل الفعاليات، بشكل رائع، والدعم المصري في هذا الجانب يستحق التقدير والاحترام.

* بماذا تتوجهين  للقائمين على الفن داخل مصر بعد انتقالك للعمل وسط الشعوب الأوروبية؟

- أود أن أتوجه برسالة محددة، أن الشعب الأوروبي يعشق ويتذوق فننا المصري والشرقي، وإذا أردنا أن نصل للعالمية، علينا أن نصل لها بهويتنا وتقديم الشكل والطابع الخاص بنا، وليس تقليد الغرب، ولابد أن ندرك قيمة حضارتنا المصرية لها تقدير أكبر بكثير مما نتخيل، والشعوب الأوروبية تنتظر من أهل تلك الحضارة المزيد من الارتقاء وتقديم كل ألوان الفنون السينما والغناء والموسيقى بشكل يتناسب مع تاريخنا وعراقتنا المصرية.

* رسالة أخيرة ؟ 
- أتمنى من الجميع تشجيع الشباب في كل قطاعات الفن، والاهتمام بمبدعينا، لأن مصر ولادة بأبنائها، وأتمنى تشجيع المواهب، وأتمنى أن تمتلئ أرض مصر بالبذور الفنية، لنحصد أشجارا فنية ومبدعين، وأتمنى أن نمارس الفن في كل مكان.
 

IMG-20250114-WA0033(1) IMG-20250114-WA0030(1) IMG-20250114-WA0031(1) IMG-20250114-WA0034(1)

مقالات مشابهة

  • ارتفع عدد المصابين بحالات اختناق بحريق إدفو باسوان لـ 12مصاب
  • في حواره لـ "البوابة نيوز".. مديرة أكاديمية الفنون بروما: الفن الصوفي يلقى رواجا عند الشعب الإيطالي.. والتمسك بالهوية أقصر الطرق للعالمية
  • القدس.. صالون حلاقة يتجاوز عمره 100 عام
  • الحاج صدقي الزرو.. محرر سلب السجن عمره وصحته
  • الصوفي يطلع على مشروع توسعة المركز الصحي في مدينة حجة
  • المحافظ الصوفي يطلع على مشروع توسعة المركز الصحي في مدينة حجة
  • وسط اللا مكان.. كوخ عمره 200 عام يحصل على نجمة ميشلان بأيرلندا
  • معرض الكتاب 2025.. "تاريخ آداب العرب" لمصطفى صادق الرافعي.. جديد إصدارات قصور الثقافة
  • إغراءات الخليج تُغير مسار وطموحات النجوم العرب في أوروبا
  • أبو فيس.. علماء الفلك يحذرون من كويكب مدمر يهدد الأرض في هذا التوقيت