"سراب التصويت" وتأثيره المخفي على انتخابات الرئاسة الأمريكية
تاريخ النشر: 3rd, November 2024 GMT
واشنطن- الوكالات
لا يعني التقدم في مرحلة ما ليلة الانتخابات الرئاسية الأمريكية دائما فوز المرشح، وذلك بسبب ظاهرة يطلق عليها اسم "سراب التصويت".
تعلن بعض الولايات مثل فلوريدا وجورجيا ونورث كارولينا عن نتائج تصويتها بسرعة، بينما تستغرق ولايات أخرى مثل أريزونا ونيفادا وكاليفورنيا وقتا أطول، لجدولة معظم بطاقات الاقتراع الخاصة بها.
وفي العديد من الولايات، قد تجعل أنماط الإبلاغ عن الأصوات من الصعوبة بمكان معرفة من سيكون الفائز في النهاية بمنتصف ليلة الانتخابات.
فعلى سبيل المثال، يمكن أن تميل نتائج التصويت نحو مرشح حزب واحد في وقت مبكر من الليل نظرا للسبق في طريقة الإبلاغ عن الأصوات كما هو الحال عندما يتم عد بطاقات الاقتراع عبر البريد قبل أي تصويت شخصي في يوم الانتخابات.
يمكن لمثل هذه الأنماط أن تخلق ما يشار إليه باسم "سراب التصويت".
وحسبما ذكرت شبكة "إن بي سي نيوز" الأميركية في تقرير لها، فإن "سراب التصويت" ظاهرة تعني أن يحقق مرشح حزب ما (جمهوري أو ديمقراطي) تقدما واضحا في بداية فرز الأصوات بعد وقت قليل من إغلاق صناديق الاقتراع في ليلة الانتخابات قبل أن تنقلب الأمور لاحقا لتتحول النتائج لصالح مرشح الحزب المنافس بعد فرز بطاقات الاقتراع عبر البريد سواء في وقت متأخر من ليلة الانتخابات أو في اليوم التالي.
وهناك ثلاثة عوامل تنتج "سراب التصويت" وهي: الجغرافيا، وطريقة التصويت، وترتيب الجدولة.
يمكن أن يظهر "سراب التصويت" بسبب الاختلافات الجغرافية في المقاطعات التي تقدم التقارير بشكل أسرع أو أبطأ.
حيث أنه من الشائع أن تقوم المقاطعات أو الدوائر الانتخابية الريفية الصغيرة بالإبلاغ عن نتائجها وأرقامها بسرعة أكبر من المقاطعات الحضرية الكبيرة، لأن لوجستيات عد الأصوات تكون أبسط عندما يكون هناك عدد أقل من بطاقات الاقتراع التي يمكن التعامل معها.
ونتيجة لذلك، بما أن الناخبين في المناطق الريفية هم أكثر عرضة لأن يكونوا جمهوريين من الناخبين في المناطق الحضرية، فقد يحدث "السراب الأحمر" عندما يؤدي عدد أصوات الولاية إلى زيادة تمثيل المناطق الريفية في نقطة معينة بليلة الانتخابات.
وتعد فرجينيا مثالا على الولاية التي عادة ما يكون لديها "سراب أحمر" تحركه الجغرافيا في وقت مبكر من ليلة الانتخابات، وذلك لأن مقاطعة فيرفاكس، وهي ضاحية ذات كثافة سكانية عالية في واشنطن العاصمة، حيث حصل جو بايدن على 70 في المئة من الأصوات في عام 2020، تميل إلى أن تكون واحدة من آخر المقاطعات في الولاية التي تعلن عن معظم نتائجها.
وإلى أن تعلن مقاطعة فيرفاكس عن معظم أو كل أصواتها، فمن المرجح أن يكون لدى دونالد ترامب نسبة تصويت على مستوى الولاية أعلى من إجمالي أصواته النهائي على مستوى الولاية.
في ليلة انتخابات 2020، أعلنت مقاطعة فيرفاكس نتائج غالبية أصواتها (ما يقرب من 375000 صوت) في الساعة 11:43 مساء بالتوقيت الشرقي، الأمر الذي تسبب في تقلص نسبة التصويت لترامب على مستوى الولاية في تلك اللحظة من 50.2 في المئة إلى 45.8 في المئة (هذا قريب من حصة التصويت النهائية لترامب في فرجينيا، 44 في المئة).
وهناك عامل آخر يمكن أن يسبب "سراب التصويت" وهو الاختلافات الحزبية حسب طريقة التصويت، أي الاقتراع عبر البريد، والتصويت الشخصي المبكر، والتصويت الشخصي في يوم الانتخابات، وما إلى ذلك.
وتميل العديد من الولايات والمقاطعات إلى الإبلاغ عن نتائج كل وضع على حدة، ويمكن أن يتسبب هذا في "سراب التصويت" إذا كان أحد الطرفين أكثر احتمالا من الطرف الآخر للإدلاء بأصواته باستخدام وضع معين.
كان هذا هو الحال في عام 2020، عندما صوّت الديمقراطيون عبر البريد أكثر من تصويت الجمهوريين، وكان من المرجح أن يحضر الجمهوريون يوم الانتخابات.
وتسبب هذا الاختلاف في حدوث "سراب أزرق" كبير في ولاية كارولينا الشمالية في عام 2020.
ففي الساعة الأولى بعد إغلاق صناديق الاقتراع، أبلغت معظم مقاطعات كارولينا الشمالية عن الأصوات المسجلة عبر البريد والتصويت الشخصي المبكر.
وكانت تلك الأصوات ديمقراطية بشكل كبير، وفي الساعة 8:18 مساء بالتوقيت الشرقي، حصل بايدن على 57.6 في المئة بفرز الأصوات على مستوى الولاية.
لكن خلال الساعات الثلاث التالية، أعلنت الولاية عن تصويتها بكثافة للجمهوريين في يوم الانتخابات، مما تسبب في تقلص نسبة تصويت بايدن إلى رقمه النهائي هناك، 48.6 في المئة.
أما العامل الثالث الذي قد ينتج سرابا من الأصوات فهو أكثر تعقيدا، ويتمثل بالاختلافات في ترتيب عد أنماط معينة من بطاقات الاقتراع.
ويميل هذا العامل إلى أن يكون الأكثر أهمية في الولايات والمقاطعات التي تبلغ عن نتائج بطاقات الاقتراع عبر البريد على دفعات صغيرة.
وتقوم العديد من المكاتب الانتخابية بحساب بطاقات الاقتراع الخاصة بها عبر البريد بالترتيب الذي تم استلامها به، مما يعني أن بطاقات الاقتراع التي أعادها الناخبون في منتصف أكتوبر ستظهر في قوائم الأصوات في وقت أبكر من تلك التي تم استلامها في يوم الانتخابات.
سيؤدي هذا إلى "سراب تصويت" إذا كانت هناك اختلافات حزبية بين بطاقات الاقتراع البريدية التي تم إرجاعها مبكرا والبطاقات التي تم إرجاعها لاحقا.
مثل هذا العامل حدث في أريزونا في عام 2020، إذ تضمنت بطاقات الاقتراع البريدية التي أبلغت عنها مقاطعة ماريكوبا (تمثل 60 في المئة من ناخبي الولاية) ليلة الانتخابات تلك التي أعادها الناخبون بحلول عطلة نهاية الأسبوع التي تسبق يوم الانتخابات، وانتهى الأمر بإنتاج "سراب أزرق"، لأن تلك الأصوات السابقة عبر البريد كانت أكثر ديمقراطية من الأصوات اللاحقة.
وتم الإعلان عن نتائج بطاقات الاقتراع البريدية التي تم إعادتها لاحقا في الأيام التالية ليوم الانتخابات، ونظرا لأن بطاقات الاقتراع البريدية التي وصلت متأخرة كانت مؤيدة بشدة للجمهوريين، فقد ارتفع عدد أصوات ترامب من 46.8 في المئة في الساعة 3 صباحا بالتوقيت الشرقي ليلة الانتخابات إلى حصته النهائية من التصويت البالغة 48.9 في المئة، أي أقل بقليل من 49.2 في المئة لبايدن.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: على مستوى الولایة فی یوم الانتخابات لیلة الانتخابات فی الساعة فی عام 2020 فی المئة عن نتائج التی تم یمکن أن فی وقت
إقرأ أيضاً:
"لماذا لا تصبح كندا الولاية الـ 51؟".. مزاح ترامب يشعل الجدل ويهدد استقرار حكومة ترودو
في وقت حساس بالنسبة للسياسة الكندية، أثار الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، جدلاً واسعاً بمزاحه عن إمكانية أن تصبح كندا الولاية الـ51 للولايات المتحدة.
اعلانوقد نشرت هذه التصريحات على منصته "تروث سوشال"، حيث كتب: "يريد الكثير من الكنديين أن تصبح كندا الولاية 51. سيحققون وفورات ضخمة في الضرائب وحماية عسكرية. أعتقد أن هذه فكرة رائعة، الولاية 51!!!". وقد أثار تصريح ترامب سخرية في الأوساط السياسية والإعلامية، وسط أزمة سياسية متصاعدة في كندا بعد استقالة وزيرة المالية الكندية، كريستيا فريلاند.
مزاح ترامب يثير الجدل على منصات التواصل الاجتماعيوجاء هذا التصريح في وقتٍ عصيب لرئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، الذي يواجه ضغوطًا متزايدة بسبب تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية كبيرة على المنتجات الكندية. وكانت فريلاند قد استقالت بعد أن اختلفت مع ترودو حول كيفية التعامل مع هذه التهديدات، خصوصًا في ظل الصراع حول سياسات الضرائب وإجراءات الدعم المالي المقررة لمساعدة الكنديين في مواجهة هذه الأزمة.
وحسب استطلاع للرأي أجراه "ليجر"، أظهر أن 13% من الكنديين يؤيدون فكرة انضمام بلادهم إلى الولايات المتحدة كدولة 51. ويبدو أن هذا المزاح أصبح حديث الساعة، خصوصاً بعد أن أشار ترامب في مناسبات سابقة إلى أن دمج البلدين قد يساعد في حل قضايا مثل تهريب الفنتانيل والهجرة غير القانونية، وهي قضايا تهم الولايات المتحدة بشكل خاص. وبالفعل، أطلق ترامب على ترودو لقب "حاكم كندا" على منصته، وهو مصطلح يُستخدم عادة لزعماء الولايات الأمريكية.
ترامب قال لترودو: إذا لم يستطيعوا البقاء، فربما يجب أن يصبحوا الولاية 51.ومن ناحية أخرى، كانت استقالة فريلاند مفاجئة للكثيرين، حيث كان من المقرر أن تقدّم الميزانية الحكومية. وتُعتبر هذه الاستقالة ضربة قوية للحكومة الكندية، خاصة في ظل الضغوط التي يتعرض لها ترودو وحزبه الليبرالي. وقد طالب عدد من أعضاء حزبه، بالإضافة إلى زعماء الأحزاب المعارضة، ترودو بالاستقالة، محذرين من تدهور الوضع السياسي في البلاد. وزعم بيير بويليفر، زعيم الحزب المحافظ المعارض، أنه حان الوقت لإجراء انتخابات فدرالية مبكرة لتجنب المزيد من الانهيار.
وفيما يتعلق بتصريحات ترامب حول فرض الرسوم الجمركية، أكد العديد من الاقتصاديين أن هذه الإجراءات ستضرّ بالاقتصاد الكندي بشكل كبير، حيث تُعد كندا أحد أكبر شركاء التجارة مع الولايات المتحدة. وتُشير البيانات إلى أن كندا كانت مسؤولة عن ما يقارب 437 مليار دولار من واردات الولايات المتحدة في عام 2022، فيما تمثل حوالي 75% من صادرات كندا إلى الولايات المتحدة. وقالت فريلاند في رد على هذه التهديدات إن "ما نبيعه للولايات المتحدة هو ما يحتاجونه حقًا: النفط، الكهرباء، المعادن والمواد الأساسية".
Relatedوزير الخارجية الصيني يطالب كندا برفع القيود عن المنتجات الصينيةكندا تعتقل باكستانيا بتهمة التخطيط لاستهداف الجالية اليهودية في نيويورك في ذكرى هجوم 7 أكتوبركندا تصنف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية وطهران ترد: "قرار غير حكيم وخطوة استفزازية"ترامب، الذي أعلن في نوفمبر عن نيته فرض رسوم بنسبة 25% على جميع المنتجات القادمة من كندا والمكسيك، جعل من هذه التصريحات موضوعًا رئيسيًا في الإعلام الكندي والدولي. ورغم أن مزاحه قد يكون في ظاهر الأمر بسيطًا، إلا أنه يعكس التوترات السياسية والاقتصادية التي قد تؤثر بشكل كبير على العلاقة بين البلدين في المستقبل.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية قاض أمريكي يرفض طلب ترامب إلغاء إدانته بتهمة الرشوة.. "ليس كل ما يفعله الرئيس يعتبر أمرا رسميا" "قرار غبي وغير مدروس".. ترامب ينتقد سماح بايدن لكييف بضرب العمق الروسي بصواريخ أمريكية مع تهديدات ترامب بالترحيل الجماعي.. أمريكا الوسطى تستعد لموجة مهاجرين محفوفة بالمخاطر دونالد ترامبجاستن ترودوكنداالرسوم الجمركيةاعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. الحرب بيومها الـ440: قتلى وجرحى في غزة واليمن وإسرائيل باقية في سوريا حتى إشعار آخر يعرض الآن Next من سوريا إلى عودة ترامب واحتجاجات جورجيا.. ملفات شائكة على طاولة الاتحاد الأوروبي في بروكسل يعرض الآن Next عاجل. بوتين: لم ألتق بشار الأسد بعد قدومه إلى روسيا وما حصل في سوريا ليس هزيمة لنا يعرض الآن Next وزير الدفاع الألماني يعلن عن خطط لزيادة عدد جيش بلاده إلى 230 ألف جندي يعرض الآن Next غارات إسرائيلية على اليمن تقتل 9.. والحوثيون يعلنون استهداف أهداف حساسة في تل أبيب وأبو عبيدة يُبارك اعلانالاكثر قراءة الجولاني يدعو لرفع العقوبات عن سوريا ويؤكد بأنها لن تكون منصة لمحاربة إسرائيل الجيش الإسرائيلي: إصابة سائق حافلة إسرائيلي في عملية إطلاق نار عند قبر يوسف في نابلس مصادر عسكرية تكشف: حماس جندت آلاف المقاتلين الجدد في غزة مارس الجنس مع 400 من زوجات كبار الشخصيات أمام الكاميرا.. فضيحة مسؤول كيني يعتقد أنه مصاب بمرض الإيدز العاملون في هذه المهن أقل عرضة للخرف: إليك السبب وراء ذلك اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومسورياقتلإيرانإسرائيلأمنهيئة تحرير الشام حرية ممارسة المعتقدحركة حماسديزنيعيد الميلادبشار الأسدإسبانياالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024