قال الكاتب الإسرائيلي شموئيل أورنيتز في مقال نشرته مجلة "زو هديرخ" (هذا الطريق) الأسبوعية الصادرة عن الحزب الشيوعي الإسرائيلي، إن الواقع الحالي على الأرض يُظهر أن "اليوم التالي" بعد عام من احتلال غزة قد أصبح ملموسا، إذ بدأت الحكومة الإسرائيلية باتخاذ خطوات إستراتيجية ترسم مستقبل القطاع دون أي نية للتراجع.

وحسب الكاتب، فإن الخطوات العسكرية على الأرض تعكس خطة واضحة لإعادة تشكيل الواقع الديموغرافي والسياسي للقطاع، وعبر أورنيتز عن قلقه من "خطوات غير قابلة للتراجع" بدأت في أولى مراحل الحرب، وأبرزها تقسيم القطاع عبر ما يُعرف بـ"محور نتساريم"، الذي اكتملت عملية تمهيده منذ مايو/أيار الماضي.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2واشنطن بوست: الناخبون أمام أسوأ خيارات في تاريخ الولايات المتحدةlist 2 of 2ناشيونال إنترست: حربا غزة ولبنان تستهلكان عشرات المليارات من أموال الضرائب الأميركيةend of list

يُضاف إلى ذلك إنشاء "منطقة أمنية" بعمق كيلومتر تقريبا على طول الحدود الشرقية للقطاع، تشمل بنية عسكرية ومراقبة صارمة، يُحظر على الفلسطينيين الاقتراب منها. وقد أدى هذا الإجراء إلى تجريف مساحات زراعية واسعة، حيث أظهرت بيانات الأمم المتحدة أن 68% من الأراضي الزراعية قد تضررت، مما يزيد من تعقيد الأوضاع الإنسانية في القطاع، الذي يعاني أصلا من نقص حاد في الموارد الزراعية.

إعادة استيطان غزة

وذكر الكاتب أن الخطوات الإسرائيلية تتضمن إعادة تأسيس المستوطنات في غزة، حيث شهدت القدس في يناير/كانون الثاني الماضي مؤتمرا بعنوان "نصر إسرائيل – العودة إلى قطاع غزة وشمال الضفة"، حضره 11 وزيرًا و15 نائبا، بينهم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن الوطني إيتمار بن غفير.

وقد دعت الوزيرة ماي جولان إلى دعم هذه الخطة التي تلقى دعما كبيرا من أقطاب اليمين المتطرف، مشيرة إلى أن الرؤية المستقبلية للحكومة تشمل عودة الاستيطان كأحد أهداف الحرب.

 بيئة غير صالحة للحياة

وأضاف الكاتب أن هناك تدميرا ممنهجا للتجمعات السكنية والمباني العامة بهدف خلق بيئة غير صالحة للحياة في أجزاء كبيرة من القطاع، تمهيدًا لمزيد من الإجراءات العسكرية أو السياسية.

وشمل التدمير الواسع النطاق، وفقا للكاتب، المدارس والجامعات والمصانع والمتاجر، الأمر الذي أوضحه تحليل صور الأقمار الصناعية التي أظهرت أن نحو 87% من المدارس في القطاع تعرضت لأضرار، وأن نحو 63% من المباني السكنية مدمرة أو متضررة.

واعتبر أورنيتز أن الحكومة الإسرائيلية تبنت منذ الأيام الأولى 3 خطوات إستراتيجية، وهي القتل الجماعي، والحصار، والتهجير، مما أسفر حتى الآن عن أكثر من 42 ألف قتيل، وأكثر من 100 ألف جريح، وبلغ عدد النازحين نحو 1.9 مليون، ما يعادل 90% من سكان غزة.

أورنيتز : الحكومة الإسرائيلية تبنت منذ الأيام الأولى ثلاث خطوات استراتيجية، وهي القتل الجماعي، والحصار، والتهجير

"خصخصة الاحتلال" و"فقاعات إنسانية"

وتوقع الكاتب أن تقوم الحكومة بخطوات أخرى لتنفيذ مخططها، ومنها "خصخصة الاحتلال" بحيث تصبح إسرائيل المسؤول الوحيد عن الفلسطينيين، وقد استعانت لتحقيق ذلك بـ"شركة التوصيل العالمية" (GDC) الأميركية المملوكة لرجل الأعمال الإسرائيلي الأميركي موتي كاهانا، لتتولى مسؤولية نقل المساعدات الإنسانية إلى القطاع وإدارة ما أصبح يُعرف بـ"الفقاعات الإنسانية" التي ستخصص لمن تبقى من الفلسطينيين في "أحياء محمية بأسوار ومحاطة بحواجز".

ووصف تقرير منظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية "بتسيلم" عمليات الطرد الجماعي لسكان شمال غزة تحت ذريعة إنشاء مناطق آمنة  بالتطهير العرقي، "فمنذ انطلاق العمليات العسكرية في الشمال، تعيش المنطقة حصارا خانقا، وتتعرض لهجمات مكثفة، كما أن منع مرور المساعدات الإنسانية والتركيز الإعلامي على لبنان يجعل الوضع في غزة أكثر مأساوية".

وفي تصريح لموقع "واي نت" الإسرائيلي بتاريخ 22 أكتوبر/تشرين الأول، أوضح كاهانا أن دور الشركة يتمثل في تأمين المساعدات والتأكد من وصولها إلى المدنيين دون أن يستولي عليها أفراد من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أو "جهات إجرامية".

وقد أطلق كاهانا تهديدات لسكان غزة قائلا "لا يحاولن أحد استفزازنا، أؤكد لكم أن الرد سيكون سريعا، وستدركون أن ثمة إدارة جديدة تُشرف على المنطقة".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الجامعات ترجمات

إقرأ أيضاً:

حماس تدين "الابتزاز" الإسرائيلي بعد قطع الكهرباء عن غزة

اتهمت حماس إسرائيل بممارسة "ابتزاز رخيص ومرفوض"، بعد قرارها، الأحد، وقف إمداد قطاع غزة بالكهرباء، في سياق من الضغوط المتنامية على الحركة للإفراج عن الرهائن.

وقال عضو المكتب السياسي لحماس عزت الرشق في بيان "ندين بشدة قرار الاحتلال قطع الكهرباء عن غزة، بعد أن حرمها من الغذاء والدواء والماء"، معتبراً أنها "محاولة يائسة للضغط على شعبنا ومقاومته، عبر سياسة الابتزاز الرخيص والمرفوض".
وأعلنت إسرائيل أنها تعتزم وقف إمداد قطاع غزة بالكهرباء، قبل مفاوضات غير مباشرة جديدة مرتقبة في الدوحة لبحث سبل إطلاق المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار مع حركة حماس.

إسرائيل تقطع إمدادات الكهرباء عن غزة - موقع 24أعلنت إسرائيل أنها ستقطع إمدادات الكهرباء عن غزة، ولا تزال الآثار الكاملة لهذا القرار غير واضحة على الفور، لكن محطات تحلية المياه في القطاع تعتمد على الكهرباء لإنتاج مياه الشرب.

وقال وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين في مقطع مصور: "وقعت للتو أمراً بوقف إمداد قطاع غزة بالكهرباء فوراً"، وذلك بعد أسبوع من قرار الدولة العبرية بمنع دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المدمر.
وأضاف كوهين: "سنستخدم كل الأدوات المتاحة لنا لاستعادة الرهائن، وضمان عدم وجود حماس في غزة في اليوم التالي" للحرب، في وقت تتبادل إسرائيل وحماس الاتهامات بانتهاك اتفاق الهدنة الساري منذ 19 يناير (كانون الثاني) الماضي.
ويغذي الخط الكهربائي الوحيد بين إسرائيل وغزة محطة تحلية المياه الرئيسية في القطاع، والتي تخدم أكثر من 600 ألف شخص.
ويعول سكان غزة خصوصاً على الألواح الشمسية والمولدات للحصول على الكهرباء، وخصوصاً أن الوقود ينقل إلى القطاع بكميات ضئيلة.

مقالات مشابهة

  • «ظلام وحصار وجوع»| الاحتلال يقطع الكهرباء عن قطاع غزة بالكامل مما يزيد من معاناة المدنيين.. وحماس تدين السياسة الإسرائيلية القائمة على العقاب الجماعي
  • كاتب إسرائيلي: محظور علينا الخروج إلى مغامرة في سوريا
  • حماس تدين "الابتزاز" الإسرائيلي بعد قطع الكهرباء عن غزة
  • وزير المال الإسرائيلي: خطة ترامب لنقل سكان غزة بدأت “تتبلور”
  • المؤتمر الوطني ليس من اصحاب اليوم التالي .. قضية فك الارتباط بين الجيش والإسلاميين
  • إصابات برصاص الاحتلال الإسرائيلي في وسط وجنوب قطاع غزة
  • إصابة عشرة فلسطينيين بإطلاق نار وقصف إسرائيلي على قطاع غزة
  • إصابة 10 فلسطينيين بإطلاق نار وقصف إسرائيلي على قطاع غزة
  • المؤتمر الوطني ليس من اصحاب اليوم التالي.. قضية فك الارتباط بين الجيش والإسلاميين
  • الأمم المتحدة: سوريا بدأت باتخاذ خطوات مشجعة نحو التعاون مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية