بالتزامن مع اجتماع للقوى المدنية.. معارك عنيفة في دارفور وكردفان والبرهان يتهم حميدتي بارتكاب جرائم حرب
تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT
اتّهم رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان -اليوم الاثنين- قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) بارتكاب جرائم حرب، يأتي هذا بالتزامن مع استمرار المعارك العنيفة بين الجانبين في أم درمان ودارفور وكردفان.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان الماضي، يخوض الجيش السوداني والدعم السريع اشتباكات لم تفلح سلسلة هدنات في إيقافها، ما خلّف أكثر من 3 آلاف قتيل، أغلبهم مدنيون، وأكثر من 4 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، حسب الأمم المتحدة.
وقال البرهان في كلمة تلفزيونية بمناسبة الذكرى الـ 69 لتأسيس الجيش السوداني، إن الحرب فُرضت على الحكومة والجيش دفاعًا عن أمن وكرامة الأمة السودانية، وفق تعبيره.
وأضاف البرهان أن القوات المسلحة ستظل قوات محترفة تقف مع خيارات الشعب السوداني وحقّه المشروع في دولة القانون والديمقراطية والمؤسسات، مشيرًا إلى أن “السودان يواجه أكبر مؤامرة في تاريخه، عن طريق قوات الدعم السريع”.
وقال قائد الجيش السوداني “سنحتفل قريبًا بالقضاء على هذا التمرد الغاشم”، معدًّا أن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) وأعوانه، قد زيّفوا الحقائق وارتكبوا جرائم حرب، ولا يسعون للديمقراطية”.
معارك كردفان
ميدانيًا، قالت مصادر محلية للجزيرة إن قوات الدعم السريع اقتحمت محلية الخوي في ولاية غرب كردفان، واستولت على أسلحة قسم شرطة المحلية، واشتبكت مع السكان المحليين.
وفي ولاية جنوب كردفان، أفادت مصادر في الجيش السوداني للجزيرة بأن القوات المسلحة صدّت هجومًا مباغتًا شنّته قوات الحركة الشعبية جناح عبد العزيز الحلو، على مدينة كادقلي عاصمة الولاية من الناحية الشرقية، ومنعت القوات المهاجمة من دخول المدينة.
ومن جانبه، قال موسى تية القائد الميداني بقوات الحركة الشعبية، للجزيرة إن قوات الحركة سيطرت خلال هجوم اليوم على منطقة العفين شرقي كادقلي.
وذكرت مصادر محلية للجزيرة أن هجوم الحركة الشعبية أسفر عن مقتل 5 أشخاص، وأجبر سكان الأحياء الشرقية للمدينة على مغادرة منازلهم نحو وسط المدينة.
وأفاد مراسل الجزيرة أن قصفًا متبادلًا وقع بين الجيش وقوات الحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحِلو، شرق مدنية كادُوقلي.
معارك نيالا
وفي دارفور، تبادل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع -اليوم الاثنين- القصف بالمدفعية لليوم الرابع على التوالي، في مدينة نيالا (عاصمة ولاية جنوب دارفور غربي السودان).
وأفاد شهود عيان للأناضول، بأن أحياء “كرري وتكساس ودريج والنهضة والتضامن ” في مدينة نيالا شهدت قتالًا عنيفًا بين الجيش والدعم السريع”.
وأضاف الشهود أن القصف المدفعي وسقوط القذائف أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، ونزوح من هذه الأحياء إلى أماكن آمنة، دون توفر إحصائية دقيقة حول أعداد القتلى والجرحى.
وفي وقت سابق الاثنين، قال مصدر عسكري للجزيرة، إن قوات الجيش صدّت -أمس الأحد- هجومًا لقوات الدعم السريع على مقر الفرقة 16 في مدينة نيالا.
وأشار المصدر إلى أن الجيش تمكّن من تدمير عربتين قتاليتين، وكبّد المهاجمين خسائر بشرية.
وقالت مصادر طبية للجزيرة إن المستشفى التركي بمدينة نيالا استقبل خلال يومي السبت والأحد 12 قتيلًا، وأكثر من 150 مصابًا جراء تبادل القصف المدفعي وإطلاق الرصاص، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
من جانبها، اتّهمت قوات الدعم السريع في بيان نشرته -أمس الأحد- عبر موقع” إكس” قوات الجيش “بارتكاب انتهاكات بحق المدنيين”، في مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور.
وذكر البيان أن القصف العشوائي حصد أكثر من 43 قتيلًا، بينهم 8 أطفال ونساء، ولا تزال عمليات الحصر مستمرة لصعوبة الوصول إلى بعض الأحياء المتضررة بسبب القصف.
وإقليم دارفور سبق أن شهد حربًا أهلية في العقد الأول من القرن الحالي، ويعدّ معقل قوات الدعم السريع. وتركّزت المعارك لفترة طويلة في الجنينة، عاصمة غرب دارفور، حيث قد تكون وقعت “جرائم ضد الانسانية”، وفق الأمم المتحدة.
وتحدثت مصادر عدة عن مجازر بحق المدنيين، واغتيالات ذات طابع إثني، يُعتقد أن قوات الدعم السريع والميليشيا العربية المتحالفة معها، تقفان وراءها.
معارك العاصمة
وفي العاصمة الخرطوم، أشار مراسل الجزيرة إلى وقوع اشتباكات متقطعة بين الجيش والدعم السريع، شرقي أم درمان.
في الأثناء قالت قوات العمل الخاص بالجيش السوداني إن قوة بالفرقة الأولى مشاة بولاية الجزيرة، نظّفت حدود ولاية الجزيرة الشمالية مع العاصمة الخرطوم، ممن وصفتهم بالمتمردين الهاربين، الذين امتهنوا نهب المواطنين، حسب تعبيرها.
وتشهد حدود ولاية الجزيرة مع الخرطوم انتشارًا لقوات الدعم السريع، في مناطق البَاقِير وجِياد جنوب الخرطوم.
اجتماع أديس أبابا
سياسيًا، عقدت القوى المدنية السودانية الموقّعة على الاتفاق الإطاري وممثلو الجبهة الثورية، اجتماعًا -اليوم الاثنين- في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، لبحث آخر المستجدات الأمنية والإنسانية في البلاد.
وقال الناطق الرسمي باسم الجبهة الثورية السودانية أسامة سعيد، للجزيرة إن اجتماع المجلس الرئاسي سيعقد برئاسة الدكتور الهادي إدريس عضو مجلس السيادة، بشأن سبل وقف الحرب.
كما ستعقد القوى المدنية والسياسية والمهنية الموقّعة على الاتفاق الإطاري اجتماعًا ثانيًا ظهر اليوم، لبحث سبل تكوين جبهة مدنية مناهضة لاستمرار الحرب، وكذلك الدفع عبر الضغط الدبلوماسي، لعودة الأطراف المتنازعة لطاولة المفاوضات.
ودعا الهادي إدريس عضو مجلس السيادة بالسودان ورئيس الجبهة الثورية، الطرفين لوقف القتال فورًا.
وقال الهادي إدريس إن القوى المدنية قطعت خطوات مهمة لوقف الحرب، مشيرًا إلى أن اجتماع القوى الموقّعة على الاتفاق الإطاري، الذي بدأ في أديس أبابا، من أولوياته بحث سبل وقف الحرب، وتشكيل جبهة مدنية واسعة.
ملايين النازحين
إنسانيًا، قال حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، إن الحرب الدائرة في البلاد رفعت عدد النازحين في الإقليم إلى 3 ملايين، وأن عدد اللاجئين في دول الجوار بلغ نحو مليون.
ووصف مناوي الأوضاع الإنسانية في دارفور بالكارثية والمزرية. كما اشتكى من عدم تلقي الإقليم أي مساعدات إنسانية من التي وصلت إلى البلاد، عبر الجهات الإقليمية والدولية، ومن بعض الدول.
ولفت إلى أن مخيمات النازحين في الإقليم ومؤسسات الدولة مزدحمة بالنازحين، الذين ينتظرون الدعم، حسب تعبيره.
كما دقّت منظمة أطباء بلا حدود ناقوس الخطر، بشأن الأوضاع الإنسانية للاجئين السودانيين، وحذّرت من أن ارتفاع معدل المرضى بسبب سوء التغذية في معسكرات اللاجئين في تشاد ينذر بالخطر.
وأشارت المنظمة إلى أن حلول موسم الأمطار في تشاد سبب في زيادة مقلقة لحالات الإصابة بالملاريا، ودعا أطباء بلا حدود المجتمع الدولي إلى تقديم خدمات المأوى والغذاء والمياه والرعاية الصحية على وجه السرعة.
الجزيرة
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع الحرکة الشعبیة الجیش السودانی فی مدینة نیالا بین الجیش اجتماع ا إلى أن هجوم ا
إقرأ أيضاً:
رغم تأكيد الإمارات.. واشنطن تعيد تقييم مزاعم أبو ظبي حول عدم تسليح الدعم السريع
ذكرت وسائل إعلام أمريكية، أن إدارة بايدن ستقدم للمشرعين الأمريكيين تقييما بحلول 17 من الشهر الجاري حول مصداقية تأكيدات الإمارات بأنها لا تزود قوات الدعم السريع شبه العسكرية في السودان بالسلاح.
ومطلع الشهر الجاري، أرسل اثنان من المشرعين الديمقراطيين في الولايات المتحدة رسالة إلى إدارة بايدن يهددون بعرقلة مبيعات الأسلحة الهجومية إلى دولة الإمارات بسبب دعمها الحرب الأهلية في السودان عبر تسليح ميليشيات قوات الدعم السريع.
ووجه السيناتور كريس فان هولن وعضوة الكونجرس سارة جاكوبس رسالة إلى الرئيس بايدن، حذرا فيها من أن المشرعين سيسعون إلى إجراء تصويت على قرار برفض بيع أسلحة هجومية إلى الإمارات، بما في ذلك صواريخ بقيمة 1.2 مليار دولار، ما لم يشهد بايدن بأن أبوظبي لا تدعم قوات الدعم السريع.
وجاء في الرسالة التي أوردتها مجلة بوليتيكو، “نحن نشعر بقلق عميق إزاء التقارير التي تفيد بأن الإمارات العربية المتحدة قدمت الدعم المادي، بما في ذلك الأسلحة والذخيرة، لقوات الدعم السريع وسط الحرب الأهلية في السودان، ونعتقد أن الولايات المتحدة يجب أن توقف مبيعات الأسلحة الهجومية حتى يتوقف هذا الدعم “.
وقالت الرسالة “إذا قدمت إدارتكم تأكيدًا مكتوبًا بأن الإمارات لا تزود قوات الدعم السريع بالأسلحة وتعهدت بالامتناع عن مثل هذه التحويلات في المستقبل، فإننا سنكون قد حققنا هدفنا ولن نحتاج إلى الدعوة للتصويت على هذا التشريع في الكونجرس”.
وسبق أن اتهم مندوب السودان بالأمم المتحدة الحارث إدريس الحارث، الإمارات بإشعال الحرب في بلاده عبر دعم قوات "الدعم السريع"، فيما نفت الإمارات ذلك وقالت؛ إن "تلك الادعاءات لا أساس لها من الصحة، وتفتقر إلى أدلة موثوقة لدعمها".
وغير مرة، عرض الجيش السوداني صورا وتسجيلات لكميات كبيرة من الأسلحة التي انتزعها من أيدي قوات الدعم السريع في محاور القتال، وقال إنها إماراتية.
ومنذ منتصف نيسان/ أبريل 2023، يخوض الجيش السوداني بقيادة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل، وما يزيد على 14 مليون نازح ولاجئ، وفق تقديرات الأمم المتحدة والسلطات المحلية.
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب، بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع ملايين إلى المجاعة والموت، جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.