صحيفة التغيير السودانية:
2024-11-21@18:07:57 GMT

للذين قالوا لا للمدنية من بريطانيا!

تاريخ النشر: 3rd, November 2024 GMT

للذين قالوا لا للمدنية من بريطانيا!

للذين قالوا لا للمدنية من بريطانيا!

بثينة تروس

إننا نهنئ الأعداد المهولة للسودانيين ببريطانيا الذين خرجوا يتظاهرون ضد المدنيين المجتمعين لإيجاد حلول لوقف الحرب ونزيف الدم بالوطن، خرجوا رافعين شعارات استمرار الحرب (بل بس) وجيش واحد شعب واحد.. تهنئتنا منبعها تقديرنا لعظمة الديموقراطية وممارسة الحريات العامة في ظل أمن وحماية الجيش البريطاني الموحد بلا مليشيات.

وفي ذات الوقت نتساءل كيف انتهى الحال بهذه التجمعات الضخمة إلى استبدال المواطنة في البلد الأصل واستبدالها بالعيش في صحبة ذوي الأصول الأنجلو سكسونية، والنورمانية؟!.

فهؤلاء السكسون قطعاً لا يمتون بصلة دم (للعباس) عم النبي سيد الخلق عليه الصلاة والسلام! تلك الصلة المُدّعاة والتي قامت على أسسها الحرب الدينية في جنوب السودان وانتهت بفصله وقد ذُبح ثور أسود كرمز لنقاء العروبة الإسلامية بعد هذا الانفصال.. وقامت أيضا مجازر دارفور وما تبعها من تكوين مليشيات الجنجويد التي خرجت من رحم الجيش، على الأسس العرقية الإثنية، لتنقية العربة من الزرقة كما تفتقت تلك الفكرة في عقول قادة الحركة الإسلامية..

لقد لجأ هؤلاء المتظاهرون إلى دولة لا تقيم الشريعة الإسلامية، ولا يحمل تلفزيونها القومي شعار (لا الله الا الله).. كما أن في دستورها سعة من الحريات تجعل العيش في أرضها رجزاً من عمل الشيطان، خاصة للقابضين على جمر دينهم، حيث يقنن على سبيل المثال لا الحصر، العلاقات الجنسية خارج أطر الزواج، وتتوفر البارات ودور الدعارة وزواج المثليين ونوادي العري للجنسين.. كما تتوفر الحريات التي لا تعترف بها دولتهم مثل حرية الأديان والمعتقدات، بما في ذلك الإلحاد، والاعتراف بإسرائيل، ومحاربة الإرهاب حتى أن هنالك من يتهمها بالإسلاموفوبيا!.

أيُعقل فرضياً أن أرض الدولة الإسلامية قد ضاقت بهؤلاء في ظل هيمنة سلطة الحركة الإسلامية والمشروع الحضاري الإسلامي، وكثرة المساجد، وتوفر فرص الجهاد وعرس الشهيد وزواج الحور العين؟!! فقد احتكرت الحركة الإسلامية في السودان المؤسسة العسكرية برمتها، وقدمت لها القرابين كرتب عسكرية عالية يتمتع بها من ينتمون إليها من صفوفهم، وأموالا طائلة تعادل 82% من خزينة الدولة، ومكنت البقية من عضويتها سياسياً واقتصادياً، بمشروعات تدار خارج ميزانية الدولة، احتكروا فيه المال العام والخاص.. لماذا ترك هؤلاء كل هذا وراء ظهرهم ولجأوا إلى دويلة الكفر والإلحاد، بعد أن بشرهم قادتهم بأن (أمريكا روسيا قد دنا عذابها)؟؟ أم انهم امتثلوا الأمر الالهي (أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا) فلجأوا إلى بريطانيا التي استعمرت الوطن سابقاً لعلمها بخيراته وأنه (سلة غذاء العالم)؟!!.

أم لعلهم هربوا حين لم يجدوا الحريات التي في ظلها يتظاهرون، ثم لا تكون عاقبة أمرهم، طلقة طائشة من جهة مجهولة، أو سجناً في بيت من بيوت الأشباح؟! أو ربما خوفاً من انعدام العدالة التي يجيز قضاتها العاطبون، خدام السلطة الحاكمة، وظيفة اختصاصي اغتصاب في دولة الشريعة الإسلامية؟! ثم يعجز هؤلاء المتظاهرون، وقد وُجد بينهم من ارتكب جريمة اغتصاب أطفال وحكم عليه بالإعدام وأودع السجن في السودان، فإذا هو يتظاهر مع هؤلاء ضد حمدوك في شوارع لندن، ويهتف ضده، ويطالب بالكشف عمن باع دم الشهداء و(بي كم)!! نعم كان هذا هتافهم ضد حمدوك، رغم أنهم يعلمون من قتل الشهداء، حتى تكدست بهم المشارح في الخرطوم والتحمت الجثث على أرضيتها وسال مزيجها فيضاً يسعى بين الناس ينادي بالقصاص!!.

أو لعل هؤلاء قدموا لإنجلترا بحثاً عن السلام الذي لم تشهده الدولة منذ خروج بريطانيا المستعمرة منها؟! أو يا ترى اشتهت نفوسهم نعمة التعليم والعولمة، والرعاية الصحية، والتنمية المستدامة وخدمات بلا صفوف الماء والرغيف والسكر، أو كهرباء وفاكهة غير ممنوعة؟!.

وجميع ذلك يمكن اختصاره في عبارة (الحياة الكريمة) التي من وهبها الله للإنسان كحق طبيعي يولد معه وهو حق الحياة وحق الحرية.. إذن لماذا يضنّون بها على المساكين العزل، الهائمون على وجوههم بسبب هذه الحرب، يبحثون عن مأوى آمن ولقمة عيش لأطفالهم أو جرعة دواء لمرضاهم، وقد حالت دون ذلك مليشيات الدعم السريع المجرمة ومليشيات الجيش وكتائبه من الجماعات المهووسة، التي لا تريد أن تدعهم وشأنهم، فقد رضوا بالهم والهم لم يرض بهم، إذ مع استمرار الحرب يستمر القصف اليومي لمنازلهم وأسواقهم بالطيران وبالمدافع الثقيلة، ويتم تهجيرهم من قراهم، ويتم قتل أبنائهم، لمجرد الإتهام بالتعاون مع الفريق الآخر، أو الانتساب لقبيلة يرجح أنها تمثل حاضنة للطرف الآخر، كما حدث في قرى الجزيرة ومدينة الحلفاية ومدينة الدندر..

أما كان الأجدر بهؤلاء اللاجئين لدول الغرب من شرور بلادهم ومن فتنها وحروبها أن يطالبوا بإيقاف هذه الحرب حتى يتمتع من تركوهم خلفهم، ممن لا يقوون على الهجرة، بنفس القدر من الأمن والسلام، الذي ينعمون هم به، أو على الأقل يتركوا من أتى لهذا الغرض ليقوم بما يراه الواجب المباشر.. بدلاً من استغلال الفرصة التي وهبها لهم الله في الاستعراضات العسكرية العبيطة والمحروسة بالشرطة البريطانية في شوارع لندن؟! وإذا لم يقووا على ذلك فلا أقل من أن يكونوا صادقين وينضموا لصفوف معركة الكرامة، بالاستجابة لدعوة الاستنفار وطلب الشهادة وتحرير البلاد من دنس مليشيات الدعم السريع، كما يدعون بدل الهتاف في شوارع لندن (جيشا واحد شعب واحد) والكيد لمن يحاول وقف الحرب!.

وكيف سولت لهم نفوسهم بعد تلك الاستعراضات البهلوانية الرجوع إلى أهلهم ومنازلهم وهم آمنين وفرحين بأنهم حققوا إنجازاً ونصراً عظيماً في الوقت الذي لم يفعلوا سوى تشجيع أحد طرفي النزاع بالاستمرار في المزيد من القتل والتشريد لأهلهم في السودان؟!!!.

tina.terwis@gmail.com

الوسومالجيش الحرب الحركة الإسلامية الخرطوم الدعم السريع السودان المدنيين المشروع الحضاري بثينة تروس بريطانيا

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الجيش الحرب الحركة الإسلامية الخرطوم الدعم السريع السودان المدنيين المشروع الحضاري بريطانيا الحرکة الإسلامیة

إقرأ أيضاً:

???? 18 نوفمبر 2024م الفيتو الأول لصالح السودان ! الكلمة المهتاجة لممثل بريطانيا، لماذا ؟

18 نوفمبر 2024م الفيتو الأول لصالح السودان !
الكلمة المهتاجة لممثل بريطانيا ، لماذا ؟

هذا اليوم يوم تاريخي فحسبما أعلم هي المرة الأولى التي تستخدم فيها دولة من الخمس الكبرى حق النقض لصالح السودان وكم من مرة تعشمت حكومة الإنقاذ ذلك ولم يحدث.
لروسيا حساباتها الخاصة بكل تأكيد في سياق حربها ضد الناتو وواجهته الأوكرانية خاصة على ضوء ما رشح من أخبار تفيد إعطاء الضوء الأخضر الأمريكي لأوكرانيا لإستخدام صواريخ بعيدة المدى لضرب العمق الروسي.

أما الكلمة المهتاجة لمندوب بريطانيا ذو الأصل الأفريقي في التهجم على روسيا ورئيسها خارج الأعراف الدبلوماسية فهي دليل على أن بريطانيا فوجئت بالفيتو الروسي وطبعا تم إختيار هذا الأفريقي الأصل لتكتمل حبكة التباكي الكذوب على المعاناة الإنسانية للسودانيين الأفارقة وهي معاناة يعلمون ويغضون الطرف عن صانعيها ويريدون الإستثمار في مترتباتها.
لا أحد يكره السلام وحب الحرب ضد الفطرة السوية فقد قال الله تعالى :(كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (البقرة/216)

إذن القتال مكروه وحذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من تمني لقاء العدو ، والسلام محبوب والله هو السلام ومنه السلام وإليه السلام ولكن الصناع الحقيقيين لهذه الحرب يستخدمون أدوات السياسة الدولية لشد الخناق على السودان.

#كمال_حامد ????

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • نتنياهو انضم إلى هؤلاء المطلوبين لـالجنائية الدولية.. تعرف عليهم (صور)
  • نوازع السيطرة عند بريطانيا وإنكارها مسؤوليات ودور الحكومة السودانية
  • ???? 18 نوفمبر 2024م الفيتو الأول لصالح السودان ! الكلمة المهتاجة لممثل بريطانيا، لماذا ؟
  • هل مقلبت روسيا بريطانيا ؟
  • خونة وعملاء.. مغردون يتهمون إسرائيل برعاية لصوص مساعدات غزة
  • فنان يوثق صراعات الهوية الثقافية لشباب مسلمين في بريطانيا
  • البرهان يهدد المؤتمر الوطني المحلول ويحدد شروط وقف الحرب ويرد على قرار بريطانيا في مجلس الامن ويرسل رسائل..للدعم السريع وداعميه والتحالفات مع الدول
  • روسيا تبرر استخدامها الفيتو ضد مشروع قرار بريطانيا بشأن السودان بـ7 نقاط
  • أنا ضد الحرب ومع الجيش
  • لاعب السودان: أشكر السعودية التي وقفت معنا منذ بداية الأزمة .. فيديو