الوطن:
2024-11-04@23:28:31 GMT

على الفاتح يكتب: «الزلزال»..!  

تاريخ النشر: 3rd, November 2024 GMT

على الفاتح يكتب: «الزلزال»..!  

سيؤرخ للسابع من أكتوبر (طوفان الأقصى) أنه لم يكن سوى بداية لسلسلة زلازل وهزات كبرى غيرت خريطة الشرق الأوسط وكانت لها توابعها التى أثرت فى صراعات العالم.

بدأ العد التنازلى لنرى مركز الزلزال ينتقل من غزة، تلك البقعة الصغيرة، إلى باقى جغرافية المنطقة الشاسعة يغير معادلات ويقلب موازين ويعيد تشكيل تحالفات لصالح إما الحرب أو السلام، المهم أن التغيير بات حتمية قدرية.

الآن تتساوى شروط الحرب فى الميزان مع مثقال شروط السلم والاستقرار، وتستطيع شعوب الشرق الأوسط ترجيح كفة شروط السلم، فإن استمرت فى عزوفها وتركت الساسة دون نصح أو رأى أو ضغط يلجم أوهامهم رجحت كفة مشعلات الحرب.

فى غزة ما زال الزلزال يعمل لصالح المقاومة، فها هى تدك نقاط تمركز قوات العدو، وتدمر الدبابات وتردى جنوده قتلى، بل وتستهدف رئيس أركان جيش الاحتلال، هيرتزى هليفى، ويمهله القدر ربما لميتة تليق بحجم جرائمه.

بيد أن هذا الزلزال قد ينقلب على الفلسطينيين إذا لم تحاصر فصائل المقاومة «فتح وحماس» خلافاتهما والتناقض بينهما فى الضفة الغربية وغزة، وفى الرؤية لليوم التالى للحرب ليس على مستوى القطاع وإنما على مستوى إدارة الصراع مع المحتل، الذى لن ينتهى فور الوصول إلى اتفاق لوقف الحرب.

ويزداد الأمر تعقيداً إذا كانت كل المعطيات حتى الآن تؤشر إلى شبه استحالة الوصول إلى هذا الاتفاق، ما يفرض على فصائل المقاومة كافة الاستجابة للمبادرات المصرية التى لا تتوقف لإبرام مصالحة فلسطينية - فلسطينية.

حديث المصالحة يكتسب هذه الأيام أهمية خاصة على خلفية خطة اليوم التالى للحرب التى أعدتها الولايات المتحدة، وجاء بها وزير خارجيتها «أنتونى بلينكن» وعرضها على مجرم الحرب نتنياهو وقدمتها مساعدته لشئون الشرق الأوسط إلى السلطة الفلسطينية.

ما أوردته التقارير الصحفية بشأن رد فعل السلطة من ناحية وحماس التى تعمل الخطة على تهميشها ينذر بنذير الشؤم، خاصة فى ظل الأنباء التى تتحدث عما يمكن وصفه بتحرشات أمنية من قبل أجهزة السلطة برجال المقاومة فى الضفة الغربية، تزامناً مع اعتداءات جيش الاحتلال والمستوطنين الإرهابيين على مدن وقرى الضفة.

فى لبنان أصبحنا أمام نتائج إيجابية لزلزال الطوفان، عندما انضم الإرهابى نتنياهو إلى النازحين من مستوطنات الشمال بعد وصول مسيّرة إلى غرفة نومه.

الرعب يتملك الإرهابى فيلغى حفل زفاف نجله «أفنير» ويطالب بعقد اجتماعات الكنيست التى يحضرها تحت الأرض.

مسيرات المقاومة جعلت الخوف يسكن قلوب الصهاينة وتدمر آليات العدو وتدك قواعده العسكرية وتصيب نحو ألف من جنوده وتقتل مائة لتمنعه من التقدم فى جنوب لبنان.

يريد الإرهابى «يوآف جالانت» وزير الدفاع الصهيونى، إنهاء العملية البرية تحت وطأة صواريخ المقاومة، لكن واشنطن تعد مسودة اتفاق لإنهاء الحرب تقضى بنزع سلاح المقاومة واحتفاظ جيش الاحتلال بحق اختراق السيادة اللبنانية والقيام بعمليات عسكرية والتجسس على لبنان بالتنسيق مع الولايات المتحدة، وتمكين الجيش اللبنانى من الوجود على الشريط الحدودى، بشرط العمل وفق تعليمات الولايات المتحدة، التى تشرف على جهة دولية تراقب مجمل المجريات السياسية والأمنية.

المسودة عنونت مشروعها الذى يضع لبنان تحت الاحتلال عملياً بتطبيق القرار الأممى «١٧٠١» شكلياً. ومع ذلك رفض الإرهابى نتنياهو المسودة، معللاً ذلك بأن الوضع الحالى يحتاج للمزيد من القتال لفرض شروط أفضل، لكن واقع جيشه المهزوم أمام قوات المقاومة يؤكد أن الحكومة اللبنانية قبل «حزب الله» ليسا فى مكان من يرضى باتفاق كهذا.

نتنياهو يريد المزيد من الوقت لعله ينجح فى إشعال نيران الحرب الأهلية وتشاركه الولايات المتحدة ذات الهدف، لأنها قامت بصياغة تلك المسودة ليرفضها لبنان. حتى لا ينقلب الزلزال على اللبنانيين بكل مكوناتهم السياسية والمذهبية عليهم التصدى لتلك المؤامرة، وعدم التفاعل مع أى تدخلات إقليمية تسعى لإشعال حرائق الفتنة فى سياق صراع أخرق على النفوذ، بدلاً من أن يكون لها مشروعها المستقل الذى يفرض حل الدولتين بالتنسيق مع قوى الإقليم ويحجم أطماع الإرهابى فى تل أبيب وحلفائه الغربيين استثماراً لزلزال طوفان الأقصى.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: طوفان الأقصى إسرائيل الولايات المتحدة الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

حينما تسعى إسرائيل وأمريكا وبعض حكومات المنطقة لتعويض خسائرها في الحرب بالسياسة

لا شك أن خسائر الاحتلال الصهيوني باتت أكبر من مجرد التجاهل الإعلامي لها في تل أبيب أو في أوروبا وأمريكا، رغم محاولات التعتيم والالتفاف على فضائحه في ظل الهزائم التي مُنّيَ بها جيشه، ولم تعد تُجدي محاولات التجميل التي يمارسها إعلام الصهيونية العالمية وذيله في بلادنا العربية، خاصة بعدما تحرر العالم من قبضة الإعلام الواحد الذي يملي ما يريده على جمهور المشاهدين، كما كان في حقبة الستينيات وقبل ظهور الإنترنت والسوشيال ميديا التي قلبت الموازين وأوصلت الحقائق -رغم أنف الحكومات- كما هي دون تدخل من أي جهة كائنة من كانت..

ولا شك أن الضربات الموجعة التي تلقتها دولة الاحتلال في وجه الاستعلاء والعنجهية المبتذلة لقادتها السياسيين والعسكريين من المَرضى بالسادية الذين يتصدرون المشهد في حكومة "بنيامين نتنياهو" أمثال "إيتمار بن غفير" و"بتسلئيل سموتريتش"؛ لم تُبق لهم إلا عض الأنامل ومص الشفاه على مقدار الألم الذي سببته لهم أذرع المقاومة في فلسطين والجنوب اللبناني!..

ووجب علينا أن ننوه لحزب الله لحفاظه على أهم مسلّماته وثوابته: المساندة والدعم الكاملين لغزة، والحفاظ على مبدأ وحدة الساحات؛ ذلك الذي سبب صداعا للدول الحاضنة للأذرع المساندة للمقاومة الفلسطينية في اليمن ولبنان والعراق، ورغم الأعباء التي تفوق القدرة على التحمل فلقد حافظ الحزب على دوره الأخلاقي -بعيدا عن خطاب الكراهية الطائفية المُعَد والمُجَهّز في غرف الأجهزة الأمنية والاستخباراتية- والذي يحمله ببغاوات الشحن الطائفي من أشباه الدعاة!..

ورغم الخسائر الكبيرة في صلب قيادات الحزب من الصف الأول إلى مستوى الأمين العام ورئيس أركان التنظيم ثم المرشح الأول لتولى الأمانة العامة وغيرهم من القيادات، إلا أن الحزب استعاد عافيته وحافظ على دوره في الاصطفاف، جنبا إلى جنب مع المقاومة الفلسطينية التي ظهرت في العراء وحدها وجموع العرب والمسلمين عاجزون لا يقدرون على شيء سوى المشاهدة لكل ما تُحدثه الآلة الصهيونية الجبارة فيهم، ولا مغيث لهم إلا الله..

لا بد من التغيير في موازين القوى وعدم تركها في يد أمريكا!

أصبحت الحاجة ملحة إلى قرارات قوية من بعض الدول ذات الثقل الإقليمي والدولي، مثل تركيا المقُصّرة في مسئوليتها تجاه المذابح التي ترتكبها دولة الاحتلال! وبجوارها تصطف بعض الدول العربية والإسلامية البعيدة عن فلك التطبيع أو غير المرتمية في أحضان الراعي الرسمي لجرائم الاحتلال (أمريكا)، وخلفها بعض القوى الدولية الكبيرة مثل روسيا والصين، من أجل إحداث هزة في موازين القوى التي تسيطر عليها أمريكا منفردة، والتي لن تحيد -مع سيطرة اللوبي الصهيوني على البيت الأبيض- عن الانحياز الفاجر للاحتلال!..

أمريكا الممول والشريك الرئيس للمذابح التي يرتكبها العدو الصهيوني، والتي تقف على رأس الوسطاء لن تكترث لآلام الفلسطينيين أو لحرمان الأطفال من أبسط ما يحتاجه الطفل، ولن تسمع لصرخات الثكالى ولم ولن تنظر بعين الرحمة والشفقة إلا لأسرة أحد الأشقياء من الصهاينة القتلة، ولن نسمعها تتحدث إلا عن أسرى العدو ممن يسمونهم بالرهائن، ولن تحرك ساكنا إن كانت الغلبة لحليفتها ولسوف نستمع ساعتها لتصريحات البيت الأبيض ووزارة الخارجية عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها!

احذروا الصهاينة.. يعوضون خسارتهم في الحرب بالسياسة!

ما يشعرنا بالأسى هو حالة الخذلان التي تتلقاها المقاومة من محيطها العربي المدجج بالأسلحة التي جعلت منه الأكثر شراء على مستوى العالم، ومع ذلك فقد أحجم عن نصرة المقاومة وتركها تواجه العالم الغربي كله تحت راية اسرائيل! إلا أن المقاومة قد حققت ما يشبه المعجزة وأوقعت في الصهاينة الخسائر الكبيرة حتى ضجّوا وتعالت صرخاتهم، وتوالت هجراتهم العكسية هربا بحياتهم ورفض أبنائهم التجنيد، وفرت الاستثمارات وأحجمت الشركات التجارية الكبرى، وانخفض مؤشرهم الائتماني وحدث العجز في ميزانهم التجاري، وهنا جاء الدور الأمريكي الشيطان الراعي لما يسمى عملية التفاوض من أجل إيقاف الحرب!

وتتوالى الجولات المكوكية للمبعوث الأمريكي إلى لبنان حاملا أخطر أدوات اللعبة التي تجيدها إدارته، مخاطبا الطوائف اللبنانية لإيقاظ نار الخلاف فيما بينها، فتظهر مصلحة السنّة وممثليها في مواجهة تغول حزب الله الشيعي في الأرض اللبنانية! وهكذا تشيع الفرقة بين مكونات الدولة اللبنانية وتتعاظم نقاط الخلاف التي اختفت أو كادت، مع تلويح الإدارة الأمريكية بعصا العقوبات وجزرة المساعدات للحكومة اللبنانية للحديث عن ضرورة نزع سلاح المليشيات غير الشرعية (حزب الله)! وضرورة رجوع قوات الحزب إلى الوراء لمسافة 10 كيلومترات، وبذلك تجد المقاومة اللبنانية نفسها بين مطرقة الأمريكان وسندان الفرقاء!..

لا حل -كما أسلفنا- سوى دخول بعض القوى الإقليمية والدولية، متعاضدة فيما بينها لنزع فتيل الفرقة بين مكونات الدولة اللبنانية لمواجهة ما تريده الإدارة الأمريكية، الشريك الرئيس للعدوان الصهيوني، وتقديم بعض الضمانات للفرقاء من أجل نزع فتيل الفُرقة والعداء السني الشيعي؛ حتى يلتفت الجميع لمواجهة العدو الرئيس لشعوبنا وثرواتنا ومقدساتنا وتاريخنا وجغرافيتنا، أمريكا وذيلها في المنطقة العربية (إسرائيل)..

مقالات مشابهة

  • د.حماد عبدالله يكتب: حديث إلى النفس !!
  • جان بيير فيليو يكتب: لم يسبق للولايات المتحدة أن دعمت حربًا إسرائيلية بهذا الحجم
  • سامح فايز يكتب: الحرب الثقافية (1)
  • عدوانُ الكيان الصهيوني على لبنان
  • باحثة: لبنان لن يرضخ لشروط الاحتلال الإسرائيلي
  • حينما تسعى إسرائيل وأمريكا وبعض حكومات المنطقة لتعويض خسائرها في الحرب بالسياسة
  • أشرف غريب يكتب: أطفالنا والعملية التعليمية
  • محمود مرزوق يكتب: الخواجة جرانجر وسرقة التاريخ
  •  خالد ميري يكتب: من يصدق الشائعات؟!