حماد: المنفي خالف التشريعات والاتفاق السياسي وتجاوز حدود صلاحياته
تاريخ النشر: 3rd, November 2024 GMT
أصدرت الحكومة الليبية برئاسة أسامة حماد، بياناً بشأن تصرفات رئيس المجلس الرئاسي منتهي الولاية وأخرها خطابه لرئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح.
وقالت الحكومة، في بيانها، إنها تمارس اختصاصاتها المنصوص عليها دستوريا وقانونيا، وتبذل كامل جهدها، للحفاظ على الاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي والاجتماعي داخل الدولة الليبية، وتسعى حثيثا لتنفيذ الخطوات اللازمة، لإنهاء حالة الانقسام في مؤسسات الدولة الرسمية وأهمها المؤسسات السيادية
وأوضحت أنها تابعت الكتاب المنسوب لرئيس المجلس الرئاسي منتهي الولاية والموجه لرئيس مجلس النواب الليبي، والذي تناقلته وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، والذي تعده الحكومة الليبية محاولة جديدة لتعميق الشقاق والانقسام بين مؤسسات الدولة الرسمية وأهمها مجلس النواب، الجهة الوحيدة المنتخبة من الشعب الليبي.
وقد سبق ذلك محاولات أخرى من قبل المجلس الرئاسي منتهي الولاية بإصداره قرارات مخالفة للتشريعات السارية والاتفاق السياسي، متجاوزا بها حدود صلاحياته الممنوحة له إبان فترة سريان الاتفاق السياسي، وفقا لبيان الحكومة الليبية.
ولفت البيان إلى أن المنفي اختلق وافتعل أزمة المصرف المركزي، والتي تسببت في انهيار الاقتصاد الوطني لفترة معينة، ورغم ذلك لم تتم محاسبته قانونا عن هذا العبث، الذي أثر في المركز المالي والتصنيف الائتماني للمؤسسات المالية بالدولة.
ولاحقا أصدر المنفي، قرارا بتشكيل وخلق جسم مواز للمفوضية العليا للانتخابات وهو ما أطلق عليه مسمى المفوضية الوطنية للاستعلام والاستفتاء الوطني، دون أن يكون مخولا بذلك على فرض استمرار ولايته، وفقا للاتفاق السياسي الذي حدد صلاحياته ومهامه، بنقاط محددة وأهمها ملف المصالحة الوطنية، والتي لم يبذل فيها أي جهود حقيقية على أرض الواقع، حسبما جاء في البيان.
وتابع البيان:” لا يخفى على الجميع ما سيترتب على ذلك من إضاعة الفرصة لإنجاز الاستحقاقات الانتخابية، عبر مؤسسة رسمية معترف بها لدى جميع الأطراف المحلية والدولية منبثقة عن مجلس النواب وهي المفوضية العليا للانتخابات”.
واستطرد البيان:” المنفي أصر على ممارسة مهام وظيفة انتهت ولاية تكليفه بها بانتهاء مدة الاتفاق السياسي في 24\12\2021 م، أمعن واستمر في ارتكاب تصرفات من شأنها زعزعة الأوضاع، وخلق الفوضى، من خلال التشكيك في شرعية استمرار مجلس النواب، متناسيا أن رئيس وأعضاء هذا المجلس قد تم انتخابهم من عموم الشعب الليبي وأعطاهم الحق في أن يمثلونه في سلطة إصدار القوانين والقرارات وأنه هو الجهة الوحيدة المنتخبة حاليا، ومتجاهلا أن المجلس الرئاسي كجسم مؤقت، ارتبط بالاتفاق السياسي وجودا وعدما”.
وأكد البيان، أن رئيس المجلس الرئاسي منتهي الولاية وباستمراره في ممارساته المذكورة، فهو يخالف نص المادة الأولى من القانون رقم 13 لسنة 2023 م، والتي قررت عقوبة السجن لمدة لا تقل عن عشر سنوات لكل من مارس مهام وظيفة انتهت ولاية تكليفه بها، وتشدد العقوبة إذا كانت من الوظائف العليا، ويخالف النصوص الواردة بالقانون رقم 2 لسنة 1979 بشأن الجرائم الاقتصادية وكذلك النصوص العقابية الواردة بقانون العقوبات، والتي تجرم انتحال الصفات والوظائف، وتقرر العقوبات المشددة لها.
وأشار البيان إلى أن الكتاب المذكور قد احتوى على جملة من المغالطات والتناقضات، مثل احتجاجه على صدور قانون إنشاء المحكمة الدستورية هذا القانون الذي صدر من جهة تشريعية مختصة، ويرسخ رقابة الدستور على كل القوانين والتشريعات في مؤسسة قضائية مستقلة عن القضاء العادي، على غرار دول الجوار والعالم، التي تتبنى نظام المحاكم الدستورية العليا.
ونوه البيان، بأن هذه التصرفات والمواقف من شأنها أيضا تقويض كل الجهود المبذولة من كافة الأطراف لتوحيد مؤسسات الدولة، ولا تعبر إلا عن نظرة شخصية ضيقة لصاحبها، ولا تستند لأي معايير قانونية أو أسباب منطقية.
وأهابت الحكومة الليبية، في بيانها، بكافة الجهات القضائية والرقابية، وعلى رأسها مكتب النائب العام باتخاذ كل ما يلزم من إجراءات قانونية حيال هذه الوقائع التي ترتقي لمصاف الجنايات وفتح تحقيق بشأنها تمهيدا لإحالة مرتكبها للقضاء المختص. الوسومالتشريعات والاتفاق السياسي المنفي حدود الصلاحيات حماد
المصدر: صحيفة الساعة 24
كلمات دلالية: المنفي حماد الحکومة اللیبیة مجلس النواب
إقرأ أيضاً:
المشادات بين ترامب وزيلينسكي تثير تفاعل اليمنيين.. هل يجرؤ المجلس الرئاسي أن يقف هكذا في وجه السفير السعودي ال جابر؟
أثارت المشادات الكلامية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، داخل البيت الأبيض تفاعلا واسعا بين أوساط اليمنيين الذين تشهد بلادهم صرعا منذ عشر سنوات.
والجمعة، شهد المكتب البيضاوي في البيت الأبيض، مواجهة وصفت بـ"التاريخية"، بين الرئيس ترامب ونظيره الأوكراني زيلينسكي، انتهت بمغادرة الأخير بشكل مبكر بعد تصاعد التوتر بين الطرفين.
وبدأت المواجهة عندما كان الرئيسان يتحدثان أمام وسائل الإعلام، قبل أن تتصاعد لهجتهما بشكل ملحوظ. وكان ترامب ونائبه جيه دي فانس يتبادلان الحديث مع زيلينسكي، قبل أن يتهم فانس الرئيس الأوكراني بالقيام بجولات دعائية. وردّ زيلينسكي بدعوة فانس لزيارة أوكرانيا، الأمر الذي لم يلقَ ترحيبا من الأخير.
بدوره، صعّد ترامب من حدة خطابه قائلا: "أنت تقامر بإشعال حرب عالمية ثالثة.. إما أن تبرم اتفاقا أو أننا سنبتعد"، مضيفا: "أنت لا تتصرف على الإطلاق وكأنك ممتن. هذا ليس تصرفا لطيفا".
وحظيت المشادات بين ترامب وزيلينسكي تفاعلا بين اليمنيين الذين أسقطوا تلك الحادثة على مجلس القيادة الرئاسي، واعتبروا موقف الرئيس الأوكراني بالشجاع رغم تبعيته لواشنطن، مقابل خنوع قيادات الدولة في اليمن للسعودية والإمارات اللتان تقودان الحرب في اليمن منذ عشر سنوات، وانتهاكاتهما للسيادة اليمنية.
وفي الشأن ذاته سخرت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، قائلة: "أيها البطل علم حقنا السفلة شوية كرامة".
وزير الثقافة الأسبق خالد الرويشان كتب "معركة في البيت الأبيض لا سابقة لها في التاريخ، تعظيم سلام للرئيس الأوكراني".
وأضاف "تعلّموا يا حكام العرب من المقاتل زيلينسكي، الذي حاور وناور أمام ترامب ونائبه ورفض التوقيع على اتفاقية المعادن بدون ضمانات أمنية لبلاده".
الإعلامي بشير الحارثي غرد بالقول "الغاء اتفاقية المعادن بين أوكرانيا والولايات المتحدة، وألغي المؤتمر الصحفي المشترك، تبعه مغادرة الرئيس الأوكراني بعد خلاف حاد مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب".
وأضاف "رغم حاجة أوكرانيا الماسّة لحليفها الاستراتيجي، فإن الرئيس الأوكراني رفض الضغوط والإهانات التي مارسها ترامب، متمسكًا بكرامة بلاده وسيادتها".
وتابع الحارثي بالقول "هكذا هم القادة الحقيقيون، يحترمون أنفسهم وشعوبهم".
الشاعر فؤاد الحميري، علق يالقول "حين تجلس كرئيس، وتتحدث كرئيس، وتلوح بيدك كرئيس، فأنت بالتأكيد رئيس".
وفي إشارة إلى خنوع مجلس القيادة الرئاسي في اليمن قال: فمتى يفهم (المتاعيس)؟!
في حين قال الناشط أسامة المحويتي، أقسم أن رشاد العليمي لا يستطيع الصمود أمام محمد العرب (مراسل قناة العربية).
وأضاف "تحية للمهرج زيلينسكي".
الكاتب الصحفي سيف الحاضري، قال إن "الرئيس الأوكراني زيلينسكي وقف بصلابة وإصرار في وجه الرئيس الأمريكي، يتفاوض بندية، لا يخشى الضغوط، ولا يساوم على سيادة بلاده. في الميدان، يقاتل كجندي قبل أن يكون قائداً، ويواجه أطماع بوتين في استعادة أمجاد الاتحاد السوفييتي".
وأضاف الحاضري في مقال تحت عنوان (بين زيلينسكي وقياداتنا.. الفرق بين من يصنع النصر ومن يوقع على الهزيمة) أن الانتصار لا يُمنح، بل يُصنع، ولأن العظمة تولد من المواجهة، لا من الخضوع، استطاع زيلينسكي أن يجعل من أوكرانيا دولة تُحسب لها ألف حساب.
وتابع "أما عندنا في اليمن.. لدينا ثمانية أعضاء في مجلس القيادة الرئاسي، وتاسعهم رئيس البرلمان، وعاشرهم رئيس الحكومة، وفي الاحتياط رئيس مجلس الشورى. كل هؤلاء، حين يقابلون السفير السعودي، وليس الملك أو ولي العهد، لن تجد فيهم رجلاً واحدًا يقف بصلابة ليجادل السفير حول مصالح اليمن".
وأردف "ذات المشهد تكرر في مفاوضات جنيف، وقبل توقيع اتفاق استوكهولم الكارثي، حينها، جرى نقاش حاد بين وفد الحكومة الشرعية والسفير السعودي:
قال وفد الحكومة: "التوقيع على اتفاق استوكهولم خطأ استراتيجي، كارثي على الشرعية، نحن على أعتاب انتصار كبير في الحديدة، لا يمكن القبول به."
ردّ السفير غاضبًا: "ستوقعون! هذه توجيهات سيدي ومولاي ولي العهد، وقد وعد الأمريكيين والأوروبيين بوقف الحرب."
يضيف الحاضري "بعد ساعات، اتصالات مكثفة من الأمين العام للأمم المتحدة، وولي العهد محمد بن سلمان، ووزير الخارجية الأمريكي، حتى جاءت التوجيهات المباشرة من الرئيس هادي بالتوقيع على الاتفاق.
واسترسل "هكذا، في منتصف الليل، وُقِّعت وثيقة الاستسلام السياسي، وبيعت الحديدة بثمن بخس، وسط خنوع القيادة التي لم تجرؤ حتى على رفض الإملاءات".
يقول "اليوم، لا نطلب المعجزات.. فقط موقف صلب أمام سفير، لا نطلب من قيادتنا أن تكون بحجم زيلينسكي، ولا ننتظر منهم مواجهة واشنطن أو الرياض، بل كل ما نرجوه وقفة صلبة أمام سفير، مجرد سفير".
وتساءل: هل هذا كثير؟ هل أصبح الوقوف للحفاظ على مصالح اليمن وتصحيح مسار المعركة أمرًا يفوق قدرة "أصحاب الفخامة والمعالي"؟
وزاد أن أضعف الإيمان أن تُكرِّر القيادة مشهد زيلينسكي وهو يجادل الرئيس الأمريكي، لكن ليس مع واشنطن، بل فقط أمام سفيرها في اليمن! مردفا "الكرامة لا تُوهب.. بل تُنتزع".
وختم الكاتب الحاضري تدوينته بالقول: التاريخ لن يرحم من باعوا سيادة وطنهم، ولم يدافعوا حتى بكلمة، فإذا كان أوكرانيٌ يقف أمام أقوى دولة في العالم بشجاعة، فهل يعجز يمنيون عن الوقوف أمام سفير؟