ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول ما معنى حديث: «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا ابْتَلَاهُ»؟ وهل بالفعل هناك ابتلاء يدل على الرضا وابتلاء آخر يدل على الغضب؟

دعاء الابتلاء والصبر .. 25 مفتاحًا عظيمًا للتفريج عنك في الحال عميد الدراسات الإسلامية: عدم الابتلاء قد يكون عقوبة من الله

وقالت دار الإفتاء في إجابتها عن السؤال، إن الابتلاء قدرٌ من أقدار الله تعالى، ولا يُحكم عليه بظاهره بالضر أو النفع، كما أنَّه لا ينبغي للعبد أن ييأس من رحمة ربه، أو أن يضجر من الدعاء، أو يستطيل زمن البلاء، وليعلم أنه من أمارات محبة الله للعبد، وأن معنى الحديث الوارد في السؤال أن الله سبحانه وتعالى إذا أراد بالعبد خيرًا اختبره وامتحنه بأيِّ نوع من أنواع الابتلاء.

وأوضحت دار الإفتاء أنه يفرق بين ابتلاء الرضا وابتلاء الغضب بأن ابتلاء الرضا هو الذي يُقابل من العبد بالصبر على البلاء، وابتلاء الغضب يُقابل بالجزع وعدم الرضا بحكم الله تعالى، وأيضًا فإنَّ ابتلاء الغضب باب من العقوبة والمقابلة، وعلامته عدم الصبر والشكوى إلى الخلق، وابتلاء الرضا يكون تكفيرًا وتمحيصًا للخطيئات، وعلامته وجود الصبر الجميل من غير شكوى ولا جزع، ويكون أيضًا لرفع الدرجات، وعلامته الرضا وطمأنينة النفس والسكون لأمر الله سبحانه وتعالى.

وأوضحت أن الابتلاء من أقدار الله تعالى ورحمته، يجعل في طياته اللطف، ويسوق في مجرياته العطف، والمحن تحمل المنح، فكلُّ ما يصيب الإنسان من ابتلاءات هي في حقيقتها رفعة في درجة المؤمن وزيادة ثوابه ورفع عقابه، حتى الشوكة تُصيبه؛ فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ شَوْكَةٍ فَمَا فَوْقَهَا إِلَّا رَفَعَهُ اللهُ بِهَا دَرَجَةً، أَوْ حَطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً» أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه".

وأشارت دار الإفتاء إلى أن هناك فرقٌ بين ابتلاء الرضا وابتلاء الغضب وهو: أن ابتلاء الرضا هو الذي يُقَابَلُ من العبد بالصبر على البلاء؛ لِيَحْصُل العبد على رضا الله ورحمته؛ فهو علامة لحبِّ الله تعالى له، وليس دليلًا على غضب الله سبحانه وتعالى عليه، أما ابتلاء الغضب فهو الجزع وعدم الرضا بحكم الله تعالى.

ويفترق ابتلاء الرضا عن ابتلاء الغضب بوجه آخر، وهو أنَّ ابتلاء الغضب باب من العقوبة والمقابلة، وعلامته عدم الصبر والجزع والشكوى إلى الخلق، وابتلاء الرضا يكون تكفيرًا وتمحيصًا للخطيئات؛ وعلامته وجود الصبر الجميل من غير شكوى ولا جزع، ويكون أيضًا لرفع الدرجات؛ وعلامته الرضا وطمأنينة النفس والسكون لأمر الله.

وأضافت أن علامة الابتلاء تكفيرًا وتمحيصًا للخطيات: وجود الصبر الجميل من غير شكوى وإظهار الجزع إلى الأصدقاء والجيران والتضجر بأداء الأوامر والطاعات.

وذكرت أن علامة الابتلاء لارتفاع الدرجات: وجود الرضا والموافقة، وطمأنينة النفس، والسكون بفعل إله الأرض والسماوات، والفناء فيها إلى حين الانكشاف بمرور الأيام والساعات] اهـ.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: دار الإفتاء الغضب الابتلاء الرضا الدعاء ابتلاء الرضا ابتلاء الغضب دار الإفتاء الله تعالى

إقرأ أيضاً:

دعاء التخلص من الهم والضغوط النفسية.. ردده وعش ساعات هادئة طوال اليوم

تراكم الهموم والضغوط النفسية من أثقل المشكلات التي يعاني منها الشخص؛ إذ تفقده القدرة على العمل والتواصل مع من حوله بشكل جيد، ولأن المسلم يعتمد على الدعاء في تحقيق مراد قلبه والنجاة من كل شر ومكروه، لذا نوضح دعاء التخلص من الهم والضغوط النفسية.

أهمية الدعاء في حياة المسلم

وحسب ما ذكرته دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي، فإن الدعاء من أهم العبادات في حياة المسلم، ويجب أن يحرص على ترديده ومناجاة ربه به طوال اليوم وخلال ساعات القيام والجلوس، لينعم الله عليه بغفران الذنوب وراحة البال ويكون في صفوف المؤمنين يوم القيامة، كما أن هناك بعض الصفات المُستحب توافرها في الداعي عند مناجاة ربه، منها الصبر والثقة والإيمان الكامل في رحمة الله وإجابة الدعاء.

الدعاء تعبير شفاهي عما يسكن القلب

وحول توضيح دعاء التخلص من الهم والضغوط النفسية، فإنه يمكن الإشارة إلى أن الدعاء في مفهومه البسيط هو تعبير شفاهي عما يسكن القلب من أمنيات ورغبات دون محاولة تنميق أو تجميل للكلمات، ولذلك لا توجد صيغة محددة لدعاء التخلص من الهم والضغوط النفسية، حسب تأكيد الشيخ عبدالحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى السابق بـ الأزهر الشريف، في تصريحات سابقة لـ«الوطن».

وعلى الرغم من عدم وجود صيغة محددة للدعاء، فإنه يمكن للمسلم ترديد بعض الأدعية الدينية بنية أن يمنحه الله النجاة من الهم والضغط النفسي وينعم على عقله بالهدوء وقلبه بالسكينة، منها:

دعاء التخلص من الهم والضغوط النفسية

- «اللهم أقضي حاجتي وفرج كربتي وارحمني ولا تبتليني وارزقني واكرمني من حيث لا أحتسب واغفر لي».

- « اللهم أرحنا بعد التعب وأسعدنا بعد الحزن وكافئنا بعد الصبر».

- «اللهم لك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد بعد الرضى، اللهم لك الحمد عدد خلقك، ورضا نفسك، وزنة عرشك، ومداد كلماتك، اللهم لك الحمد على الإسلام، اللهم لك الحمد على أن هديتنا، اللهم لك الحمد والشكر على جميع النعم التي أنعمت بها علينا».

- «اللهم قونا بك وارفعنا بمرضاتك وأعزنا بعزتك وحصنا بقدرتك يا أرحم الراحمين».

- «اللهم نجّني ممّا أنا فيه من كرب بفرج عاجل وغير آجل وبرحمتك يا أرحم الراحمين. هبني اللهمّ الصبر والقدرة لأرضى بما ليس منه بد، وهبني الشّجاعة والقوّة لأغيّر ما تقوى على تغييره يد، وهبني اللهمّ السّداد والحكمة لأميّز بين هذا وذاك».

- «يا فارج الهمّ ويا كاشف الغم فرّج همي.. ويسرّ أمري وأرحم ضعفي وقلة حيلتي وأرزقني من حيث لا أحتسب يارب العالمين».

مقالات مشابهة

  • شروط التبرع بالدم في الإسلام .. اعرف الثواب من الله للمتبرع
  • الرئيس المشاط يعزّي في وفاة العلامة عيدروس بن حسن الهدار
  • كنيستا العذراء والملاك ميخائيل بالعاشر من رمضان تحتفلان بعيد تذكار جميع الموتى
  • دعاء التخلص من الهم والضغوط النفسية.. ردده وعش ساعات هادئة طوال اليوم
  • عالم أزهري: ضبط الإدراك والشهوة والغضب يحقق حسن الخلق
  • هل التصوير أثناء الحج والعمرة ينقص من الثواب؟.. الإفتاء تجيب
  • علاج سرعة الغضب والانفعال والعصبية.. أمور شرعية تنقذك من الهلاك
  • رابطة علماء اليمن تنعي الحبيب العلامة عيدروس بن حسن الهدار
  • ما الفرق بين الحلم والرؤيا؟.. اعرف معيار صدقهما وفقا للسنة النبوية