ملف الهجرة.. ورقة ترامب لإقناع الناخبين بدعمه
تاريخ النشر: 3rd, November 2024 GMT
يركز الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، خلال تجمعاته الانتخابية على ملف المهاجرين ممن يصفهم بـ"المجرمين" الذين يصلون إلى الولايات المتحدة، وخاصة عبر الحدود الأميركية المكسيكية.
ويتوعد ترامب أمام مناصريه باتخاذ إجراءات صارمة في ملف الهجرة فور وصوله للبيت الأبيض.
وتشكل مدينة إيغل باس في ولاية تكساس، رمزا للتحديات المستمرة في ملف الهجرة وأمن الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، وهي إحدى الملفات المهمة التي تستحوذ على برامج المرشحين واهتمامات الناخبين لا سيما في المناطق الحدودية في انتخابات هذا العام.
وتبدو ضفاف نهر ريو غراندي الذي يفصل بين المكسيك والولايات المتحدة شبه مهجورة وغدت ملاجئ مخصصة للمهاجرين شبه خاوية، بعد أن كانت مكتظة سابقا، نتيجة سياسات أميركية للهجرة باتت أكثر صرامة في عام الانتخابات.
سهيل خان، مستشار سياسي جمهوري، قال لقناة "الحرة" إن موضوع الهجرة غير الشرعية يعتبر ثاني أو ثالث أولوية بعد الاقتصاد للناخب الأميركي، خاصة مع تنامي أعداد المهاجرين في العديد من الولايات.
وأضاف أن "المهاجرين يتسببون في ضغط غير مبرر على البنية التحتية في هذه الولايات، خاصة على برامج الرعاية الصحية والمدارس، وبعضهم يرتكب الجرائم، وبعضهم إرهابيون".
وخلال اللقاءات الانتخابية يرسم ترامب صورة قاتمة عن الوضع في الولايات المتحدة التي يقول إنها "محتلة" من جانب ملايين المهاجرين بطريقة غير نظامية الذين يعتبرهم "مجرمين" ويعد بطردهم.
كالفين دارك، عضو في الحزب الديمقراطي أشار في حديثه لقناة "الحرة" إلى ما اعتبره "فشل" إدارة بايدن-هاريس في ملف الهجرة، مشيرا إلى أنها "نقطة ضعف لكاملا هاريس كمرشحة عن الحزب الديمقراطي".
وقال إن هذا الملف يشكل معضلة للحزب الديمقراطي، لعدة أسباب أحد أسبابها سياسات إدارة الرئيس السابق، ترامب وحتى قدرته على التأثير على المشرعين الأميركيين الجمهوريين بتعطيل جهود مشروع القانون الذي اقترحته إدارة بايدن-هاريس لمشكلة الهجرة.
وأضاف دارك أن السياسات التي يتحدث عنها ترامب لحل المشكلة، من استكمال بناء الجدار أو ترحيل المهاجرين، هذه ليست خطة فاعلة لحل المشكلة، وانتقد تصريحات ترامب المتكررة التي يهاجم فيها المهاجرين، منوها إلى أنهم أصبحوا جزءا من المجتمعات الأميركية.
ترامب يتعهد بإنقاذ الاقتصاد من "الإبادة الكاملة" خرج تجمع الرئيس السابق، دونالد ترامب، في ميلوواكي، الجمعة، عن مساره بسبب صعوبات فنية، حيث كان غاضبًا بسبب مشكلات الميكروفون، خلال محطته الأخيرة المخطط لها في ولاية ويسكونسن المتأرجحة.من جانبه قال المستشار الجمهوري، خان إن ترامب عندما أصبح رئيسا "ورث وضعا سيئا جدا" فيما يتعلق بملف الهجرة من الإدارة الديمقراطية التي سبقته، ولهذا اعتمد ترامب سياسات ساهمت في الحد من عدد المهاجرين غير الشرعيين.
وتابع أن إدارة ترامب التي بدأت في بناء الجدار على الحدود الجنوبية للحد من الدخول غير الشرعي للولايات المتحدة، بينما قررت إدارة بايدن فتح الحدود.
واتهم ترامب، الذي تعهد عام 2016 ببناء جدار على طول الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، المهاجرين بـ "تسميم دماء بلادنا".
ورد الديمقراطي، دارك أن هاريس تخطط لإدارة ملف الهجرة بشكل إنساني، مرجحا أنها قد تفعل المزيد كرئيسة للبلاد، أفضل من خلال دورها وهي نائبة للرئيس.
ورجح أنه في حال فوز هاريس ستتعاون مع الكونغرس لوضع خطة لإدارة ملف الهجرة.
من جانبها، تعهدت هاريس باتخاذ موقف صارم وحذرت الأشخاص الذين يدخلون البلاد بشكل غير قانوني من مواجهة "عواقب".
وانخفض عدد المواجهات التي خاضتها دوريات الحدود الأميركية مع مهاجرين حاولوا عبور الحدود من المكسيك بشكل غير قانوني إلى حوالي 54 ألف شخص في سبتمبر الماضي، مقارنة مع ذروة بلغت نحو 250 ألف شخص في ديسمبر، وفقا للحكومة الأميركية.
وأصدر الرئيس الأميركي، جو بايدن في يونيو أمرا بإغلاق الحدود أمام طالبي اللجوء بعد وضع سقف لأعداد يومية.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة ملف الهجرة
إقرأ أيضاً:
هوكشتاين عاد من حيث أتى... نتنياهو لن يعطي هاريس ورقة ربيّحة
ليست المرّة الأولى، ولن تكون الأخيرة، التي تنسف فيها إسرائيل كل مساعي التهدئة التي تقوم بها الولايات المتحدة الأميركية على جبهتي لبنان وقطاع غزة. هي حقيقة لم تعد خافية على أحد إلاّ على بعض المصابين بـ "عمى الألوان". فهؤلاء ولكثرة غبار معارك الميدان لم يعودوا قادرين على التمييز بين ما هو صح وما هو خطأ. فالأسود بالنسبة إليهم هو كالأبيض؛ والعكس صحيح أيضًا. أمّا الذين لا يزالون قادرين على تمييز الفرق في الألوان فلا يختلف اثنان منهم على أن إسرائيل أرادت أن تصل إلى ما وصلت إليه في حربيها ضد القطاع ولبنان، وقد استغّلت عملية "طوفان الأقصى" وحرب "الاسناد والمشاغلة" لضرب حركة "حماس" الغزاوية و"حزب الله" اللبناني. وهذا ما يمكن استنتاجه أولًا من خلال تتبّع ما تقوم به من اعتداءات موصوفة ضد الغزاويين وضد اللبنانيين، وثانيًا من خلال اجهاض كل المساعي الدولية لوقف النار، سواء في غزة أو في لبنان، من دون أن يعني ذلك ربط الجبهتين والساحتين بعدما أقرتّ قيادة "حزب الله" عبر ممثليها في مجلس الوزراء، ولو متأخرًا، بالقرار اللبناني بفصل المسارين عن بعضهما البعض. قبل أن ينطلق المفاوض الأميركي آموس هوكشتاين من واشنطن متوجهًا إلى تل أبيب كان يأمل في أن يلاقي لدى المسؤولين فيها، وبالتحديد لدى رئيس حكومة الحرب بنيامين نتنياهو بعض التجاوب مع الأفكار الأميركية التي من شأنها أن ترسي هدوءًا نسبيًا، ولو لفترة تمهيدية لهدوء مستدام تكون قاعدته الأساسية والمتينة الزام كل من إسرائيل و"حزب الله" بتطبيق القرار الأممي الرقم 1701، والذي سبق أن أُوقفت حرب تموز في العام 2006 بموجبه. لكن حسابات حقل هوكشتاين لم يتطابق مع حسابات البيدر الإسرائيلي.
ولم يكد يصل هوكشتاين، ومعه هذه المرّة موفد رديف هو بريت ماكغورك، إلى تل أبيب حتى فوجئ بمسودة إسرائيلية مسرّبة تتناقض كليًا مع الأفكار والاقتراحات، التي كان يحملها في جعبته، وتيقّن منذ اللحظة الأولى التي وطأت فيها قدماها أرض مطار بن غوريون في تل أبيب أن مهمته آيلة إلى الفشل، ولم يكن ينتظر تبيان هذا الواقع في خلال لقاءاته مع المسؤولين المعنيين في تل أبيب. وعلى رغم شعوره المسبق بفشل مهمته قبل أن تبدأ كان لا يزال يأمل في إحداث خرق ما في جدار الرفض الإسرائيلي. إلاّ أن اصطدامه بالواقع المرّ أعاده على التو إلى حيث أتى خالي الوفاض؛ وهو بالتأكيد لن يعود مرّة جديدة إلى حيث عاش على فترات طويلة مسلسلًا من خيبات الأمل باستثناء ما كان توصّل إليه من نتائج في عملية التفاوض بالنسبة إلى الاتفاق على ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، وذلك في انتظار ما ستسفر عنه الانتخابات الأميركية في 5 الجاري من نتائج يراهن عليها جميع المعنيين في المنطقة، وبالأخص في إسرائيل، خصوصًا أن الحرب الدائرة في لبنان وغزة هي بند مشترك في ملف الحملات الانتخابية لكل من كاملا هاريس الديمقراطية ودونالد ترامب الجمهوري. فمع سقوط المبادرة الأميركية لوقف النار في لبنان قبيل أيام قليلة من موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية توالى سقوط الشهداء والجرحى في لبنان في مجازر لم يشهد تاريخ الحروب مثيلًا لها، وهي المتفلتة من كل الضوابط والروادع، حتى أن نتنياهو يقفل خطه الهاتفي حتى لا يضطّر إلى الردّ المباشر على الذين يتصلون به ليطلبوا منه وقف النار. وهذا يعني أن الحرب التدميرية والتهجيرية ستستمر بوتيرة عالية حتى ليل يوم الثلثاء المقبل. وهذا ما أكده الرئيس نبيه بري، الذي نعى المبادرة الأميركية الأخيرة لوقف النار في لبنان، معلناً أن رئيس الوزراء الإسرائيلي "رفض خارطة الطريق اللبنانية التي توافقنا عليها مع آموس هوكشتاين"، واكد أن الحراك السياسي لحل الأزمة "تم ترحيله إلى ما بعد الانتخابات الأميركية". ورفض إطلاق توقعات لمسار الأزمة في ضوء نتائج الانتخابات الأميركية، معتبراً "أن الثابت الوحيد هو أن الحراك تم ترحيله إلى ما بعد هذه الانتخابات". واشار إلى أن هذا يترك الأمور في لبنان "رهناً بتطورات الميدان"، مبدياً تخوفه من "تحويل لبنان إلى غزة ثانية".
وبغض النظر عمّا يُحكى بأن نتنياهو لا يريد أن يسلّف المرشحة الديمقراطية كاملا هاريس ورقة ثمينة و"ربيّحة" يمكن أن يلعبها الحزب الديمقراطي في الانتخابات، التي ستفرق نتيجتها النهائية على بضعة أصوات، فهو مصرّ على الذهاب في خياراته العسكرية إلى آخر المطاف بعدما أصبح تدمير المنازل والقرى بمن وما فيها من "خبزه" اليومي. المصدر: خاص "لبنان 24"