وزير جنوب أفريقي سابق: الصهيونية تحتضر والمستقبل للمقاومة
تاريخ النشر: 3rd, November 2024 GMT
رسم وزير الاستخبارات السابق في جنوب أفريقيا روني كاسريلس مشهدا قاتما لمعاناة الفلسطينيين بقطاع غزة في ظل جرائم الاحتلال الإسرائيلي، لكنه أكد أن الصورة لا تقل قتامة بشأن مستقبل إسرائيل ومآل الصهيونية.
وفي مقال بموقع "فلسطين كرونيكل" قال كاسريلس إنه "لا يمكن استدعاء كلمات كافية لوصف رعب الظمأ الدموي الفاشي للنظام الإسرائيلي والمجتمع الذي يدعمه" في ظل الأرقام القادمة من غزة، ومن بينها مقتل أكثر من 17 ألف طفل ضمن نحو 42 ألف شهيد ضحايا العدوان المستمر منذ السابع أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وذكر كاسريلس أن دراسة أجرتها صوفيا ستاماتوبولو روبينز من جامعة براون الأميركية، نُشرت في 7 أكتوبر/تشرين الأول من هذا العام، أظهرت أن 90% من الناس في غزة مشردون، و96% لا يملكون ما يكفي من الطعام والماء، ولا توجد كهرباء، ونحو 90% من المستشفيات تم تدميرها، ويعاني 4 من كل 5 أطفال من الاكتئاب والحزن والخوف.
وقال أيضا "الصهاينة وحلفاؤهم الليبراليون" يبررون هذا السيل من القتل باعتباره ردا مشروعا على عملية طوفان الأقصى، رغم وجود حق معترف به دوليا بالمقاومة المسلحة ضد الاحتلال، بينما لا يوجد حق معترف به دوليا للدفاع عن القوة المحتلة.
وأشار الوزير السابق إلى أن من يطالب بإدانة المقاومة عليه أن يدرك السياق الذي جاءت خلاله عملية طوفان الأقصى، وذلك عبر 75 عاما من الاستيلاء الاستعماري والتطهير العرقي في جميع أنحاء فلسطين، إضافة إلى حصار خانق على قطاع غزة منذ 17 عاما، وآلاف الأسرى في سجون الاحتلال الذين يسعى الفلسطينيون لمبادلتهم بالإسرائيليين المحتجزين في غزة.
وأكد الكاتب الناشط في دعم الفلسطينيين أن كل من يعرف تاريخ الثورات ضد العبودية والاستعمار يعلم أن الفظائع تحدث عندما ينهض المظلومون، وقال إن التحليل الجاد للسياق التاريخي يؤكد أن القمع مصدر العنف وأن إنهاء القمع طريق إلى السلام.
وتحدث كاسريلس عن ازدواجية المعايير عند التعامل مع أخبار الضحايا من الجانين الفلسطيني والإسرائيلي، وقال "من المفترض أن نقبل أن الأرواح الإسرائيلية مقدسة بينما الفلسطينيون بشر من درجة أدنى. وهذه الفلسفة لنزع الإنسانية كانت دائمًا منطق الفاشية والاستعمار، وجميع الأشخاص الطيبون مدعوون لمقاومتها".
وأشار إلى أن الإبادة في غزة لم تكن لتصل إلى هذا الحد دون دعم من الولايات المتحدة التي أنفقت خلال العام الماضي نحو 22 مليار دولار على المساعدات العسكرية لإسرائيل والعمليات الأميركية ذات الصلة في المنطقة.
غير أن ذلك لم يحم الولايات المتحدة من حراك جارف عبر الجامعات في جميع أنحاء البلاد حين وقف الشباب -كثير منهم يهود- بشجاعة من أجل العدالة.
وأضاف كاسريلس "تُظهر الاستطلاعات أن 40% من اليهود بالولايات المتحدة تحت سن 35 عاما يعارضون الصهيونية ويدعمون الفلسطينيين. إنهم يفهمون أن اليهودية وجدت لآلاف السنين قبل تشكيل دولة إسرائيل، وأنها ستستمر بالوجود حتى بعد زوال إسرائيل في شكلها الحالي".
وقال الوزير الجنوب أفريقي إن غرور إسرائيل، وشعورها بحقها في القتل والسيطرة، يخفي ضعفها المتزايد. ومع توسع هجماتها لدول مختلفة في المنطقة هناك فهم متزايد بأن فاشيتها تهدد السلام العالمي.
وذكر أن الجيش الإسرائيلي يتفاخر بانتصارات تكتيكية لكنه يعاني من هزائم إستراتيجية "ومن خلال توسيع جبهة القتال، يرهقون أنفسهم، ومع تصاعد الحرب سيتوقفون" مشيرا إلى أن إسرائيل ليست دولة مستقرة، في ظل تزايد الانقسامات داخل المجتمع الإسرائيلي.
كما لا يمكن لإسرائيل أن تستمر إلى الأبد في حرب استنزاف مطولة، فالاقتصاد في أزمة، مع هروب رأس المال، وتراجع الاستثمار الأجنبي، وانخفاض الناتج المحلي الإجمالي بسرعة. وكان هناك خسارة قدرها 64 مليار دولار العام الماضي، وسيكون هذا العام أسوأ مع فرار نصف مليون مواطن، وفقا لكاسريلس.
وفي المقابل، يرى الكاتب أنه ورغم الوضع المأساوي في جبهات الحرب، فإن المقاومة قائمة ومستمرة، وتجلى ذلك في صمود رئيس المكتب السياسي لحماس يحيى السنوار حتى أنفاسه الأخيرة، وفي شجاعة الفتاة الصغيرة التي كانت تحمل شقيقتها الصغرى المصابة على ظهرها عبر أكوام الأنقاض والموت.
وختم كاسريلس مقاله بالقول إن "الصهيونية لم تمت، لكنها بالتأكيد تحتضر. وستكون التكلفة باهظة للغاية، ولا يمكن قياسها، لكن أولئك الذين نبكي عليهم سيفوزون بالحرب".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
سفير إسرائيل السابق في إيطاليا يدعو لعدم المشاركة بجنازة البابا
قال السفير الإسرائيلي السابق في إيطاليا درور إيدار إنه لا ينبغي لإسرائيل حضور جنازة البابا فرانشيسكو بابا الفاتيكان، الذي توفي أمس الاثنين عن عمر 88 عاما، واصفا إياه بأنه "معاد للسامية".
وقال إيدار -بحسب ما نقلت عنه صحيفة معاريف الإسرائيلية- "لا ينبغي لإسرائيل أن تشارك في جنازة البابا فرانشيسكو إذا كان لدينا كرامة وطنية".
واعتبر أن البابا لم يقل سوى "بضع كلمات" لصالح إسرائيل، لكنه في الوقت نفسه واصل هجومه الشرس علينا واتهمنا بالإبادة الجماعية".
وقال إن البابا "تحدث عن أطفال غزة، وليس عن أطفالنا وقدمنا على أننا الأشرار في العالم"، معتبرا أن البابا فرانشيسكو "مسؤول إلى حد كبير عن تصاعد موجات معاداة السامية في العالم"، على حد زعمه.
كما قال السفير الإسرائيلي السابق في إيطاليا إنه "لا ينافس البابا فرانشيسكو في معاداة السامية إلا البابا بيوس الـ12" (تولى البابوية من سنة 1939 إلى سنة 1958 وتوفي عن 82 عاما)، وقال إن "بيوس الـ12 هو بابا المحرقة الذي التزم الصمت".
واقترح إيدار أن على إسرائيل إرسال ممثلٍ من مستوى منخفض إلى الجنازة، من أجل "التذكير بأن الدم اليهودي ليس بلا قيمة" على حد قوله، بحسب ما نقلت عنه صحيفة معاريف.
إعلان