الثورة نت:
2025-03-03@23:58:21 GMT

كيف أخطأ العدو استراتيجيًا بحق إيران؟

تاريخ النشر: 3rd, November 2024 GMT

 

 

عبثا تحاول أمريكا وربيبتها “إسرائيل” تغيير المعادلات الإقليمية بردع الجمهورية الإسلامية وتحييدها بالقوة، وبمختلف أشكال الضغوط السياسية والاقتصادية والعسكرية، على أمل الانفراد بباقي الجبهات والتفرغ لها بعد الفشل الذريع والتهديد الوجودي الذي سببته جبهتا غزة ولبنان، ولا سيما بعد انتقال لبنان إلى مرحلة من الحرب المفتوحة عنوانها إيلام العدو وكسر غطرسته وإيقاظه من أوهامه.


لقد شكّل العدوان الصهيوني الأخير حلقة في هذه السلسلة الطويلة اليائسة من ثني إيران عن خياراتها وتوجهاتها التي قامت ثورتها الإسلامية عليها بالأساس، وشكّل الموقف الإيراني من هذه الضربة تأكيدًا جديدًا للثبات الإيراني؛ حيث تعهدت بعدم تمريره وعدم السماح بترك اليد الطولى للصهاينة ومن يديرهم ويدعمهم.
كما أنّ لكل عدوان أو عملية عسكرية رسالة سياسية، فقد كانت الرسالة الموجهة لإيران باختصار، أن العدو يستطيع الوصول إلى إيران عبر مختلف المسارات الجوية، فعليها أن تنزوي وتكمن وراء حدودها وتؤثر السلامة وتترك الإقليم للصهاينة يرتعون به، ليشكلّوا “إسرائيل الكبرى” الموهومة.
لكنّ إيران تفطن جيدًا إلى أن الضربة، والتي لم تستهن بها، هي ضربة جبانة وخجولة أيضًا، لا ينبغي تضخيمها. وقد جاءت بهذا الشكل بسبب القوة والاقتدار والجرأة وعدم الخشية من التهديدات والتهويلات وعدم الرضا بالمذلة، وهو ما انعكس على موقفها الحاسم بأنها لن تمرر العدوان، ولن تتنازل عن مواقفها الداعمة للمقاومة.
نستطيع القول إن إيران، ومنذ تصديها للضربة الصهيونية عبر يقظتها وعبر دفاعاتها، ومنذ الساعات الأولى بعد الضربة، قامت بالاستعداد للرد بمختلف المسارات، الدبلوماسية والقانونية والعسكرية، فقد رممّت دفاعاتها سريعًا، واتخذت المواقف القانونية اللازمة لتثبيت حقها بالرد ومواجهة الكذبة الكبرى بأن العدوان الصهيوني كان ردًا على هجوم إيران القوي، والذي كان بالأساس ردًا مشروعًا على عدوان في عقر دارها. كما أوصلت رسائل الصمود والثبات اللازمة، في مستوياتها السياسية والعسكرية المختلفة، وحثت دول الجوار على اتخاذ المسلك نفسه تجنبًا لاستهدافات جديدة في المسار ذاته.
في هذا الصدد؛ من المهم إلقاء الضوء على بعض النقاط الخاصة بالسيناريوهات المتوقعة والإجراءات المتخذة:
1- لا يجب استبعاد تكرار الهجوم الصهيوني الغادر، وخاصة وأن هناك تسريبات رشحت حول نية الصهاينة للقيام بهجوم جديد، وهو ما كشفته “القناة 13” الإسرائيلية، نقلاً عن مصادر مسؤولة في الحكومة الاحتلال، من أن “إسرائيل” تخطط لتوجيه ضربة ثانية لإيران ردًا على استهداف منزل نتنياهو في قيساريا قبل أيام. وممّا لا شك فيه أن العدو لو لمس أي مؤشرات للضعف أو التردد؛ لن يتردد عن العدوان.
2- نجحت التهديدات الايرانية الجادة والصادقة في قطع الطريق على استخدام أجواء الخليج في الهجوم على إيران بعد الجولات الدبلوماسية والرسائل لهذه الدول؛ بأن إيران سترد على مصادر العدوان والجهات التي تنطلق منها، وهو ما أجبر العدو على اتخاذ مسار بديل عبر العراق لإحراج ايران على خلفية علاقاتها الوثيقة مع العراق. وهذا ما جرت مواجهته بتقديم العراق شكوى رسمية للأمم المتحدة لتحويل التهديد إلى فرصة لإلقاء الضوء على عدوان أمريكا والصهاينة على العراق، فضلًا عن عن إلقاء الضوء على الوجود غير الشرعي لأمريكا على أراضي العراق، على أساس أن الاختراق حدث بسبب الاحتلال الأمريكي وتسهيلاته للطائرات الصهيونية استغلالاً لنطاق هيمنته هناك.
3- حرصت إيران على تثبيت حقها وتوعدها بالرد عبر مستوياتها المختلفة، إبرازًا وتأكيدًا، لوحدة إيران وقطع الطريق على الرهانات والدعايات الكاذبة بوجود خلافات أو تباينات بين أجنحة سلطتها في أسلوب المواجهة مع الصهاينة. فقد توعّد الإمام السيد القائد الخامنئي والرئيس الإيراني وكذلك الخارجية الإيرانية وقائد الحرس الثوري، في مضمون واحد في جميع التصريحات والمواقف، وهو عدم السماح للعدو بكسر التوازن والمعادلات، وعدم تمرير أي عدوان على كرامة إيران وشعبها وسيادتها من دون رد، وأن العدو يخطئ في حساباته وسيتلقى عقابًا مريرًا على أخطائه.
الخلاصة، أن الموقف الإيراني من العدوان جاء بنتائج عكسية لما أراده الأمريكي والصهيوني، فقد أعاد الكرة إلى الملعب الإيراني، وبات العدو في حالٍ من التأهب والاستنفار؛ لا يعلم كيف ومتى ستسهدفه إيران ردًا على عدوانه. كما نجحت إيران في معركتها السياسية بإفساد الدجل الصهيوني الرامي إلى الإيحاء بأن العدوان كان دفاعًا عن النفس، وامتلكت شرعية حق الرد قانونًا، وفتحت أبوابًا من المشكلات الشرعية الدولية أمام الكيان وأمريكا عبر دخول العراق طرفًا رئيسًا بعد انتهاك العدو لسيادته.. كما اتخذت إيران تدابير عسكرية أوصلت رسائل جادة للعدو أنها رممت أثار الضربة، وتجهز للرد عليها، وهو ما يعمق أزمة الكيان الأمنية والعسكرية، والتي تفاقمت بسبب غرقه في وحول في لبنان وما تذيقه إياه المقاومة اللبنانية من ويلات يومية، وهو ما أعاد الكرة إلى الملعب الإيراني الأمين والحكيم، والذي قد يستغل هذا الحق في الرد للضغط على الصهاينة ورعاتهم بوقف إطلاق النار، والذهاب إلى هزيمة ناعمة قبل الدخول في الهزائم الخشنة والمدمرة.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

أين أخطأ زيلينسكي في مواجهته مع ترامب؟

قال ماريك ماجيروفسكي، السفير البولندي السابق لدى الولايات المتحدة، أثناء مشاهدته اجتماع الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والأوكراني فولوديمير زيلينسكي في واشنطن عصر يوم الجمعة، إنه درس قاس في السياسة الواقعية ودورة تدريبية مكثفة في علم النفس التطبيقي.

لم يكن ترامب مغرماً أبداً بأوكرانيا أو زيلينسكي نفسه

وأشار ماجيروفسكي في مقاله بموقع مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية إلى بعض الاستنتاجات من هذا الاجتماع المحبط، مشيراً إلى أن تجربة الرئيس الأوكراني كانت سيئة خاصة بالمقارنة مع كل من إيمانويل ماكرون وكير ستارمر، اللذين قاما بزيارة إلى البيت الأبيض قبله مباشرة، وإلى حد ما، "سحرا" الرئيس الأمريكي.
وتابع الكاتب: "من الواضح أن زيلينسكي لم يفهم تماماً القواعد الجديدة للعبة في أمريكا، يمكنك أن تضايق دونالد ترامب بمهارة في العلن، كما فعل ماكرون وستارمر، لكن عليك حساب متى وكيف؟" 

Volodymyr Zelensky's Harsh Lesson - The National Interest https://t.co/kQYtjVRORk

— Astrid Spain ???????????????????????? (@astridspain1) March 1, 2025 ترامب يتوقع الخضوع لا التعاون

وضيف الكاتب "أن ترامب يحتاج دوماً التكريم، وكان يتوقع من زيلينسكي، تحديداً، الخضوع والتقدير، لكن بدلاً من ذلك، اعتقد زيلينسكي أنه من الجيد الدخول في مشاجرة صاخبة مع ترامب في المكتب البيضاوي، وهو رجل لديه خبرة لا حصر لها في المشادات التي تنطوي على الإهانة والإذلال.

وتابع الكاتب "في هذا التبادل الساخن للكمات اللفظية، ربما نسي الرئيس الأوكراني أن أمريكا لم تعد حليفاً غير مشروط لبلاده، وأنها تطلب اليوم من أوكرانيا أكثر مما تعد به، وأن الحفاظ على أي دعم إضافي من واشنطن يتطلب منه الارتقاء إلى مستويات الإتقان الدبلوماسي. وبصراحة، فإن النبرة والأسلوب اللذين قد يكونان فعالين سياسياً في أوروبا لا يجب أن ينجحا بالضرورة على الجانب الآخر من المحيط". 

I support, ????????Ukrainian President Volodymyr Zelensky
Because today he taught Trump a harsh lesson while he was in the White House and he was not afraid of Trump's arrogance pic.twitter.com/VuMIrI9P1x

— بّرَوَفَ فَضُلُ (@prof556677) February 28, 2025

من ناحية أخرى، كان ترامب في أروع حالاته، وكان يعلم المشهد سيعجب أنصاره الذين يبحثون عن رئيس يدمر خصومه، حتى لو كان هذا الخصم زعيم دولة ضحية لعدوان.

بوتين أم زيليتسكي..تفضيل واضح

ويقول الكاتب: "قد نشعر بالانزعاج من هذا الافتقار المذهل لتعاطف ترامب مع دولة تعاني، فيما يتحدث بكلمات دافئة عن التضحيات التي قدمها الاتحاد السوفييتي خلال الحرب العالمية الثانية، أو عن آفاق الأعمال الرائعة للولايات المتحدة وروسيا، أو عن القِلة الروسية الحاكمة الطيبة، كما يصف زيلينسكي بأنه ديكتاتور لكنه يرفض بشدة استخدام المصطلح نفسه مع بوتين".

ويختم الكاتب "هذا هو النوع من العجائب هو العالم الذي نعيش فيه اليوم، ولا يسعنا إلا أن نأمل في صحوة سريعة".

مقالات مشابهة

  • أين أخطأ زيلينسكي في مواجهته مع ترامب؟
  • الخيار الإيراني ليس قدراً عراقياً!
  • بزشكيان: إيران تواجه حرباً شاملةً مع العدو الأمريكي
  • جواد ظريف يستقيل من منصبه مساعدًا للرئيس الإيراني
  • الجديد في العقوبات الأمريكية على إيران وأثرها على العراق: الضغوط والفرص
  • الرئيس الإيراني: نعيش حربا شاملة مع العدو ولدينا خطط لمواجهة العقوبات
  • الطباطبائي والعامري يؤكدان على تعزيز النفوذ الإيراني في العراق
  • العراق يتحدث عن آخر تطورات قضية توقف «إمدادات الغاز» الإيراني
  • إيران:العراق سيحصل على إعفاء وقتي لإستيراد الغاز الإيراني!
  • طهران: العراق سيحصل على تصاريح مؤقتة لاستيراد الغاز الإيراني