الثورة نت:
2024-11-04@22:32:58 GMT

التسوية المقبلة

تاريخ النشر: 3rd, November 2024 GMT

 

أثار الهجوم الهزلي الذي شنّه العدو الصهيوني على إيران سلسلة من ردود الأفعال الملفتة سياسياً، والهازئة من حجم الردّ وطبيعته على المستوى الشعبي داخل الشارع الصهيوني، وفي العالم، وقد وصل الأمر بأحد المعلّقين في ردّ حول احتمال قيام حرس الثورة بالردّ على العملية الصهيونية، بأن ما حدث ليس ضمن اختصاصات حرس الثورة الإيراني، لكنه قد يكون ضمن اختصاصات شرطة السير.


حتى لو صدّقنا الرواية الصهيونية (الكاذبة) حول أحداث العدوان على إيران، فإنها تبقى هزيلة جداً مقارنة بحجم عملية الوعد الصادق التي أوقفت العالم كلّه على رؤوس أصابعه. طبيعة الرد تشير إلى أن التحالف الغربي بقيادة الولايات المتحدة قد أدرك أن التهديدات الإيرانية برد مزلزل ليست للاستهلاك الإعلامي، ولكنها تعبير حقيقي عن الموقف السياسي والعسكري للجمهورية الإسلامية. لذلك جاء الهجوم برعاية الولايات المتحدة، ليكون مجرّد أداة إعلامية تساعد نتنياهو داخلياً في المرحلة المقبلة.
قبل العدوان الصهيوني، سادت أجواء في المنطقة تشير إلى جهد حثيث تبذله الولايات المتحدة، والوسطاء لانتشال “إسرائيل” من الأزمة التي وقعت بها.
من قطر كان وزير الخارجية الأمريكية يصرّح بأن الحرب في المنطقة قد حقّقت أهدافها، وأن الوقت قد حان لتوقّفها، وفي العاصمة القطرية نفسها كان الوسيط المصري يقدّم مبادرة لقيادة المقاومة بوقف إطلاق نار مؤقت؛ لمدة يومين، مقابل إطلاق سراح أربع رهائن، وهو العرض الذي رفضته المقاومة. وكانت القاهرة مسرحاً لحوار بين قيادات من حركة حماس ومسؤولين أمنيين مصريين رفيعي المستوى.
في لبنان تراجع التحالف الغربي عن المطالبة بانسحاب المقاومة إلى شمال الليطاني، واكتفى بوقف إطلاق نار يسمح بعودة مستوطني شمال فلسطين إلى مستوطناتهم، في محاولة أخرى لمنح نتنياهو هامشاً للمناورة الداخلية. حتى مؤتمر باريس الذي يظهر عنوانه المعلن “سيادة لبنان” فإنه يمثّل خضوعاً لشروط العدو، فالسيادة المطلوبة مبنية على شروط قراري مجلس الأمن 1559 و1701. فشل المؤتمر في تحقيق أيّ اختراق سياسي واكتفى بوعود بمساعدات إنسانية للبنان بلغت مليار دولار. لا يمكن في السياق نفسه التغاضي عن الأخبار التي سرّبتها بعض القنوات الصهيونية حول اقتراب انتهاء العملية العسكرية الصهيونية في جنوب لبنان.
بعد العدوان، جاءت ردود الفعل، في معظمها، مدينة للعدوان وتميّزت في هذا السياق الإدانة التي صدرت عن دول الخليج، بشكل منفرد أو الإدانة التي عبّر عنها الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي على لسان أمينه العام جاسم محمد البديوي. كذلك جاءت الإدانة التركية على لسان الرئيس رجب طيب إردوغان، مما يشير إلى ضوء أخضر أمريكي منحته الولايات المتحدة لهذه الدول لاتخاذ مواقف تخفّف من حدّة التوتر في منطقة الخليج.
ترافق الحديث عن التسوية المقبلة، بتصعيد همجي صهيوني تجاه غزة ولبنان، فكانت مجزرة مخيم جباليا، واستهداف المؤسسات المدنية اللبنانية كالمستشفيات، ومراكز الدفاع المدني، والقنوات الإعلامية بما في ذلك جريمة استهداف مركز تجمّع الصحافيين في بلدة حاصبيا التي أدت إلى استشهاد ثلاثة إعلاميين. ترافق التصعيد العسكري، بتصعيد الحصار الإنساني الذي يكاد يصل حدّ المجاعة في مناطق من قطاع غزّة وبشكل خاص مناطق الشمال، وكذلك الغياب شبه الكامل للمنظمات “الإنسانية” عن تقديم المساعدات للاجئين اللبنانيين الذين تجاوز عددهم 1.3 مليون نازح. الهدف الإسرائيلي الواضح، هو توظيف الضغط العسكري والإنساني لدفع المقاومة إلى تقديم تنازلات مهمة في أيّ محادثات أو مبادرات قادمة.
الحديث عن تسوية، لا يعني أن هذه التسوية على الأبواب، فأكثر التوقّعات تفاؤلاً تشير إلى أن أي جهد للوصول إلى تسوية حقيقية لن يبدأ إلا بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية. لا يتعلّق الأمر بمن يفوز فقط، فحجم الأزمة في المنطقة يتجاوز شخصية الرئيس المقبل. الحديث عن مراهنة نتنياهو على فوز دونالد ترامب للحصول على الدعم للاستمرار في المجزرة، ينزع عن الحرب طبيعتها الاستعمارية، بمعنى أنها حرب يقودها الغرب الرأسمالي لتصفية المقاومة التي تعترض سبيل مشاريعه في المنطقة. الأزمة التي خلقتها للمقاومة لا تتعلق بالكيان إلا بصفته أداة للمشروع الاستعماري الغربي، لكنها في عمقها أزمة للنظام الرأسمالي برمّته، لعجزه عن تحقيق أي هدف من أهدافه وخاصة القضاء على المقاومة وفرض مشاريعه على المنطقة.
الحديث عن إنجاز أهداف الحرب «إسرائيلياً»، ليس سوى عملية استدارة بعيداً عن الأهداف الحقيقية التي طرحت في بداية الحرب. «إسرائيلياً» يقوم نتنياهو بتصدير عمليات اغتيال قادة المقاومة على أنها الهدف الرئيسي الذي استطاع «جيش» العدو تحقيقه، يضاف إليها خطاب الضحية والتضحيات التي تقدّم في سبيل بقائها في مواجهة الحرب الوجودية التي تشنّ عليها. غربياً هناك محاولات لنقل الحرب من الزاوية السياسية والعسكرية إلى الزاوية الإنسانية، حيث يؤدّي الغرب، وبشكل خاص أوروبا، دور الملاك الإنساني وهو ما حاولت تصديره قمة باريس التي غابت عنها الولايات المتحدة، صاحبة مشروع الميناء العائم مقابل غزّة، بعد أن ثبت ضلوعها الكامل في العمليات العسكرية الصهيونية.
التسوية مقبلة بغض النظر عن اسم الرئيس الفائز في الولايات المتحدة، لكن الطريق نحو هذه التسوية مرتبطة بمجموع التحرّكات والأحداث السياسية في المنطقة، وبشكل خاص في ميدان المعركة. في مستوطنة غاليلوت، شمال «تل أبيب»، قام فلسطيني من الأراضي المحتلة عام 1948 بعملية أدّت إلى مقتل ستة صهاينة، في رسالة تقول بأن المقاومة موجودة في كلّ مكان داخل فلسطين وخارجها، وأنّ أيّ تسوية لا تأخذ هذه الحقيقة بعين الاعتبار، سيكون مصيرها الفشل.
كاتب سياسي أردني

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

ميدل ايست آي: الجيش الاسرائيلي يطالب بوقف الحرب بسبب عدد القتلى الذي تخفيه الرقابة

أكد موقع ميدل ايست آي الاميركي أن المستشفيات الاسرائيلية استقبلت 910 جنديّاً أصيبوا خلال المعارك مع حزب الله بجنوب لبنان في هذا الشهر فقط. وكشفت في تقرير لها ترجمه موقع الخنادق أن الأعداد المتزايدة للجيش على الحدود “دفعت البعض إلى التساؤل عما إذا كان الدعم الشعبي لحروب إسرائيل قد يتغير”. مؤكدة على أن “إذا كان الجيش يقول الآن إن الحرب يجب أن تنتهي فذلك بسبب القتلى”.

النص المترجم:

سجلت إسرائيل أسوأ شهر لها من حيث القتلى العسكريين هذا العام وسط استمرار القتال العنيف في جنوب لبنان وشمال غزة.

وقتل ما لا يقل عن 62 جندياً منذ بداية أكتوبر، وفقاً للأرقام الرسمية، مما يجعل هذا الشهر الأكثر دموية للجيش الإسرائيلي منذ ديسمبر الماضي عندما قتل 110 جنود في ذروة حربه ضد حماس في غزة.

كما أنه يمثل زيادة حادة في الوفيات المسجلة مقارنة بالأشهر الأخيرة. وسجل الجيش الإسرائيلي تسع حالات وفاة فقط في سبتمبر/أيلول، و63 حالة وفاة في المجموع بين يونيو/حزيران وأغسطس/آب.

وقتل ما لا يقل عن 35 جنديا إسرائيليا في جنوب لبنان أو على الحدود اللبنانية منذ أن غزت إسرائيل جارتها الشمالية في بداية الشهر في تصعيد لحربها ضد حزب الله. وقالت الجماعة اللبنانية المسلحة إنها قتلت أكثر من 90 جنديا إسرائيليا، على الرغم من عدم التحقق من هذه الأرقام.

كما قتل 19 جنديا على الأقل هذا الشهر في القتال المستمر مع حماس في غزة، حيث تتهم إسرائيل بتنفيذ حملة تطهير وإبادة عرقية ضد الفلسطينيين المحاصرين في شمال القطاع.

تستند الأرقام إلى معلومات رسمية نشرت على موقع وزارة الخارجية الإسرائيلية تسرد ما مجموعه 780 ضحية عسكرية بما في ذلك المئات الذين قتلوا خلال الهجمات التي قادتها حماس في 7 أكتوبر 2023 في جنوب إسرائيل.

ويشمل ما لا يقل عن 365 جنديا مدرجين على أنهم “سقطوا في القتال” في غزة ولبنان والضفة الغربية المحتلة، فضلا عن أولئك الذين قتلوا في هجمات صاروخية أو هجمات أخرى داخل إسرائيل، وغيرهم ممن لقوا حتفهم في حوادث الطرق. لكن العديد من الجنود يتم التعرف عليهم فقط من خلال أسمائهم ورتبهم ووحدتهم دون مزيد من التفاصيل حول ظروف وفاتهم.

كما يبدو أن الأرقام الجديدة التي أصدرتها إدارة إعادة التأهيل في الجيش الإسرائيلي هذا الأسبوع تشير إلى زيادة حديثة في عدد الجنود الجرحى الذين يحتاجون إلى علاج طبي. وقالت يوم الثلاثاء إنها استقبلت 910 جنود أصيبوا هذا الشهر في لبنان.

وتخضع المعلومات المتعلقة بالضحايا لرقابة مشددة في إسرائيل حيث تخضع وسائل الإعلام لرقابة عسكرية صارمة. وقد دفع ذلك البعض إلى التساؤل عما إذا كانت الأرقام الرسمية قد لا تبلغ عن الحجم الحقيقي للخسائر التي تكبدتها القوات الإسرائيلية في غزة ولبنان.

في مقابلة مع القناة 12 يوم الإثنين، قال زعيم المعارضة يائير لابيد إن 890 جنديا قتلوا وأصيب 11,000 منذ 7 أكتوبر من العام الماضي. “هناك حدود لمدى قبولنا للحقائق البديلة”، قال لبيد، مدافعاً عن أرقامه، على الرغم من أنه دون ذكر مصدر، أشار لبيد إلى المستشفيات الإسرائيلية حيث يعالج الجنود الجرحى: “إذا كانت لديك شكوك حول هذا الرقم، اذهب إلى تل هشومير، اذهب إلى إيخيلوف، اذهب إلى رامبام، اذهب إلى أقسام إعادة التأهيل”.

وفي أحدث أرقامها الصادرة يوم الثلاثاء، قامت إدارة إعادة التأهيل في الجيش الإسرائيلي بتحديث العدد الإجمالي للجنود الذين قالت إنهم تلقوا العلاج منذ 7 أكتوبر من العام الماضي إلى حوالي 12,000.

حوالي 14% من هؤلاء – حوالي 1,680 جندياً – مصنفون على أنهم يعانون من إصابات متوسطة أو خطيرة. وقالت الوزارة إن حوالي 43% – 5,200 جندي – احتاجوا إلى علاج لاضطراب ما بعد الصدمة أو مشاكل نفسية أخرى.

الأرامل والأيتام

وفي الوقت نفسه، ركزت التقارير الإخبارية عن جنازات الجنود الذين قتلوا في لبنان اهتمام الرأي العام على حزن الأرامل والأيتام ودفعت البعض إلى التساؤل عما إذا كان الدعم الشعبي لحروب إسرائيل قد يتغير.

وكتب عاموس هاريل في صحيفة “هآرتس” يوم الإثنين متسائلا عما إذا كان ارتفاع عدد القتلى يمكن أن “يغير تدريجيا وجهة نظر الجمهور حول الحاجة إلى مواصلة الحرب”، كما حدث في أعقاب العمليات الإسرائيلية السابقة في لبنان وغزة.

“الحكومة تصور سلسلة النجاح العسكري الأخير في قطاع غزة وإيران ولبنان كدليل على أن استراتيجيتها كانت صحيحة وأن الحرب يجب أن تستمر على كل الجبهات”، كتب هاريل. لكن في الواقع، من المستحيل تجاهل الثمن الذي ستترتب على استمرار الحرب لفترة أطول”.

يوم الثلاثاء، ورد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقد اجتماعا لمسؤولي الجيش ووزراء الحكومة لمناقشة إمكانية وقف إطلاق النار في لبنان. وقال مسؤول أمني كبير لموقع “واينت” إن قادة الجيش يعتقدون بالفعل أنهم يقتربون من نهاية عمليتهم في لبنان. “إنها إما ترتيب أو حرب استنزاف ومنطقة أمنية”، نقل عن المسؤول قوله.

وقال الصحفي الإسرائيلي ميرون رابوبورت لموقع “ميدل إيست آي” إنه يعتقد أن التحول الواضح في موقف الجيش يستند إلى مخاوفه من أن الخسائر ستستمر في الزيادة طالما استمرت العمليات القتالية.

وقال رابوبورت: “إذا كان الجيش يقول الآن إن الحرب يجب أن تنتهي فذلك بسبب القتلى”.

يقولون إن الهدف هو الحفاظ على “الإنجازات” في لبنان، لكن في رأيي ذلك بسبب الخوف من زيادة عدد الضحايا وتآكل الدعم الشعبي”.

ولم تظهر إسرائيل حتى الآن أي علامة على التراجع في حملة القصف التي تشنها على لبنان والتي أسفرت عن مقتل 2,792 شخصا على الأقل في العام الماضي وتشريد أكثر من مليون شخص.

يوم الأربعاء، واصلت إسرائيل قصف بعلبك بعد أن أمرت في وقت سابق جميع السكان بالمغادرة. وقتل 60 شخصا على الأقل في غارات جوية استهدفت المدينة الشرقية التاريخية والمنطقة المحيطة بها يوم الاثنين.

ولا يزال الكثيرون متشائمين للغاية بشأن احتمال أي نهاية وشيكة للحرب الأوسع نطاقا، خاصة في غزة حيث قتل أكثر من 43 ألف فلسطيني حتى الآن، وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية.

وأشار عبد أبو شحادة، وهو كاتب ومحلل فلسطيني مقيم في يافا، إلى التأثير والوجود داخل كل من حكومة نتنياهو الائتلافية والجيش الإسرائيلي للأحزاب اليمينية المتطرفة وأنصار حركة المستوطنين التي أعلنت عزمها على بناء المستوطنات في غزة.

“بالنسبة لهم هذه حرب دينية ويتحدثون بلغة القيام بمهمة الله” ، قال أبو شحادة لموقع Middle East Eye. “لا توجد أصوات جادة لإنهاء الحرب. المجتمع الإسرائيلي مكتئب لكنهم ما زالوا يريدون مواصلة القتال. قد يقتربون من اتفاق مع لبنان، ولكن ليس في غزة. لا أرى أي سيناريو ينهي الحرب في غزة، حتى لو كان الثمن باهظا”.

 

مقالات مشابهة

  • أخنوش يبرز بالأرقام نجاح حكومته في خفض المديونية التي تراكمت منذ الولايات السابقة
  • بزشكيان: أمريكا أشعلت الشرق الأوسط وشجعت الكيان الصهيوني على ارتكاب أبشع الجرائم
  • حينما تسعى إسرائيل وأمريكا وبعض حكومات المنطقة لتعويض خسائرها في الحرب بالسياسة
  • بالصورة: إيران تتوعد جبهة الشهر الصهيونية الأمريكية ببرد قاسي جدا
  • خلال الساعات المقبلة.. إعصار باتي يهدد حياة سكان الولايات المتحدة
  • ميدل ايست آي: الجيش الاسرائيلي يطالب بوقف الحرب بسبب عدد القتلى الذي تخفيه الرقابة
  • الولايات المتحدة سنتشر أسلحة إضافية جديدة في الشرق الأوسط لتحذير إيران وحماية إسرائيل
  • وزير استخبارات سابق: الصهيونية في النزع الأخير.. “من نبكيهم اليوم سيكسبون الحرب”
  • وزير استخبارات سابق: الصهيونية في النزع الأخير.. من نبكيهم اليوم سيكسبون الحرب