الثورة نت:
2025-03-15@09:28:05 GMT

زمن سقوط الأقنعة وكشف الحقائق

تاريخ النشر: 3rd, November 2024 GMT

 

 

سقطت الكثير من الأقنعة عن الأنظمة المطبعة والعميلة التي استطاعت إخفاء علاقاتها السرية والعلنية مع كيان الاحتلال الاستيطاني؛ وباتت الرؤية واضحة من خلال الدعم المادي والمعنوي للإجرام الصهيوني بلا حدود، بل إن الأمر تطور إلى تبني وجهات نظر العدو الصهيوني ومحاربة كل من يناهض اليهود ويريد تحرير المسجد الأقصى، أولى القبلتين وثالث الحرمين .


يصفون الجهاد والمجاهدين بأردأ الأوصاف ويثنون على الإجرام الصهيوني، يشمتون بكل مجاهد وشهيد دون حياء أو خجل، وصفهم الله تعالى بقوله((قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم اكبر قدبينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون))ال عمران-118.
ذات يوم خطب الملك السعودي فيصل عن مظلومية الأشقاء على أرض فلسطين فقال: القدس الشريف يناديكم ويستغيثكم لتنقذوه من محنته ومما ابتلي به، فماذا يخيفنا؟ هل نخشى الموت؟ وهل هناك موتة أفضل وأكرم من ان يموت الإنسان مجاهدا في سبيل الله؟ –تطورت الأحداث وقتل على يد ابن أخيه وحل محله من يقدم التنازلات وينفذ التوجيهات .
هل كان اغتياله بسبب مواقفه الوطنية والقومية ومنها قضية فلسطين؟، أم لأنه خرج عن تعهدات المؤسس التي أعطاها للإمبراطورية التي غابت عنها الشمس؟، هل كان موقفه مبدئياً ودفع ثمنه أم سياسي للاستهلاك أمام الرأي العام؟.
اليوم تحولت المملكة السعودية لخدمة توجهات الحلف الصهيوني والصليبي وهي شهادة أثبتها حاخامات اليهود الذين وفدوا إلى السعودية وأثبتتها توجهات السياسات السعودية نحو المسارعة في تحقيق كل ما يطلبه اليهود منهم.
ولا يتفوق عليهم في تقديم الخدمات إلا قادة دويلة الإمارات المتحدة في تقديم قرابين الولاء والطاعة من أجل القضاء على المقاومة في فلسطين ولبنان واليمن، لأنهم يرون انها تهدد عروشهم وتشكل خطرا عليهم وحتى لو كان ذلك على حساب الانسلاخ من العروبة والإسلام، فقد تم استبدال الأنظمة والقوانين الإسلامية وتغيير كل مظاهر الحياة، بما يتناسب والمناهج التغريبية، ابتداء بالقوانين وانتهاء بتشريع التفسخ والانحلال والانحطاط والسقوط في مراتع الرذيلة .
السيد القائد عبدالملك بن بدرالدين الحوثي، يتحدث دوما عن المشروع الصهيوني وأطماعه الاستعمارية التوسعية في المنطقة من خلال مشروعه المصاغ بطريقة عقائدية والذي حولوه إلى معتقد ديني واستراتيجي، وهو أيضا مشروع عدواني يستهدف أمتنا بطمس هويتها واحتلال أوطانها ونهب ثرواتها ومصادرة الاستقلال والحرية والكرامة.
وفي حديثه أشار إلى أن العائق الأكبر لهذه المشاريع الإجرامية هو الإسلام بنقائه وحقيقته ومبادئه الصحيحة ولذلك فهم يعملون على إبعاد الأمة عنه.
وإذا ألقينا نظرة سريعة على تصريحات “النتن ياهو” سنجد أنه يتحدث عنها بأنها حرب حضارات وهو مفهوم خاطئ، لأن الحضارات الإنسانية تتكامل وكل حضارة تستفيد من الأخرى أما الإجرام فهو نتاج توجيه منتجات الحضارات لقهر الشعوب وسلب حريتها واستعبادها، كما يفعل الاستعمار بوجهه الصليبي الصهيوني أو المغولي والتتري.
“النتن “يرى أنها حرب وجودية بفعل استيطان واحتلال فلسطين بالقوة والإجرام والخيانة والعمالة، أما مشكلة لبنان فهو يزعم أن لبنان محتل من قبل إيران وحزب الله وسيعمل على تحريره منهما، ومعنى ذلك انه سيعمل على طرد أهل لبنان وإحلال مستوطنين يهود مكانهم كما هو حالهم كمحتلين يهود في الاستيلاء على فلسطين.
الشيخ العلامة محمد الغزالي -رحمه الله- تحدث عن أهمية إسقاط الأنظمة العربية التي تدعم اليهود، لأن الترابط وثيق بين بقاء هذه الأنظمة وبقاء الاحتلال الاستيطاني لفلسطين .
أما المفكر والمؤرخ العربي الكبير المرحوم عبدالوهاب المسيري، فحينما سُئل ماذا يمكن أن يحدث بعد زوال الاحتلال الصهيوني؟ فقال: إن الجماهير العربية ستتجه للإطاحة بالكثير من الأنظمة الداعمة لليهود، وكان -رحمه الله- قد تحدث عن اليهودي الوظيفي، الذي يحمل حقيبته ويتكلم العربية ويؤدي شعائر الإسلام، لكنه يتحدث بلسان اليهود ويعمل لمصلحتهم سرا وعلانية .
وهو ما شاهدناه فعلا خلال الأيام والسنوات الماضية، فقد تحول الكثير من الأدباء والمثقفين والإعلاميين وبعض المحسوبين على العلماء لنصرة اليهود وإدانة الجهاد والمقاومة وتأييد الإجرام الصهيوني، لدرجة أنهم أصبحوا صهاينة أكثر من اليهود أنفسهم.
إن هذه الأنظمة المنضوية في إطار المشروع الاستعماري الصهيوني الصليبي، ترى أن وجود المقاومة يهدد أمنها وترى في إبادة الأشقاء في أرض غزة ولبنان وغيرها تأميناً لبقائها ولن تعطي ثقتها إلا للحلف الذي ائتمنها على حماية مصالحه بعد رحيله، فهو الداعم والحامي والحارس الأمين، ولذلك فلا غرابة إن تم خذلان المقاومة الإسلامية أو الوطنية من قبل هذه الأنظمة، وليس ذلك فحسب، بل ليس من المستغرب أن تتكفل بجميع التكاليف للإجرام الصهيوني والأمريكي وغيرهم لإبادة من يقف في طريق مصالحهم وعروشهم.
استطاع الجيش والعصابات الصهيونية عام1967م، الاستيلاء على الضفة الغربية وانحازت المقاومة الفلسطينية إلى الضفة الشرقية وعندما حاول العدو الاستيلاء على الضفة الشرقية وهزيمة المقاومة التي عندما تعاونت مع الجيش الأردني تمت إبادة الجيش الصهيوني والعصابات الإجرامية في معركة الكرامة، لكن المسألة لم تقف عند هذا الحد، فقد استطاعت المؤامرات والدسائس إيجاد الفتنة بين الجيش الأردني والمقاومة ليقاتلان بعضهما البعض فيما سميت بمذبحة أيلول الأسود، وهو ذات الأسلوب الذي اعتمده الصهاينة عند غزوهم لبنان مطلع ثمانينيات القرن الماضي، فقد استعانوا بالخونة والعملاء والمليشيات التابعة لهم وأشعلوا الحرب الأهلية التي استمرت لأكثر من خمسة عشر عاما ومازالت آثارها حتى الآن.
من بين الوثائق التي نُشرت رسالة منسوبة للملك السعودي فيصل يحرض فيها الملك حسين على إبادة المقاومة الفلسطينية، لأنها حسب رأيه تفوق إسرائيل في خطورتها؛ حيث تقول الوثيقة “إن هذه المقاومة سوف تُستغل ضدكم -….أكرر نصحي للاستفادة من هذا الوقت السانح … بمبادرة القضاء المبرم على هذه المقاومة”.
ويؤكد الحاكم السعودي في رسالته على عدم مهادنته للأنظمة القومية مهما كانت والتزامه بالمنهج الغربي “فإن لم يصبح الأردن دولة شيوعية بانتصار المقاومة لا قدر الله، فإنه سيصبح بالتأكيد ولا محالة دولة ناصرية أو بعثية أو قومية”،-وانها تصب في “قعر بؤرة واحدة هي بؤرة الهدم ضدنا وضد أصدقائنا الأمريكان والإنجليز وانصار النظام الغربي”.
ويؤكد رغبته الملحة بقوله “يجب القضاء على كل هذه الزمر المفسدة المجتمعة باسم-مقاومة إسرائيل-بينما يشهد الله أن شر إسرائيل لا وجود له أمام شرور تلك الزمرة المفسدة”.
إن ما ورد في الرسالة -الوثيقة هي ذاتها التوجهات التي تسير عليها الأنظمة المطبعة والعميلة مع كيان الاحتلال الصهيوني، وإن اختلفت الزعامات وتغيرت ولا تخرج سياستها عن تلك التعهدات، فهي ترى في المقاومة خطراً عليها، أما الاستعمار والاستيطان اليهودي فلا يشكل أي تهديد عليهم حسب زعمهم.
وإذا كانت الوثيقة تقول بخلاف خطابه الداعم للقضية الفلسطينية، فذلك قد يحتمل أكثر من تأويل، أما توجهات النظامين السعودي والإماراتي وغيرهما اليوم فهي أكثر وضوحا في دعم اليهود وخاصة في تأييدهم لإجرامهم في غزة ولبنان واليمن ولا تخرج عما جاء في الرسالة:(تكرار عرض خدماتنا لجلالتكم بتحمل كافة المصروفات وما ستتكفلونه من مال وسلاح وذخيرة في سبيل مقاومة المقاومة، ويصل الأمر بالتهديد له إن لم يقم بذلك –(وإلا فإنني وأسرتي الصديقة التي ترى هذا الرأي وتقره كما تعلمون سننضم جميعا ضدكم لنشكل الطرف الآخر لمقاومتكم ومقاومة هذه المقاومة، لأننا لا ندافع عن كيانكم فقط، بل ندافع عن كياننا أيضا).
إذاً لا غرابة إن تعاونت الأنظمة العربية –السعودية والإمارات ومصر والأردن والمغرب والبحرين- وغيرها مع اليهود، وأيضا تأييد كل جرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية على أرض غزة وفلسطين ولبنان، ولا غرابة إن ساهموا في دعم الإجرام عسكريا واقتصاديا وسياسيا من أجل القضاء على محور المقاومة، فالأرصدة المودعة في بنوك الغرب كفيلة بتعويض الخسائر المادية والمعنوية.
وإذا كانت هذه إرادتهم فإن إرادة الشعوب من إرادة الله، وإرادة الله لا ولن تقهر والله غالب على أمره، قال تعالى((كتب الله لاغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز))المجادلة-21-.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

نحن وإياهم في زمن الإمبريالية الصاعدة

كل ما يجري على الصعيد العالمي إرهاصات قوية على نهاية الغرب كقوة هيمنت على العالم بقفازات ناعمة، وعلى عودة البشرية إلى التعامل بقانون القوة والسيطرة بأسلوب أكثر فجاجة، بعدما ضاقت الدول العظمى ذرعا بالنظام العالمي الذي ساد عقب الحرب العالمية الثانية، وأصبح حائلا دون حاجاتها الملحة للبقاء وعائقا أمام طموحاتها في النفوذ والتوسع؛ فليس من حق الضعفاء من الدول أن تعيش متدثرة بحماية القانون الدولي بعد اليوم. وإنها لفسحة للمقاومين والأحرار كيما يصنعوا مجدا لأمتهم.

الغرب قدم نفسه للعالم على أنه عالم متحضر، يحفظ السلام العالمي ويصون حقوق الإنسان، بيد أنه دمر نفسه والعالم من حوله ثلاث مرات خلال مئة عام، أي أنه ينتج ثقافة الحياة والفناء في آن واحد، ولا أراه يستطيع الفكاك من أزمته المستعصية تلك بما لديه من ثقافات، بل إنه ليعاني الأمرين من جرائها ولا يبحث بجد عن الخلاص منها.

تهمني الإشارة إلى الغرب والشرق المتفاني في الموت والخراب، أن يستذكر بتواضع قصة الوجود الإنساني على الأرض أول مرة، والغاية التي يمضي هذا الوجود إليها ويسير؟ وليبحث له عن بدائل ثقافية وروحية يحسن به وبغيره أن يحيا بها ويعيش، فإما المغالبة والتظالم وإما التعارف والتعاون؟

الجميع غارق في القاع، يحاول إيجاد توليفة بين متناقضات متنافرة لا تستقيم له، والسبب أن الإنسانية لا يمكنها العيش بأنماط الدولة القطرية الحديثة، التي نشأت بعد الثورة الصناعية، لأن البشرية خلقت لتحيا على الأرض متواصلة متراحمة، لا تقيدها حدود مصطنعة يوسوس بها التفكير الشعبوي. ومن يحاول فك المعضلة الألمانية والأمريكية سياسيا فهو واهم؛ إنه ثقب أسود يودي بحياة الدول والحضارات مهما بلغ شأنها في الرقي. ولكن يحتاج ذلك إلى أجل، ولكل أجل كتاب.إنه استكبار أعمى يعلو في الأرض، وأنانية مفرطة تتضخم، واحتقار مقيت للأمم الأخرى، وإنها لفقاعة كبيرة تتمدد حتى تصل إلى نهاية محتومة بعدها ستتفجر. "وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أشد بطشا فنقبوا في البلاد هل من محيص".

لا يمتلك الروسي "ألكسندر دوغين"، الذي يقدمه الإعلام للناس على أنه "فيلسوف"، البعد الروحي الذي يمتلكه المقاومون في فلسطين وغيرها، لذلك تأتي تحليلاته لقضايانا من منظور المادية التاريخية قاصرة مبتورة، تحليلات لا تستطيع فهم تاريخ المسلمين في صراعهم مع الغزاة والمحتلين، كما لا تستطيع استيعاب مفهوم الشهادة في سبيل الله كما نعتقد به نحن المسلمين. لقد سمعته يدعي أن "طوفان الأقصى" كان بلا أفق، لذلك تدمر المحور المقاوم وسقط نظام الأسد، الذي يبدو أنه يراه قيمة لروسيا ما كان له أن يخر فجأة. ثم هل كان هجوم روسيا على أوكرانيا بلا أفق أيضا؟ خاصة وأن روسيا غدت تعاني اليوم في اقتصادها كما تعاني من عزلة سياسية، وقد أضحت كما لم تكن من قبل في مواجهة استراتيجية محتومة مع الناتو، بعد انضمام دول اسكندنافية تجاورها إليه.

أرى أن الجميع غارق في القاع، يحاول إيجاد توليفة بين متناقضات متنافرة لا تستقيم له، والسبب أن الإنسانية لا يمكنها العيش بأنماط الدولة القطرية الحديثة، التي نشأت بعد الثورة الصناعية، لأن البشرية خلقت لتحيا على الأرض متواصلة متراحمة، لا تقيدها حدود مصطنعة يوسوس بها التفكير الشعبوي. ومن يحاول فك المعضلة الألمانية والأمريكية سياسيا فهو واهم؛ إنه ثقب أسود يودي بحياة الدول والحضارات مهما بلغ شأنها في الرقي. ولكن يحتاج ذلك إلى أجل، ولكل أجل كتاب.

إنه لا تزال في عالمنا الإسلامي أنظمة حاكمة على شاكلة البعث في سورية، تتشابه في ما تقترفه أيديها من موبقات وآثام، لا تزال آثارها رغم السنوات الطوال ماثلة للعيان، وشهودها أحياء يرزقون، كادت لطول العهد بحكمها البلدان المسلمة أن تمسخ الإنسان في إنسانيته، وتسلبه جوهر الكرامة التي استحق بها الفضل على من سواه، وإن كانت الأقدار قد أرخت للظلمة الحبال إلى حين، فالأيام القادمة حبلى بالمفاجآت، سيخرجها الله تعالى عبرة للمعتبرين وحجة قائمة على العالمين.

إن السعيد من اتعظ بغيره، وقلما تتعظ الأنظمة الفاسدة مما يحصل لبعضها حتى تقع الفأس على هامها، ولات حين مندم إذاك! إن الأنظمة المتسلطة على رقاب شعوبها لا تدرك حجم الظلم الذي تمارسه على شعوبها، حتى تتقلب بها الأيام، فتصبح بدورها خائفة تترقب. وما جرى في سورية خير مثال على ذلك. ولأن الله أعمى القتلة عن الحق فلا يزال داعموهم يمنونهم بالرجوع إلى سالف عهدكم، ولو كانوا يرونهم في الأرض يفسدون.

الولي الفقيه يقرأ الحوادث بالمقلوب، ولا يبصر غير لونين الممانعة أو المؤامرة، أما حق الشعوب المسلمة في الاستقلال والعيش بكرامة فلا مكان لذلك في القاموس لديه، إنه التشيع في أسوأ مظاهره عبر التاريخ!

إن السعيد من اتعظ بغيره، وقلما تتعظ الأنظمة الفاسدة مما يحصل لبعضها حتى تقع الفأس على هامها، ولات حين مندم إذاك! إن الأنظمة المتسلطة على رقاب شعوبها لا تدرك حجم الظلم الذي تمارسه على شعوبها، حتى تتقلب بها الأيام، فتصبح بدورها خائفة تترقب. وما جرى في سورية خير مثال على ذلك. ولأن الله أعمى القتلة عن الحق فلا يزال داعموهم يمنونهم بالرجوع إلى سالف عهدكم، ولو كانوا يرونهم في الأرض يفسدون.إشارات تترى من كل جانب توحي بأن رأس النظام الجزائري بات اليوم مطلوبا، كيما تصبح البلاد مستباحة للاستعمار الحديث؛ فالعالم اليوم ينحو بلا لبس نحو شرعة الغاب، بعد أن برزت الإمبريالية بوجهها سافرة من جديد؛ فالروس يتطلعون إلى القارة الإفريقية مجالا حيويا لمصالحهم، والناتو يحن إلى حديقته الخلفية، والأمريكان متعطشون إلى الهيمنة على ما طالته أيديهم، في تناغم صدم الجميع بين أعداء الأمس الولايات المتحدة وروسيا. أما الأنظمة العربية فلا تزال محنطة بأفكار بالية، لا إرادة عندها في مراجعتها؛ وآية ذلك الصفعات التي يتلقاها النظام الجزائري في كل مناسبة من حليف الأمس فرنسا فلا توقظه من سكرة الغطرسة والضلال الغارق فيهما حتى الثمالة. وبجواره يسعى النظام الملكي في المغرب بمنطق الكيدية والمراهقة السياسية، بعيدا عن المصالح العليا للمغاربة المجزئين استعماريا بين دول إفريقية الشمالية.

كما أن العلاقة المتوترة بين النظامين السياسيين الفرنسي والجزائري كانت نتاج زواج مثلي استمر سبعين عاما، لم يستطيع تكوين أسرة طبيعية تحتضن الشعبين المتجاورين بسلام، رغم مظالم التاريخ، وقد آن للشذوذ أن ينتهي.

أشير أخيرا إلى خصلة مشينة تلازم أدعياء العلم في عالمنا الإسلامي العاملين تحت الأنوار في أبراج مشيدة خاصة في المملكة السعودية، خصلة ليسوا بها أحرارا؛ فلست أدري ما الذي أقنعهم بجدوى ما يقومون به والأمة تعيش في عالم مليء بالتحديات الجسام، يضطر أكثرهم إلى التنفيس عن مشاعر مكبوتة حينما يقحم آيات العرفان والولاء لولاة الأمر في كل مناسبة بلا حاجة، حتى في المواضيع الثقافية والروحية حمالة الأوجه، ولو أنهم نأوا بأنفسهم وتركوها على سجيتها لكان خيرا لهم وأطهر. وإنهم ليعلمون، كما نعلم أيضا، دأب ولاة الأمر في المملكة على إخفاء المعالم الأثرية للإسلام في تلكم البقاع وطمسها والحرص على استبعاد الزوار عنها باسم الدين، حتى تسرب إلى القلوب حب المال فغير النفوس، فأمسينا نسمع بالآثار التاريخية والترغيب في زيارتها، فسبحان من غير الأحوال!

وليس علماء الإسلام في السعودية وحدهم مبتلين بهذا الداء، ففي معظم بلاد المسلمين تجد المراجع الدينية حمائم مأسورة لخطاب ديني لا حياة فيه، يرتقون منابر تداهن السلاطين وتلبس على الشعوب إسلامها، وقلما تجد عند بعضهم صولة في الحق، تحيي النفوس وتهز عروش الظالمين.

إننا لا نستبعد الأيدي الماكرة في نشأة هذه الظواهر المرضية في حياتنا العقلية والروحية، أيد تعمل لمصلحة الإمبريالية الصاعدة، التي تمدها وتعاضدها وتستثمر فيها.

مقالات مشابهة

  • وزراء وبرلمانيون إسرائيليون يطالبون الكونغرس الأميركي بإعلان حق اليهود الديني بالأقصى
  • سليمان من قصر بعبدا: المعادلة التي تُفيد البلد هي معادلة الجيش والشعب
  • فلسطين.. مستوطنون يحرقون منازل في قرية دوما جنوب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية
  • نحن وإياهم في زمن الإمبريالية الصاعدة
  • رغم سقوط الأسد.. مصانع الكبتاغون تتجذر في الشرق الأوسط
  • الجبهة الشعبية : موقف شجاع يجسد عمق التضامن اليمني مع فلسطين
  • الحرب الإقليمية القادمة ودور حزب الله واليمانيين
  • السيد القائد: الحقائق تفضح تواطؤ كبار الأنظمة العربية بتعاونها الفعلي مع العدو الإسرائيلي
  • تحليل معمق- زعيم الحوثيين يقود “محور المقاومة” الخارج عن الخدمة  
  • الحوثيون يبدؤون حظر سفن إسرائيل وحماس والجهاد ترحبان