الإمارات تدخل الذكاء الاصطناعي في الجراحات الدقيقة والقلبية للأطفال
تاريخ النشر: 3rd, November 2024 GMT
سامي عبدالرؤوف (دبي)
أخبار ذات صلة عَلَم الإمارات.. رمز العزة والولاء والانتماء «براند دبي» يصدر دليلاً خاصاً بالاحتفالات الوطنية و30 يوماً من الفعاليات المميزةكشف المؤتمر الدولي الثالث لطب الأطفال، والمؤتمر الإماراتي الرابع للرعاية الحرجة للأطفال، عن إدخال القطاع الصحي في دولة الإمارات للذكاء الاصطناعي في الجراحات الدقيقة والقلبية والتشخيص والعناية المركزة في مجال الأطفال.
وأعلن المؤتمران إدخال العديد من المرافق الطبية داخل الدولة، علاجات جديدة جينية وبيولوجية في علاج الربو والأمراض العصبية والعضلية والدواء الليفي للأطفال، لتكون الإمارات من بين أوّل الدول استخداماً لهذه العلاجات الجديدة.
وأشار المؤتمران اللذان بدأت فعالياتهما أمس بدبي، إلى أن القطاع الصحي بالدولة بدأ الاعتماد على الروبوتات في جراحات الأطفال، ومنها القسطرة القلبية للأطفال باستخدام الذكاء الاصطناعي وجراحات الصدر.
ولفتت فعاليات اليوم الأول للمؤتمر، إلى حدوث ارتفاع في التبرع بالأعضاء بعد الوفاة بنسبة 10% على مستوى الدولة، مشيرين إلى نجاح دخول زراعة أعضاء جديدة للأطفال، كزراعة الكبد وزراعة النخاع العظمي، اللذين أجريت بخصوصهما مؤخراً عمليات لنقلهما وزارعتهما.
كما كشف الحدثان عن تنفيذ خطة جديدة لترشيد استخدام المضادات الحيوية بعلاج أمراض الأطفال، وإدخال العديد من اللقاحات والتطعيمات الجديدة لوقاية الأطفال من العديد من الأمراض.
وانطلقت صباح أمس، فعاليات المؤتمر الدولي الثالث لطب الأطفال والمؤتمر الإماراتي الرابع للرعاية الحرجة للأطفال، اللذين ينظمهما مستشفى القاسمي للنساء والولادة والأطفال، التابع لمؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، في فندق موڤنبيك جراند البستان بدبي من 1 إلى 3 نوفمبر 2024، تحت شعار «الابتكار في طب الأطفال: بناء جسور لأجيال المستقبل».
وشهد الحدث مشاركة نخبة من القامات العلمية المتميزة من مختلف أنحاء العالم، لمناقشة أحدث الابتكارات والتطورات في طب الأطفال، وآخر المستجدات في إجراءات التشخيص والوقاية والعلاج، وجميع مجالات الرعاية الصحية الحرجة للأطفال.
صحة الأطفال
وأكّد الدكتور عصام الزرعوني، المدير التنفيذي لقطاع الخدمات الطبية بالإنابة في مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، أن هذا المؤتمر يأتي انسجاماً مع رؤية وتوجيهات القيادة الرشيدة لدولة الإمارات التي تضع التطوير المهني والتعليم الطبي المستمر في صدارة أولوياتها، وتعتبر الصحة ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة، لا سيما صحة الأطفال.
وأشار إلى أن الفعالية تعكس التزام المؤسسة بتطبيق أفضل الممارسات في مجال الرعاية الصحية، بما يسهم في ترسيخ مكانة دولة الإمارات الرائدة كمركز طبي وعلمي عالمي.
من جانبها، قالت الدكتورة صفية الخاجة، مدير مستشفى القاسمي للنساء والولادة والأطفال: «نحن نسير على خطى القيادة الرشيدة في السعي نحو تطوير المعرفة وترجمتها على أرض الواقع من خلال توفير منصة فريدة للتعاون بين المختصين والباحثين وصنّاع القرار.
وأضافت: «نحن على يقين بأن نتائج هذه الجهود ستنعكس إيجاباً على صحة الأطفال ومستقبلهم، مما يعزز مكانة الإمارات كوجهة متميزة في الابتكار الطبي، تحرص على رفد المجتمع الدولي بحلول شاملة ومستدامة تُلبي احتياجات الجيل الحالي وتبني أسس مستقبل صحي مزدهر».
كما أكّدت الدكتورة أمل الشريف، استشارية طب الأطفال ومدير قسم طب الأطفال في المستشفى، أن المؤتمر يُعدّ منصة علمية متكاملة تعزز التعاون الدولي في مجال طب الأطفال، وتفتح آفاقاً جديدة لتطوير البروتوكولات العلاجية وأساليب الرعاية المتقدمة، مشيرةً إلى أن المؤتمر يركّز على استشراف مستقبل الرعاية الصحية للأطفال من خلال مناقشة الابتكارات الحديثة وآخر ما توصلت إليه الأبحاث الطبية في هذا المجال، مما يسهم في بناء منظومة صحية قوية تدعم أجيال المستقبل وتلبي الاحتياجات المتزايدة للعناية المتخصصة للأطفال.
محاور المؤتمر
يركّز البرنامج العلمي للمؤتمر على عددٍ من المحاور الرئيسية، بما في ذلك مستقبل طب الأطفال، والعلاج عن بعد والرعاية المنزلية، وتقنيات المحاكاة في التدريب على الإنعاش القلبي الرئوي للأطفال، وتقنيات التشخيص المبتكرة، ومعايير السلامة والجودة في وحدات العناية الحرجة، وأخلاقيات التبرع بالأعضاء وزراعتها، بالإضافة إلى مناقشة الاستراتيجيات الوقائية في الأمراض المعدية، وأحدث تقنيات التنفس الاصطناعي، وطرق الكشف عن الأمراض العصبية، وأبرز التطورات في مجالي التغذية والنمو، كما يتناول أبرز التحديات والرؤى المستقبلية في علاج اضطرابات السلوك والأمراض النفسية عند الأطفال.
برنامج حافل
يتضمن المؤتمر برنامجاً حافلاً من المحاضرات وورش العمل التي تسلّط الضوء على مواضيع متنوعة، أبرزها العلاج بالبلازما للأطفال والأكسجة الغشائية خارج الجسم.
ويستعرض المؤتمر آخر الأبحاث الطبية القائمة على الأدلة وتطبيقاتها العملية، حيث يمثّل المؤتمر منصة بارزة تجمع الخبراء والأكاديميين والأطباء لتبادل تجاربهم واستعراضها أمام صانعي السياسات ومطوري التكنولوجيا الطبية، في إطار مواكبة أحدث الابتكارات وإيجاد حلول معتمدة للتحديات الراهنة في مجال طب الأطفال والعناية الحرجة للأطفال.
تنمية مستدامة
يأتي المؤتمر الدولي الثالث لطب الأطفال والمؤتمر الإماراتي الرابع للرعاية الحرجة للأطفال تماشياً مع رؤية مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية في تحقيق التنمية المستدامة في القطاع الصحي، ورفع معايير الرعاية الطبية المقدمة للأطفال، وفي إطار سعيها المتواصل لتعزيز الشراكات العلمية وتبادل المعرفة حول التقنيات الحديثة وأساليب العلاج المبتكرة لدعم أنشطة التعليم الطبي، وجهود البحث العلمي في المجالات الطبية، خصوصاً البحوث الطبية المتعلقة بالأطفال، ما يجسد التزامها بتطوير الرعاية الصحية للأجيال المقبلة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي الإمارات طب الأطفال الرعاية الصحية دبي الرعایة الصحیة طب الأطفال فی مجال
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي يساعد في الحفاظ على الحشرات
يقوم فريق من علماء الحشرات في مونتريال بدعم من مهندسين، لتوثيق الانخفاض غير المسبوق لهذه الأنواع المنتشرة بالملايين حول العالم وتحسين سبل مواجهته بمساعدة الذكاء الاصطناعي.
تحت قبة شفافة كبيرة، تعيش حشرات من شتى الأنواع، بينها آلاف الفراشات من مختلف الألوان، ونمل وشرانق... ففي هذا الموقع المسمى "إنسيكتاريوم مونتريال"، انطلقت هذه المبادرة، ولا سيما من جانب مكسيم لاريفيه مدير المنشأة.
يشرح لاريفيه أنه بالمقارنة مع "كل حالات الانقراض الجماعي التي شهدناها في الماضي، فإن ما يصيب الحشرات يحدث أسرع بألف مرة".
ويضيف عالم الحشرات أنه حتى بهذه السرعة في الزوال "نعجز عن متابعتها بشكل مناسب لاتخاذ الإجراءات اللازمة لإبطائها".
ومن المعلوم أن المبيدات الحشرية اختفاء الموائل وتغير المناخ هي الأسباب وراء هذا الزوال المتسارع، لكن ثمة قليل من البيانات حول الحجم الدقيق لهذه المأساة البيئية.
هذه الفجوة يرغب في سدها مشروع "أنتينا" Antenna الذي يستخدم الذكاء الاصطناعي عبر خوارزمية تحدد الحشرات باستخدام الصور.
يتم تشغيل كل شيء بواسطة محطات الطاقة الشمسية الموجودة في أقصى الشمال الكندي ولكن أيضا في الغابات الاستوائية في بنما. وهي مصممة لالتقاط صورة كل عشر ثوانٍ للحشرات التي تنجذب إلى الأشعة فوق البنفسجية.
ويقدّر الباحثون أن هذا الابتكار سيضاعف كمية المعلومات عن التنوع البيولوجي التي جُمعت على مدى السنوات الـ150 الماضية في غضون سنتين إلى خمس سنوات.
ويقول مكسيم لاريفيه باسما "حتى بالنسبة لنا، يبدو الأمر مثل الخيال العلمي".
في نهاية المطاف، يُتوقع أن تتيح هذه البيانات إنشاء "أدوات دعم لمساعدة الحكومات وعلماء البيئة في اتخاذ القرارات"، بغية تحديد أفضل برامج الحفاظ على البيئة التي يمكن اعتمادها و"استعادة التنوع البيولوجي".
- تقدم كبير
تمثل الحشرات، التي تنقص المعلومات عنها في كثير من الأحيان، نصف التنوع البيولوجي في العالم وتؤدي دورا حاسما في توازن الطبيعة، سواء من خلال التلقيح أو تحويل النفايات إلى أسمدة أو من خلال تشكيل أساس السلسلة الغذائية للعديد من الحيوانات.
ويقول دافيد رولنيك، الباحث في معهد "ميلا" للذكاء الاصطناعي في كيبيك "هذا هو التقدم الكبير التالي في مجال مراقبة التنوع البيولوجي".
يخضع هذا الابتكار للاختبار منذ أسابيع، والنموذج "مفتوح المصدر" ويركز حاليا فقط على حشرات العث.
مع وجود أكثر من 160 ألف نوع مختلف، فإن هذه الحشرات تمثل مجموعة "متنوعة للغاية"، "يسهل التعرف عليها بصريا" وتشكل "قاعدة السلسلة الغذائية"، وفق دافيد رولنيك، الخبير في الذكاء الاصطناعي والمولع منذ صغره بالحشرات.
في نهاية المطاف، يرمي المشروع إلى السماح للجميع بالمساهمة في إثراء المنصة، ولكن أيضا في تدريب الذكاء الاصطناعي على التعرف على أنواع جديدة من الحشرات. ففي حين ثمة أكثر من مليون نوع معروف بالفعل، قد يكون العدد الفعلي عشرة أضعاف ذلك.
يوضح الباحث أن "التقديرات تشير إلى أن 90% من الحشرات لم يتم التعرف عليها بعد من جانب العلماء".
في أسبوع واحد، اكتشفت محطة مقامة في غابة بنما "ثلاثمئة نوع جديد"، وفق دافيد رولنيك الذي يوضح أن "هذا ليس سوى غيض من فيض".
يأمل الباحثون أيضا أن يتمكنوا من استخدام هذا النموذج الحاسوبي لتحديد الأنواع الجديدة في أعماق البحار، أو حتى الأنواع الضارة في الزراعة.
في مونتريال، يستخدم "إنسكتاريوم" Insectarium التكنولوجيا بالفعل للأغراض التعليمية.
يمكن لزوار هذا المتحف، المخصص للحشرات، التقاط صور للفراشات التي تتجول بحرية في الحظيرة ومعرفة أنواعها عبر التطبيق.