بدعم من نجوم بوليود.. حمى مصارعة الذراعين الكباش تغزو الهند
تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT
يتباهى رياضيون هنود بعضلاتهم المفتولة قبل المشاركة في مواجهات مصارعة الذراعين "الكباش"، في وقت يزداد انتشار هذا النشاط في بلد يُظهر شعبه ولعًا بالكريكت.
يتنافس الخصوم تحت الكشافات الضوئية، وسط تشجيع الحاضرين ومنهم بعض نجوم السينما الهندية "بوليود" في ملعب أنديرا غاندي في نيودلهي، في إطار "رابطة برو بانغا" التي تأسست في 2020.
وتأسس اتحاد مصارعة الذراعين في الهند في 1977، لكن أُعيد إطلاق هذه الرياضة، من جانب صاحبي "رابطة برو بانغا" بارفين داباس وبريتي جهانجياني، وهما ممثلان في بوليود.
وقال بارفين دباس "رياضيّونا هم أبناء وبنات أرضنا. أحدهم موظف حكومي، وآخر مدرب رياضي أو ميكانيكي"، مضيفًا "يأتون من جميع مناحي الحياة، من المدن الصغيرة في الهند. هذا ما نحبه وما يجذب الجمهور".
عمل شيخ توحيد البالغ 23 عامًا، في صقل الأحجار، كما كان ميكانيكيًا ومنظفًا للصالات الرياضية قبل أن يحقق شهرة في فئة 90 كيلوغرامًا.
وتزيد الابتسامة الجذابة والجسم المنحوت من نجاح شيخ توحيد، الذي يهزم خصومه بسرعة خاطفة، قبل أن يُرسل القبلات لكثير من معجبيه.
ويقول شيخ توحيد "العيش في فنادق فاخرة، وتناول طعام فاخر، والحصول على المال أشبه بحلم"، مضيفًا أنه كسب نحو 75 ألف روبية (900 دولار) منذ بداية المسابقة، أي عشرة أضعاف ما كان يجنيه سابقًا.
#ShivNaresh #DeshKiVardi #ProPanjaLeague #PPL #finale #BharatKaKhel @ProPanjaLeague pic.twitter.com/qLRFV3OcGg
— Shiv-Naresh Sports (@SportsNaresh) August 13, 2023
"بقوة الذراع"تتنافس 6 فرق مكونة من رجال ونساء، بينهم أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، ويحصل الفريق الفائز على مليوني روبية (24 ألف دولار).
وقد رأت رابطة الكباش في الهند النور في 2020 بمباريات وبطولات استعراضية، لكنّ هذه المنافسة الأولى التي بُثت عبر قنوات التلفزيون.
وحقّقت مصارعة الذراعين رواجًا كبيرًا حول العالم بعد فيلم "أوفر ذي توب" مع سيلفستر ستالون في 1987، ولكن في الهند، تحظى هذه الرياضة المتجذرة في الأساطير باهتمام كبير.
كان شيخ توحيد يعيش في غرفة مستأجرة في مسقط رأسه أورانغاباد في ولاية ماهاراشترا، وبعد أن أصبح نجمًا محليًا، تمكّن من شراء منزل.
ويوضح "الشهرة التي اكتسبتُها من خلال مصارعة الأذرع ساعدتني في مسيرتي المهنية كوني مدرب جمباز، ما سمح لي بكسب المال".
ويشير إلى أن رابطة "برو بانغا" غيّرت مسار هذا النشاط في الهند، قائلًا "نحن نتوجه بالطائرات للمشاركة في البطولات بدلًا من السفر في عربات قطار دون حجز مسبق".
وسمح نجاح البطولات الرياضية لقرويين عاديين بأن يصبحوا نجومًا. وانتقلت شخصية أخرى من مشاهير الكباش في الهند، وهي فرهين دلفي، الأم البالغة 38 عامًا، من مسابقات سرية في ولاية ماديا براديش، إلى المشاركة في بطولات بزيّ فريقها ذي الألوان الزاهية، أمام كاميرات التلفزيون.
وعزّزت سنوات من الأعمال المنزلية قوة ذراعي فرهين دلفي، التي وجدت في مصارعة الذراعين وسيلة لممارسة قوتها.
وتقول دلفي، وهي معلمة بدوام جزئي وأم لابن يبلغ 17 عامًا، "الفتيات اللاتي يبقين في المنزل، ربات البيوت، هنّ أكثر قوة لأنهنّ يعملن بقوة الذراع".
وفازت فرهين دلفي، التي تتنافس في فئة وزن ما فوق 65 كيلوغرامًا للسيدات، بالمباراة الافتتاحية بفوزها على شابة عمرها 19 عامًا، بالنقاط التي فازت بها في مواجهات متعددة.
وتقول دلفي "ذهبتُ لمشاهدة مباراة مصارعة ذراعين في الحي الذي أسكن فيه، ودفعني الناس الذين وجدوا فيّ قوّة لممارسة هذه الرياضة".
وتضيف "في منطقتنا، لا يُسمح للزوجات بمغادرة بيوتهن، لكن زوجي شجعني (…). وها أنا هنا".
وقد ألهم نجاحها أخريات -على حدّ قولها- وافتُتحت صالتان رياضيتان في قريتها، حيث بدأت الفتيات في التدريب.
تفاخر رابطة محترفي الكباش في الهند بوجود مدربين أجانب للفرق الستة، معظمهم من كازاخستان.
وقال يركين عليمزانوف، بطل العالم 7 مرات والمدرب في رابطة محترفي الكباش في الهند، "هناك كثيرون (من محبي اللعبة) في الهند، وكثيرون -أيضًا- في كازاخستان"، مضيفًا "يمكن أن نحاول الدفع باتجاه حمل هذه الرياضة إلى الألعاب الأولمبية".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: هذه الریاضة
إقرأ أيضاً:
هل تدخل الهند مضمار الذكاء الاصطناعي بعد أن أصبحت مركزا للتكنولوجيا العالمية؟
أحدث "شات جي بي تي" ضجة كبيرة في العالم عقب إطلاقه ودخل مجال الذكاء الاصطناعي دون منافس يُذكر، ولكن شركة "ديب سيك" الصينية أشعلت المضمار من خلال تقديم نماذج عالية الكفاءة بتكلفة بسيطة، ولكن يبدو أن الهند تخلفت عن الركب فيما يخص إنشاء نموذج لغوي خاص بها يُستخدم لتشغيل روبوتات الدردشة الآلية.
وتدعي الحكومة الهندية أن نموذج ذكاء اصطناعي مشابه لـ"ديب سيك" ليس بعيد المنال، فهي تزود الشركات الناشئة والجامعات والباحثين بآلاف الشرائح عالية الأداء اللازمة لتطويره في أقل من 10 أشهر، بحسب تقرير من "بي بي سي".
ويُذكر أن عددا من قادة الذكاء الاصطناعي العالميين تحدثوا مؤخرا عن قدرات الهند، إذا قال سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة "أوبن إيه آي" هذا الشهر "ينبغي أن تلعب الهند دورا رائدا في ثورة الذكاء الاصطناعي، فقد أصبحت ثاني أكبر سوق لشركة (أوبن إيه آي) من حيث المستخدمين".
وشركات أخرى مثل مايكروسوفت وضعت أموالا طائلة على الطاولة، حيث خصصت 3 مليارات دولار للبنية التحتية السحابية والذكاء الاصطناعي، ومن جهته أشاد جنسن هوانغ من "إنفيديا" بالموهبة التقنية غير المسبوقة في الهند معتبرا إياها عاملا أساسيا في إطلاق إمكاناتها المستقبلية بمجال الذكاء الاصطناعي.
إعلانومع وجود 200 شركة ناشئة في الهند تعمل على الذكاء الاصطناعي التوليدي، والذي يُشير إلى وجود اهتمام متزايد من رواد التكنولوجيا بهذا المجال، فإنها تخاطر بالتأخر عن الركب في حالة عدم وجود إصلاحات هيكلية أساسية في التعليم والبحث والسياسة الحكومية.
موقف الهند بين عمالقة الذكاء الاصطناعيويقول محلل التكنولوجيا براسانتو روي "تتميز الصين والولايات المتحدة بتقدم من 4 إلى 5 سنوات عن البلدان الأخرى، وذلك بعد أن استثمرتا بشكل كبير في البحث والأوساط الأكاديمية وطورتا الذكاء الاصطناعي للتطبيقات العسكرية وتطبيقات إنفاذ القانون، والآن نماذج اللغة الكبيرة" حسب "بي بي سي.
وأضاف "رغم أن الهند تحتل المرتبة الخامسة عالميا في مؤشر حيوية الذكاء الاصطناعي بجامعة ستانفورد (مؤشر يقيس عوامل مثل براءات الاختراع والتمويل والسياسات والبحث) فإنها لا تزال متأخرة عن الولايات المتحدة والصين في العديد من المجالات الرئيسية.
وبين عامي 2010 و2022 حصلت الصين على 60% من إجمالي براءات الاختراع المتعلقة بالذكاء الاصطناعي على مستوى العالم، بينما حصلت الولايات المتحدة على 20%، وفي المقابل حصلت الهند على أقل من النصف.
وعام 2023، تلقت الشركات الهندية الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي جزءا ضئيلا من الاستثمارات الخاصة التي حصلت عليها الشركات الأميركية والصينية.
وقد خصصت الهند مليار دولار لمبادرتها الحكومية في مجال الذكاء الاصطناعي، وهو مبلغ ضئيل مقارنة بالمبالغ الضخمة التي خصصتها الصين والولايات المتحدة، إذ خصصت الأخيرة 500 مليار دولار لمشروع "ستارغيت" (Stargate) لبناء بنية تحتية ضخمة للذكاء الاصطناعي، بينما خصصت الصين 137 مليار دولار لمبادرتها الهادفة إلى أن تصبح مركزا عالميا للذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030.
نجاح شركة "ديب سيك" في بناء نماذج ذكاء اصطناعي باستخدام شرائح أقل تقدما وأقل تكلفة يُعد أمرا مشجعا للهند، حيث يمكنها الاستفادة من هذه التكنولوجيا بتكلفة أقل، ولكن نقص التمويل من القطاع الصناعي أو الحكومي يُشكل عقبة كبيرة، وفقا لرأي جاسبريت بيندرا مؤسس شركة استشارية تُعنى ببناء مهارات الذكاء الاصطناعي في المؤسسات.
إعلانوأضاف بيندرا "رغم ما سمعناه عن تطوير (ديب سيك) لنموذج بقيمة 5.6 ملايين دولار، فإن هناك دلائل تشير إلى تمويل أكبر بكثير وراء هذا المشروع".
ويخلف تنوع اللغات في الهند تحديا كبيرا في مجال الذكاء الاصطناعي، إذ إن نقص مجموعات البيانات عالية الجودة والمطلوبة لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي باللغات الإقليمية مثل الهندية والماراثية أو التاميلية يعتبر مشكلة رئيسية في الهند.
ورغم جميع مشكلات الهند فإنها تتمتع بمواهب تفوق حجمها بكثير، حيث يأتي 15% من عمال الذكاء الاصطناعي في العالم من هذه البلاد، ولكن المشكلة الكبيرة التي أظهرتها أبحاث هجرة مواهب الذكاء الاصطناعي جامعة ستانفورد، أن أغلبهم كانوا يختارون مغادرة البلاد، ويقول بيندرا معلقا "يرجع ذلك جزئيا إلى أن الابتكارات الأساسية في الذكاء الاصطناعي تأتي عادة من البحث والتطوير العميق في جامعات ومختبرات الأبحاث في الشركات الأجنبية".
ومن جهة أخرى، تفتقر الهند إلى بيئة بحثية داعمة لتشجيع وتطوير الابتكارات التكنولوجية المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي، سواء في الجامعات أو في شركات القطاع الخاص.
وكان من المفترض أن تدخل الهند في مشروع يعتمد على الخبرات الخارجية في بنغالورو بقيمة 200 مليار دولار والذي يضم ملايين المبرمجين، ولكنه لم يحقق طموحاتها في مجال الذكاء الاصطناعي، لأن هذه الشركات ركزت بشكل أساسي على تقديم خدمات تكنولوجية رخيصة بدلا من الاستثمار في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي الاستهلاكية الأساسية.
ويقول المحلل روي "لقد تركوا فجوة كبيرة للشركات الناشئة لتملأها" وأضاف "لا أعتقد أن الهند ستكون قادرة على إنتاج أي شيء مثل (ديب سيك) على الأقل خلال السنوات القليلة المقبلة" وهي وجهة نظر يشترك فيها كثيرون.
ومن جهته، كتب بهفيش أجراوال مؤسس شركة "كروتريم" (Krutrim) وهي واحدة من أقدم شركات الذكاء الاصطناعي بالهند على منصة إكس "يمكن للهند أن تستمر في بناء وتعديل التطبيقات المبنية على منصات مفتوحة المصدر مثل (ديب سيك) كخطوة أولى في مجال الذكاء الاصطناعي".
إعلانوعلى المدى الطويل، سيكون من الضروري تطوير نموذج أساسي للحصول على استقلال إستراتيجي في هذا القطاع، وتقليل اعتمادات الاستيراد وتهديدات العقوبات، كما يقول الخبراء.
وستحتاج الهند إلى زيادة في قدرتها الحاسوبية وتطوير البنية التحتية اللازمة لتطوير مثل هذه النماذج، مثل تصنيع أشباه الموصلات وهو أمر لم ينطلق بعد، ومن المفترض أن يحدث كل هذا وأكثر لكي تضيق الفجوة مع الولايات المتحدة والصين بشكل ملموس.