دعماً لغزة..اليمن يتخطى عوائق الجغرافيا والتكنولوجيا الغربية
تاريخ النشر: 2nd, November 2024 GMT
الثورة نت../
في إطار الالتزام الثابت بالقضية الفلسطينية ونهجها العادل، يعلن اليمن منذ الوهلة الأولى لطوفان الأقصى عن دخوله الجاد والمؤثر في مساندة الشعب الفلسطيني في نضاله المقدس ضد العدو الإسرائيلي، يأتي هذا التحرك كاستجابة طبيعية تعكس وحدة القضية العربية ككل وضرورة تحرير الأراضي المقدسة، واستعادة الحق الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
المبادرة تزامنت مع دعوة قائد هيئة الأركان لكتائب القسام، محمد الضيف، الذي أطلق نداءً مُفعمًا بالروح الوطنية في السابع من أكتوبر 2023، ضمن عملية “طوفان الأقصى”. تُعتبر هذه العملية بمثابة دعوة شاملة للشعوب العربية والإسلامية للزحف نحو فلسطين، وتحمل شعلة الأمل لإنهاء الاحتلال وإحياء آمال الملايين الذين يعانون من ويلات الظلم.
وقد كانت اليمن في طليعة الدول التي استجابت لهذا النداء، مُعبرةً عن دعمها الكامل للإرادة الوطنية الفلسطينية وعمليات المقاومة البطولية. إذ أعلنت القوات المسلحة اليمنية عن تدشين عمليات عسكرية نوعية تستهدف العدو الصهيوني، مؤكدةً أنها ستواصل هذا المسار وللعام الثاني على التوالي حتى زوال بني صهيون.
يستعرض هذا التقرير بسردية تاريخية سريعة عمليات الإسناد اليمني التي تمت عبر مراحل متعددة خلال العام 2023م، حيث نفذ اليمن خلال عام 41 عملية استهدفت العمق الإسرائيلي بمختلف أنواع الأسلحة الاستراتيجية المتطورة.
والجدير بالذكر أن اليمن لا يزال يمتلك عناصر مفاجأة لم يُعلن عنها بعد، مما يبشر بمستقبل مليء بالتحديات والانتصارات. معلنا أن هذه الخطوة تفوق كونها دعما عسكريا، إلى حقيقة راسخة عن تضامن يمني- فلسطيني حتى تحقيق العدالة ونيل الحرية، وتجديد للوفاء لدماء الشهداء الأبرار.
في العمق الصهيوني: تفاصيل أولى الهجمات
خلال عام من العمليات العسكرية، نفذت القوات المسلحة أربع عمليات في العمق الصهيوني دون تحقيق الأماكن المستهدفة، كما تم تنفيذ 9 عمليات في يافا “تل أبيب”، و19 عملية في أم الرشراش و5 عمليات في حيفا وعمليتين في عسقلان وعملية في أسدود، وعلى النحو التالي:
31 أكتوبر 2023: قامت القوات المسلحة اليمنية بإطلاق دفعة كبيرة من الصواريخ البالستية والمجنحة، بالإضافة إلى عدد كبير من الطائرات المسيرة، مستهدفةً عدة أهداف في الأراضي المحتلة. هذه الخطوة كانت بمثابة إشارة واضحة على الالتزام اليمني في دعم الفلسطينيين.
الأول والسادس من نوفمبر 2023: استمر التقدم مع إطلاق دفعة جديدة من الطائرات المسيرة، التي وصلت إلى أهدافها في عمق الكيان الصهيوني، مسجِّلةً عملية أخرى تدل على قدرة اليمنيين على امتلاك تقنيات حديثة تمكنهم من الوصول إلى عمق الاحتلال.
2 أكتوبر 2024: كخطوة تصعيدية، نفذت القوات المسلحة اليمنية عملية عسكرية استهدفت مواقع عسكرية في العمق الإسرائيلي باستخدام ثلاثة صواريخ مجنحة من نوع قدس 5. وتمكنت تلك الصواريخ من الوصول إلى أهدافها بنجاح، رغم تكتم العدو عن نتائج العملية.
يافا: تفاصيل رئيسية
19 يوليو 2024: نفذ سلاح الجو المسير عملية استهدفت أحد الأهداف المهمة في منطقة يافا (تل أبيب) باستخدام طائرة مسيرة جديدة تحمل اسم “يافا”، التي تتميز بقدرتها على تجاوز المنظومات الاعتراضية للعدو، وقد حققت العملية أهدافها بنجاح.
15 سبتمبر 2024: استهدفت القوات المسلحة اليمنية هدفاً عسكرياً إسرائيلياً في يافا بصاروخ باليستي نوع “فلسطين 2″، وكذلك استهدفت هدفاً حيوياً في عسقلان بطائرة مسيرة نوع “يافا”، حيث حققت العمليتان أهدافهما بنجاح.
27 سبتمبر 2024: أطلقت القوة الصاروخية عملية استهداف لمطار “بن غوريون” في يافا بينما كان يصل المجرم بنيامين نتنياهو، باستخدام صاروخ باليستي نوع “فلسطين 2”.
28 سبتمبر 2024: استهدف سلاح الجو المسير هدفاً عسكرياً في يافا بطائرة مسيرة نوع “يافا” وأهدافاً في إيلات بـ 4 طائرات نوع “صماد 4”. وقد حققت العمليتان أهدافهما بنجاح.
1 أكتوبر 2024: نفذت القوات المسلحة عمليات استهداف في يافا بطائرة مسيرة نوع “يافا”، واستهدفت القوة الصاروخية أيضًا مواقع عسكرية في عمق الكيان الصهيوني بواسطة 3 صواريخ مجنحة نوع “قدس 5”.
2 أكتوبر 2024: استهدفت القوات المسلحة اليمنية هدفاً حيوياً في يافا بعددٍ من الطائرات المسيرة نوع “يافا”، وقد حققت العملية أهدافها بنجاح.
3 أكتوبر 2024: في إطار المرحلة الخامسة من التصعيد، نفذت القوات اليمنية عمليتين بتوجيه صواريخ نحو أهداف عسكرية في يافا، حيث حقق الصاروخان نجاحاً في الوصول إلى أهدافهما.
7 أكتوبر 2024: أعلنت القوات المسلحة عن تنفيذ عمليتين استهدفتا هدفين عسكريين في يافا بواسطة صواريخ “فلسطين 2″ و”ذو الفقار”.
22 أكتوبر 2024: تم استهداف قاعدة عسكرية للعدو الصهيوني شرق يافا بصاروخ باليستي فرط صوتي نوع “فلسطين 2”.
29 أكتوبر 2024: تمت عملية استهداف للمنطقة الصناعية في عسقلان.
أم الرشراش:
18 أكتوبر 2023: أطلقت القوات المسلحة اليمنية دفعة كبيرة من الصواريخ والطائرات المسيرة نحو الأهداف الإسرائيلية، مع إعلان الولايات المتحدة الأمريكية أنها رصدت أكثر من 25 طائرة مسيرة اعترضت منها 3 صواريخ في أم الرشراش.
25 أكتوبر 2023: استهدفت القوات المسلحة اليمنية مدينة أم الرشراش بعدد من الصواريخ.
9 نوفمبر 2023: أطلقت القوات اليمنية دفعة من الصواريخ الباليستية على أهداف مختلفة في عمق الكيان الصهيوني، بما في ذلك أهداف عسكرية في أم الرشراش.
14 و15 نوفمبر 2023: استمرت الضغوط العسكرية مع طلعات جوية متتالية استهدفت بها الصواريخ الباليستية أهدافًا حساسة في المنطقة ذاتها.
22 و6 ديسمبر 2023: أطلقت القوات اليمنية دفعات من الصواريخ المجنحة والباليستية على أهداف عسكرية في أم الرشراش، محققة نجاحات ملحوظة.
16 و26 ديسمبر 2023: استهدفت سلاح الجو المسير في القوات المسلحة اليمنية عدة أهداف حساسة في أم الرشراش بعدد كبير من الطائرات المسيرة.
7 فبراير 2024: شهد الشهر استمرارية العمليات مع تنفيذ عدة ضربات بالصواريخ والطائرات المسيرة على الأهداف الإسرائيلية في أم الرشراش.
8 مارس وأبريل 2024: استمر الهجوم مع تكرار العمليات العسكرية، حيث أطلقت القوات الصاروخية دفعات من الصواريخ المجنحة والباليستية على أهداف العدو.
3 يونيو 2024: نفذت القوات المسلحة عملية استهداف عسكرية باستخدام صاروخ “فلسطين” الباليستي، محققة بذلك إصابة دقيقة لأهدافها.
8 يوليو 2024: نفذت القوات المسلحة اليمنية بالتعاون مع المقاومة الإسلامية العراقية عملية عسكرية مشتركة، استهدفت هدفًا حيويًا في أم الرشراش بعدد من الطائرات المسيرة، وقد حققت العملية أهدافها بنجاح.
14 يوليو 2024: ردًا على مجزرة “المواصي” في خان يونس، نفذ سلاح الجو المسير عملية استهداف لعدد من الأهداف العسكرية الإسرائيلية في منطقة أم الرشراش بعدد من الطائرات المسيرة، ونجحت العملية في تحقيق أهدافها.
21 يوليو 2024: نفذت القوة الصاروخية عملية نوعية استهدفت أهدافًا مهمة في أم الرشراش باستخدام صاروخ باليستي فرط صوتي جديد. تمكن الصاروخ من قطع مسافة 2040 كم في 11 دقيقة ونصف، مخترقًا الدفاعات الإسرائيلية ومسببًا حالة من الهلع في أوساط الصهاينة.
1 أكتوبر 2024: أعلنت القوات المسلحة اليمنية أن سلاح الجو المسير استهدف عددًا من الأهداف العسكرية الهامة في أم الرشراش بأربع طائرات مسيرة من نوع “صماد 4”.
7 أكتوبر 2024: نفذ سلاح الجو المسير عددًا من الطلعات الجوية على أهداف في منطقة يافا وأم الرشراش باستخدام طائرات “يافا” و”صماد 4″، ونجحت بعض الطائرات في الوصول إلى أهدافها.
ميناء حيفا: مرمى في العمق
6 يونيو 2024: نفذت القوات المسلحة اليمنية عمليتين عسكريتين مشتركتين مع المقاومة الإسلامية العراقية.
– العملية الأولى: استهدفت سفينتين تحملان معدات عسكرية في ميناء حيفا.
– العملية الثانية: استهدفت سفينة انتهكت قرار حظر الدخول إلى الميناء. تم تنفيذ العمليتين بواسطة طائرات مسيرة، وحققتا إصابة دقيقة.
12 يونيو 2024: قامت القوات المسلحة اليمنية بتنفيذ عمليتين عسكريتين مشتركتين:
– العملية الأولى: استهدفت هدفًا حيويًا في مدينة أسدود بواسطة صواريخ مجنحة.
– العملية الثانية: استهدفت هدفًا مهمًا في مدينة حيفا بعدد من الطائرات المسيرة.
27 يونيو 2024: نفذت القوات المسلحة اليمنية عملية مشتركة مع المقاومة الإسلامية العراقية استهدفت هدفًا حيويًا في حيفا باستخدام صواريخ مجنحة. وقد حققت العملية أهدافها بنجاح.
27 يونيو 2024: نفذت القوات المسلحة اليمنية عملية عسكرية مشتركة مع المقاومة الإسلامية استهدفت السفينة النفطية (Waler) في البحر الأبيض المتوسط، التي كانت في طريقها إلى ميناء حيفا، بسبب انتهاكها قرار حظر الدخول.
5 يوليو 2024: نفذت القوات المسلحة اليمنية بالتعاون مع المقاومة الإسلامية العراقية عملية عسكرية مشتركة استهدفت هدفًا حيويًا في حيفا مستخدمةً عددًا من الصواريخ المجنحة، وقد حققت العملية أهدافها بنجاح.
عمليات أسدود
12 يونيو 2024: نفذت القوات المسلحة اليمنية عمليات عسكرية مشتركة مع المقاومة الإسلامية العراقية، حيث استهدفت العملية الأولى هدفاً حيوياً في مدينة أسدود باستخدام صواريخ مجنحة. حققت العملية أهدافها بنجاح، ما يعكس التعاون الفعال بين المقاومة اليمنية والعراقية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
عمليات عسقلان
27 سبتمبر 2024: نفذت القوات المسلحة اليمنية عملية عسكرية استهدفت هدفاً عسكرياً تابعاً للعدو الإسرائيلي في منطقة يافا المحتلة بصاروخ باليستي نوع “فلسطين 2”. كما تم استهداف هدف حيوي في منطقة عسقلان بطائرة مسيرة نوع “يافا”. العملية حققت أهدافها بنجاح، مما يدل على القدرة المتزايدة للقوات اليمنية في توجيه ضربات دقيقة للأهداف الإسرائيلية.
29 أكتوبر 2024: في إطار المرحلة الخامسة من التصعيد، نفذ سلاح الجو المسير في القوات المسلحة اليمنية عملية عسكرية نوعية استهدفت المنطقة الصناعية للعدو الإسرائيلي في عسقلان بطريقة فعالة. تم استخدام عدد من الطائرات المسيرة التي نجحت في الوصول إلى أهدافها، مما يظهر تطور الاستراتيجيات والتقنيات المستخدمة من قبل القوات المسلحة اليمنية.
ويبقى اليمن ملتحما بصف نضال غزة
تتجلى نتائج العمليات العسكرية اليمنية في دعم نضال الشعب الفلسطيني بصورة واضحة، حيث تتابع القوات المسلحة اليمنية جهودها في تنفيذ هجمات استراتيجية تهدف إلى مقاومة العدو الإسرائيلي، وتعزيز قدرات المقاومة الفلسطينية. ومن خلال بناء قاعدة متينة من الأهداف العسكرية داخل الأراضي المحتلة، تبرهن اليمن على التزامها الراسخ في تعزيز الجهود المشتركة لمواجهة الاحتلال.
تُعد هذه العمليات بمثابة رسالة قوية تعكس تزايد القدرة العسكرية للقوات اليمنية، التي أظهرت مهارات عالية في التخطيط والتنفيذ بدقة بالغة. يأتي هذا في ظل تعاون مثمر مع فصائل مقاومة أخرى، مثل المقاومة الإسلامية العراقية، حيث يتزايد الزخم العسكري الذي يدعم القضية الفلسطينية.
مع تصاعد العدوان والجرائم الإسرائيلية، يتعاظم استعداد القوات المسلحة اليمنية لتوسيع دائرة عملياتها كوسيلة للتأكيد على عدم وجود حصانة للعدو في ظل تصعيد أعماله. إذ يعي اليمنيون أن الوقت يتطلب شجاعة وصمودًا يوازي تطلعات أحرار الأمة العربية والإسلامية.
تمثل هذه الجهود جهودًا متواصلة تهدف إلى نقل رسالة إلى العالم بأن الاحتلال لن يمر دون عقاب، وأن شعوب المنطقة تعبر عن إيمانها القوي بحقها في الحرية. إن التحضيرات جارية لأيام قادمة مليئة بالتحديات، والتي يرنو من خلالها الأحرار إلى تحقيق نصر مؤزر، يُعيد الأمل إلى قلوب الملايين المتعطشة للتحرر.
تمثل هذه التحركات العسكرية خطوة هامة نحو تعزيز المقاومات العربية في مواجهة الاحتلال، وتعكس التزامًا مشتركًا بدعم القضايا العادلة. إن التصعيد في العمليات العسكرية اليمنية يُعَدّ مدعاة للتفاؤل، حيث يبدو أن السنوات القادمة ستشهد تحولات جذرية في المعادلات السياسية والأمنية في المنطقة، مع تأكيد على أهمية تعاون الشعوب العربية لتحقيق أهداف مشتركة في مواجهة الظلم والاحتلال.
يمثل الموقف اليمني تجاه القضية الفلسطينية تجسيدًا للحق العربي ورفضًا للعدوان الصهيوني. إن هذا الدعم المتزايد من قبل اليمن، إلى جانب العمليات العسكرية المستمرة، يُعزز من آمال الجماهير في تحرير الأراضي المحتلة وعودة الحقوق إلى أصحابها. وتبقى دعوة القوات المسلحة اليمنية موجهة لكافة الشعوب العربية والإسلامية للنفير والمشاركة على جميع الأصعدة في دعم القضية الفلسطينية، مستندةً إلى تاريخٍ طويل من النضال والتضحيات.
المصدر- أنصار الله
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: القوات المسلحة الیمنیة عملیة عسکریة نفذت القوات المسلحة الیمنیة عملیة مع المقاومة الإسلامیة العراقیة عدد من الطائرات المسیرة استهدفت هدف ا حیوی ا فی العملیات العسکریة القضیة الفلسطینیة أم الرشراش بعدد عملیة استهداف عسکریة مشترکة فی أم الرشراش أطلقت القوات صواریخ مجنحة إلى أهدافها من الصواریخ الوصول إلى سبتمبر 2024 أکتوبر 2023 عسکریة فی على أهداف أکتوبر 2024 فی عسقلان فی العمق یونیو 2024 یولیو 2024 فی منطقة فلسطین 2 بعدد من فی یافا أهداف ا
إقرأ أيضاً:
دلالاتُ آخر العمليات.. اليمنُ يحمي فلسطين سِلْمًا وحربًا ويرسُمُ ملامحَ المرحلة القادمة
يمانيون../
أوصلت القواتُ المسلحة اليمنية العديدَ من الرسائل خلال عملياتها الأخيرة قبيل إعلان اتّفاق وقف إطلاق النار وفي الفترة التي أعقبت ذلك الإعلان منذ مساء الأربعاء الفائت، حَيثُ نفَّذت عملياتٍ نوعية في عُمق فلسطين المحتلّة، وكذلك عمليات مطاردة الحاملة “هاري ترومان” حتى إجبارها على الهروب، وبهذه العمليات تلقّى العدوّ الصهيوني وراعيه الأمريكي فَصْلَ الخطاب، والذي لا صوت يعلو فيه، إلا صوت اليمن فحسب.
ومنذ الإعلان عن التوصل لاتّفاق وقف إطلاق النار، الأربعاء الفائت، نفذت القوات المسلحة اليمنية 8 عمليات نوعية توزعت على العدوَّين الأمريكي والإسرائيلي، في حين تم استخدامُ الصواريخ المجنَّحة والبالستية في ضرب عُمق الاحتلال، بعد أن تعوَّدَ على الاستهداف بواسطة صاروخ “فلسطين2” البالستي الفرط صوتي، وهذا يؤكّـد من جهة أن هناك العديد من الصواريخ التي تم تطويرها لاختراق منظومات الدفاع الأمريكية والصهيونية على غرار ما يفعله “فلسطين 2″، حَيثُ تعرضت منطقة أم الرشراش المحتلّة، مساء السبت، للقصف بصاروخين باليستي ومجنح، وقبلها عصر السبت، تعرضت وزارة حرب العدوّ للقصف بصاروخ ذو الفقار البالستي، وكانت هناك عمليات مشابهة بهذه الأسلحة قبل إعلان الاتّفاق؛ ما يؤكّـد أن هذين الصاروخين أثبتا نجاعتهما في ضرب العمق المحتلّ، ليتأكّـد للجميع أن مسار التطوير للأسلحة اليمنية يسير وفق متطلبات المواجهة مع العدوّ الإسرائيلي.
تطويرٌ يمني وتقهقُرٌ دفاعي مُعادٍ:
ومن خلال البيانات التي أعلنها متحدث القوات المسلحة، الأربعاء، والجمعة، والسبت، خُصُوصًا في استهداف عمق الاحتلال الصهيوني “وزارة الحرب، أهداف حساسة في أم الرشراش، أهداف في عسقلان، وأهداف في يافا”، فقد تم استخدام صاروخ ذو الفقار بكثافة وبنجاح عالٍ، ليتأكّـد للجميع أن هذا الصاروخ قد دخل رسميًّا وبقوة في المرحلة الخامسة من الإسناد، بعد أن تم تطويره وتزويد قدراته بما يتجاوز قدرات الأعداء الدفاعية التي كانت في السابق تمثل عائقًا بعض الشيء أمام وصول هذه الأنواع من الصواريخ.
وما يؤكّـد أن باقي الصواريخ اليمنية سوف تدخل هذه المرحلة في ظل استمرار عجلة التطوير لاختراق قدرات الأعداء الدفاعية، هو استخدامُ الصواريخ المجنَّحة في هذه العمليات وما سبقها من عمليات قُبَيْلَ إعلان الاتّفاق؛ ما يؤكّـد أنها أَيْـضًا قد تم تطويرُها بما يجعلُها قادرَةً على تجاوز خطوط دفاع العدوّ بانسيابية عالية، خُصُوصًا أنه تم استخدام هذا الصاروخ في آخر ثلاث عمليات على منطقة أم الرشراش المطلة على البحر الأحمر، والتي تتمتَّعُ بخطوطٍ متعددةٍ من الدفاعات الصهيونية والأمريكية المنتشرة في البحر أَو في البر المحتلّ؛ ما يؤكّـدُ أن القواتِ المسلحةَ باتت تمتلكُ ترسانةً عسكريةً متعدِّدةَ الأنواع من الأسلحة الفتاكة القادرة على تحييدِ قدرات الأعداء الدفاعية؛ ما يجعل الكيان الصهيوني ورعاته في جُهدٍ مُستمرٍّ للبحثِ عن تطوير للدفاعات التي تم اختراقُها بأسلحة سابقة محدَّثة، وأسلحة جديدة أَيْـضًا.
ومع تنوُّعِ الصواريخ مؤخّرًا في عمليات المرحلة الخامسة من الإسناد، فَــإنَّ المعطياتِ هذه تشيرُ إلى أن العملياتِ القادمةَ سوف تشهدُ تصعيدًا متعدِّدَ التكتيكات، يشتِّتُ خياراتِ العدوّ وحساباته الدفاعية وتقديراته لسير المعركة المعقَّدة التي يتفاجأُ فيها بين الفَينةِ والأُخرى بعمليات خاطفة وبأسلحة متطوِّرة لم يعهد عليها خلال الفترات الماضية التي كانت الاستهدافاتُ فيها حَصريةً على صاروخ “فلسطين2” البالستي الفرط صوتي، ومسيرة يافا.
اليمنُ يحمي فلسطين ويزيح الحمايةَ عن العدو:
وضمن العمليات التي نُفِّذَت أَيْـضًا منذ إعلان الاتّفاق، تعرَّضَت حامِلَةُ الطائرات الأمريكية “هاري ترومان” للاستهداف السادس والسابع، والثامن الذي أجبر واشنطن على سحبها من مسرح العمليات؛ تمهيدًا لهروبها من المنطقة بشكل نهائي على غرار هروب الحاملات “أيزنهاور، روزفلت، لينكولن”، في حصيلة تؤكّـد الهزيمة الساحقة للولايات المتحدة التي جاءت لحماية الكيان، فإذا بها عاجزة عن حماية أُسطورة قواتها العسكرية البحرية والجوية.
ومن خلال هذه العمليات أوصلت القوات المسلحة اليمنية في بياناتها المتلاحقة، رسائل شديد اللهجة، كان أبرزها أن القوات المسلحة اليمنية “ستقفُ إلى جانبِ المقاومةِ الفلسطينيةِ في غزةَ وبالتنسيقِ معها وذلكَ للتعاملِ العسكريِّ المناسبِ مع أيةِ خروقاتٍ أَو أي تصعيدٍ عسكريٍّ يرتكبُه العدوّ الإسرائيليُّ خلالَ فترةِ تنفيذِ اتّفاق وقفِ إطلاق النار”، وكذلك الرسالة القوية التي قالها سريع في البيان الأخير فجر الأحد: “إنَّ القواتِ المسلحةَ اليمنيةَ تحذرُ القواتُ المعادية في البحرِ الأحمر من مغبةِ أي عدوانٍ على بلدِنا خلالَ فترةِ وقفِ إطلاق النارِ في غزةَ وأنَّها ستواجهُ أي عدوانٍ بعملياتٍ عسكريةٍ نوعيةٍ ضدَ تلكَ القواتِ بلا سقفٍ أَو خطوطٍ حمراء”، وذلك بعد رسالة نارية أوصلها سريع في بيانه المعلن أمام الحشود المليونية الجمعة، الفائتة والتي قال فيها: “إنَّ القواتِ المسلحةَ اليمنيةَ تؤكّـد جهوزيتَها لأيَّةِ تطوراتٍ أَو تصعيدٍ أمريكيٍّ إسرائيليٍّ على بلدِنا وأنَّها ستبقي مراقبةً لتطوراتٍ الوضعِ في غزةَ وستتخذُ الخياراتِ التصعيديةَ المناسبةَ في حالِ نكثَ العدوّ بالاتّفاق أَو صعّد من عملياتِه ضدَّ الشعبِ الفلسطينيِّ المظلومِ في غزة”، وهذه الرسائلُ تُرَسِّخُ المعادَلَةَ اليمنيَّةَ الجديدةَ في حماية الاتّفاق وتوليف الضغط على العدوّ الصهيوني لإرغامه على التنفيذ في ظل محاولاته للهُرُوب من التزاماته من خلال التصريحات الأخيرة للمجرم نتنياهو، وهي كذلك معادلة تحمي الشعبَ الفلسطيني في كُـلّ الحالات سِلْمًا أَو حربًا، فضلًا عن كونها رَسَائلَ قويةً تؤكِّـدُ للعدَّوين الأمريكي والإسرائيلي أن المراحلَ القادِمَةَ ستكونُ فيها اليد الطولى لليمن واليمنيين.
وبهذه العمليات التي جمعت بين قوةِ الموقفِ وكَثافةِ النيران وتعدُّد الأسلحة والتكتيكات، فَــإنَّ اليمنَ يرسُمُ ملامحَ المرحلة القادمة التي سوف تشهد تصعيدًا يمنيًّا يناسِبُ تحَرّكات الأعداء على مسارَي السِّلم أَو التصعيد، في حين أن هذه المؤشرات التي جاءت بها العمليات الأخيرة، تؤكّـد أن اليمن قد وضع الأعداء في مسار لاحق مرهق جِـدًّا في ظل تعدد الأسلحة القادرة على اختراق منظومات الأعداء الدفاعية، وما ترافق من مستجدات على مسرح العمليات بعد هروب الحاملة “ترومان” والقطع البحرية التابعة لها، من بينها فرقاطات نوعية تم تحييدها، وهذا يجعل خطوط الدفاع المعادية خفيفة جِـدًّا جعلت العدوّ الصهيوني متاحًا لأية أسلحة يمنية قادمة، سواء من المستخدمة في مراحل الإسناد الأولى، أَو الأسلحة المطوَّرة المستخدَمة في المراحل والعمليات الأخيرة؛ ما يعني أن القادم سيكون قاسيًا على العدوّ الصهيوني إذَا ما عاد لدائرة الإجرام، أما بالنسبة لرعاته الأمريكيين فواقعهم لن يكون أحسن حالًا، فما بعد هروب الحاملات وإغراق الهيمنة البحرية، ليس كما قبلها، وقد صار اليمن سيدَ البحار.
المسيرة: نوح جلّاس