إذا كنت تظن أنك عاجز عن السفر، بينما أنت تجلس على أريكتك، فأنت مخطئ للغاية. فمن خلال بضع نقرات على حواسبك أو هواتفك المحمولة، يمكنك التجول داخل أحد أشهر المتاحف العالمية أو التنزه وسط أجمل المتنزهات الوطنية في بلاد تبعد عنك آلاف الكيلومترات. وإذا كنت تشعر بالعجب مما أقول فلابد أنك لم تسمع بميزة الواقع الافتراضي من قبل، والتي تُعتبر وليدة التكنولوجيا والتطور الذي يشهده عصرنا الحالي.


ليس بمقدور الجميع السفر، ربما لظروف مادية أو صحية أو لأي ظرف آخر يجبرك على التحسر على الوقت الذي يمضي من دون أن ترى العالم، لكن الحل أصبح سهلاً، فالسفر لم يعد مقصوراً على العالم الحقيقي. وبفضل الواقع الافتراضي أصبح بإمكان المسافرين استكشاف العديد من البلدان والتقاط الصور بجوار معالمها السياحية في تجربة أشبه بما تكون بالواقعية. وفي هذا المقال أعرض عدداً من أجمل خيارات السفر عبر الواقع الافتراضي.
لا شيء أجمل من الجلوس بين أحضان الطبيعة، وفي عصرنا الحالي، أصبح بإمكانكم التنزه في «متنزه يوزمايت الوطني»، الذي يقع في كاليفورنيا والاستمتاع بجمال الطبيعة الأخاذ من خلال بضع نقرات على أجهزتكم فحسب، للتمتع برؤية شلالات يوزماي الساحرة، بالإضافة إلى مناظر مهيبة لجرف «نصف القبة» الشهير من قاع وادي يوزمايت.
وإذا كنتم من محبي تسلق الجبال، ولا يمكنكم إيجاد فرصة مثالية للسفر، يمكنكم زيارة «متنزه غراند تيتون الوطني»، الذي يقع في ولاية وايومنغ الأميركية من خلال ميزة الواقع الافتراضي. لا تتعجّب، فقد أصبح بإمكانك الآن خوض تجربة التسلق الإلكتروني والوصول إلى ارتفاع شاهق من دون بذل أي مجهود يُذكر، ويمكنكم التعرف على أنواع عدة من النباتات والحيوانات البرية الموجودة فيه.
لا تقتصر خيارات السفر عبر الواقع الافتراضي على الأماكن المفتوحة، فالعديد من المتاحف العالمية المشهورة أصبحت مفتوحة للزيارة الافتراضية على مدار الساعة بين يديك، ومن هذه المتاحف، «المتحف البريطاني» الذي يقع في لندن والذي يُعتبر رمزاً من رموز الثقافة فيه، فلم يعد من الضروري السفر للتجول داخل المتحف البريطاني، ففي وقتنا الحالي، أصبح بالإمكان الحصول على جولة تفاعلية داخله ومشاهدة القطع الأثرية عن قرب، بالإضافة إلى التعرف على تاريخها العريق.
ومن الخيارات الأخرى للسفر عبر الواقع الافتراضي، «متحف سولومون غاغينهايم» الذي يقع في نيويورك، حيث يمكنكم الاستمتاع بجولة افتراضية باستخدام ميزة غوغل ستريت، التي تمنحكم فرصة التجول فيه واستعراض الأعمال الفنية، مثل لوحة «مكتبة أوفيتز» لجوناس وود، وتركيبة «المصباح الشريد»، ولوحة «العصير» للفنان التشيلي إيفان نافارو، وسواها من اللوحات والقطع الفنية الرائعة.
تتعدد الخيارات عند الحديث عن السفر عبر الواقع الافتراضي، فهل تود خوض إحدى تجارب السفر من خلاله أم أنك لست من المعجبين بهذه الفكرة؟.

أخبار ذات صلة علي يوسف السعد يكتب: سافر معي إلى «جزر المالديف» علي يوسف السعد يكتب: سافر معي إلى سريلانكا

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الواقع الافتراضي

إقرأ أيضاً:

هل تغيروا أم أنهم كانوا كذلك منذ البداية؟

ثمّة لحظات نقف فيها أمام وجوهٍ كنّا نظنّ أننا نعرفها جيدًا، فنشعر وكأنّنا نراها للمرّة الأولى، وجوهٌ كانت مألوفة، مطمئنة، ثمّ انقلبت فجأة دون سابق إنذار، وكأنّ شيئًا ما كُسر بداخلها أو بداخلنا، حينها يتردد السؤال في أعماقنا: “هل تغيروا فعلاً؟ أم أنهم كانوا كذلك منذ البداية، ونحن فقط من رفض أن يرى؟”. نحن لا نخدع أنفسنا عبثًا، نحن حين نحب، نجمل، ونصدق الصورة التي نحتاجها لا الصورة الحقيقية.
نمسك بالبدايات كأنها دليل البراءة، ونخاف من مواجهة التفاصيل التي تتسلل إلينا تدريجيًا، محذرة ولكن بصوت خافت، فنبرر اللهجه الجافة، والغياب المتكرر، وتقلبات المزاج، ونقول لأنفسنا:”هو متعب، مضغوط، مجروح…” لكن الحقيقة أن فينا من كان يرى كل شيء، ويسكت لأن الحب أحيانًا يصنع منا شهود زور ضد أنفسنا، ثم تأتي اللحظة التي لا يمكننا فيها أن ننكر أكثر عندما يتغير كل شيء؛ النظرات، الكلمات، الردود الباردة، وربما طريقتهم في الابتعاد، فنقف أمام الخذلان، ونتساءل بمرارة:” أين ذهبوا؟”.
لكنم لم يذهبوا، بل فقط توقفوا عن تمثيل الدور الذي أرادوا أن نراه، في الواقع كثيرون لا يتغيرون، بل يسقط عنهم القناع حين يشعرون أنهم لم يعودوا بحاجة لإخفاء ما هم عليه، وما نظنه”تغيرًا مفاجئًا”، ليس سوى “كشف متأخر” لحقيقة كانت تسير بجوارنا منذ البداية، ولكننا تجاهلناها عمدًا؛ لأننا أردنا الحلم لا الواقع، مع الوقت، نفهم أن الحب لا يُعمي، بل نحن من نغمض أعيننا طوعًا، وأن الطيبة لا تبرر الإهانة، والصبر لا يعني القبول، فنغفر لأنفسنا، ونربت على قلوبنا التي صدقت، ونخرج من التجربة، ونحن نحمل درسًا ناعمًا، وهو أن لا أحد يتغير فجأة، ولكننا فقط نفيق متأخرين، وفي النهاية لا نخسر من تغير علينا، بل نربح أنفسنا التي كادت تضيع في وهم لطيف كان جميلًا… لكنه لم يكن حقيقيًا.
NevenAbbass@

مقالات مشابهة

  • هل تغيروا أم أنهم كانوا كذلك منذ البداية؟
  • تغير المناخ وزيادة درجات الحرارة.. لماذا أصبح واقي الشمس سلاحًا لا غنى عنه؟
  • الحصادي: مجلس الدولة أصبح جسماً عاجزاً عن القيام بدوره
  • خطوات تنفيذ خدمات الأحوال المدنية عبر "المكتب الافتراضي" من أبشر
  • «تريندز» يدشن مكتبه الافتراضي في باريس
  • صحيفة فرنسية: السودان أصبح مسرح صراع بين قوى إقليمية ودولية
  • نحو مشروع عربي جديد
  • ماذا لو أصبح الذكاء الاصطناعي أذكى أو أقوى من البشر؟!
  • وزير الخارجية والهجرة يشارك في اللقاء الافتراضي مع الجالية المصرية في واشنطن ونيويورك
  • شاهد.. كيف أصبح شكل الطريق الإقليمي بعد بدء أعمال لجنة الغلق؟