الغزيون يبنون ما هدمه الاحتلال ويعيدون مستشفى الرنتيسي للعمل
تاريخ النشر: 2nd, November 2024 GMT
غزة- تُمسك أم أحمد، وهي زوجة شهيد، بطفليها متوجهة إلى زاوية التطعيم ضد مرض شلل الأطفال المخصصة بمستشفى عبد العزيز الرنتيسي في غزة، وتقول للجزيرة نت "نسعى لحماية أبنائنا في ظل الكوارث البيئية المتفشية في مراكز النزوح حيث مياه الصرف الصحي وانتشار القمامة والأمراض المعدية".
ووجهت شكرها لوزارة الصحة على توفير عدة أماكن للتطعيم والتسهيل على الأطفال وذويهم، كما يصف الممرضون الإقبال على التطعيم بالممتاز، مما يشي بوعي الأهالي بأهمية حماية أبنائهم من الأمراض -ولو بالحد الأدنى- خاصة شلل الأطفال الذي عاد بشكل محدود جدا للقطاع بعد 25 عاما من القضاء عليه.
وأزيح الستار عن انتصار جديد للمنظومة الصحية في غزة يكشف عن إحدى حكايات تحدي الغزيين ونجاحهم في انتزاع الحياة، ملخصها إعادة العمل بالمشفى التخصصي الوحيد في القطاع المحاصر لعلاج الأطفال بعدما أخرجته إسرائيل عن الخدمة.
إنه مستشفى الرنتيسي الذي توقف عن تقديم الخدمات الطبية بشكل كامل قبل عام بالتمام والكمال، خلال اجتياح الاحتلال حي النصر غرب مدينة غزة، في سنة كاملة من العمل الحثيث بذلته وزارة الصحة -بدعم من مؤسسة قطر الخيرية– من أجل بعثه من جديد ولو بشكل جزئي.
ويقص المفتتحون الشريط الأحمر، ويحمل المدير العام للوزارة منير البرش العُقدة المقصوصة ويرفعها منتصرا ويلوح بها كغنيمة جناها بعد خسارات باهظة -في البنيان والإنسان- سجلتها حرب الإبادة في القطاع الصحي.
يقول البرش للجزيرة نت "هذا يوم سعيد لأننا نعيد بناء المكان الذي هدمه الاحتلال وقتل الأطفال بداخله، وأجبرنا فيه على ترك المواليد في الحضانات ليموتوا وتتحلل أجسادهم".
ويوجه رسالة للاحتلال مفادها "إن هدمتَ ألف مرة سنبني ألفا أخرى" وهو صراع الإرادة الذي يسعى الاحتلال من خلاله إلى قطع النسل الفلسطيني، ويواجهه الفلسطينيون بالمحافظة عليه بكل ما أوتوا من قوة، كما يقول البرش.
ولفت إلى أن هذا الافتتاح جاء لإعادة تقديم الخدمات العلاجية للأطفال من خلال العيادات الطبية، وهو "مرحلة أولى من عدة مراحل عازمون على استكمالها مع الشركاء والداعمين خلال الفترة القادمة".
هو افتتاح استثنائي لمشفى بلا أسوار، بحوائط مطرزة بالرصاص ومليئة بثغرات أحدثتها قذائف المدفعية التي حاصرت المكان عدة أسابيع.
ويقول عمر أحد الممرضين الذين نجوا من حصار المشفى "كان الاحتلال يتذرع بوجود مسلحين داخل مباني المشفى وكان يطالب -عبر مكبرات الصوت- المسلحين المزعومين بتسليم أنفسهم، لكن أحدا منهم لم يكن هناك، لتسقط ذرائعه الباطلة حين اقتحمه وفتشه فلم يجد فيه إلا المرضى والقليل من الكوادر الطبية".
ويضيف: لقد تأكد أن العدوان على المشفى كان تدميرا بغرض إبادة مقومات الحياة التي تعزز صمود الغزيين في منطقة شمال وادي غزة، ومحو كل ما يدفعهم للبقاء فيه، وهو أمر قابله الفلسطينيون -حتى اليوم- بالرفض.
كل الحضور هنا مبتسم، يصفقون بحرارة توازي حرارة قهرهم حين اندلعت النيران بالمبنى قبل عام. فعند مدخله وعلى درج الصعود الذي داسته أقدام مئات الجنود الإسرائيليين، يطوي عشرات الأطفال اليوم المدرج ذاته، وقد أتوا مع أمهاتهم لتناول الجرعة الثانية من لقاح فيروس شلل الأطفال.
هي خطوة مدروسة قصدت من ورائها وزارة الصحة إيصال رسائل عبر عنها ماهر شامية وكيل الوزارة المساعد خلال مقابلة مع الجزيرة نت قائلا "ارتأينا أن نعلن انطلاق حملة التطعيم الثانية من بوابة مستشفى الرنتيسي لنعيد للأذهان قدسية هذا المكان الضخم والتخصصي الوحيد لأطفال غزة".
وكان من المقرر أن يتناول 125 ألف طفل دون سن العاشرة بمحافظتي غزة والشمال الجرعة الثانية من اللقاح خلال 3 أيام بدءا من اليوم السبت، لكن حصار الاحتلال منطقة شمال القطاع سيحول دون حصول الآلاف منهم على هذا التطعيم إلى حين انسحابه.
كما طالب شامية العالم والمنظمات الصحية والدولية بضرورة رفع أصواتهم لتحييد القطاع الصحي بمنشآته والعاملين فيه عن خطر الاستهداف الذي يلاحقهم ولا يستثنيهم، خلافا لما ينادي به القانون الدولي الإنساني الداعي إلى حماية المشافي والقطاع الصحي وتجنيبه ويلات الحروب.
وبينما يقبل الفلسطينيون على إعطاء أبنائهم هذه اللقاحات، يتساءلون عن ضمانات حقيقية تُلزم إسرائيل -التي قتلت عشرات آلاف الأطفال- بعدم الاستهداف الأعمى دون تفريق.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الجامعات مستشفى الرنتیسی شلل الأطفال الثانیة من فی غزة
إقرأ أيضاً:
التأثير النفسي للعودة للعمل بعد العيد .. كيف يمكن التكيف مع الضغوط؟
بعد عطلة عيد الفطر، يواجه العديد من الموظفين تحديات نفسية تتعلق بالعودة للعمل بعد فترة من الراحة والاسترخاء.
يشعر البعض بالانزعاج من العودة إلى الروتين اليومي وضغوط العمل، ما قد يؤثر على إنتاجيتهم وأدائهم الوظيفي في الأيام الأولى.
في هذا التقرير، سنتناول التأثير النفسي للعودة للعمل بعد العيد وكيفية التكيف مع الضغوط التي قد تظهر نتيجة لهذا الانتقال.
التأثير النفسي للعودة للعمل بعد العيدصدمة العودة للعملبعد قضاء أيام من الراحة والاحتفالات، قد يشعر الموظف بصدمة العودة إلى الروتين اليومي وضغوط العمل المتراكمة.
هذا التحول المفاجئ من الاسترخاء إلى العمل الجاد يمكن أن يسبب شعوراً بالتوتر والقلق، مما يؤثر على الحالة المزاجية والقدرة على التركيز.
خلال العطلة، يعتاد البعض على نمط حياة هادئ ويقومون بتغيير ساعات نومهم وتناول الطعام.
عند العودة للعمل، قد يشعر الموظف بالتعب والإرهاق، حتى وإن كانت العطلة كافية للراحة. قد يتسبب ذلك في صعوبة التأقلم مع ساعات العمل الطويلة أو الاجتماعات المكثفة.
مع عودة الموظفين إلى العمل، يتعين عليهم استئناف المشروعات التي تم تأجيلها خلال العطلة.
هذا قد يسبب شعوراً بالضغط بسبب تراكم المهام وتزايد المسؤوليات، مما يزيد من مستوى التوتر النفسي.
قد يشعر بعض الموظفين بالحاجة إلى إعادة التكيف مع بيئة العمل أو التفاعل مع الزملاء بعد فترة من الانقطاع.
كما أن الفجوة الزمنية قد تجعل الشخص يشعر بعدم الراحة أو العزلة، خصوصًا إذا كانت هناك تغييرات في مكان العمل أو في الفريق.
يعد تنظيم الوقت أحد أهم طرق التكيف مع الضغوط بعد العودة للعمل.
من المفيد تحديد أولويات المهام بناءً على أهميتها وموعد تسليمها. يمكن تقسيم المهام الكبيرة إلى أجزاء صغيرة لتقليل الشعور بالضغط.
من المهم أن يتفهم الموظف أن العودة للعمل بعد العيد تتطلب بعض الوقت للتكيف.
لا ينبغي أن يتوقع المرء أن يكون في قمة إنتاجيته منذ اليوم الأول، بل يمكن تحديد أهداف صغيرة وواقعية للمساعدة في العودة التدريجية للروتين.
التواصل الجيد مع الزملاء والمشرفين في الأيام الأولى بعد العودة يمكن أن يساعد في تخفيف الشعور بالضغط.
يمكن للموظف التحدث مع فريقه عن أي صعوبة يواجهها في التكيف مع العمل أو المهام، ما يعزز من التعاون ويساعد على تقليل الضغوط.
الاهتمام بالنشاط البدني، مثل ممارسة الرياضة أو أخذ فترات راحة قصيرة خلال العمل، يمكن أن يحسن المزاج ويقلل من التوتر.
كما أن الاهتمام بالصحة النفسية من خلال التأمل أو ممارسة التنفس العميق يساعد على تخفيف القلق وتحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية.
من الضروري أن يضع الموظف حدودًا واضحة بين العمل والحياة الشخصية.
يمكن تخصيص وقت بعد العمل للراحة أو ممارسة هوايات شخصية تساعد على التخفيف من الضغوط. من المهم أيضًا تجنب الانشغال المستمر بالعمل بعد ساعات الدوام.
العودة للعمل بعد العيد لا ينبغي أن تكون مفاجئة، يمكن للموظف أن يغير روتينه تدريجيًا خلال الأيام الأولى، مثل بدء العمل في ساعات أقل أو تأجيل بعض الاجتماعات غير العاجلة، مما يساعد في التخفيف من الضغوط النفسية.
العودة للعمل بعد العيد ليست دائمًا سهلة، لكنها فترة يمكن التغلب عليها من خلال التحضير النفسي والتنظيم الجيد.
من خلال تطبيق بعض الاستراتيجيات البسيطة مثل إعادة تحديد الأولويات، الاهتمام بالصحة النفسية، وتخصيص وقت للراحة، يمكن للموظف التكيف مع الضغوط وتجاوز مرحلة العودة بسلاسة.