غزة- تُمسك أم أحمد، وهي زوجة شهيد، بطفليها متوجهة إلى زاوية التطعيم ضد مرض شلل الأطفال المخصصة بمستشفى عبد العزيز الرنتيسي في غزة، وتقول للجزيرة نت "نسعى لحماية أبنائنا في ظل الكوارث البيئية المتفشية في مراكز النزوح حيث مياه الصرف الصحي وانتشار القمامة والأمراض المعدية".

ووجهت شكرها لوزارة الصحة على توفير عدة أماكن للتطعيم والتسهيل على الأطفال وذويهم، كما يصف الممرضون الإقبال على التطعيم بالممتاز، مما يشي بوعي الأهالي بأهمية حماية أبنائهم من الأمراض -ولو بالحد الأدنى- خاصة شلل الأطفال الذي عاد بشكل محدود جدا للقطاع بعد 25 عاما من القضاء عليه.

وأزيح الستار عن انتصار جديد للمنظومة الصحية في غزة يكشف عن إحدى حكايات تحدي الغزيين ونجاحهم في انتزاع الحياة، ملخصها إعادة العمل بالمشفى التخصصي الوحيد في القطاع المحاصر لعلاج الأطفال بعدما أخرجته إسرائيل عن الخدمة.

البرش يؤكد العزم على إعادة بناء ما هدمه الاحتلال في غزة (الجزيرة) صراع إرادة

إنه مستشفى الرنتيسي الذي توقف عن تقديم الخدمات الطبية بشكل كامل قبل عام بالتمام والكمال، خلال اجتياح الاحتلال حي النصر غرب مدينة غزة، في سنة كاملة من العمل الحثيث بذلته وزارة الصحة -بدعم من مؤسسة قطر الخيرية– من أجل بعثه من جديد ولو بشكل جزئي.

ويقص المفتتحون الشريط الأحمر، ويحمل المدير العام للوزارة منير البرش العُقدة المقصوصة ويرفعها منتصرا ويلوح بها كغنيمة جناها بعد خسارات باهظة -في البنيان والإنسان- سجلتها حرب الإبادة في القطاع الصحي.

يقول البرش للجزيرة نت "هذا يوم سعيد لأننا نعيد بناء المكان الذي هدمه الاحتلال وقتل الأطفال بداخله، وأجبرنا فيه على ترك المواليد في الحضانات ليموتوا وتتحلل أجسادهم".

ويوجه رسالة للاحتلال مفادها "إن هدمتَ ألف مرة سنبني ألفا أخرى" وهو صراع الإرادة الذي يسعى الاحتلال من خلاله إلى قطع النسل الفلسطيني، ويواجهه الفلسطينيون بالمحافظة عليه بكل ما أوتوا من قوة، كما يقول البرش.

ولفت إلى أن هذا الافتتاح جاء لإعادة تقديم الخدمات العلاجية للأطفال من خلال العيادات الطبية، وهو "مرحلة أولى من عدة مراحل عازمون على استكمالها مع الشركاء والداعمين خلال الفترة القادمة".

انطلاق الحملة الثانية من التطعيم ضد شلل الأطفال بمستشفى الرنتيسي غرب مدينة غزة (الجزيرة) افتتاح استثنائي

هو افتتاح استثنائي لمشفى بلا أسوار، بحوائط مطرزة بالرصاص ومليئة بثغرات أحدثتها قذائف المدفعية التي حاصرت المكان عدة أسابيع.

ويقول عمر أحد الممرضين الذين نجوا من حصار المشفى "كان الاحتلال يتذرع بوجود مسلحين داخل مباني المشفى وكان يطالب -عبر مكبرات الصوت- المسلحين المزعومين بتسليم أنفسهم، لكن أحدا منهم لم يكن هناك، لتسقط ذرائعه الباطلة حين اقتحمه وفتشه فلم يجد فيه إلا المرضى والقليل من الكوادر الطبية".

ويضيف: لقد تأكد أن العدوان على المشفى كان تدميرا بغرض إبادة مقومات الحياة التي تعزز صمود الغزيين في منطقة شمال وادي غزة، ومحو كل ما يدفعهم للبقاء فيه، وهو أمر قابله الفلسطينيون -حتى اليوم- بالرفض.

كل الحضور هنا مبتسم، يصفقون بحرارة توازي حرارة قهرهم حين اندلعت النيران بالمبنى قبل عام. فعند مدخله وعلى درج الصعود الذي داسته أقدام مئات الجنود الإسرائيليين، يطوي عشرات الأطفال اليوم المدرج ذاته، وقد أتوا مع أمهاتهم لتناول الجرعة الثانية من لقاح فيروس شلل الأطفال.

125 ألف طفل بمحافظتي غزة والشمال ينتظرون الجرعة الثانية من لقاح شلل الأطفال (الجزيرة) رسائل صمود

هي خطوة مدروسة قصدت من ورائها وزارة الصحة إيصال رسائل عبر عنها ماهر شامية وكيل الوزارة المساعد خلال مقابلة مع الجزيرة نت قائلا "ارتأينا أن نعلن انطلاق حملة التطعيم الثانية من بوابة مستشفى الرنتيسي لنعيد للأذهان قدسية هذا المكان الضخم والتخصصي الوحيد لأطفال غزة".

وكان من المقرر أن يتناول 125 ألف طفل دون سن العاشرة بمحافظتي غزة والشمال الجرعة الثانية من اللقاح خلال 3 أيام بدءا من اليوم السبت، لكن حصار الاحتلال منطقة شمال القطاع سيحول دون حصول الآلاف منهم على هذا التطعيم إلى حين انسحابه.

مستشفى الرنتيسي المتخصص الوحيد لعلاج الأطفال في غزة (الجزيرة)

كما طالب شامية العالم والمنظمات الصحية والدولية بضرورة رفع أصواتهم لتحييد القطاع الصحي بمنشآته والعاملين فيه عن خطر الاستهداف الذي يلاحقهم ولا يستثنيهم، خلافا لما ينادي به القانون الدولي الإنساني الداعي إلى حماية المشافي والقطاع الصحي وتجنيبه ويلات الحروب.

وبينما يقبل الفلسطينيون على إعطاء أبنائهم هذه اللقاحات، يتساءلون عن ضمانات حقيقية تُلزم إسرائيل -التي قتلت عشرات آلاف الأطفال- بعدم الاستهداف الأعمى دون تفريق.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الجامعات مستشفى الرنتیسی شلل الأطفال الثانیة من فی غزة

إقرأ أيضاً:

الأطفال يكتشفون مهاراتهم في التحقيق الجنائي بمعرض «شيرلوك هولمز»

الشارقة (الاتحاد)
رحلة مثيرة يقدمها معرض شيرلوك هولمز في الدورة الـ 16 من مهرجان الشارقة القرائي للطفل، التي تستمر حتى 4 مايو المقبل في مركز إكسبو الشارقة تحت شعار «لتغمرك الكتب»، ويضم المعرض مقتنيات وكتباً وآثاراً ونماذج عديدة من ذلك العصر الذي كتبت فيه أشهر شخصية في الرواية البوليسية، إضافة إلى ألغاز تفاعلية تشرك الأطفال في حل ألغاز مستوحاة من أشهر الوقائع والأحداث في روايات هذه الشخصية الخيالية التاريخية.
لأكثر من 125 عاماً، شكّل شيرلوك هولمز مصدر إلهام للكثير من الفنانين، ورواة القصص، وصانعي الأفلام، والمبتكرين، والعلماء، والأطباء، وعلماء الجريمة، وغيرهم من الباحثين عن الحقيقة.
وقد أفسح مهرجان الشارقة القرائي للطفل مساحة عريضة لهذا المعرض الذي يجمع بين الترفيه والفائدة التعليمية من خلال عالم هذا المحقق الأسطوري، الذي أبدعته كتابات الكاتب كونان دويل كاتب القصة والطبيب الشاب، الذي قرر في مارس من عام 1886، أن يكتب عن محققٍ غامض، ذكي، ومثير للدهشة في روايته «دراسة في اللون القرمزي» ستُمثّل ميلاد إحدى أكثر الشخصيات تأثيراً في تاريخ الأدب، وتتغلغل في ذاكرة الأجيال.
كما يتعرَّف الزوار على فن الملاحظة وعلم الأدلة الجنائية ونماذج عديدة من تاريخ وعصر هذه الشخصية التاريخية. ويتجول الأطفال في لندن العصر الفيكتوري، الذي شهد نهضة علمية متسارعة خلال القرن التاسع عشر، حين كانت المدينة تتمدد، وأنفاقها تحفر تحت الأرض.
كما يختبر الزوار مهاراتهم في حل الجرائم والقضايا، حيث ينتقلون عبر المعرض إلى لندن خلال القرن التاسع عشر، وسط عالم متسارع يعج بالاكتشافات العلمية والتجارب الصناعية، ويتعرَّفون على المبادئ التي تعلم منها كاتب الرواية علم الأدلة الجنائية، ليجربوا مهاراتهم في فكّ الألغاز بصحبة أدوات ومسارح جريمة وفرها المعرض للغوص في عالم شيرلوك هولمز.
وتمنح هذه التجارب التفاعلية متعة أكبر من خلال إرسال الرسائل المشفرة واكتشاف أجهزة الاتصال والتلغراف في ذلك العصر، مع نماذج من عوالم الجريمة واستنتاجات وتخمينات وافتراضات المحققين، يتعرف الأطفال عبرها على علم الأدلة الجنائية ومراحل تطوره ودور الرواية البوليسية في إثارة العديد من الأسئلة، لإشراك الأطفال وتحفيزهم على استخدام مهاراتهم في الملاحظة والاستنتاج وحل المشكلات.

أخبار ذات صلة الكتابة للأطفال وجذب الانتباه بالصور والحبكة والأسلوب «صُنّاع المستقبل».. مساحة تفاعلية تعزز شغف المعرفة

مقالات مشابهة

  • “دبي الطبية” تواصل جهودها لنشر الوعي بـ”طيف التوحد”
  • ما سر السلاح الغريب الذي حمله جنود إيطاليون خلال جنازة البابا فرانشيسكو؟
  • قصة الابن الذي سرق أغنام أبيه .. فيديو
  • أسباب إصابة الأطفال بـ الهربس.. الأعراض والعلاج
  • دمَّره الاحتلال وأغلقه.. جرحى غزة يحتضرون أمام المعمداني
  • الأطفال يكتشفون مهاراتهم في التحقيق الجنائي بمعرض «شيرلوك هولمز»
  • «صُنّاع المستقبل».. مساحة تفاعلية تعزز شغف المعرفة
  • علي فرج .. طفل قذفته صواريخ الاحتلال إلى منزل مجاور .. هذه حالته الصحية / فيديو
  • الصحة: إجراء 3 جراحات لنقل الأعضاء في توقيت واحد بمستشفى القاهرة الفاطمية
  • النائب العام يزور مستشفى الشرطة عطبرة للوقوف علي أحوال ضحايا الهجوم الغادر الذي نفذته المليشيا