بعد مرور أسابيع على عملية الدهس التي قام بها سائق الشاحنة قرب الجليل، واستهدفت أفراد الوحدة الاستخبارية 8200، ما زال غير معلوم حتى الآن إذا ما كانت هجوما مسلحا أم حادثا جنائيا، مع أن مثل هذه الهجمات ينفذها فلسطينيون من الضفة الغربية وحاملي بطاقات هوية إسرائيلية من بين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1948.



ولا تعد هذه الظاهرة جديدة، بل مستمرة منذ سنوات عديدة، وتحاول المخابرات الإسرائيلية، بطرق مختلفة تحديد مكان هؤلاء المنفذين في وقت مبكر قبل، لكنها لا تنجح في الكثير من الأحيان.

وكشف الرئيس السابق لمنطقة القدس والضفة الغربية في جهاز الأمن العام "الشاباك"، أريك بيربينغ، أن "منفذي مثل هذه العمليات، أو المتطلعين لتنفيذها، لا يخفون أنهم يتابعون بشغف الصور ومقاطع الفيديو المنشورة على شبكات التواصل الاجتماعي، بحيث تشكل لهم دافعا للخروج وتنفيذ هجوم يهدف إلى قتل إسرائيليين، جنودا ومستوطنين، وفي بعض الأحيان يكون القرار آنيا، وليس نتيجة للتخطيط وجمع معلومات استخباراتية مسبقة، وقد يكون متعلّقاً بدوافع شخصية ترتبط بوضعهم، مستوى تدينهم، بيئتهم الاجتماعية". 


وأضاف بيربينغ في مقال نشرته "القناة 12"، وترجمته "عربي21" أن "منفذي العمليات الهجومية ضد الاسرائيليين يأملون بهذه الطريقة أن يصبحوا في نظر أسرهم وبيئتهم أدوا أهم واجب في الإسلام وهو التضحية، ونيل لقب الشهيد، وما يلبثوا أن يصبحون بعد استشهادهم أبطالاً، وملهمين للشباب الآخرين الذين سيتبعون طريقهم، مع أنه غالبًا ما يتم تنفيذ هذه الهجمات المسلحة باسم قضية المسجد الأقصى، وهو موضوع مهم للغاية، وبالتأكيد في الأوقات التي يكون فيها في مركز الأحداث".

وأشار أن "العدوان الذي يشنه الاحتلال على غزة منذ ما يزيد عن العام، شكل دافعاً إضافيا لمثل هذه العمليات، بصورة أكبر، بحيث شكلت الحرب بمثابة مصدر إلهام للمنفذين المحتملين، في ضوء ما تقوم به شبكات التواصل الاجتماعي من جهود كبيرة يصعب السيطرة عليها، مع العلم أنه في كثير من الحالات، لا يكون الإلهام الحاصل نتيجة التصفح العادي على فيسبوك أو تيك توك، فالقصة هنا أكثر تعقيدا بكثير، لأن من يغذي التحريض والصور القاسية والدعوات للانتقام هم مسؤولو حماس، ويشرفون على نظام تحريض وتوعوي متطور من مسافة مئات وآلاف الكيلومترات، نظام قادر على "تكرار" المزيد والمزيد من الهجمات الفردية".

وحذر المسؤول الإسرائيلي أن "مثل هذه العمليات المتكررة بين حين وآخر يعني أن "روح حماس قد تتوسع"، رغم الضربة التي تلقتها الحركة في الحرب الجارية، مع أن ظاهرة الهجمات الفردية اقتحمت حياة الإسرائيليين منذ 2015، وبدا في أوقات معينة استحالة الحدّ منها، رغم ما بذله الشاباك والجيش والشرطة وشعبة الاستخبارات العسكرية، حيث عشنا حينها في حالة من الحيرة والإرباك في كيفية التعامل معها، لأنه ليس من الممكن وضع اليد على فلسطيني يستيقظ في الصباح غارقًا في التحريض والإلهام، وقرر على الفور قتل اليهود".


وكشف أنه "مع مرور الوقت، أنشأ أجهزة أمن الاحتلال طريقة عمل لمكافحة هذه الظاهرة من العمليات الهجومية، ولا تزال مستخدمة حتى اليوم، بل تتقدم بخطوات واسعة، وتضمن تفعيل الذكاء البشري، واستخدام الأدوات التكنولوجية للتحديد المسبق لمكان اختباء المنفذ المحتمل، لأنهم في كثير من الحالات، تركوا وراءهم آثارًا تكنولوجية يمكن تتبعها بإجراءات بسيطة يقوم بها كل مستخدم للإنترنت، وسمحت لنا هذه المراقبة بوضع أيدينا عليهم، حتى قبل شروعهم بتنفيذ خطتهم الهجومية، وبذلك أحبطنا العشرات والمئات من الهجمات".

وأوضح أن "الطريقة التي يعمل بها المهاجمون تتغير أيضًا، ففي الماضي اقتصرت على استخدام السكاكين، ثم الجرارات، وصولا للبنادق في الهجمات الأخيرة، وأخيرا استخدام دراجة نارية، وهذا دليل على الإلهام الذي تلقاه المنفذون من هجوم السابع من أكتوبر، من خلال مشاهد الدراجات النارية التي اقتحمت الكيبوتسات والمستوطنات المحيطة بغلاف غزة، مما يثير الرغبة بتقليدها، وهي روح حماس التي قد تتوسع، وطالما حملها فلسطينيو48 من حملة بطاقات الهوية الإسرائيليةـ فالأمر سيكون أكثر خطورة وفتكاً، لأنهم يستطيعون التحرك بحرية تامة في جميع أنحاء دولة الاحتلال، دون الحاجة للمرور عبر نقطة تفتيش، أو عبر ثغرات في السياج".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية عملية إسرائيلية العمليات الاحتلال إسرائيل الاحتلال عملية عملية دهس العمليات صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

“وزير الحج” يلتقي رؤساء مجالس الإدارة لشركات مقدمي خدمات حجاج الداخل والخارج

أقامت وزارة الحج والعمرة اليوم, لقاء برئاسة معالي الوزير الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة، جُمع فيها شركات الحج المختلفة، ضمن استعدادات الوزارة لموسم حج 1446هـ, وذلك بمبنى الوزارة بمكة المكرمة.

 

وأكد معاليه, أن قطاع خدمة ضيوف الرحمن يحظى باهتمام ومتابعة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود, وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله – والمتابعة الحثيثة والدقيقة لكل مسارات العمل المتعلقة براحة وخدمة ضيوف الرحمن القادمين من مختلف أنحاء العالم.

واستعرض الدكتور الربيعة, جميع الاستعدادات ومناقشة الأمور التفصيلية الخاصة بموسم حج هذا العام 1446هـ، مثنيًا على المتابعة الدقيقة لكافة الاستعدادات من لجنة الحج العليا برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، مقدمًا شكره للشركات على جهودهم وحرصهم على خدمة ضيوف الرحمن، مؤكدًا حرص الوزارة على تكريم الشركات المتميزة والمبدعة في خدمتهم والعناية والاهتمام بهم.

وأكد, ضرورة مواصلة متابعتهم الحثيثة للخدمات المقدمة للحجاج، وتسخير كل ما من شأنه تسهيل سبل الراحة والاهتمام بخدمة حجاج بيت الله الحرام، والعمل على التحسين المستمر والدائم على تجويد وتطوير الخدمات المقدمة للحجاج، من خدمات الاستقبال والوصول، إلى خدمات السكن والتسكين، مرورًا بخدمات الإعاشة، والتنقل والمواصلات، والإرشاد والمساندة، وذلك منذ وصولهم لأراضي المملكة وحتى انتهاء مناسكهم ومغادرتهم إلى بلدانهم بحفظ الله ورعايته.

اقرأ أيضاًالمملكة“اغاثي الملك سلمان” يوزّع سلالًا غذائية على مخيمات رفح ويواصل دعمه الإغاثي شمال القطاع

وشدد معالي وزير الحج والعمرة على أهمية الانضباط والالتزام بجداول التفويج والنقل بحسب ما يتم اعتماده، الأمر الذي سينعكس على سلاسة وانسيابية الحركة للحجاج بيسر وطمأنينة بين المشاعر وأوقات أداء المناسك، إضافة إلى الإسهام بشكل كبير في توعية وتدريب الحجاج قبل وأثناء وصولهم، وتعريفهم بأهمية بطاقة نسك والتزامهم بحملها لضمان حصولهم على الخدمات بسهولة ويسر في جميع محطات الرحلة بالتنسيق مع الوزارة ومكاتب شؤون الحج, إضافة إلى مساهمتهم في حملة لا حج بلا تصريح لمنع الحجاج المخالفين إلى الدخول للمشاعر المقدسة.

ونوه معاليه بفرق الوزارة لقياس الامتثال المبنى على التقييم الذاتي، وفرق المتابعة، التي ستبدأ جولاتها على شركات مقدمي الخدمة للحجاج ابتداءً من العاشر من شوال القادم، بهدف التأكد من الجاهزية التشغيلية للخدمات المقدمة من الشركات، ورصد كل ما تجده من تقصير أو تهاون قد يؤثر في الخدمات المقدمة لحجاج بيت الله الحرام ورحلتهم الإيمانية.

 

وأفاد معاليه أن الوزارة ستكون حازمة في محاسبة الشركات المقصرة في حال رُصد قصور أو تجاوزات، ولن تتهاون في تطبيق العقوبات بحق الشركات المقصرة التي تصل إلى شطب وإلغاء ترخيص الشركة المقدمة للخدمة نهائيًا، ومنعها من تقديم الخدمات للحجاج بأي شكل كان.

مقالات مشابهة

  • ساعات تفصلنا لانتهاء المهلة التي حددها زعيم الحوثيين باستئناف الهجمات على إسرائيل والبحر الأحمر
  • “وزير الحج” يلتقي رؤساء مجالس الإدارة لشركات مقدمي خدمات حجاج الداخل والخارج
  • عقب تكليفه للعمل رئيسا لها.. علاء عبد السلام: تنفيذ مسارات تهدف إلى استمرار الحفاظ على المكانة المميزة للأوبرا
  • مجلس النواب يوافق على ضوابط التشغيل في الداخل والخارج بمشروع قانون العمل
  • إيران: انهاء الاعفاء الأميركي للعراق لاستيراد الكهرباء “غير قانوني”
  • أمريكا تعترف بحماس بعد اعتراف الجيش الإسرائيلي بالهزيمة
  • المسؤول الأمني في الساحل السوري: العمليات التي نفذها فلول النظام المخلوع جاءت بدعم إيراني
  • الجنرال الذهبي الشهيد الفريق عبد المنعم رياض.. قاد العمليات العسكرية على الجبهة المصرية ضد إسرائيل وأشرف على تنفيذ خطة تدمير خط بارليف
  • إيران ترفض انتظار رسائل واشنطن وتؤكد أن الحل في تقوية الداخل
  • مقتل شابين في جريمتي إطلاق نار بزيمر وكفر قرع داخل أراضي 48