وعود بلا خطة.. هاريس وترامب يبذلان جهودا أخيرة لكسب العرب والمسلمين
تاريخ النشر: 2nd, November 2024 GMT
تبذل المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس وخصمها الجمهوري دونالد ترامب جهودا أخيرة لكسب أكبر عدد ممكن من أصوات الولايات المتأرجحة وخصوصا التي يتركز بها العرب والمسلمون من خلال الوعد بوقف الحرب في قطاع غزة ولبنان رغم أن كلا منهما لم يقدم خطة واضحة لوقف الحرب.
ويرى محللون أن التصويت في نهاية الأمر سيكون بناء على تاريخ كلا المرشحين طالما أن أحدا منهما لم يفصح عن الطريقة التي سيفي من خلالها بوعده.
لكن ترامب بدأ يحقق تقدما على هاريس في ولايات متأرجحة بعدما تمكنت حملته من إقناع قطاع من العرب والمسلمين الأميركيين بأنه سوف يوقف الحرب استنادا لعلاقاته برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وعود انتخابية بلا خطة
كما أن جزءا من الناخبين العرب أصبحوا أقل ثقة في نية هاريس العمل على وقف الحرب بعدما أصبحت أكثر انحيازا لما يريده الناخب الداعم لإسرائيل خلال الأيام الأخيرة، كما تقول محللة الانتخابات الأميركية في شبكة الجزيرة ياسمين الجمل.
وقالت الجمل إن كلا المرشحين لم يقدم خطة واضحة لكيفية وقف الحرب ومن ثم فإنهما يقدمان كلاما غير قابل للتنفيذ من أجل إقناع المهتمين بالحرب بالتصويت لهما.
وتعتقد الجمل أنه من الصعب حاليا معرفة من سيصوت له العرب الأميركيون لأن هذه الكتلة ليست موحدة تجاه قضية بعينها كما تقول وإنما هم منقسمون بين من يبني تصويته على أساس الموقف من الحرب والبعض الآخر يبدي اهتماما بالقضايا الداخلية بشكل أكبر ويحدد تصويته بناء عليها.
وترى الجمل -وهي مسؤولة سابقة في الخارجية الأميركية- أن مشكلة الشرق الأوسط أن الحرب اندلعت خلال عام انتخابي ومن ثم فإن كلا المرشحين لا يملك سوى تقديم الوعود فقط.
وخلصت إلى أن التصويت حاليا يبدو خاضعا لمواقف الناخبين الفردية من الرشحين بعد أن أبدت هاريس ميلا لداعمي إسرائيل بينما ترامب له موقف معروف من العرب والمسلمين.
التصويت سيكون فرديا
بدوره، قال المحلل الديمقراطي ماكس روز إن موقف هاريس من الحرب كان متسقا مع الواقع لأن الولايات المتحدة لا يمكنها وقف الحرب بشكل منفرد ما لم يقبل طرفا الصراع ذلك وما لم تدفع إيران بهذا الاتجاه، وفق قوله.
وأشار روز إلى أن هاريس كانت واضحة عندما قالت للناخبين في ميشيغان تحديدا إنها ستحاول دفع الأطراف لوقف القتال، معربا عن اعتقاده بأن هذا الكلام قد لا يكون كافيا لإقناع البعض بالتصويت لها.
لكن المحلل الديمقراضي يعتقد أن هذا لا يعني أن هؤلاء سيصوتون لترامب الذي منع دخول مواطني بعض الدول المسلمة للولايات المتحدة وقام بشيطنة العرب والمسلمين الأميركيين خلال فترة حكمه السابقة.
في المقابل، قال المحلل الجمهوري روب أورليت إن أصوات العرب الأميركيين "مهمة جدا في هذه الانتخابات"، مشيرا إلى أن هذا الأمر "واضح في محاولات كلا المرشحين كسب هذه الأصوات".
وأضاف أورليت "أعتقد أن العرب سيصوتون بناء على تاريخ كل مرشح وترامب حقق الرفاهية والسلام في الولايات المتحدة والشرق الأوسط بينما جو بايدن وهاريس شاركا في سفك الدماء بسياساتهما الفاشلة، والناخبون سيصوتون لمن يحقق السلام (أي ترامب)".
وعن عدم تقديم خطة واضحة لوقف الحرب حال عودته للبيت الأبيض، قال المحلل الجمهوري إن ترامب لديه خطة لكنه لن يطلع أحدا عليها لأن هذه أمور تتعلق بالأمن القومي وربما تكون مبنية على معطيات استخبارية لا يمكن الإفصاح عنها، وهو أمر تلتزم به هاريس أيضا، حسب رأيه.
ترامب يكسب بعض العرب
وفقا لمراسلة الجزيرة وجد وقفي، فقد أكدت هاريس خلال اليومين الماضيين أنها ستعمل على وقف الحرب في غزة ولبنان لأنها باتت تعلم أهمية هذه القضية بالنسبة لجزء كبير من الناخبين.
كما التقى ترامب أيضا بعض "وجهاء العرب" في مدينة ديربون (عاصة العرب) بولاية ميشيغان ووعدهم بوقف الحرب في غزة ولبنان وقال إنه سوف يستغل علاقته بنتنياهو لفعل هذا الأمر، ووعد بتعزيز التواصل بين البيت الأبيض والعرب الأميركيين، وفق ما أكده مراسل الجزيرة فادي منصور.
وسيزور المرشحان ولاية كارولينا الشمالية التي تبدو حاسمة في هذه الانتخابات كما قال مراسل الجزيرة محمد المدهون مؤكدا أن ترامب "يركز على قضية وقف الحرب للحصول على كل صوت في الولايات المتأرجحة وخصوصا نورث كارولاينا التي لم يصل أي مرشح جمهوري للبيت الأبيض خلال السنوات الخمسين الماضية بدونها".
ووفق استطلاع رأي لموقع "ريل كلير بوليتيكس" فإن ترامب يتقدم بشكل طفيف على هاريس في كارولينا الشمالية.
وفي ميشيغان، قال مراسل الجزيرة أحمد هزيم إن استطلاعات الرأي تشير لتقارب حظوظ المرشحين بعدما نجحت حملة ترامب في كسب بعض الأصوات العربية إلى صفها خلال الأيام القليلة الماضية.
وأضاف هزيم أن حملة المرشح الجمهوري نجحت في استقطاب بعض العرب الأميركيين في الولاية من خلال الوعد بإنهاء الحرب وأيضا استنادا إلى أن ترامب لم يخض حربا في المنطقة خلال فترة حكمه الأولى، لافتا إلى أن ولاية ميشيغان "تعتبر خطيرة لأن مرشحة حزب الخضر جيل ستاين سحبت الكثير من الأصوات من هاريس".
أما في ولاية جورجيا التي تمتلك 16 صوتا في المجمع الانتخابي والتي لعبت دورا حاسما في خسارة ترامب للانتخابات الماضية، فإن هاريس تواجه حملة شديدة ممن يتهمونها بالمشاركة في الإبادة الجماعية ويدعون لعدم التصويت لها.
وبعيدا عن العرب، تمثل الأصوات اللاتينية ورقة مهمة أيضا لكلا المرشحين؛ إذ تمثل 15% من مجموع الناخبين الأميركيين، كما تقول مراسلة الجزيرة أسماء الفطناسي. وقد تغيَّر مزاج هذه الفئة خلال السنوات الماضية من الديمقراطيين إلى الجمهوريين الذين حصلوا على أصوات مهمة منها خلال الانتخابات الماضية.
وفي ولاية ديترويت، أعلنت النائبة الديمقراطية المسلمة رشيدة طليب رفضها دعم هاريس في الانتخابات. ودعت الناخبين للتركيز بقوة على الانتخابات المحلية والتشريعية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات العرب والمسلمین وقف الحرب إلى أن
إقرأ أيضاً:
أوروبا في قلب العاصفة.. كيف ستتعامل مع عودة ترامب وسط حالة من الفوضى السياسية؟
تواجه أوروبا تحديات غير مسبوقة في ظل العاصفة السياسية التي تعصف بكبار قادتها، بينما تستعد القارة لمواجهة عودة محتملة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ترامب يحصل رسميا على العدد المطلوب من الأصوات الانتخابية بعد انتهاء الفرز ترامب يخطط لعكس سياسات بايدن بشأن السيارات الكهربائيةومع انهيار حكومة المستشار الألماني أولاف شولتز، وتراجع سلطات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بسبب الاضطرابات السياسية الداخلية، تبدو أوروبا في حالة من الفراغ القيادي الكبير.
وفي ظل هذه الفوضى، يلوح ترامب في الأفق ليطرح مواقف قد تكون مثيرة للجدل، خاصة في سياق الحرب في أوكرانيا، حيث تعهد الرئيس الأمريكي المنتخب بتغيير استراتيجيات الدعم الغربي لأوكرانيا. المقترحات التي يتم تداولها حالياً تشمل إقامة "منطقة عازلة" بين القوات الروسية والأوكرانية، مما قد يثير ردود فعل غاضبة في برلين ولندن، حيث كانت سياسات عدم إرسال قوات إلى أوكرانيا راسخة منذ بداية الحرب.
من جهة أخرى، يستمر الرئيس الفرنسي ماكرون في محاولاته للعب دور قيادي في أزمة أوكرانيا، رغم انشغاله بأزمة داخلية تهدد استقراره السياسي. أما في بريطانيا، فإن رئيس الوزراء كير ستارمر يعبر عن رغبة في تقوية العلاقات مع أوروبا، ولكن تأثير بريكست لا يزال يعيق هذا التوجه.
في الوقت ذاته، تقف إيطاليا وبولندا في موقف متقدم بعض الشيء، حيث يُتوقع أن تلعب رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني دوراً مهماً في تفعيل العلاقات مع ترامب.
وفي بولندا، سيؤدي رئيس الوزراء دونالد توسك دوراً بارزاً مع تولي بلاده رئاسة الاتحاد الأوروبي.
لكن الأمر الذي يبقى محيراً هو كيف ستتمكن أوروبا من مواجهة السياسة الأمريكية المتقلبة بقيادة ترامب. هل ستتمكن من تجاوز الانقسامات الداخلية أم أن ترامب سيفرض واقعاً جديداً يجعل من أوروبا مجبرة على إعادة اصطفاف مواقفها؟
المشهد السياسي الأوروبي حالياً يعكس حالة من التفكك، ولكن الأمل لا يزال قائماً في أن يخرج القادة الأوروبيون من هذه الأزمة بتنسيق أكبر لمواجهة التحديات العالمية الكبرى، وفي مقدمتها الحرب الروسية-الأوكرانية.