الحرب تخطف أحلام الأطفال في غزة وتبعدهم عن التعليم
تاريخ النشر: 2nd, November 2024 GMT
تحت وطأة الحرب المستمرة على قطاع غزة، يعاني مئات الآلاف من الأطفال في القطاع المنكوب من فقدان حقهم في التعليم. ومع تصاعد الهجمات الإسرائيلية على المناطق الأكثر دمارًا وعزلة، يصبح الواقع أكثر قسوة، حيث تتلاشى أحلامهم في العودة إلى المقاعد الدراسية تحت وطأة العنف والدمار.
أسفرت الحرب الإسرائيلية الدامية المستمرة منذ أكثر من عام عن نزوح قرابة مليون شخص من شمال غزة، بما في ذلك مدينة غزة، إثر أمر إسرائيل بإخلاء شامل للمنطقة في بداية الحرب.
ورغم مرور الوقت، لم يُسمح للسكان بالعودة، فيما بقي نحو 400,000 شخص في مناطقهم، على الرغم من الحصار المشدد وتدمير إسرائيل لأحياء كاملة وبنى تحتية حيوية.
تشير تقارير الأمم المتحدة إلى فرار ما لا يقل عن 60,000 شخص نحو مدينة غزة خلال الأسابيع الأخيرة من مناطق شمالية تشمل جباليا وبلدات بيت حانون وبيت لاهيا الحدودية.
وقد لجأت عشرات العائلات النازحة إلى مدارس تابعة لوكالة الأونروا في المدينة، على الرغم من شح الموارد، حيث أصبح الأطفال يصطفون للحصول على المياه من شاحنات الإغاثة بدلاً من دخول الفصول الدراسية.
في مدرسة متضررة تابعة للأونروا بمدينة غزة، يصطف الأطفال يوميًا للحصول على المياه من شاحنة تقدم الإغاثة بدلًا من دخول الفصول الدراسية.
يقول وديع المصري، وهو نازح من مخيم جباليا، "لا يوجد مكان آمن. غادرنا تحت القصف، والمكان هنا غير صالح للسكن. لا مساعدات كافية، لا طعام ولا شراب. الوضع صعب ومأساوي".
وتزعم إسرائيل، أن مقاتلي حماس أعادوا تنظيم صفوفهم في المناطق المكتظة بالسكان شمال غزة، بما في ذلك مخيم جباليا الذي شهد جولات قاسية من الاشتباكات العنيفة.
وفي تلك المدارس، تفتقر العائلات المشردة لأبسط الاحتياجات، إذ يضطر كثيرون للنوم على الأرض بعدما تركوا منازلهم دون متاع.
وفي تطور لافت، أقرت إسرائيل قبل أيام قانونا يحظر عمل وكالة الأونروا، وهي خطوة أثارت انتقادات واسعة من الولايات المتحدة وعدد من الدول الحليفة. وتتذرع إسرائيل باتهامات تزعم أن الوكالة على صلة بحماس، وهو ما تنفيه الأمم المتحدة بشدة.
المصادر الإضافية • أب
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية "واشنطن بوست": انتقادات لإدارة بايدن بسبب استخدام إسرائيل للأسلحة الأمريكية ضد المدنيين في غزة مظاهرات في مختلف المدن الإيطالية من أجل وقف الحرب في غزة وأوكرانيا جباليا تستغيث وتئن تحت وطاة الحصار العسكري: إسرائيل تنفذ خطة الجنرالات دون تبنيها رسميا في شمال غزة مدارس مدرسة قطاع غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني نزوح أطفال اعتداء إسرائيلالمصدر: euronews
كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 دونالد ترامب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني روسيا الحرب في أوكرانيا حزب الله الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 دونالد ترامب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني روسيا الحرب في أوكرانيا حزب الله مدارس مدرسة قطاع غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني نزوح أطفال اعتداء إسرائيل الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 الصراع الإسرائيلي الفلسطيني دونالد ترامب روسيا حزب الله بنيامين نتنياهو فيضانات سيول إسبانيا إسرائيل الاتحاد الأوروبي الحرب في أوكرانيا كامالا هاريس یعرض الآن Next للحصول على قطاع غزة شمال غزة فی شمال فی غزة
إقرأ أيضاً:
عودة الأمل: الأطفال الفلسطينيون يعودون إلى المدارس بعد 15 شهرًا من الحرب
بعد 15 شهرًا من الحرمان من الدراسة بسبب الحرب، يعود الأطفال الفلسطينيون تدريجيًا إلى فصولهم الدراسية، رغم أن العديد من المدارس تحوّلت إلى أنقاض أو ملاجئ للنازحين.
ومنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية الدامية على قطاع غزة، فقد مئات الآلاف من الطلاب عامًا دراسيًا كاملًا، حيث تم تدمير العديد من المدارس أو استخدامها كمراكز إيواء. لكن مع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في يناير/ كانون الثاني، تمكنت السلطات من إعادة تأهيل العشرات من المدارس، مما أعاد الأمل لآلاف الطلاب بالعودة إلى مسارهم التعليمي.
ويؤكد محمد الأصولي، رئيس قسم التعليم في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، أن الجهود مستمرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من العملية التعليمية.
ويقول: "نحن نعيش وسط أنقاض المدارس، لكننا نحاول بكل ما أوتينا من قوة ألا نفقد هذا الجيل. استطعنا إعادة فتح بعض المدارس حتى يتمكن الطلاب من الالتحاق مجددًا بمقاعد الدراسة".
ورغم هذه الجهود، لا تزال التحديات هائلة، إذ تضررت أكثر من 95% من مدارس غزة البالغ عددها 564 مدرسة، ويحتاج نحو 88% منها إلى إعادة إعمار كامل، وفقًا لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف). وقد أثر هذا الدمار على ما يقارب 785 ألف طالب في المدارس والجامعات.
وبالنسبة للعائلات النازحة، فإن استئناف التعليم يظل مهمة شاقة. سامية بربخ، وهي نازحة من مدينة رفح، سعت إلى تسجيل أطفالها في المدارس فور إعلان السلطات إعادة فتح بعضها. لكنها تعبر عن إحباطها من تجربة التعليم الإلكتروني، قائلة: "التعليم الإلكتروني غير مجدٍ على الإطلاق، لأن الأم هي التي تقوم بالواجبات بدلاً من الطفل. لا يوجد إنترنت ولا كهرباء، فكيف يمكن للطلاب التعلم؟".
من جانبها، تؤكد نَسمة زَرّوب، وهي نازحة أخرى من رفح، أن غياب البنية التحتية يجعل من التعليم عن بُعد أمرًا شبه مستحيل. وتوضح: "لا توجد مدارس على الإطلاق في منطقة المواصي حيث نقيم. الإنترنت غير متوفر، وحتى الهاتف الذي نملكه نادرًا ما يكون مشحونًا. لدينا هاتف واحد فقط في المنزل، وهذا لا يكفي لجميع الأطفال الذين يحتاجون إلى متابعة دروسهم".
Relatedحماس: "إسرائيل تستخدم الحصار الإنساني على غزة كسلاح" ومنظمة أطباء بلا حدود تصفه بـ"العقاب الجماعي"من "سيدة قطط غزة" إلى أطباء الضفة: أبطال يتحدون العقبات لإنقاذ الحيوانات في فلسطينرمضان في غزة: صائمون تحت وطأة الجوع والمعابر المغلقةولا تقتصر تداعيات الحرب على الدمار المادي، بل تمتد إلى تدمير مستقبل جيل بأكمله. فوفقًا لوزارة الصحة في غزة، أدت الحرب إلى مقتل أكثر من 48 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 111 ألف آخرين، معظمهم من النساء والأطفال. كما تحولت أحياء بأكملها إلى أنقاض، وتضررت البنية التحتية بشكل كارثي، مما زاد من تعقيد إمكانية إعادة بناء النظام التعليمي.
وفي ظل هذه الأوضاع المأساوية، يكافح أطفال غزة وأسرهم من أجل الحفاظ على حقهم الأساسي في التعليم، وسط مشاهد الدمار، وغياب الموارد، وانقطاع الكهرباء، وانعدام الأمن. ومع ذلك، يبقى الأمل قائمًا بأن يتمكن هذا الجيل من تجاوز آثار الحرب، وإعادة بناء مستقبله رغم كل العقبات.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية قصف إسرائيلي يستهدف مبنى سكنيا في مشروع دمر بالعاصمة السورية ترامب يثير الجدل بعد استخدامه مصطلح "فلسطيني" كإهانة لشومر الرئيس الألماني يزور أقدم مسجد بالبلاد ويشارك في إفطار رمضاني غزةمدارس مدرسةتعليمفلسطينالصراع الإسرائيلي الفلسطيني