شمسان بوست / متابعات

دعت 45 منظمة إقليمية ومحلية معنية بحريات الرأي والتعبير وحقوق الإنسان، السبت، لتحقيق العدالة، ومحاسبة المسؤولين عن كافة الجرائم ضد الصحفيين ونشطاء الاعلام في اليمن، وعدم إفلاتهم من العقاب.

وقالت المنظمات -في بيان مشترك تزامنًا مع اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب في الجرائم المرتكبة بحق الصحفيين الذي يصادف الـ 2 من نوفمبر من كل عام- إن الصحافة في اليمن تمر بأسوأ مرحلة في تاريخها، فخلال عقد كامل لم تتوقف الانتهاكات بحق الصحفيين، في ظل إفلات المرتكبين والمتورطين من العقاب، وقد ساهم ذلك في تصنيف اليمن كثالث أخطر بلد في العالم على حياة الصحفيين وفقاً لمنظمة مراسلون بلا حدود في تقريرها الصادر 2021″، والتي أشارت إلى أن اليمن يحتل المرتبة 154 في حرية الصحافة من أصل180 دولة لعام 2024.


وأضاف البيان “في هذا اليوم، وبينما يحتفي العالم بـ”اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب في الجرائم المرتكبة بحق الصحفيين” يعيش صحفيو اليمن وضعًا مأساويًا وقلقًا عميقًا، لما يواجهونه من عنف وترهيب وقتل على خلفية كتاباتهم وإبداء آرائهم. ساهم في حدته إفلات المرتكبين والمتورطين من العقاب”.

وأعربت المنظمات عن قلقها العميق، حيال ما يتعرض له الصحفيون في اليمن من عنف وترهيب وقتل بسبب آرائهم وكتاباتهم، والذي ساهم في حدتها حالة الإفلات من العقاب السائدة في البلاد.

وقالت “لعدة سنوات، واجه الصحفيون في اليمن مستويات متزايدة من العنف والمخاطر، مـن جهات عدة. بمـا فـي ذلـك الحكومـة اليمنيـة المعترف بها دولياً، وجماعة أنصار الله (الحوثيين)، والمجلس الانتقالي الجنوبـي، والقوات المشتركة، والجماعات المتطرفة، والجماعات المسلحة الأخرى. كما سيطرت مختلف أطراف النزاع على وسائل الإعلام، مما انعكس على شحة المعلومات المستقلة في اليمن”.

وأضافت “خلال السنوات العشر الماضية، كان الصحافيون ضحايا لجرائم وانتهاكات متنوعة، شملت التصفية الجسدية والاحتجاز التعسفي والاختفاء القسري والتعذيب والتضييق على حرية التعبير. وفي جميع الحالات يفلت الجناة من المساءلة والعقاب. وبدلاً عنه، يُقدَّم الضحايا إلى محاكمات جائرة، أمام المحاكم الجزائية المتخصصة- في قضايا الإرهاب وأمن الدولة- وتصدر بحقهم أحكام قاسية تفتقر لأبسط معايير التقاضي العادل والنزيه، ناهيك عن كون تلك المحاكم غير مختصة بقضايا الصحافة والنشر”.

وشدد البيان على أن “هذه الانتهاكات تُضعف من دور الإعلام في بناء مجتمع ديمقراطي، وتحد من إمكانية الوصول إلى المعلومات التي يحتاجها المواطنين”.

ولفت التقرير إلى أن المنظمات المنضوية في تحالف “ميثاق العدالة”، ونقابة الصحفيين اليمنيين، وثقت خلال عقد من الزمن، أكثر من 3000 انتهاك تعرض له الصحفيون والمؤسسات الإعلامية والناشطين الإعلاميين.



وفي هذا السياق ذكّر التقرير بما أورده مرصد الحريات الإعلامية في تقريره للعام 2023 الذي أعلن فيه أنه وثق خلال تسع سنوات فقط أكثر من 2515 انتهاك، وتقرير لنقابة الصحفيين الذي كشف عن 1700حالة انتهاك واعتداء قد وقعت ضد الصحفيين منذ بدء الحرب، بمافي ذلك قتل 45 صحافيا بينهم صحفيتان، وإيقاف 165 وسيلة إعلام وحجب قرابة 200 موقع الكتروني محلي وعربي ودولي.



كما أورد تقرير منظمة صدى التي وثقت أكثر من 60 حالة قتل لصحفيين وعاملين في وسائل الاعلام، وكدليل على تفشي الإفلات من العقاب، فإن 44 من حالات القتلى قد أفلت مرتكبوها من العقاب وحُرم الضحايا من الانتصاف.



وقالت المنظمات: “وفي الوقت الذي نطالب فيه بتحقيق العدالة، وعدم إفلات المتورطين من العقاب، ومحاسبة المسؤولين عن كافة الجرائم ضد الصحفيين ونشطاء الاعلام، وبدلاً من توفير سبل الحماية التي تساعدهم للعمل من أجل الحقيقة، نشهد توحشاً غير معهود، وكأن الجحيم المستمر ضد الصحفيين قد بدأ للتو”.

ولفت البيان إلى ما أقدمت عليه جماعة الحوثي مؤخراً من اختطاف للصحفي محمد المياحي وحكمها بالإعدام بحق الصحفي طه المعمر ومصادرة ممتلكاته، وإعادة محاكمة أربعة صحفيين سبق وأن أُفرج عنهم بصفقة تبادل برعاية أممية، مؤكدة أن “هذه الممارسات التعسفية تكشف عن النهج الوحشي والقمعي الذي تتبعه جماعة الحوثيين ضد الصحفيين، مما أدى إلى تصحر مناطقهم من الصحافة المستقلة والحزبية”.



وفي المقابل أورد التقرير الانتهاكات التي طالت الصحفيين في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية وأبرزها تقديم سبعة صحفيين ونشطاء للمحاكمة بتهمة خطيرة، أمام المحكمة الجزائية المتخصصة باعتبارهم فارين من وجه العدالة، في قضية مقتل العميد عدنان الحمادي قائد اللواء 35، مما يعكس حالة من المخاطر التي تحول دون ممارستهم لعملهم بحرية.



وقال المنظمات “في هذا اليوم نود أن نشيد بشكل خاص بأولئك الصحفيين الذين لا تزال أسرهم تنتظر العدالة ومحاسبة المتورطين بقتلهم. علينا التذكير بأن الإفلات من العقاب لا يمثل فقط فشلاً في محاسبة الجهات المعتدية، بل يشجع أيضاً على استمرار هذه الممارسات. لذا يتطلب من أطراف النزاع الالتزام بضمان أن تكون مؤسسات العدالة ومؤسسات إنفاذ القانون، محايدة ولا تخضع للتأثير على قراراتها”.



وأضافت “يجب على المجتمع الدولي تكثيف جهوده عبر الآليات الدولية التي تحمي حرية الصحافة، ومحاسبة مرتكبي هذه الانتهاكات، وتعزيز دور المدافعين عن حقوق الإنسان لإنهاء الإفلات من العقاب”.

المصدر: شمسان بوست

كلمات دلالية: الإفلات من العقاب ضد الصحفیین فی الیمن

إقرأ أيضاً:

24 ديسمبر خلال 9 أعوام.. 65 شهيدًا وجريحًا في جرائم حرب لغارات سعوديّة أمريكية على اليمن

يمانيون../
تعمد العدوانُ السعوديّ الأمريكي، في مثل هذا اليوم 24 ديسمبر خلال الأعوام، 2015م، و2016م، و2017م، و2019م، و2021م، ارتكاب جرائم الحرب والإبادة الجماعية، بغاراته الوحشية المباشرة، وقصفة المدفعي، مستهدفاً المدنيين في منازلهم وعششهم وأسواقهم ومزارعهم، وعلى طرقاتهم، وفي مراعيهم، وتدمير المدارس والمستشفيات والاحياء السكنية والبنى التحتية، في محافظات صنعاء، وصعدة وإب، والجوف.

أسفرت عن 35 شهيداً، و30 جريحاً بينهم أطفال ونساء، ومهاجرين أفارقة، وتدمير عدد من المنازل والممتلكات، والمحال التجارية ومدرستين، وترويع الأهالي، وموجات من النزوح والتشرد والحرمان، ومضاعفة معانتهم، واغتيال الطفولة وحقوقها، وتعميق المأساة بحق من فقد عائلة وقريبة ووالده واخوه، ومصدر عيشه، وحقوقهم في الحياة الكريمة بأمن واستقرار.

وفيما يلي أبرز التفاصيل:

24 ديسمبر 2015.. التعليم في صعدة هدف لغارات العدوان والقنابل الامريكية

في مثل هذا اليوم 24 ديسمبر 2015م، أضاف العدوان السعودي الأمريكي، جريمة جديدة إلى سجل جرائمه بحق الشعب اليمني، مستهدفاً بغاراته الجوية، مدرستين في منطقة الطلح بمديرية سحار بمحافظة صعدة، بشكل متعمد.

مجزرة تعليمية مزدوجة

في ساعات الليل المتأخرة، شن طيران العدوان غارة جوية مروعة على مدرسة عمار بن ياسر، مما أدى إلى تدميرها بشكل كامل، وفي صباح اليوم التالي، استهدف نفس الطيران مدرسة المناضل للبنين، محولاً حلم آلاف الطلاب في التعليم إلى رماد.

لم تقتصر جرائم العدوان على تدمير المباني المدرسية، بل امتدت لتشمل آلاف الكتب والمواد التعليمية التي تحولت إلى رماد وسط الأنقاض، هذه الجريمة البشعة تهدف بشكل واضح إلى حرمان أجيال كاملة من أبناء اليمن من حقهم في التعليم.

استهداف المدارس هو جريمة حرب، وتداعياتها تمتد لتشمل: (انتشار الجهل والأمية، بين أوساط الشباب، مما يعيق تقدم المجتمع وتطوره، إضافة إلى اضطرار آلاف الطلاب والمعلمين إلى النزوح والهجرة بحثاً عن بيئة آمنة للدراسة والعمل، وتدهور الوضع الإنساني، وتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، وزيادة معاناة المدنيين، وتخريب مستقبل الأجيال القادمة، وحرمهم من فرصة بناء مستقبل أفضل لوطنهم.

يقول أحد الطلاب” العدوان حرمنا من التعليم، لكن ما يقدر يحرمنا من الحرية والجهاد في سبيل لله، وإن شاء الله نتعلم رغم الغارات والقصف المتواصل، أين العالم؟ أين الأمم المتحدة، هل بقي لأطفال اليمن حقوق يا حقوقيين؟ “.

ندعو المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان إلى التحرك الفوري لوقف هذه الانتهاكات الجسيمة، ومحاسبة مرتكبيها. كما ندعو إلى تقديم الدعم الإنساني اللازم لإعادة إعمار المدارس المدمرة، وتوفير الكتب والمواد التعليمية اللازمة، وصرف المرتبات، لاستمرار العملية التعليمية في اليمن.

24 ديسمبر 2016.. 14 شهيداً وجريحاَ من أسرة واحدة محتها غارات العدوان من الوجود بإب:

وفي اليوم ذاته من العام 2016م، الذي كان مليئاً بالأمل والحياة، إلى أن غارات العدوان السعودي الأمريكي حولت قرية وادي الحصن بمديرية فرع العدين في محافظة إب إلى

مسرح لجريمة بشعة هزت ضمير الإنسانية، مستهدفةً منزلاً صغيراً، محولة عشة صغيرة إلى مقبرة جماعية، ومرتكباً جريمة إبادة تضاف إلى جرائمه بحق الشعب اليمني.
أسرة بأكملها تودع الحياة

في ذلك المنزل المتواضع، كانت تعيش أسرة المواطن عدنان علي مسعد، كانت حياتهم بسيطة، تتلخص في قضاء الأيام في العمل والعبادة، لكن في لحظة واحدة، تغير كل شيء، صرخات الأطفال، وصرخات الأم، اختلطت مع دوي انفجارات غارات سعودية أمريكية، وحشية، عندما غارد الطيران خلف ورائه مجزرة وحشية بحق 8 شهداء الأم وأطفالها ال 6 وأخوها، و6جرحى بحالة حرِجة، هؤلاء الأبرياء لم يرتكبون أي ذنب سوى أنهم كانوا يعيشون في اليمن.

ولم يبقَ من المنزل سوى أنقاض، وشهدت المنطقة فاجعة لا توصف، كانت الغارات قد دمرت كل شيء، ولم تترك أي أثر للحياة التي كانت تسكن هذه العشة، فهرع الأهالي إلى

المكان ينتشلون الجثث ويجمعون الأشلاء ويسعفون الجرحى، من بين الأنقاض والنيران والدخان ورائحة الموت والبارود، ومخاطر عودة الاستهداف تحيق بمخيلاتهم.

المنزل عشة صغيرة “حجرة واحدة، الغارة نسفت البيت وسكانه، والجثث ممزقة والأشلاء مختلطة، لهذه المجازر تصنع أمريكا قنابلها وصواريخها.

يقول أحد المنقذين: “هذه بقايا الصواريخ التي تستوردها السعودية من أمريكا لقتل الشعب اليمني، مساكين وفقراء لا يحاربون ساكنين في بيوتهم ، هؤلاء 8 في نعش وأحد أم وأطفالها ، أين الإسلام أين الأخوة ؟ نستنكر هذه الجريمة ، اخذناهم قطع وصال ، ولكن سنذهب للجبهات لنأخذ بحقهم”.

هذه الجريمة البشعة تكشف عن وحشية لا حدود لها، وتؤكد أن العدوان على اليمن ليس سوى حرب إبادة، إن استهداف المدنيين الأبرياء في منازلهم هو جريمة حرب تستوجب المساءلة القانونية.

24 ديسمبر 2016.. شهيد وتدمير للمزارع والممتلكات بغارات العدوان على باقم ورازح بصعدة:

وفي اليوم والعام ذاته، سجل العدوان السعودي الأمريكي، جريمتي حرب، باستهدافه لمزارع المواطنين في منطقة محديدة بمديرية باقم، وسيارة مواطن بالطريق العام في منطقة بركان مديرية رازح، أسفرتا عن استشهاد مزارع واحتراق السيارة، ودمار كبير في المزارع وترويع الأهالي، وأعاقه حركة السير، وتقييد حرية التنقل.

شهيد في استهداف مزارع

في جريمة بشعة، استهدف طيران العدوان الغاشم مزارع المواطنين في منطقة محددة بمديرية باقم، مما أسفر عن استشهاد أحد المواطنين، هذه الجريمة البشعة تضاف إلى سجل العدوان الحافل بارتكاب المجازر بحق المدنيين العزل.
يحمل الأهالي جثمان الشهيد

يقول والد الشهيد: “في يومنا هذا ونحن في مزارعنا استهدف العدوان السعودي ولدي سام أحمد محمد بغارة، ونحن طالبين الله على عيالنا باطل لا عندنا له شيء ، الساعة واحدة بعد الظهر أبني شهيد، ولكن هذا لن يزيدنا غير اندفاع ونفير وجهاد في سبيل الله”.

احتراق سيارة في غارة جوية

وفي جريمة أخرى، شن طيران العدوان غارة جوية على سيارة مواطن كانت تسير على الطريق العام بمنطقة بركان بمديرية رازح، مما أدى إلى احتراقها بالكامل، لحسن الحظ لم يسفر هذا الاستهداف عن وقوع إصابات بشرية، لكنه أرعب الأهالي والمسافرين والمارة وحد من وصول الخدمات وحرية التنقل.

يقول أحد الأهالي: “في الساعة التاسعة من صباح اليوم، تم استهداف سيارة أحد المواطنين في منطقة بركان، والحمد لله على نجاة من كانوا بجوارها وهم عتالين قات”.

وتؤكد هذه الجرائم المتكررة استهداف العدوان بشكل متعمد للمدنيين والبنية التحتية المدنية، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني، إن استهداف المزارع والطرق العامة جريمة حرب لا يمكن السكوت عنها ولن تسقط بالتقادم.

24 ديسمبر 2017..4 شهداء وجرحى في جريمتي حرب لغارات العدوان على صعدة:

وفي اليوم ذاته من العام 2017م، شهدت محافظة صعدة، شمال اليمن، جريمتين جديدتين في سلسلة طويلة من الانتهاكات والجرائم التي يرتكبها العدوان السعودي الأمريكي، بحق المدنيين الأبرياء.

شهيد على دراجته النارية

في جريمة بشعة، استهدف طيران العدوان دراجاً نارياً على قارعة طريق في منطقة غمار بمديرية رازح، ما أسفر عن استشهاد راكبه على الفور، هذه الجريمة البشعة تضاف إلى سجل العدوان الحافل بارتكاب المجازر بحق المدنيين العزل.

تمزق جسد الشهيد إلى أشلاء وقطع متناثرة على الطريق العام، كما هو حال دراجته النارية، ودمائه المسفوكة، مشكلة جريمة حرب وحشية وإعدام دون ذنب أو محاكمة.

يقول أحد الأهالي: ” ما عاد وجدنا غير ملابس، وجدنا يد وشق من وجهه ، وهذه زلطه، هذه أشلاء بائع قات كان راجع من السوق إلى منزله ومحمل مصروف أسرته وأطفاله استهدفه العدوان على الطريق العام ، لكن لو نتقطع كما تقطع هو ما تراجعنا عن مواجهة العدوان ورفد الجبهات، وكل واحد يشل من العدو نقاه وبيننا الجبهات المقدسة، ونطلب من أبناء الشعب كبير وصغير رجال ومرأة أن يتحركوا لمواجهة العدوان”.

ثلاثة جرحى في استهداف منزل

وفي حادثة أخرى، شن طيران العدوان غارة جوية على منزل أحد المواطنين في منطقة الحجلة بمديرية رازح، ما أسفر عن إصابة ثلاثة من أفراد أسرته بجروح متفاوتة الخطورة.

يقول أحد الجرحى: “صلينا ظهر وطلعنا نتغداء، وخرجنا النسوان من البيت، وإذا بضربة علينا في المجلس، وقلت أطفي الشاشة، وجت الضربة ودخلت في غيبوبة وما عرفت من حولي، وحسين بنفسي بمنزل جارنا واسعفوني على المستشفى”.
تؤكد هذه الغارات الوحشية المتكررة استهداف العدوان بشكل متعمد للمدنيين والبنية التحتية المدنية، وإن استهداف المدنيين أثناء تنقلهم أو في منازلهم جريمة حرب ووصمة عار في جبين المجتمع الدولي، ومنظمات حقوق الإنسان المطلوبين بالتحرك الفوري لوقف العدوان والحصار المتواصل على الشعب اليمني.

24 ديسمبر 2019..44 شهيداً وجريحاً بينهم أفارقة في أبادة جماعية لمدفعية العدوان على سوق الرقو بصعدة:

وفي اليوم ذاته من العام 2019م، أضاف العدوان السعودي الأمريكي، جريمة حرب وإبادة جماعية ضد الإنسانية، بقصف مدفعي كثيف ومتعمد على المتسوقين والباعة في سوق الرقو بمديرية منبه محافظة صعدة، أسفرت عن 24 شهيداً و20 جريحاً، وتدمير للممتلكات والمحال التجارية والبضائع.
مجزرة سوق الرقو.. وجبة دسمة لغارات الإبادة

في يوم بارد من ديسمبر عام 2019، تحول سوق الرقو الصاخب بالحياة والحركة التجارية_ على أحد نقاط الالتقاء بين الأراضي اليمنية والسعودية، ومحطة ترانزيت للمهاجرين والمغتربين والباحثين عن كسب لقمة العيش_ إلى مسرح لجريمة بشعة هزت ضمير الإنسانية، قذائف المدفعية، التي كانت تحمل الموت بدلاً من الرزق، هطلت على المتسوقين والباعة، محولة يومهم العادي إلى كابوس دموي لا ينسى.

بدلاً من أصوات المزايدة والتفاوض، ارتفعت صرخات الألم والاستغاثة، أشلاء بشرية تناثرت في كل مكان، ودماء زاهية لطخت أرض السوق، وجدرانه وخيامه المتواضعة في مشهد مروعاً، لا يمكن وصفه إلا بأنه جحيم على الأرض، وإبادة متعمدة عن سابق أصرار وترصد.

أشلاء الباعة ودماء المتسوّقين، تجسد المشهد ومعظم الضحايا يصعب التعرف عليهم، بما فيهم المهاجرون الأفارقة، وباتت الأسواق على يوميات العدوان وبنك أهدافه المتكررة.

من بين الضحايا، كان هناك الكثير من المهاجرين الأفارقة الذين كانوا يبحثون عن لقمة عيش كريمة في اليمن، ويتحضرون لمواصلة السير باتجاه إراضي مملكة العدوان، هؤلاء البشر البسطاء، الذين فروا من أوطانهم هرباً من الحروب والفقر، وجدوا حتفهم في سوق يمني، ضحايا لوحشية سعودية أمريكية لا نظير لها في العالم.

مجزرة سوق الرقو ليست الأولى من نوعها في اليمن، فمنذ بداية العدوان، تشهد الأسواق والمستشفيات والمدارس اليمنية قصفاً متعمداً يستهدف المدنيين الأبرياء، هذه الجرائم البشعة تكشف عن وحشية لا حدود لها، وتؤكد أن العدوان على اليمن حرب إبادة، تمهد لاحتلال الشعب واذلاله.

أطفال فقدوا آباءهم، ونساء فقدن أزواجهن، وأسر بكاملها شردت، وفقدت مصدر قوتها، الصرخة التي تصدر من قلوبهم هي صرخة ألم صامتة، تنتظر من يسمعها ويعطف عليها، ويوقف المجرمين ويجرهم للمحاسبة العادلة.

يقول أحد الجرحى: “كنا في السوق مثل كل يوم نشتري حاجاتنا، وأول شيء جاء الطيران وحلق فوق السوق وعاد وبعدها قصفونا بالمدفعية”.

جريمة سوق الرقو سبقا عدة جرائم على السوق ذاته بغارات العدوان منذ إعلان هجومه على الشعب اليمني اليمن دون مبررات، ومثلها آلاف جرائم الحرب العالقة في ذاكرة اليمنيين والمهاجرين، وكل أحرار العالم.

24 ديسمبر 2019.. شهيد وجريح بقصف مدفعية مرتزقة العدوان للطفولة في الجوف:

في اليوم والعام ذاته كان الأطفال يلعبون دورهم الطبيعي، رعاة أغنام بريئة، كانت مروج الجوف شاهدة على بسماتهم، وأصوات ضحكاتهم تنسجم مع صفير الرياح، وحركة الرمال الانسيابية بلونها المذهب، ولم يكونوا يعلمون أن هذا اليوم سيغير حياتهم وفيه مرتزقة تابعين لعدو سعودي أمريكي غادر يسعى لاغتيال طفولتهم البريئة، ويرتكب جريمته الجديدة بحقهم، وأن الألعاب التي يحملونها ستتحول إلى أدوات حرب لا يليق بها سوى تقديم الحجة والشاهد إلى العالم.

فجأة، هزت المنطقة دوي انفجارات مدوية لقذائف غادرة سقطت من السماء، حاملة معها الموت والدمار، لم يكن الأطفال سوى أهداف سهلة، فصارت أيديهم الصغيرة التي كانت تمسك بالعصي لتوجيه الأغنام، تحتمي برؤوسهم الصغيرة.

طفل بريء، لم يرتكب ذنبًا سوى أنه ولد في أرض اليمن المليئة بالثروات، والعملاء، والأطماع الاستعمارية، استشهد، وطفل آخر، لم يزد على عمر الزهور، أصيب بجروح بالغة، تحولت لحظات من البراءة والمرح إلى صرخات ألم ودموع حارقة.

أين العدالة من كل هذا؟ أين الرحمة من قلوب من يرتكبون مثل هذه الجرائم؟ أطفال الجوف، الذين كانوا يحلمون بمستقبل مشرق، أصبحوا ضحايا عدوان بربري لم يستثني كبير أو صغير طفل أو رجل مدني أو عسكري، والكل أمامه أهداف للإبادة.

مدفعية المنافقين تقصف القرية، وتهدي الأطفال الذين كانوا يرعون الأغنام قذائف فتاكة، رعاة الحرية يقتلون الأطفال.

يقول والد الطفل الشهيد: “أطفالنا يرعون الأغنام، وامهاتهم معهم، استهدفهم مرتزقة العدوان، واصابهم شظايا هاون، ونقول للمرتزقة أن دماء وأرواح، أبناء الناس لن تذهب هدراً وشعبنا ماضي في معركة التحرير الكبرى، مهما كانت التضحيات”.

هذه ليست مجرد أرقام في إحصائيات الحروب، بل هي قصص حياة قُطعت في مقتبل العمر، قصص أطفال، كانوا يحلمون بأن يصبحوا أطباء، مهندسين، أو معلمين، أو مزارعين كأباءهم، ولكن العدوان شاء لهم أن يكونوا شهداء.

ليت العالم يستيقظ على هذه المأساة، ليت الضمير الإنساني يصحو على صرخات الأطفال الأبرياء، لنجعل من قصتهم نداءً عاجلاً لوقف هذه العدوان العبثية، ولإعادة الأمل إلى قلوب أطفال اليمن خاصة والعالم قاطبة.

24 ديسمبر 2021.. مأساة إنسانية في حي الزبيري إثر غارات عدوانية على صنعاء:

وفي اليوم ذاته من العام 2021م، غارات موزعة على حي الزبيري، بأمانة العاصمة صنعاء، الشارع والمنشآت والبيوت، أسلحة أمريكية استهدفت مخبزا خيري، أضرار في مشفى علياء المجاور، دمار كبير في سيارات المواطنين، نزوح معظم سكان الزبيري، ليالي صنعاء صواريخ وتحليق وضحايا وخراب، في جريمة حرب تضاف على سجل جرائم العدوان السعودي الأمريكي، المستهدف للأعيان المدنية والمدنيين، في اليمن.

شهد حي الزبيري بصنعاء ليلة دامية جديدة، حيث استهدف العدوان الأمريكي السعودي، الشارع العام ومخبزًا خيريًا مجاورًا لمستشفى العلياء، وسط حي مكتظ بالسكان.

أسفرت الغارات عن دمار هائل في المنازل والمحلات التجارية، وتسببت في خسائر فادحة في الممتلكات العامة والخاصة، كما تعرضت سيارات المواطنين لأضرار بالغة، ودُمرت البنية التحتية للحي بشكل كبير، لم يسلم مستشفى العلياء من تداعيات الغارات، حيث تعرض لأضرار مادية، مما يهدد بتعطيل الخدمات الطبية المقدمة للمرضى.

استهداف مخبز خيري يمثل جريمة إضافية في سجل جرائم العدوان، حيث حرم العشرات من أبناء الحي من لقمة العيش، وفاقم من معاناتهم الإنسانية في ظل الحصار والحرب.
دفع القصف العنيف سكان الحي إلى النزوح الجماعي، هربًا من الموت والدمار، تاركين منازلهم وممتلكاتهم، ليعيشوا في خوف ورعب من تكرار هذه الجرائم.

يقول المتضررين: “هذه الأضرار أمام العالم تدلل على أن العدوان الغاشم يهدف لإبادة الشعب اليمني واحتلال أرضه، ولكن نقول له أذا فيه رجولة وشجاعة واجهونا في الجبهات وهناك رجال الرجال، ولن نتراجع عن الصمود في مواجهتهم وأفشال مخططاتهم لو فنينا من الأرض”.

تضاف هذه الجريمة إلى سلسلة طويلة من الجرائم التي يرتكبها العدوان بحق الشعب اليمني، حيث يستهدف المدنيين والبنية التحتية بشكل متعمد، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني، وكل القيم والشرائع السماوية، وما حدث في حي الزبيري هو جزء من مأساة إنسانية تعيشها اليمن، طوال 9 أعوام، ورسالة واضحة للعالم بأن العدوان مستمر في ارتكاب جرائمه بحق المدنيين الأبرياء.

مقالات مشابهة

  • 24 ديسمبر خلال 9 أعوام.. 65 شهيدًا وجريحًا في جرائم حرب لغارات سعوديّة أمريكية على اليمن
  • خلال اجتماعها اليوم.. "محلية النواب" تطالب بإنهاء ترخيص الاتحاد النوعي للرفق بالحيوان
  • عدن.. وزير الخارجية يلتقي مدير الصحة العالمية الذي يزور اليمن لأول مرة
  • محلية النواب تطالب بإنهاء ترخيص الاتحاد النوعي للرفق بالحيوان
  • ما الذي تخشاه دول عالمية وإقليمية من الوضع الجديد بسوريا؟
  • وسم السيسي يعتلي منصات التواصل الاجتماعي .. وهذه حقيقة المظاهرات التي تطالب برحيله
  • منظمات حقوقية تدعو لحفظ الأدلة على "جرائم" الأسد
  • اليمن: انتهاكات الحوثي طالت الجميع ولا يمكن تجاهلها
  • المقابر الجماعية في سوريا تشعل الغضب والمنصات تطالب بمحاسبة الأسد
  • نشر قائمة بأبرز المتورطين في جرائم النظام السوري السابق