شمسان بوست / متابعات

دعت 45 منظمة إقليمية ومحلية معنية بحريات الرأي والتعبير وحقوق الإنسان، السبت، لتحقيق العدالة، ومحاسبة المسؤولين عن كافة الجرائم ضد الصحفيين ونشطاء الاعلام في اليمن، وعدم إفلاتهم من العقاب.

وقالت المنظمات -في بيان مشترك تزامنًا مع اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب في الجرائم المرتكبة بحق الصحفيين الذي يصادف الـ 2 من نوفمبر من كل عام- إن الصحافة في اليمن تمر بأسوأ مرحلة في تاريخها، فخلال عقد كامل لم تتوقف الانتهاكات بحق الصحفيين، في ظل إفلات المرتكبين والمتورطين من العقاب، وقد ساهم ذلك في تصنيف اليمن كثالث أخطر بلد في العالم على حياة الصحفيين وفقاً لمنظمة مراسلون بلا حدود في تقريرها الصادر 2021″، والتي أشارت إلى أن اليمن يحتل المرتبة 154 في حرية الصحافة من أصل180 دولة لعام 2024.


وأضاف البيان “في هذا اليوم، وبينما يحتفي العالم بـ”اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب في الجرائم المرتكبة بحق الصحفيين” يعيش صحفيو اليمن وضعًا مأساويًا وقلقًا عميقًا، لما يواجهونه من عنف وترهيب وقتل على خلفية كتاباتهم وإبداء آرائهم. ساهم في حدته إفلات المرتكبين والمتورطين من العقاب”.

وأعربت المنظمات عن قلقها العميق، حيال ما يتعرض له الصحفيون في اليمن من عنف وترهيب وقتل بسبب آرائهم وكتاباتهم، والذي ساهم في حدتها حالة الإفلات من العقاب السائدة في البلاد.

وقالت “لعدة سنوات، واجه الصحفيون في اليمن مستويات متزايدة من العنف والمخاطر، مـن جهات عدة. بمـا فـي ذلـك الحكومـة اليمنيـة المعترف بها دولياً، وجماعة أنصار الله (الحوثيين)، والمجلس الانتقالي الجنوبـي، والقوات المشتركة، والجماعات المتطرفة، والجماعات المسلحة الأخرى. كما سيطرت مختلف أطراف النزاع على وسائل الإعلام، مما انعكس على شحة المعلومات المستقلة في اليمن”.

وأضافت “خلال السنوات العشر الماضية، كان الصحافيون ضحايا لجرائم وانتهاكات متنوعة، شملت التصفية الجسدية والاحتجاز التعسفي والاختفاء القسري والتعذيب والتضييق على حرية التعبير. وفي جميع الحالات يفلت الجناة من المساءلة والعقاب. وبدلاً عنه، يُقدَّم الضحايا إلى محاكمات جائرة، أمام المحاكم الجزائية المتخصصة- في قضايا الإرهاب وأمن الدولة- وتصدر بحقهم أحكام قاسية تفتقر لأبسط معايير التقاضي العادل والنزيه، ناهيك عن كون تلك المحاكم غير مختصة بقضايا الصحافة والنشر”.

وشدد البيان على أن “هذه الانتهاكات تُضعف من دور الإعلام في بناء مجتمع ديمقراطي، وتحد من إمكانية الوصول إلى المعلومات التي يحتاجها المواطنين”.

ولفت التقرير إلى أن المنظمات المنضوية في تحالف “ميثاق العدالة”، ونقابة الصحفيين اليمنيين، وثقت خلال عقد من الزمن، أكثر من 3000 انتهاك تعرض له الصحفيون والمؤسسات الإعلامية والناشطين الإعلاميين.



وفي هذا السياق ذكّر التقرير بما أورده مرصد الحريات الإعلامية في تقريره للعام 2023 الذي أعلن فيه أنه وثق خلال تسع سنوات فقط أكثر من 2515 انتهاك، وتقرير لنقابة الصحفيين الذي كشف عن 1700حالة انتهاك واعتداء قد وقعت ضد الصحفيين منذ بدء الحرب، بمافي ذلك قتل 45 صحافيا بينهم صحفيتان، وإيقاف 165 وسيلة إعلام وحجب قرابة 200 موقع الكتروني محلي وعربي ودولي.



كما أورد تقرير منظمة صدى التي وثقت أكثر من 60 حالة قتل لصحفيين وعاملين في وسائل الاعلام، وكدليل على تفشي الإفلات من العقاب، فإن 44 من حالات القتلى قد أفلت مرتكبوها من العقاب وحُرم الضحايا من الانتصاف.



وقالت المنظمات: “وفي الوقت الذي نطالب فيه بتحقيق العدالة، وعدم إفلات المتورطين من العقاب، ومحاسبة المسؤولين عن كافة الجرائم ضد الصحفيين ونشطاء الاعلام، وبدلاً من توفير سبل الحماية التي تساعدهم للعمل من أجل الحقيقة، نشهد توحشاً غير معهود، وكأن الجحيم المستمر ضد الصحفيين قد بدأ للتو”.

ولفت البيان إلى ما أقدمت عليه جماعة الحوثي مؤخراً من اختطاف للصحفي محمد المياحي وحكمها بالإعدام بحق الصحفي طه المعمر ومصادرة ممتلكاته، وإعادة محاكمة أربعة صحفيين سبق وأن أُفرج عنهم بصفقة تبادل برعاية أممية، مؤكدة أن “هذه الممارسات التعسفية تكشف عن النهج الوحشي والقمعي الذي تتبعه جماعة الحوثيين ضد الصحفيين، مما أدى إلى تصحر مناطقهم من الصحافة المستقلة والحزبية”.



وفي المقابل أورد التقرير الانتهاكات التي طالت الصحفيين في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية وأبرزها تقديم سبعة صحفيين ونشطاء للمحاكمة بتهمة خطيرة، أمام المحكمة الجزائية المتخصصة باعتبارهم فارين من وجه العدالة، في قضية مقتل العميد عدنان الحمادي قائد اللواء 35، مما يعكس حالة من المخاطر التي تحول دون ممارستهم لعملهم بحرية.



وقال المنظمات “في هذا اليوم نود أن نشيد بشكل خاص بأولئك الصحفيين الذين لا تزال أسرهم تنتظر العدالة ومحاسبة المتورطين بقتلهم. علينا التذكير بأن الإفلات من العقاب لا يمثل فقط فشلاً في محاسبة الجهات المعتدية، بل يشجع أيضاً على استمرار هذه الممارسات. لذا يتطلب من أطراف النزاع الالتزام بضمان أن تكون مؤسسات العدالة ومؤسسات إنفاذ القانون، محايدة ولا تخضع للتأثير على قراراتها”.



وأضافت “يجب على المجتمع الدولي تكثيف جهوده عبر الآليات الدولية التي تحمي حرية الصحافة، ومحاسبة مرتكبي هذه الانتهاكات، وتعزيز دور المدافعين عن حقوق الإنسان لإنهاء الإفلات من العقاب”.

المصدر: شمسان بوست

كلمات دلالية: الإفلات من العقاب ضد الصحفیین فی الیمن

إقرأ أيضاً:

منظمات ماليزية: لا يبْرئ جراح الفلسطينيين سوى التحرير

كوالالمبور- ربما تكون عبارة "ماذا بعد وقف إطلاق النار؟" الأكثر تداولا على لسان قادة المنظمات والأحزاب والمؤسسات الماليزية المناصرة للقضية الفلسطينية.

وقد اختصر محمد جمال الدين بن شمس الدين، مسؤول التنسيق في ائتلاف المنظمات الإسلامية، الإجابة بقوله إن "ما ينتظره الشعب الفلسطيني هو التحرير، وإن نجاح الشعوب الحرة في دعم الشعب الفلسطيني يقاس بمدى الاقتراب من تحقيق هدف التحرير والاستقلال".

وأضاف ابن شمس الدين، في تصريح للجزيرة نت، أن المساعدات الإنسانية وتضميد الجراح بعد حرب إبادة استمرت 471 يوما لن تمنع الاحتلال من العودة لارتكاب الجرائم سواء في غزة أو في مكان آخر من فلسطين، لا سيما أن عمليات قوات الاحتلال تكثفت في الضفة الغربية بعد الإعلان عن وقف إطلاق مباشرة في غزة.

من مؤتمر خصص لمناقشة دور ماليزيا في دعم فلسطين بعد إعلان وقف إطلاق النار (الجزيرة) إغاثة وتحرير

جاء حديث الناشط الماليزي للجزيرة نت في أعقاب مؤتمر شارك فيه عشرات القادة لمؤسسات المجتمع المدني الماليزي، خُصص لمناقشة الدور الماليزي بعد إعلان وقف إطلاق النار.

وفي بيان ألقاه البروفيسور حفيظي محمد نور مستشار مؤسسة "ماي كير" ورئيسها السابق، وهي أكبر منظمة خيرية مستقلة في ماليزيا، أعربت الشخصيات والمنظمات المشاركة في المؤتمر عن أملها في أن يُلزم المجتمع الدولي الاحتلال ببنود اتفاق وقف إطلاق النار، والحيلولة دون وضعه عوائق لإيصال المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني ورفع الحصار عن قطاع غزة نهائيا.

وثمنت عشرات المنظمات المشاركة في المؤتمر الجهود التي بذلتها الحكومة والمنظمات الماليزية، التي سارعت لنجدة الشعب الفلسطيني إنسانيا في أثناء حرب الإبادة، وأشادت بموقف رئيس الوزراء أنور إبراهيم بإصراره على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإنهاء الاحتلال.

دعت منظمات ماليزية لتعزيز مقاطعة الشركات والمؤسسات الداعمة للاحتلال (الجزيرة)

وطالب البيان المجتمع الدولي بمجموعة من إجراءات، قال إنها تضمن عدم عودة الاحتلال لمواصلة ارتكاب ما وُصفت بأكبر جريمة إبادة في تاريخ الإنسانية، والتأسيس لسلام دائم في الشرق الأوسط، ومن هذه الإجراءات:

إعلان محاكمة قادة الاحتلال السياسيين والعسكريين على جرائمهم بحق الإنسانية، وقد أشاد البيان بقراري محكمة العدل الدولية ومحكمة الجنايات الدولية، الخاصين بالحرب على غزة، لكنه أردف بأن إفلات إسرائيل وقادتها من العقاب يهدد الأمن والسلام العالميين. وقف تزويد الاحتلال بالسلاح، خاصة من قبل الدول الغربية الراعية للاحتلال على رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا. إعادة الإعمار، إذ شدد البيان على ضرورة الإسراع في عملية إعادة إعمار ما دمره الاحتلال، وحذر من أن التأخير يساهم في إستراتيجية الاحتلال بحرمان الشعب الفلسطيني من حياة كريمة ومستقرة. مساندة جهود استقلال فلسطين، وتعهدت المنظمات الماليزية بمواصلة جهودها السياسية والاقتصادية والاجتماعية لدعم الشعب الفلسطيني من أجل تحرير بلاده ومقدساته، معتبرة أن أي جهد يدعم هذا الهدف واجب إنساني وقانوني، بما في ذلك دعم تعزيز مقاطعة الشركات والمؤسسات الداعمة للاحتلال، لا سيما الشركات التي تدعم الاستيطان وتقدم التكنولوجيا للاحتلال من أجل مراقبة الفلسطينيين والسيطرة عليهم.

حقوق واحدة

من ناحيتها، دانت مفوضية حقوق الإنسان المستقلة في ماليزيا تصريحات مسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي اعتبرت فلسطين "حقا توراتيا" لليهود. وقالت المفوضية، في بيان، إن تصريحات إليس ستيفياك أمام لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس تهدد بتدمير الميثاق العالمي لحقوق الإنسان.

وستيفياك هي المرشحة لمنصب مندوب أميركا الدائم لدى الأمم المتحدة.

ورفضت مفوضية حقوق الإنسان ربط مبادئ حقوق الإنسان العالمية بدين معين، وقالت إن جميع مواثيق حقوق الإنسان العالمية تؤكد أن حقوق الإنسان واحدة عابرة للجغرافيا بغض النظر عن الدين والمعتقد.

وأعربت المفوضية -المعروفة اختصارا باسم "سوهاكام"- عن قلقها الشديد من مواصلة قوات الاحتلال قتل المدنيين الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، وطالبت المجتمع الدولي بمعالجة جذور الصراع الكامنة في الاحتلال والتمييز العنصري، وقالت إن أي حل للقضية يستثني حق تقرير المصير والمبادئ العالمية لحقوق الإنسان مصيره الفشل واستمرار عدم الاستقرار في المنطقة والعالم.

تواصل حركة مقاطعة إسرائيل (بي دي إس) في ماليزيا الضغط على الهيئات الحكومية (الجزيرة) حركة المقاطعة

من ناحيتها، تعهدت حركة مقاطعة إسرائيل (بي دي إس) بمواصلة الضغط على الهيئات الحكومية والخاصة من أجل إجبارها على وقف التعامل مع الشركات التي تمد الاحتلال بالسلاح والمال والتكنولوجيا.

إعلان

وتجمع عشرات النشطاء أمام ناطحة سحاب تضم مكاتب شركة "سيام دربي" وهيئة الاستثمارات الماليزية، للمطالبة بوقف التعامل مع شركة "كتر بيلار" الأميركية المصنعة للجرافة "دي 9" (D9)، التي يعتمد عليها الاحتلال في تدمير منازل الفلسطينيين، وإقامة المستوطنات على الأراضي الفلسطينية المصادرة.

وقال الناشط في حركة بي دي إس هشام الدين رئيس إن الحراك لن يتوقف في ماليزيا ما لم تتوقف الشركات الحكومية والخاصة عن التعامل مع الشركات التي تزود إسرائيل بالمعدات المستعملة في ارتكاب جرائم الإبادة.

أما البروفيسور أول الدين شهرول، أستاذ هندسة الميكانيك في جامعة التكنولوجيا الماليزية "يو تي إم" ورئيس مركز التميز لفلسطين في كوالالمبور، فقال إن جرافات "كاتر بيلار" أصبحت أهم الأدوات التي يستعملها الاحتلال في مشروعه لضم الضفة الغربية.

وأضاف أن تورط شركة كاتر بيلار في جرائم الاحتلال بدأ مع النكبة عام 1948، وظهر بجلاء في حرب الإبادة في غزة، وأن الماليزيين الذين يدعمون حق إقامة الدولة الفلسطينية سوف يواصلون ضغطهم على الشركات التي تناقض هذا الهدف.

ممثلو منظمات ماليزية تدعم فلسطين يرفضون التعامل مع الشركات المساندة للاحتلال (الجزيرة)

وأجمع ممثلو المنظمات الماليزية الذين شاركوا في وقفة احتجاجية بعد ظهر الجمعة على رفض تلطيخ أيديهم بدم الفلسطينيين من خلال التعامل مع الشركات التي تساند الاحتلال وجرائمه.

وعن مبررات الحكومة في عدم الاستجابة لمطالب مقاطعة الشركات العالمية الداعمة للاحتلال، قال محمد نظري إسماعيل رئيس حركة مقاطعة إسرائيل للجزيرة نت، إن هذه الشركات تتذرع بالعوامل الاقتصادية، وتتخوف من ردود فعل اقتصادية وسياسية غربية على إجراءات عملية مثل مقاطعة الشركات الأميركية.

وأضاف -في حديث للجزيرة نت- أن لدى الحكومة الماليزية كثيرا من البدائل، مثل الجرافات الصينية واليابانية والأوروبية التي قد تتفوق على مثيلاتها الأميركية، ولكنها تقول إن هذا قد يتسبب لها بتراجع الأرباح. ويرد المتحدث نفسه على زعم حكومة بلده بالقول "لا يمكن التضحية بأرواح الفلسطينيين مقابل الأرباح المادية".

إعلان

في حين حذر تيان تشواه رئيس سكرتارية التضامن مع فلسطين من استمرار السماح للشركات الماليزية الكبرى في المساهمة بأرباح شركات متورطة "أيديها ملوثة بدم الفلسطينيين، بينما تدعي ماليزيا أنها مناصرة للحق الفلسطيني وتدين جرائم الاحتلال".

مقالات مشابهة

  • 26 يناير خلال 9 أعوام.. جرحى وتدمير ممنهج لمنشآت خدمية وإعلامية وأبراج الاتصالات في جرائم حرب لغارات العدوان على اليمن
  • تظاهرة في السويد تطالب بمحاسبة المسؤولين الصهاينة عن الإبادة الجماعية في غزة
  • الصفدي يكشف حقيقة منع أردنيين مفرج عنهما من دخول المملكة
  • السويد.. تظاهرة تطالب بمحاسبة المسؤولين الصهاينة عن الإبادة الجماعية في غزة
  • عفو ترامب عن المتورطين بشغب "الكابيتول" يثير غضب القضاة
  • جرائم متصاعدة في إب.. حرائق حوثية تلتهم سيارة مغترب وأحد الشقق التي يسكنها نساء وأطفال
  • الإيزيديون يرفضون قانون العفو العام: يتيح لعناصر داعش الإفلات من العقاب
  • 8 منظمات حقوقية تدين إطلاق إيطاليا سراح أسامة نجيم
  • منظمات ماليزية: لا يبْرئ جراح الفلسطينيين سوى التحرير
  • اليمن.. ضبط 47 متهما على ذمة قضايا جنائية مختلفة في المناطق المحررة