تشير الأبحاث إلى أن الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد "إيه إس دي"(ASD) يواجهون صعوبات ملحوظة في مهارات التوازن، مثل الوقوف على ساق واحدة. وتظهر الدراسات أن هؤلاء يظهرون عدم استقرار أكبر في توازنهم مقارنة بأقرانهم من غير المصابين. ووفقًا لجمعية الطب النفسي الأميركية، يؤثر اضطراب طيف التوحد على مجالات متعددة، بما في ذلك التواصل والسلوك، والقدرة على التحكم في الحركة.

عملية الحفاظ على التوازن دمج المعلومات الحسية وتفاعل مناطق مختلفة من الدماغ (شترستوك)

وعلى الرغم من أن المهارات الحركية دون المستوى الأمثل لا تعتبر سمة أساسية لاضطراب طيف التوحد، إلا أن الأطباء والباحثين يدركون جيدًا العجز الحركي في اضطراب طيف التوحد.

التوحد واضطراب التنسيق التطوري

توجد علاقة وثيقة بين اضطراب طيف التوحد واضطراب التنسيق التطوري "دي سي دي" (DCD) المعروف أيضا باسم "عسر الحركة". وتشير الأبحاث إلى أن الأطفال المصابين به يواجهون صعوبات في تنسيق الحركات، مما ينعكس سلبًا على تفاعلهم الاجتماعي والمشاركة بالأنشطة البدنية. وفي دراسة نشرت في "مجلة اضطرابات الطفولة" عام 2017، تم تأكيد أن الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد لديهم مهارات حركية دقيقة أقل من غير المصابين، مما يؤدي إلى تقليل فرصهم في اللعب والمشاركة بالأنشطة الجماعية.

علاقة وثيقة تربط اضطراب طيف التوحد باضطراب التنسيق التطوري (دويتشه فيلله) فهم الصعوبات الحركية

تتعلق الصعوبات الحركية بالتفاعل بين الحواس والتخطيط الحركي. وأظهرت الأبحاث أن معالجة المعلومات تتأثر في جميع هذه المستويات عند الأطفال المصابين بالتوحد. ويعد الوقوف بشكل مستقيم، على سبيل المثال، مهارة حركية أساسية تتطلب تحكمًا دقيقًا في الوضعية للحفاظ على التوازن. ووفق دراسة في "مجلة الأبحاث في تطوير الطفل" (عام 2019) يعد التحكم في الوضعية عملية معقدة تتضمن تكامل المعلومات الحسية من العين والأذن الداخلية والعضلات.

وتتطلب عملية الحفاظ على التوازن دمج المعلومات الحسية وتفاعل مناطق مختلفة من الدماغ، مثل القشرة الحركية والمخيخ. وقد أظهرت دراسة سابقة نشرت في "مجلة العلوم العصبية" (عام 2016) أن الأطفال المصابين بالتوحد يميلون إلى وزن غير متساوٍ على ساق واحدة، مما يشير إلى تحديات في معالجة المعلومات الحسية والتخطيط الحركي.

التفاوت الفردي في الأداء

لا يُظهر جميع الأطفال المصابين بالتوحد صعوبات كبيرة في الوقوف على ساق واحدة. وتختلف مظاهر اضطراب طيف التوحد من فرد إلى آخر، وقد يكافح الأطفال الأصغر سنًا بشكل طبيعي مع هذه المهارة. وفي دراسة نشرت في "مجلة الطب النفسي للأطفال والمراهقين" (عام 2018) تم التأكيد على أهمية التمارين والتدريب لتحسين مهارات التوازن لدى الأطفال المصابين بالتوحد، حيث أظهرت التدخلات السلوكية نتائج إيجابية في تحسين الأداء الحركي.

المدة المثالية للوقوف على ساق واحدة تختلف حسب الفئة العمرية (شترستوك) المدة المثالية للوقوف على ساق واحدة

تختلف المدة المثالية للوقوف على ساق واحدة حسب الفئة العمرية:

الأطفال (3-12 سنة):

الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة (3-5 سنوات) يمكنهم الوقوف لمدة 5-10 ثوانٍ.

الأطفال الأكبر سنًا

(12-6 سنة) يمكنهم الوصول إلى 15-30 ثانية.

المراهقون والبالغون:

يُعتبر 30 ثانية إلى دقيقة واحدة معيارًا جيدًا، وفقًا لدراسة نُشرت في "مجلة علم النفس الرياضي" (عام 2020).

وتُعتبر هذه المعايير إرشادات عامة، ويجب أن يؤخذ في الاعتبار أن القدرات الفردية قد تختلف. وينصح بممارسة تمارين التوازن بانتظام لتحسين هذه المهارة وتعزيز الصحة العامة.

وتعد صعوبات التوازن جزءا مهما من تجربة الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد. ومن خلال فهم هذه التحديات وتوفير الدعم المناسب، يمكن تحسين جودة حياة هؤلاء وتعزيز مهاراتهم الاجتماعية والبدنية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الأطفال المصابین بالتوحد اضطراب طیف التوحد على ساق واحدة

إقرأ أيضاً:

«خلوة الصغار» تحتفي بيوم الطفل العالمي

أبوظبي: ميثا الآنسي
احتفاءً بيوم الطفل العالمي، نظم المجلس الأعلى للأمومة والطفولة بمقره بأبوظبي فعالية «خلوة الصغار»، جمعت خلالها الأطفال في ورش وجلسات تهدف إلى تنمية وعيهم وإثراء معارفهم وصقل مهاراتهم.
حضر الفعالية علياء بنت عبدالله المزروعي، وزيرة دولة لريادة الأعمال، والريم بنت عبدالله الفلاسي الأمين العام للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة، وأحمد طالب الشامسي الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات، والدكتورة نجاة معلا مجيد الممثلة الخاصة لأمين عام الأمم المتحدة المعنية بالعنف ضد الأطفال، ومجموعة من الشخصيات المتخصصة في مختلف المجالات، الذين أثروا الفعالية بتجاربهم وخبراتهم، مقدمين محتوى مميزاً يتناسب مع اهتمامات وتطلعات الأطفال.
بدأت الفعالية بجلسة الابتكار وتطوير مهارات ريادة الأعمال، قدمتها علياء بنت عبدالله المزروعي، وزيرة دولة لريادة الأعمال، حيث أكدت من خلالها أهمية الريادة والابتكار في العصر الحالي، مع تشجيع الأطفال على التفكير في كيفية تحويل أفكارهم إلى مشاريع ملموسة، وشهدت الجلسة عصفاً ذهنياً لطرح أفكار لمشاريع مبتكرة، حيث تم تقسيم الأطفال إلى مجموعات لتطوير خطة عمل مبسطة لمشروع يتم اختياره، مع تقديم كل مجموعة مشروعها بطريقة مبتكرة، ما ساعد في تعزيز مهاراتهم في العرض والتواصل.
وقالت الريم بنت عبدالله الفلاسي: إن تنظيم خلوة الصغار يأتي ضمن جهود المجلس الأعلى للأمومة والطفولة لتمكين الأطفال وإشراكهم في حوارات بناءة تفتح أمامهم آفاق المستقبل، ونسعى من خلال هذه الفعالية التي تتزامن مع يوم الطفل العالمي إلى توفير منصة ملهمة للأطفال لطرح أفكارهم، وتطوير مهاراتهم، والتعرف إلى مجالات جديدة تلامس حياتهم، من الذكاء الاصطناعي والرياضة إلى الأمان الرقمي والفن وغيرها.
وأكدت بأن هذه الفعالية تعد نموذجاً لتعاون مختلف القطاعات لإثراء تجارب الأطفال، حيث شارك نخبة من الخبراء والشخصيات المؤثرة لإلهام الجيل الناشئ، ورأينا تفاعل الأطفال واهتمامهم الكبير بما تم تقديمه، وهذا يعكس رغبتهم الحقيقية في التعلم وتنمية مهاراتهم.
وصرحت بأن المجلس الأعلى للأمومة والطفولة سيواصل عمله لتقديم المبادرات التي تدعم حقوق الأطفال وتلبي احتياجاتهم، وتوفير بيئة ملهمة وآمنة تتيح لهم تنمية مواهبهم وقدراتهم والمساهمة في تطوير مجتمعاتهم، ويأتي ذلك ضمن إطار رؤيتنا الوطنية لتمكين الأجيال المقبلة.
وسلطت جلسة العمل المجتمعي، التي قدمها أحمد طالب الشامسي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات، الضوء على أهمية التطوع والعمل الاجتماعي في تعزيز الشعور بالمسؤولية تجاه المجتمع، وتضمن البرنامج أفكاراً لمشاريع مجتمعية صغيرة بإشراك الأطفال، لتعزيز قدرتهم على التفكير الإبداعي وإيجاد حلول للتحديات المجتمعية.
كما تضمنت الخلوة جلسة حول الذكاء الاصطناعي وتأثيره في المستقبل، وقدمها عيسى المناعي، والتي استهدفت تعريف الأطفال بمفهوم الذكاء الاصطناعي وأثره في حياتهم اليومية، حيث تم استعراض تطبيقات تفاعلية للذكاء الاصطناعي يمكن للأطفال استخدامها، مع نقاش جماعي حول كيفية توظيف التكنولوجيا بشكل إيجابي في التعليم وتطوير المهارات، وقدم الأطفال أفكارهم حول استخدام التكنولوجيا لتحسين حياتهم اليومية.

مقالات مشابهة

  • أستاذ طب نفسي: سمة «العند» تكثر في مرحلة الطفولة
  • كم تستطيع الوقوف على ساق واحدة؟.. اختبار يكشف أمورا خطيرة عن صحتك
  • التعليم والصحة على رأس الأولويات لدى الأطفال المغاربة حسب استطلاع رأي
  • تعليم كفر الشيخ يحتفل بيوم الطفولة
  • وزير الشباب والرياضة يهنئ نشء مصر بمناسبة يوم الطفل العالمي
  • الإمارات تحتفي باليوم العالمي للطفل
  • شرطة أبوظبي‬⁩ تحتفي بيوم الطفل العالمي
  • «خلوة الصغار» تحتفي بيوم الطفل العالمي
  • يوم الطفل العالمي.. تقرير فلسطيني عن الأطفال المعتقلين لدى إسرائيل
  • الملكة رانيا عن يوم الطفل العالمي: هل هو لكل الأطفال حقا؟