البقاع- تبدو بعلبك مدينة الشمس اللبنانية -اليوم- حزينة بعد أن خلفت فيها آلة الاحتلال الإسرائيلي العسكرية دمارا مهولا في بيوتها ومجازر بحق سكانها المدنيين لن تنسى، وفرضت نزوحا قسريا على الآلاف منهم.

فلماذا يستهدف الاحتلال بعلبك رغم بعدها عن الجنوب؟ ولماذا طلب من السكان إخلاءها؟

يجيب منسق الحكومة السابق لدى قوات حفظ السلام الأممية في لبنان (يونيفيل) المحلل العسكري العميد منير شحادة بأن المقاومة انطلقت من بعلبك والهرمل وهي تشكل خط عبور الإمدادات من إيران إلى العراق فسوريا ثم لبنان، لذلك هي مدينة هامة بالنسبة للمقاومة.

وأضاف للجزيرة نت أن إسرائيل تمكنت من قصف بعض مخازن صواريخ كاتيوشا في بعلبك والهرمل، لكنها فشلت في ضرب القدرة الصاروخية لحزب الله، الأمر الذي دفعها إلى شن حرب تدمير للأحياء السكنية والبنى التحتية في البقاع الشمالي برمته "انتقاما من بيئة المقاومة".

العميد شحادة: المقاومة اللبنانية انطلقت من مدينة بعلبك (الجزيرة) مجازر متعمدة

وبشأن أهداف إسرائيل من القصف العنيف والدموي لبيئة حزب الله، يرى العميد شحادة أنها "تدعي استهداف مواقع عسكرية وهو غير صحيح، لأنها تقصف مدنيين وتقتل أطفالا ونساء لتأليب بيئة المقاومة، وهذا لن ينجح، فغزة والجنوب والضاحية الجنوبية أمثلة على ذلك".

وحذر من أن مجازر إسرائيل في بعلبك والهرمل "متعمدة لتهجير سكانها بصورة نهائية" وأوضح أن المقاومة والحكومة اللبنانية شكلتا لجان متابعة ميدانية لاستيعاب الوضع الذي تسبب به العدوان الإسرائيلي. وباعتقاده فإن هذه الاعتداءات لن تتوقف في القادم من الأيام انطلاقا من "مخطط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي تحدث فيه عن مشروع شرق أوسط جديد".

ياغي يؤكد أن إسرائيل تستهدف المباني السكنية والمدنيين في بعلبك (الجزيرة)

بدوره، قال عضو نقابة الصحافة في لبنان صبحي ياغي، وهو أحد أبناء بعلبك، إن المدينة -في البداية- كانت تتعرض لغارات جوية متفرقة، في قراها وبلداتها المحيطة أو التابعة لها إداريا. وتزعم إسرائيل أنها تستهدف مواقع لحزب الله بينما الواقع يؤكد تدمير طيرانها مباني سكنية وبنى تحتية ومواقع أثرية.

وأوضح أن البعض اعتبر أن سياسة تهجير سكان بعلبك تصب في الأهداف ذاتها من وراء تهجير أهالي الجنوب وجنوب البقاع الغربي والضاحية الجنوبية، أي مواصلة الضغط على بيئة حزب الله وبالتالي زيادة الإرباك على صعيد الداخل اللبناني. بينما برز رأي آخر يقول إن الهدف هو أن إسرائيل تنوي تكثيف الضربات على مواقع بالمنطقة يُعتقد أنها أساسية في بنية الحزب العسكرية.

عواضة يرى أن إسرائيل تريد إيجاد فجوة بين حزب الله وبيئته الحاضنة (الجزيرة) فجوة

من جانبه، يرى عضو تجمع أبناء بعلبك المهندس حكمت عواضة أن إسرائيل تريد إيجاد فجوة واسعة بين حزب الله وبيئته الحاضنة "فالمشروع واضح جدا، دخلنا مرحلة معقدة بفعل اتساع هذا النهج المدمر من قبل العدو الإسرائيلي الذي ينفذ مشروعه عبر خطين متوازيين: إنذارات بإخلاء المنازل والأحياء من جهة، وقصف وتدمير من جهة ثانية".

وما يخشاه -كما يقول للجزيرة نت- هو إطالة أمد الحرب، مما يعني مزيدا من الدمار ومن نزوح الأهالي ومن الأزمات الاقتصادية والاجتماعية بين النازحين والمضيفين على حد سواء.

وعن مصير سكان بعلبك في قادم الأيام، يرى عواضة أن المسألة مرهونة بتوقف العدوان الإسرائيلي "وغير ذلك، فنحن أمام أيام سوداء سواء على صعيد الوضع الميداني في بعلبك والهرمل وقرى البقاع الشمالي، أو الواقع الاقتصادي المزري لآلاف المهجرين الذين غادروا منازلهم المتواضعة إلى شتات داخلي لا قرار له حتى اليوم".

ولكن متى تتوقف الحرب؟ سؤال يطرحه الأهالي خاصة الذين نزحوا عن بيوتهم وأرزاقهم إلى أماكن أكثر أمنا، وهل هناك مؤشرات تشي بحدوث تطورات إيجابية؟

مرتضى: إسرائيل ترفض تطبيق القرار 1701 عكس لبنان (الجزيرة) كارثة إنسانية

يقول المحلل السياسي يوسف مرتضى للجزيرة نت "لدينا مصلحة بتوقف الحرب لأنها عبء كبير على حزب الله وعلى كل اللبنانيين، وخاصة منهم تلك الشريحة الواسعة التي تركت منازلها سواء في الجنوب والضاحية أو بعلبك والهرمل".

وأوضح أن الجانب اللبناني أكد استعداده لتطبيق القرار 1701 و"لكن على ما يبدو وحسب الواقع، فإن العدو الإسرائيلي لم يوافق، بل هو مستمر في عدوانه الهمجي والدموي على لبنان وخاصة بعلبك والهرمل والقرى التي تتبعهما إداريا". وأضاف أن الاحتلال وضع نصب عينه هدفين: الأول نزع سلاح حزب الله، والثاني عودة المستوطنين إلى المستوطنات المتاخمة للحدود اللبنانية الفلسطينية المحتلة".

وأشار مرتضى إلى "قرار أميركي غربي تنفذه إسرائيل بضرب حلفاء طهران في المنطقة" وهذا -برأيه- لن يتوقف قبل معرفة توجهات الإدارة الأميركية الجديدة، "فإيران تريد اتفاقا مع الولايات المتحدة بشأن قضايا كثيرة وفي مقدمتها ملفها النووي، فهل تذهب واشنطن إلى حل على هذا الصعيد، أم أن قرار شطب حلفاء طهران مستمر؟ الجواب مرهون بتوجهات هذه الإدارة المرتقبة".

وعن مصير النازحين وخريطة توزعهم، أوضح مرتضى أن غالبيتهم لجؤوا إلى دير الأحمر، وعيناتا الأرز، والفاكهة، ورأس بعلبك، وعرسال، وزحلة، وجب جنين، وبر الياس، وقب الياس في محافظة البقاع، وبعض أحياء بيروت الآمنة، في حين هاجرت أعداد كثيرة نحو سوريا والعراق.

وختم "نحن أمام كارثة إنسانية كبيرة، لقد تجاوز عدد النازحين 100 ألف مواطن، وعودتهم مرهونة بتوقف العدوان. أما إذا طالت فترة النزوح، فسنكون أمام تحديات اقتصادية واجتماعية مضاعفة خاصة أننا على أبواب الشتاء وما يتطلبه من استعدادات كبيرة ومتنوعة من مسكن ولباس وأغطية وفرش وغذاء ورعاية صحية".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات أن إسرائیل فی بعلبک حزب الله

إقرأ أيضاً:

قتيلان بغارات إسرائيلية على البقاع شرقي لبنان

اعترف الجيش الإسرائيلي اليوم الجمعة بأنه ضرب الليلة الماضية مواقع في سهل البقاع شرقي لبنان قائلا إنها أهداف لحزب الله، مما يعد خرقا لاتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وأفادت وزارة الصحة اللبنانية بأن الغارات أدت إلى مقتل شخصين وإصابة 10 آخرين.

وقال الجيش الإسرائيلي -في بيان- إن طائراته ضربت "أهدافا لحزب الله في البقاع كانت تشكل تهديدا"، مؤكدا التزامه باتفاق وقف إطلاق النار.

وأوضح البيان أن بين المواقع المستهدفة "بنية تحتية تحت الأرض تستخدم لتطوير وصناعة أسلحة" ومنشآت "على الحدود السورية اللبنانية يستخدمها حزب الله لتهريب الأسلحة إلى لبنان".

وأضاف أنه اعترض أمس الخميس مسيّرة أطلقها حزب الله أثناء توجهها نحو إسرائيل، معتبرا أن ذلك انتهاك للتفاهمات مع لبنان.

وأكدت وزارة الصحة اللبنانية أن الغارات الإسرائيلية في محيط بلدة جنتا بالبقاع قرب الحدود السورية أسفرت عن مقتل شخصين وإصابة 10 آخرين.

من جانبها، أفادت وكالة الأنباء اللبنانية بأن الطائرات الإسرائيلية أغارت عند الثالثة من بعد منتصف الليل بالتوقيت المحلي على السلسلة الشرقية في البقاع.

وأوضحت الوكالة أن الطائرات الإسرائيلية شنت غارتين على منطقة وادي خالد في عكار، الغارة الأولى استهدفت شاحنة محملة ببطاريات وخردة بمنطقة الواويات، والأخرى استهدفت معبر جب الورد.

آثار قصف الاحتلال على شاحنة عند معبر وادي الواويات في منطقة وادي خالد على الحدود السورية اللبنانية فجر اليوم#Thread #Syria #Iran #IRGC #Israel #Lebanon #Hezbollah #IDF #USA #Yemen #Iraq #France #Russia #Trump #Russia #Turkey #UAE pic.twitter.com/TPoiboNZr5

— TRIPOLI PRESS /صحافة طرابلس???????? (@tripolipresslb) January 31, 2025

إعلان استمرار الخروقات

وأمس الخميس، ارتكب الجيش الإسرائيلي 15 خرقا لوقف إطلاق النار في لبنان، ليرتفع الإجمالي منذ بدء سريان الاتفاق قبل 66 يوما إلى 823 خرقا.

وحسب أخبار متفرقة نشرتها وكالة الأنباء اللبنانية، تركزت الخروقات الإسرائيلية للاتفاق في أقضية مرجعيون وبنت جبيل وحاصبيا بمحافظة النبطية (جنوب)، وقضاء صور في محافظة الجنوب.

وشملت الخروقات هجمات بمسيّرات وعمليات تفجير وتجريف لمنازل ومبانٍ، وإطلاق قذائف مدفعية وقنابل مضيئة وصاروخ اعتراضي، وتمشيطا بأسلحة رشاشة، وإحراق مزرعة للدواجن.

وحتى اليوم، خلفت خروقات الجيش الإسرائيلي للاتفاق 64 قتيلا و253 جريحا، وفق إحصاء لوكالة الأناضول استنادا إلى بيانات رسمية لبنانية.

مقالات مشابهة

  • بيروت.. وزير الخارجية المصري يطالب بانسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي اللبنانية
  • لبنان: شهيدان و10جرحى في غارة إسرائيلية على البقاع
  • الجيش الإسرائيلي: إطلاق صاروخ اعتراضي نحو هدف جوي في منطقة زرعيت شمالي إسرائيل
  • قتيلان بغارات إسرائيلية على البقاع شرقي لبنان
  • استمرار خروقات جيش الاحتلال الإسرائيلي في لبنان.. غارات تستهدف مقرات حزب الله
  • الصحة اللبنانية: مقتل اثنين بالغارة الإسرائيلية الأخيرة على البقاع
  • بيان من إسرائيل بشأن الضربات في شرق لبنان
  • الجيش الإسرائيلي يقصف أهدافاً تابعة لحزب الله في البقاع
  • سلاح الجو الإسرائيلي يقصف أهدافا لحزب الله في البقاع
  • من جديد.. جيش الاحتلال يهاجم حزب الله في البقاع