ما علاقة بعلبك بالمقاومة اللبنانية ولماذا تستهدفها إسرائيل؟
تاريخ النشر: 2nd, November 2024 GMT
البقاع- تبدو بعلبك مدينة الشمس اللبنانية -اليوم- حزينة بعد أن خلفت فيها آلة الاحتلال الإسرائيلي العسكرية دمارا مهولا في بيوتها ومجازر بحق سكانها المدنيين لن تنسى، وفرضت نزوحا قسريا على الآلاف منهم.
فلماذا يستهدف الاحتلال بعلبك رغم بعدها عن الجنوب؟ ولماذا طلب من السكان إخلاءها؟
يجيب منسق الحكومة السابق لدى قوات حفظ السلام الأممية في لبنان (يونيفيل) المحلل العسكري العميد منير شحادة بأن المقاومة انطلقت من بعلبك والهرمل وهي تشكل خط عبور الإمدادات من إيران إلى العراق فسوريا ثم لبنان، لذلك هي مدينة هامة بالنسبة للمقاومة.
وأضاف للجزيرة نت أن إسرائيل تمكنت من قصف بعض مخازن صواريخ كاتيوشا في بعلبك والهرمل، لكنها فشلت في ضرب القدرة الصاروخية لحزب الله، الأمر الذي دفعها إلى شن حرب تدمير للأحياء السكنية والبنى التحتية في البقاع الشمالي برمته "انتقاما من بيئة المقاومة".
العميد شحادة: المقاومة اللبنانية انطلقت من مدينة بعلبك (الجزيرة) مجازر متعمدةوبشأن أهداف إسرائيل من القصف العنيف والدموي لبيئة حزب الله، يرى العميد شحادة أنها "تدعي استهداف مواقع عسكرية وهو غير صحيح، لأنها تقصف مدنيين وتقتل أطفالا ونساء لتأليب بيئة المقاومة، وهذا لن ينجح، فغزة والجنوب والضاحية الجنوبية أمثلة على ذلك".
وحذر من أن مجازر إسرائيل في بعلبك والهرمل "متعمدة لتهجير سكانها بصورة نهائية" وأوضح أن المقاومة والحكومة اللبنانية شكلتا لجان متابعة ميدانية لاستيعاب الوضع الذي تسبب به العدوان الإسرائيلي. وباعتقاده فإن هذه الاعتداءات لن تتوقف في القادم من الأيام انطلاقا من "مخطط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي تحدث فيه عن مشروع شرق أوسط جديد".
ياغي يؤكد أن إسرائيل تستهدف المباني السكنية والمدنيين في بعلبك (الجزيرة)بدوره، قال عضو نقابة الصحافة في لبنان صبحي ياغي، وهو أحد أبناء بعلبك، إن المدينة -في البداية- كانت تتعرض لغارات جوية متفرقة، في قراها وبلداتها المحيطة أو التابعة لها إداريا. وتزعم إسرائيل أنها تستهدف مواقع لحزب الله بينما الواقع يؤكد تدمير طيرانها مباني سكنية وبنى تحتية ومواقع أثرية.
وأوضح أن البعض اعتبر أن سياسة تهجير سكان بعلبك تصب في الأهداف ذاتها من وراء تهجير أهالي الجنوب وجنوب البقاع الغربي والضاحية الجنوبية، أي مواصلة الضغط على بيئة حزب الله وبالتالي زيادة الإرباك على صعيد الداخل اللبناني. بينما برز رأي آخر يقول إن الهدف هو أن إسرائيل تنوي تكثيف الضربات على مواقع بالمنطقة يُعتقد أنها أساسية في بنية الحزب العسكرية.
عواضة يرى أن إسرائيل تريد إيجاد فجوة بين حزب الله وبيئته الحاضنة (الجزيرة) فجوةمن جانبه، يرى عضو تجمع أبناء بعلبك المهندس حكمت عواضة أن إسرائيل تريد إيجاد فجوة واسعة بين حزب الله وبيئته الحاضنة "فالمشروع واضح جدا، دخلنا مرحلة معقدة بفعل اتساع هذا النهج المدمر من قبل العدو الإسرائيلي الذي ينفذ مشروعه عبر خطين متوازيين: إنذارات بإخلاء المنازل والأحياء من جهة، وقصف وتدمير من جهة ثانية".
وما يخشاه -كما يقول للجزيرة نت- هو إطالة أمد الحرب، مما يعني مزيدا من الدمار ومن نزوح الأهالي ومن الأزمات الاقتصادية والاجتماعية بين النازحين والمضيفين على حد سواء.
وعن مصير سكان بعلبك في قادم الأيام، يرى عواضة أن المسألة مرهونة بتوقف العدوان الإسرائيلي "وغير ذلك، فنحن أمام أيام سوداء سواء على صعيد الوضع الميداني في بعلبك والهرمل وقرى البقاع الشمالي، أو الواقع الاقتصادي المزري لآلاف المهجرين الذين غادروا منازلهم المتواضعة إلى شتات داخلي لا قرار له حتى اليوم".
ولكن متى تتوقف الحرب؟ سؤال يطرحه الأهالي خاصة الذين نزحوا عن بيوتهم وأرزاقهم إلى أماكن أكثر أمنا، وهل هناك مؤشرات تشي بحدوث تطورات إيجابية؟
مرتضى: إسرائيل ترفض تطبيق القرار 1701 عكس لبنان (الجزيرة) كارثة إنسانيةيقول المحلل السياسي يوسف مرتضى للجزيرة نت "لدينا مصلحة بتوقف الحرب لأنها عبء كبير على حزب الله وعلى كل اللبنانيين، وخاصة منهم تلك الشريحة الواسعة التي تركت منازلها سواء في الجنوب والضاحية أو بعلبك والهرمل".
وأوضح أن الجانب اللبناني أكد استعداده لتطبيق القرار 1701 و"لكن على ما يبدو وحسب الواقع، فإن العدو الإسرائيلي لم يوافق، بل هو مستمر في عدوانه الهمجي والدموي على لبنان وخاصة بعلبك والهرمل والقرى التي تتبعهما إداريا". وأضاف أن الاحتلال وضع نصب عينه هدفين: الأول نزع سلاح حزب الله، والثاني عودة المستوطنين إلى المستوطنات المتاخمة للحدود اللبنانية الفلسطينية المحتلة".
وأشار مرتضى إلى "قرار أميركي غربي تنفذه إسرائيل بضرب حلفاء طهران في المنطقة" وهذا -برأيه- لن يتوقف قبل معرفة توجهات الإدارة الأميركية الجديدة، "فإيران تريد اتفاقا مع الولايات المتحدة بشأن قضايا كثيرة وفي مقدمتها ملفها النووي، فهل تذهب واشنطن إلى حل على هذا الصعيد، أم أن قرار شطب حلفاء طهران مستمر؟ الجواب مرهون بتوجهات هذه الإدارة المرتقبة".
وعن مصير النازحين وخريطة توزعهم، أوضح مرتضى أن غالبيتهم لجؤوا إلى دير الأحمر، وعيناتا الأرز، والفاكهة، ورأس بعلبك، وعرسال، وزحلة، وجب جنين، وبر الياس، وقب الياس في محافظة البقاع، وبعض أحياء بيروت الآمنة، في حين هاجرت أعداد كثيرة نحو سوريا والعراق.
وختم "نحن أمام كارثة إنسانية كبيرة، لقد تجاوز عدد النازحين 100 ألف مواطن، وعودتهم مرهونة بتوقف العدوان. أما إذا طالت فترة النزوح، فسنكون أمام تحديات اقتصادية واجتماعية مضاعفة خاصة أننا على أبواب الشتاء وما يتطلبه من استعدادات كبيرة ومتنوعة من مسكن ولباس وأغطية وفرش وغذاء ورعاية صحية".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات أن إسرائیل فی بعلبک حزب الله
إقرأ أيضاً:
7 من مقاتلي حزب الله أسرى لدى إسرائيل
نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر مقرب من حزب الله اللبناني، اليوم الاثنين، قوله إن إسرائيل أسرت 7 من مقاتلي الحزب خلال الحرب الأخيرة التي دارت بين الطرفين.
وأوضح المصدر أن المقاتلين الـ7 من الحزب هم أسرى لدى إسرائيل"، اعتقلتهم خلال المواجهات بين حزب الله وإسرائيل في أكتوبر/تشرين الأول عام 2023 استمرت إلى حين سريان وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وأشار المصدر الذي رفض ذكر اسمه، إلى أن إسرائيل اعتقلت 4 أشخاص في قرى حدودية بجنوب لبنان أمس الأحد، مع محاولة المئات الدخول إلى هذه المناطق على رغم عدم انسحاب القوات الإسرائيلية منها.
وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي تمّ التوصل إليه بوساطة أميركية، كان يفترض بالقوات الإسرائيلية الانسحاب من جنوب لبنان بحلول أمس الأحد الموافق 26 يناير/كانون الثاني مقابل تعزيز انتشار الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة (يونيفيل) في هذه المناطق. لكن إسرائيل أكدت أنها لن تنجز انسحابها في هذا الموعد.
وأعلن البيت الأبيض أمس أنه تم تمديد "الاتفاق" حتى 18 فبراير/شباط المقبل، مشيرا إلى أن "حكومات لبنان وإسرائيل والولايات المتحدة ستبدأ مفاوضات لإعادة المعتقلين اللبنانيين الذين تم أسرهم بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023″، وهو اليوم الذي شهد هجوم طوفان الأقصى الذي شنته المقاومة الفلسطينية بقيادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
إعلانوكانت إسرائيل أعلنت خلال الحرب أنها أسرت 4 مقاتلين من حزب الله على الأقل خلال المعارك في جنوب لبنان، لكن البيت الأبيض لم يحدد عدد المعتقلين.
وقال مسؤول عسكري إسرائيلي في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي إن قوات كوماندوز بحرية إسرائيلية "اعتقلت عنصرا رفيعا في حزب الله" في مدينة البترون الساحلية بشمال لبنان.
وأكد جيش الاحتلال الإسرائيلي "اعتقال عدد من المشتبه فيهم" في جنوب لبنان، زاعما أنهم "شكّلوا تهديدا حقيقيا" لقواته.
وأقر مسؤول في الحزب في 22 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بوجود "أسرى" من مقاتليه لدى إسرائيل، من دون أن يحدد عددهم.
وخلال عقود من الصراع بين إسرائيل وحزب الله، أجرى الطرفان عدة عمليات تبادل للأسرى والمعتقلين، تعود آخرها إلى عام 2008.