الشباب.. ثروة الوطن
تاريخ النشر: 2nd, November 2024 GMT
د. محمد بن خلفان العاصمي
عندما أولت القيادة الحكيمة الشباب العُماني الاهتمام البالغ، فإنَّ هذا بلا شك إدراك واقعي لأهمية هذه الفئة ودورها الحيوي، الذي من المؤمل أن تؤديه لبناء الوطن، وقد حظي الشباب العُماني بالدعم منذ بداية عصر النهضة المباركة، وتم تمكينه في جميع المجالات، وأُسنِد بالتأهيل والتدريب اللازم حتى يضطلع بالمسؤولية الوطنية التي ألقيت على عاتقه، وقد قابل الشباب العُماني هذا التمكين وهذه الفرص بالعرفان والامتنان والاستغلال الأمثل واظهروا قدراتهم وإمكاناتهم التي جعلتهم قادرين على العطاء والعمل والبذل وقيادة المرحلة المقبلة.
والشباب هم عُدة الأمم وعتادها، وهم حجر الأساس الذي تقوم عليه مشاريع التنمية والتطوير وهم محركها وهدفها، وبالقدر الذي تولي الأمم الاهتمام بالشباب وتضع استراتيجياتها عليهم ومن أجلهم بقدر ما تنجح وتحقق أهدافها التنموية وتتقدم بين مصاف الدول، وتضع نفسها بين العالم المتقدم الذي ينشد الازدهار والحياة الكريمة الطيبة لأفراده، ويسعى إلى تحقيق طموحات الشعب.
والتوجه نحو الشباب وتمكينهم يتطلب في المقام الأول الإيمان بقدرتهم على صناعة الفارق وقيادة التغيير، وهذا أمر بالغ الأهمية؛ حيث ما زالت كثير من شعوب العالم ترى في الشباب عناصر قصور، وتظن أن قدرتهم على تحقيق النجاح محل شك، وبالتالي نجد هذه الشعوب ما زالت تتمسك بهذا الفكر وتُحجِم عن إسناد المسؤوليات والقيادة للشباب، خاصة في عالمنا العربي ودول العالم الثالث؛ إذ إن هذه المجتمعات تُعاني من شيخوخة الفِكر الذي لا يرغب في تمكين الشباب وإعطائهم المشعل لتولي مسؤولياتهم الوطنية.
إنَّنا في سلطنة عُمان لننظر بعين الفخر والاعتزاز لما قدمته القيادة الرشيدة لشباب هذا الوطن من تمكين واهتمام ورعاية ودعم، وجعلت من الشباب هم محور التنمية وهدفها، وهم قادة التغيير وصناع المستقبل، وقد تجلى هذا الاهتمام من خلال التوجيهات السامية الكريمة من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- الذي شدد على أهمية تمكين الشباب ومنحهم كامل المساحة والفرص وتعزيز دورهم وتحميلهم المسؤولية على كافة المستويات، وما تخصيص وزارة لشؤونهم وتخصيص يوم يحتفى فيه بهم إلا تأكيد على النهج السامي نحو شباب الوطن.
وهذا الاهتمام والتمكين يجب أن يُقابله فعل من جانب شباب الوطن؛ حيث إن الواقع يفرض عليهم الاستعداد لتحمل المسؤولية الكاملة وإبراز ما يملكون من طاقات ومواهب وتسخيرها من أجل رفعة وطنهم، وعليهم أن يظهروا استحقاقهم لهذه الثقة وإبراز قدراتهم التي تؤهلهم لحمل مشعل التنمية والتطوير وقيادة المستقبل، وعليهم أن يرتقوا إلى مستوى الطموح الذي ترجوه منهم القيادة والمستوى من المسؤولية التي يحمّلهم المجتمع آياها، وأن يكونوا رهانًا صائبًا لمستقبل مشرق.
والشباب هم الفئة الأكثر استهدافًا في كل أٌمَّة من قِبَل الأعداء والكارهين، الذين يسعون دائمًا للنيل من الدول الأخرى، فتجدهم يستهدفون هذه الفئة في قيمها وأخلاقها ومبادئها وثقتها بنفسها، وهُم يدركون أن تحطيم الشباب كفيل بتحقيق اهدافهم الخبيثة؛ فالأمم التي تُصاب في شبابها لا تقوم لها قائمة، ولا يذكر التاريخ أي أُمَّة سقطت إلّا عندما سقط شبابها وحُماتها وانحرفوا عن الطريق السوي وحادوا عن دورهم الذي كان عليهم القيام به.
ومن أجل ذلك على شباب الوطن أن يهيِّئوا أنفسهم لتحقيق المرجو منهم وأن يكونوا على قدر الطموح، وان يتحلوا بالوعي الذي يمكنهم من إدراك دورهم الحقيقي في مجتمعهم، وأن يملكوا الإيمان بأهمية هذا الدور وضرورته في مسيرة التنمية؛ حيث إن هذا التوجه من شأنه جعل الفرد منهم مؤثرا في محيطه متفاعل بشكل إيجابي، وعلى الشباب أن يدركوا أن هذا التأثير يجب أن يتم في المحيط القريب لهم ليمتد بعدها إلى باقي المجتمع، وألّا يستصغروا أي دور لهم في المجتمع فكل ذلك له أهمية في تقدم الأمم والارتقاء بها.
وحماية الشباب من الأفكار الضالة والتيارات الفكرية السلبية والتوجهات الخاطئة مسؤولية كبيرة وواجب جسيم يجب ألا يغفل عنه؛ بل إنه من أوجب الواجبات على مؤسسات المجتمع المدني، خاصة في عالم اليوم الذي يشهد تحولات كثيرة متعددة ومتنوعة وانتشارا مهولا للأفكار، وعبور هذه الأفكار وسهولة تصديرها ونقلها للشعوب في ظل الثروة التكنولوجية الحديثة، وقابلية العالم لاستيراد كل شيء خاصة تلك الشعوب التي تعاني في قضايا الوعي والثقافة والفكر.
لقد جاء الاحتفال بيوم الشباب العُماني والاهتمام به من القيادة الحكيمة وبرعاية كريمة من صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد الموقر؛ تجسيدًا لرؤية واضحة حول الواقع والمأمول من الشباب ودفعًا لهم للمستقبل وما ينتظرهم من مسؤوليات وتحديات ودور كبير في مسيرة العمل الوطني والتنمية المستدامة والشاملة، ورعاية لإبداعاتهم وتطلعاتهم لمستقبل سلطنة عُمان الذي يحلمون به والذي يرسمون ملامحه بفكرهم وجهدهم وطموحاتهم.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
ثروة للتأمين ونادي الزمالك: بداية جديدة تحمي فرسان القلعة البيضاء
لأول مرة في مصر، تعلن شركة ثروة للتأمين، التابعة لمجموعة كونتكت المالية القابضة، عن تعاونها مع نادي الزمالك لتوفير أول وثيقة تأمين شاملة ضد إصابات الملاعب لجميع لاعبي النادي، والبالغ عددهم 150 لاعبًا في مختلف الفئات، وتُعد هذه الوثيقة أول وثيقة تأمين رياضي من نوعها يتم توقيعها لتشمل جميع الأنشطة الرياضية.
وتغطي الوثيقة التأمينية مجموعة واسعة من الإصابات الشائعة في الملاعب، من بينها تمزق الأربطة والرباط الصليبي، وكسور العظام، وخلع المفاصل، وعلاج الإصابات الطارئة للأسنان، إلى جانب تغطية تكاليف التأهيل النفسي والبدني، وغيرها من المزايا التي تضمن للاعبي نادي الزمالك أفضل سبل الدعم والرعاية حال تعرضهم لأي إصابة داخل الملعب أو أثناء المباريات.
وأعرب السيد أحمد خليفة، العضو المنتدب لشركة ثروة للتأمين، عن سعادته قائلًا: "نفخر بتعاوننا مع نادٍ عريق بحجم وتاريخ نادي الزمالك، أحد أعرق الأندية في مصر والشرق الأوسط، ونسعى من خلال هذا التعاون إلى توفير تغطية تأمينية شاملة تضمن سلامة اللاعبين، مما يمنحهم الثقة والتركيز داخل الملعب، وتُعد هذه الوثيقة أول وثيقة تأمينية ضد إصابات الملاعب في مصر، وهي تمثل خطوة هامة في تحقيق رؤية ثروة لدعم مختلف قطاعات المجتمع، كما أن هذا التعاون يعكس ثقة المؤسسات الرياضية في خدماتنا، ويعزز دور التأمين في دعم الرياضة المصرية."
ومن جانبة صرّح الكابتن حسين لبيب، رئيس مجلس إدارة نادي الزمالك:"نحن سعداء بالتعاون مع شركة ثروة للتأمين، إحدى الشركات الرائدة في قطاع التأمين في مصر، لما تقدمه من مظلة تأمينية متكاملة تضمن الحماية الشاملة لجميع لاعبينا، وهو ما يعكس الاهتمام الكبير وحرص إدارة النادي على صحة وسلامة اللاعبين وتقديم أقصى درجات الرعاية والاحترافية، ونأمل أن تكون هذه الشراكة بداية لمزيد من النجاحات، فسلامة لاعبينا تُعد استثمارًا حقيقيًا في استمرارية البطولات وتحقيق تطلعات جمهور الزمالك العظيم."
والجدير بالذكر أن هذا التعاون يأتي ضمن إستراتيجية ثروة للتأمين الهادفة إلى دعم قطاع الرياضة وتعزيز دور التأمين في خدمة الأفراد والمؤسسات، وبفضل فهمها العميق لطبيعة التحديات والمخاطر المرتبطة بالرياضة، تسعى ثروة إلى توفير بيئة آمنة تُتيح للاعبين والأندية مواصلة الأداء وتحقيق الإنجازات، كما يعكس هذا التعاون التزام الشركة بتعزيز مكانتها في السوق المصري كشريك تأميني موثوق في مختلف القطاعات الحيوية، وعلى رأسها القطاع الرياضي الذي يشهد تطورًا متسارعًا.