في خضم سباق الرئاسة الأمريكية لعام 2024، تتصاعد حدة المنافسة في أوساط الجالية اليمنية بين الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية كامالا هاريس.

 

تعيش الجالية اليمنية في الولايات المتحدة لأول مرة في حالة حراك وتنافس وانقسام بين المرشحين الاثنين، وكل طرف له خياراته ومبرراته.

 

من هو الرئيس الأقرب لليمنيين ومصالحهم في أمريكا، حول هذا، انقسم اليمنيين الأمريكيين في اختيار من يمثلهم ومن يرونه مناسبا للمرحلة.

 

البعض يؤيد الحزب الجمهوري وآخرون يؤيدون الحزب الديمقراطي، حيث تتركز المعركة على سبع ولايات متأرجحة رئيسية، أهما ميشيغان، التي يقطنها اليمنيون ومهاجرين عرب وتعد ذات غالبية مسلمة.

 

تقول مصادر في الجالية اليمنية إن تباين الموقف بين المرشحين، سيجر إلى انقسام في الجالية اليمنية وعملية استقطاب كبيرة في صفوفها.

 

في ظل التحديات الصعبة بينها ملف المهاجرين اليمنيين خاصة تصريحات ترامب مطلع أكتوبر الماضي الذي وصف اليمنيين بأنهم إرهابيين وتراجعه بعد أيام قليلة عن تلك الصريحات خلال لقائه بعمدة مدينة هامترامك اليمني أمير غالب.

 

تباين الجالية اليمنية

 

وتتباين آراء الناخبين اليمنيين في الولايات المتحدة حول قضايا مصيرية كالاقتصاد والهجرة، والحرب في الشرق الأوسط (غزة - لبنان - اليمن)، حيث تلعب هذه القضايا دورا حاسما في رسم مسار الانتخابات.

 

بدأت بوادر الانقسام بين أوساط الجالية اليمنية في ولاية ميشيغان الأمريكية، منذ انطلاق الحملات الدعائية للانتخابات الرئاسية الأمريكية المزعم إقامتها في الخامس من نوفمبر الجاري أي بعد ثلاثة أيام.

 

وهامترامك هي المدينة الأمريكية الوحيدة التي يحكمها المسلمون بالكامل، حيث أن أكثر من 40% من سكان المدينة من المولودين في الخارج.

 

ترامب يقدم وعودا لليمنيين

 

وزار ترامب الجمعة قبل الماضية مدينة هامترامك بولاية ميشيغن والقى خطابا في مكتب الحملة الذي افتتحه عمدة مدينة هامترامك الدكتور أمير غالب.

 

ووعد ترامب خلال خطابه بإحلال السلام في الشرق الأوسط كما تحدث عن الوظائف في مجال صناعة السيارات وقال انه سيعمل على بقاء مصانع السيارات في أمريكا وعدم ذهابها إلى المكسيك وكندا.

 

تأتي هذه الزيارة بعد حالة من الجدل وسط المجتمع اليمني الأميركي بشأن دعم ترامب من عدمه خصوصاً  بعد تصريحاته في ولاية بنسلفانيا والتي قال خلالها بأن اليمنيين "إرهابيين".

 

وأعلن عمدة مدينة هامترامك بولاية ميشيغن اليمني أمير غالب تأييده للرئيس السابق ترامب. كما أعلن الداعية اليمني بلال الزهيري إمام الجامع الكبير في ميشيغان تأييده للمرشح ذاته.

 

وقال غالب، في بيان على صفحته بالفيسبوك إن ترامب "رجل مبادئ"، وأشار إلى أنه "الخيار الصحيح لهذه الفترة الحرجة"، وذلك بعد أيام من تلقيه دعوة من ترامب واجتماعه به.

 

وأضاف غالب "تحدثنا عن مواضيع مختلفة بما في ذلك المناظرات وتحديثات استطلاعات الرأي وإحصائيات الأصوات في ميشيغان ومقاطعة واين ومخاوف الأميركيين العرب والأمريكيين اليمنيين على وجه الخصوص. وتحدثنا أيضًا عن الوضع في اليمن".

 

وقال غالب بالعربية على صفحته على فيسبوك: رغم أن الأمور تبدو جيدة، فقد يفوز أو لا يفوز ويصبح الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة، لكنني أعتقد أنه الخيار الصحيح في هذه اللحظة الحرجة. لن أندم على قراري مهما كانت النتيجة، وأنا مستعد لمواجهة العواقب. ولهذا ولأسباب أخرى كثيرة، أعلن دعمي وتأييدي للرئيس السابق، وربما الرئيس القادم للولايات المتحدة، دونالد ترامب".

 

مبررات تأييد ترامب

 

فيما قال الداعية اليمني "الزهيري" إن مرشح الرئاسة الأمريكية المقبلة عن الحزب الجمهوري دونالد ترامب حرص على الاستماع لنا بعكس كاميلا هاريس المرشحة الديمقراطية.

 

وأضاف الزهيري في تصريحات متلفزة "ترامب استمع لمطالبنا باهتمام في عدة لقاءات وناقشنا معه وقف حرب غزة ومحاربة الإسلاموفوبيا". مشيرا إلى أن "أصوات العرب والمسلمين أصبحت مؤثرة في الانتخابات الأميركية".

 

والسبت الماضي ألقى الزهيري كلمة خلال تجمع انتخابي في الولاية أعلن فيها عن دعم المسلمين لـ "ترامب" في الانتخابات الرئاسة.

 

وقال الزهيري في كلمته "المسلمون يدعمون ترامب لأنه وعد بإنهاء الحرب في الشرق الأوسط وفي أوكرانيا، بالإضافة لالتزامه بدعم قيم الأسرة".

 

وكان الزهيري قد نشر على حسابه الشخصي على منصة "إكس" مجموعة من المطالب التي قدمها لترامب بالنيابة عن وفد من الأئمة ورؤساء المراكز الإسلامية في أميركا.

 

وتضمنت المطالب: إنهاء الحروب في الشرق الأوسط وأوكرانيا وخاصة الحرب في غزة والتي أودت بحياة عشرات الآلاف من الأبرياء بما فيهم النساء والأطفال، وملف المهاجرين.

 

ترامب لا مبدأ ويشكل تهديدا

 

على الجانب الآخر أعلن عضو مجلس نواب في ولاية ميشيغان، اليمني إبراهيم عياش، عن تأييده للمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس. وقال عياش إن ترامب "بلا مبدأ ويشكل تهديداً لكثير من المجتمعات".

 

عمدة مدينة ديربورن عبدالله حمود هو الآخر قال إنه يختلف بشدة مع عمدة مدينة هامترامك بشأن تأييده لترامب بالانتخابات الرئاسية.

 

وأضاف حمود في مقابلة مع صحيفة "موذرز جونز" الأمريكية ردأ على موقفه من تأييد أمير غالب لترامب "أنا أحترم غالب ولكنني أختلف معه تماما في تأييده، إن ترامب يشكل تهديدا".

 

وأردف حمود القول "نحن نعلم ما يمثله دونالد ترامب فهو من فرض الحظر على المسلمين للمرة الثانية ونعلم أنه من نقل السفارة الأمريكيى في إسرائيل إلى القدس، وأنهى كل المساعدات الإنسانية للفلسطينيين وهذا الشخص هو الذي يطلب من نتنياهو إنهاء المهمة، والعديد من فراد هذا المجتمع يدركون أنه ليس صديقا ولا حليفا لهذا المجتمع".

 

وذكرت صحيفة "نيويورك بوست" أن زعماء الجالية المسلمة والعربية الأمريكية في نيويورك أعلنوا تأييدهم للرئيس السابق دونالد ترامب خلال حدث في برونكس صباح يوم الخميس.

 

وقالت الصحيفة أن حوالي 20 من زعماء المجتمع والأئمة - انضم إليهم عضو الكونجرس السابق عن لونغ آيلاند ومرشح الحزب الجمهوري لمنصب حاكم الولاية لعام 2022 لي زيلدين، وهو وكيل حملة ترامب - المرشح الرئاسي للحزب الجمهوري في قسم "اليمن الصغير" في برونكس ايدوا ترامب.

 

ونقلت الصحيفة عن مسعد بولس، والد زوجة ابنة ترامب، تيفاني، بعد حدث الحملة للناخبين الذين لديهم علاقات بالشرق الأوسط قوله "لقد سئمت مجتمعاتنا من أيديولوجية الاستيقاظ. لقد سئمت من غسل أدمغة أطفالهم".

 

وأضاف "إنهم يقومون بهذا التحول إلى الحزب الجمهوري. هذا هو المكان الطبيعي الذي يجب أن يكون فيه مكانهم وهو الآن".

 

قال بولس، رجل الأعمال المولود في لبنان، إن إدارة بايدن-هاريس فشلت في إنهاء الحروب في غزة ولبنان أو المساعدة في تأمين عودة جميع الرهائن الذين احتجزتهم حماس بعد غزو الجماعة الإرهابية لإسرائيل في 7 أكتوبر 2023.

 

وعقب تجمع حاشد نظم في مطعم يمني يدعى "الواحة" على طريق وايت بلينز: قال بولس "سيكون لهم الكلمة الفصل فيمن سيكون الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة".

 

 


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: أمريكا الانتخابات الرئاسية الجالية اليمنية انقسام ترامب الجالیة الیمنیة فی الشرق الأوسط الحزب الجمهوری دونالد ترامب

إقرأ أيضاً:

السيناريو الثالث لفوضى الشرق الأوسط.. حراك عراقي يتحدث عن انفجار الهول وخطر ترامب

بغداد اليوم - بغداد 

كشف حراك عراقي، اليوم الثلاثاء (19 تشرين الثاني 2024)، عن ما اسماه انفجار الهول لخلق فوضى الشرق الأوسط، فيما أشار إلى ان الكيان الصهيوني سيستهدف العراق.

وقال رئيس حراك ديالى السلمي عمار التميمي في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن" خطر الحرب الشاملة في الشرق الأوسط لا يزال قائمًا في ظل وجود حكومة صهيونية مؤمنة بأحلام توسعية وضعت أساسها قبل اكثر من 120 سنة وان ما يحدث الان من جرائم إبادة في فلسطين ولبنان هي بداية لتحركات توسعية أخرى".

وأضاف، أن" مخيم الهول السوري بما يتضمنه من خزين بشري يشكل وريثًا لأفكار الزرقاوي والبغدادي وصمم لإثارة الفوضى في الشرق الأوسط والعراق ابزر الدول المهددة وستلجأ واشنطن الى دفعه الى المشهد في أي وقت من اجل خلق مساحة تسمح للكيان الصهيوني بالمضي في تحقيق مشاريعه التوسعية والانتقال الى سيناريو الفوضى الثالث في الشرق الأوسط بعد غزة وجنوب لبنان".

وأشار التميمي الى، أن "كل من يقول بأن العراق لن يُستهدف من قبل الكيان الصهيوني فهو واهم لأننا امام مخطط كبير وسيدفع وصول ترامب الى البيت الأبيض بهذا المخطط الى الامام بسبب أفكاره الداعمة للصهيونية وولائه لها بشكل مطلق، مؤكدا بان اللوبي الصهيوني هو من يقود أمريكا منذ سنوات طويلة".

ويضم مخيم الهول المكتظ الذي تديره قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وعمادها القوات الكردية المدعومة من واشنطن، بحسب أرقام إدارة المخيم في يناير كانون الثاني 2024، أكثر من 43 ألف سوري وعراقي وأجنبي من 45 دولة على الأقل، وجميع هؤلاء من أفراد عائلات عناصر داعش".

وتُشكّل النساء والأطفال الجزء الأكبر من نزلاء المخيم الممنوعين من الخروج منه. لكنه يؤوي أيضا حوالى ثلاثة آلاف رجل في الجزء الأكبر والمخصص للعراقيين والسوريين، بينهم نازحون ولاجئون، ومنهم من تلاحقه شبهات بالعمل لصالح التنظيم المتطرف.

وما تزال عودة أقارب المتطرفين من سوريا تثير جدلا بين السكان في العراق الذي خاض حربا لثلاثة أعوام انتهت أواخر 2017 بطرد داعش بعد سيطرته على حوالى ثلث مساحة البلاد لحوالى ثلاث سنوات.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس الأربعاء أن هذه الدفعة هي "الرابعة خلال العام الجاري، ضمن إطار عمليات ترحيل عوائل داعش الذين يحملون الجنسية العراقية" من مخيم الهول إلى العراق.

وسعيا للحدّ من العدائية التي قد تواجهها هذه العائلات عقب عودتها، يجري إيواء أفرادها أولا في مخيم الجدعة حيث يخضعون لإجراءات وتدقيق أمني و"مرحلة من التأهيل النفسي" قبل السماح لهم بالعودة إلى المناطق التي يتحدّرون منها، وفق مسؤولين عراقيين.

ويعدّ العراق من الدول القليلة التي تستعيد مواطنيها بانتظام من مخيم الهول، الأمر الذي رحّبت به الأمم المتحدة والولايات المتحدة.

 

مقالات مشابهة

  • تقرير للشرطة الأمريكية يكشف تفاصيل جديدة حول اتهامات الاعتداء ضد مرشح ترامب للدفاع
  • نعيم قاسم: حزب الله سيساهم بشكل فعال في الانتخابات الرئاسية بعد وقف إطلاق النار
  • عقب نجاحها في الانتخابات الأمريكية.. منصات التنبؤ بالعملات المشفرة تواجه مستقبلا غامضا
  • وزير الثقافة الأسبق: الانتخابات الأمريكية كشفت أن الإعلام التقليدي في أزمة حقيقية
  • السيناريو الثالث لفوضى الشرق الأوسط.. حراك عراقي يتحدث عن انفجار الهول وخطر ترامب
  • خريطة توضح مدى قدرة الصواريخ الأمريكية على دعم أوكرانيا في استهداف روسيا
  • السفير اليمني لدى مصر يناقش تداعيات إغلاق المدارس اليمنية مع المسؤولين المصريين
  • عقيلة صالح يتسلم تقريرًا أوليًا بشأن الانتخابات البلدية 
  • السفير بحاح يبحث مع مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون القنصلية اوضاع الجالية اليمنية
  • روسيا: قد نعيد نقييم سياستنا بشأن المناخ إذا انسحبت أمريكا من اتفاقية باريس