عائض الأحمد
الوحدة والظفر بأوقات الخلوة ومحادثة النفس قد تكون مُرهقة للبعض، وأنت تقلب صفحات طويت متحدثًا بصوت خافت قد يسمعه «الثقلين».. حينما يستوقفك ذاك المشهد البريء الذي اختزل مسيرة حياتك منذ زمن، فكأنما وُلِدَت من جديد وأنت تترقب كل لحظات عشتها في تلك الأمسية، بين الحلم والحقيقة والأمنية.. من يستطع كسر قيوده لينعم حرًا، فقد بَرِئ من كمد السنين وحصيلة أيامه الخوالي حلوها وعلقم زهوها، حينما يتراءى للناظرين شهدًا يُحسد عليه.
من يشعر بالندم أو يُشعره الندم بجريرة خطئه، فيحسب نفسه بشرًا يصيب، ثم يعود إلى من نقضت غزلها حنقًا وعتبًا، فهذا لم يطل جسد غيره ولم يحرق سوى قدميه. فرفقًا بمن ذل يا عزيز القوم.
البعض حينما تنزله منزلة يفيضُ حبًا ويشع نورًا، وآخر يعتقد أنها نهاية الطريق، وعليك أن تدور في فُلكه وترسم ما يراه، وأنت مغمض العينين، ومنه علمتني الحياة أن الحب لا حدود له، والعطاء ليس مرهونًا بما تأخذه، فمن ينتظر رد صنائعه خاب وهرم، وذراعيه ممدودة للا شيء أبسطها حبًا، وعلم بأن الورد يخالطه أشواك.
الدهر يومان، ثالثهما أشد قسوة، حينما تنظر خلفك ستفقد هدى الطريق، وتستحضر كلما وقع من سقط المتاع، فترهن ذاتك وتقف على أطلالها منكسرا تنشد ماخلا وكأن حاضرك ماضٍ لا محالة.
ختامًا: التغافل وغض الطرف فنٌ من فنون التواصل المُثمرة، فقد ألفتُ الصمت الآن، حينما كان الصراخ أبرز عيوبي.
شيء من ذاته: أنت من تَهِب الأشياء قيمتها، فماذا أنت فاعل إذا فقدت قيمتك؟ عقلك الباطن يصدق كل معتقداتك، فحدِّثه بما يليق.
نقد: ليست كما تصلك أحيانًا، فخلف النوافذ ما لا يُحكى!
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
تبادل المنازل مع الغرباء.. قد تكون صيحة السفر هذه حلاً لمشكلة السياحة المفرطة
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تعشق لورين شو السفر. ولكن عندما يأتي الأمر لعرض منزلها للإيجار، فهي لا تستطيع القيام بذلك.
وشرحت: "لم أشعر بالراحة قط تجاه فكرة عرض شقتنا على منصة تأجير. لدي أصدقاء عانوا من تجارب مروّعة مع الضيوف، ولم يتلقوا سوى مساعدة قليلة أو معدومة من فريق دعم منصة الحجز".
ويلعب جانب الكلفة دورًا أيضًا.
وتحب شو، وهي من ولاية نيويورك بأمريكا، التزلج على الثلج، وهو نشاط باهظ الثمن وشهد ارتفاعًا كبيرًا في تكاليف الإقامة في ظل الطفرة في الإيجارات قصيرة الأجل على مدى العقد الماضي.
وقالت: "غالبًا ما تكون أماكن الإقامة الخاصة للتزلج مكلِّفة للغاية".
وبدلاً من ذلك، لجأت شو وشريكها إلى تبادل المنازل من أجل تحقيق أحلام السفر الخاصة بهما.
وأوضحت: "نحن نحب السفر وقد فتح هذا قدرتنا على القيام بذلك بشكلٍ أكبر، بما أنّ مكان الإقامة غالبًا ما يكون الجزء الأكثر كلفة خلال أي رحلة. بما أنّك مضطر أيضًا للسماح للأشخاص بالبقاء في منزلك من أجل المكوث في منزل شخص آخر، فهناك مستوى أكبر من المسؤولية التي تشجع على معاملة المساحة كما تريد أن يتعامل شخص ما مع منزلك".
طريقة جديدة للتجارةشاو عضوة في "Kindred"، وهي واحدة من من منصات تبادل المنازل التي تسمح للمستخدمين بالسفر حول العالم بكلفة أقل.
وإلى جانب المساعدة في خفض التكاليف، تعد خدمات كهذه أيضًا وسيلة لتخفيف المخاوف المستمرة بشأن السياحة المفرطة، وارتفاع الإيجارات الذي يجبر السكان المحليين على ترك مجتمعاتهم.
وأوضحت المؤسِّسة المشاركة في "Kindred"، جوستين باليفسكي: "أكثر من 90% من منازلنا (المُدرجة في المنصة) هي المساكن الأساسية الحقيقية للعضو المضيف، كما أنّها مكان عيشه لأغلبية السنة".
ومن ثمّ أضافت: "يتبادل الأعضاء الليالي بدلاً من الدولارات، لذا لا توجد طريقة لشراء أو بيع الليالي على Kindred مقابل النقود".
وأُطلِقت منصة "Kindred" في عام 2022، وتتمتع الآن بـ 75 ألف عضو في 150 مدينة في الولايات المتحدة، وكندا، والمكسيك، وأوروبا الغربية.
وبدلاً من دفع رسوم العضوية، يمكن الإلتحاق بـ "Kindred" مجانًا.
وأكّدت باليفسكي: "لا يكسب المضيفون الأرباح من خلال استضافة الأشخاص، بل يكسبون فقط القدرة على الإقامة في منزل شخصٍ آخر في وقتٍ آخر".
ولا يدفع المستخدمون سوى رسوم تتراوح بين 15 و35 دولارًا في الليلة للمنصة ذاتها عند الإقامة في منزل شخص آخر، كما أنّهم يتحملون تكاليف التنظيف في نهاية إقامتهم.
وأشارت باليفسكي إلى أنّ ذلك يعادل حوالي عُشر كلفة الإيجارات قصير الأجل.
ووتدرك باليفسكي أَثَر الإيجارات قصيرة الأجل على المجتمعات المحلية بالكامل.
وتعرّضت منصة "Airbnb" على وجه الخصوص لانتقادات متزايدة وضغوط تنظيمية، فيسعى المسؤولون بالمدن إلى إنهاء مشكلة الإيجارات المرتفعة الناجمة عن استخدام السياح لشقق، بدلاً من السكان المحليين.
وتشمل مضار الإيجارات قصيرة الأجل أيضًا التغييرات التي تطرأ على نسيج المكان، والتي تؤثر على الشركات الصغيرة التي لا يشعر العديد من الزوار بالحاجة إلى استخدامها.
"من الممكن مشاركة كل شيء"يجسد تبادل المنازل فكرة أسمى حول ما يعنيه السفر أيضًا.
وقال الرئيس التنفيذي لمنصة "HomeExchange"، إيمانويل أرنو: "كان الوعد الأولي لشركة Airbnb هو إمكانية تأجير كل شيء، حتى أغلى أصولك".
وتأسست منصة "HomeExchange" منذ أكثر من 30 عامًا،وتضم المنصة اليوم أكثر من 200 ألف عضو في 150 دولة.
وفي السنوات الثلاث الماضية وحدها، شهدت المنصة نموًا بلغت نسبته 50% سنويًا، مع حدوث أكثر من 460 ألف عملية تبادل في عام 2024.
وأكّد أرنو: "وعدنا هو العكس، فمن الممكن مشاركة كل شيء. هناك عالم آخر ممكن، وهو لا يتعلق بالمال بالضرورة.. وإذا قمنا جميعًا بالمشاركة، فيمكننا فتح إمكانيات سفر مذهلة".
وتعمل "Home Exchange" بشكلٍ مختلف قليلاً عن "Kindred".
ويدفع المستخدمون مبلغًا ثابتًا قدره 220 دولارًا سنويًا مقابل عمليات تبادل غير محدودة.
ولكن المبدأ هو نفسه إلى حدٍ كبير، فيمكن أن يصبح السفر أقل تكلفة، مع إمكانية خلق روابط أعمق إذا نظرنا إلى ما هو أبعد من فكرة جني الأموال من منازلنا.
حل للسياحة المفرطة؟