جريدة الرؤية العمانية:
2025-01-31@10:07:33 GMT

أهلًا وسهلًا بالوافدين

تاريخ النشر: 2nd, November 2024 GMT

أهلًا وسهلًا بالوافدين

 

 

خلفان الطوقي

 

العُمانيون ومنذ مئات السنين وبحكم سفرهم إلى إفريقيا وآسيا، وتواجد جاليات عُمانية إلى الآن في عشرات الدول الآسيوية والأفريقية، فإنهم مؤهلون- أكثر من غيرهم من الشعوب- لاستيعاب التمازج الحضاري والثقافي والعيش والتعايش السلمي مع أمم وشعوب العالم؛ إذ تجد الشخصية العُمانية مُحِّبةً ومُرحِّبة بكل من يأتي إليها، وستبقى عُمان كما عهدها كل من فيها وكل من وطأت قدماه فيها أرضًا للمحبة والسلام، بعيدةً كل البعد عن أشكال التاجيج أو أو العنصرية أو التنمُّر ضد الغير؛ سواءً علانية أو باللَّمز أو الهمز، بفضل ما يتحلى به العُمانيون من قيم أصيلة وأعراف مجتمعية راسخة فضلًا عن أحكام القانون العادلة في شتى مناحي الحياة.

نُؤكد أنَّ عُمان ترحب بالوافد؛ سواءً كان عاملًا فيها، أو سائحًا زائرًا لها، أو مُكتشِفًا لمعالمها الجمالية أو فُرصها التجارية، أو راغبًا في الاستقرار فيها، وهذه ليست شعارات مرفوعة، وإنما سياسات حكومية مُطبَّقة، ولا أحد يُنكر فوائد وجود الوافدين بيننا، وقد كتبنا مقالًا تفصيلًا سابقًا لإظهار ذلك وتأكيده، بعنوان: "الاقتصاد والعمالة الوافدة"، ويبقى المقيمون والزائرون مُكَوِّنًا مُهمًا وقيمة مضافة للاقتصاد في السلطنة.

لكن رغم ما ذكرناه أعلاه، فمن ناحية أخرى، هناك فئة من الوافدين ليسوا سوى عبءٍ ثقيل، خاصة على الأجهزة الأمنية والأجهزة الحكومية وحتى المؤسسات الخيرية وصولًا إلى أفراد المجتمع، وأبرز من في هذه الفئة: من لا توجد لديه إقامة قانونية، أو جاء إلى عُمان بتأشيرة سائح وهو ليس بسائح، ولا يملك قوت يومه، أو أصدر بطاقة "إقامة مُستثمر" لهدف البقاء في الدولة والبحث عن وظيفة أو الترزُّق بطرق عشوائية وغير قانونية، أو دخل إلى السلطنة من غير المعابر الحدودية الرسمية، ومثل هؤلاء يزيدون الأعباء، ويتسببون في مشكلات يصعب معالجتها إذا زادت أو خرجت الأمور عن السيطرة.

ربما هذه الفئة من الأجانب يعتقدون أن أهدافهم نبيلة أو "مشروعة"، باعتبار أنه يبحث عن عمل، لكن يجب الوقوف بحزم أمام كل من يُسهِّل دخولهم إلى السلطنة عن قصدٍ، ولا يبالي بعواقب ما قام به من عبء وتشويه متعمد، وعلى الحكومة أن تعي أنَّ هناك من يحاول خلط الأوراق والمفاهيم، فهناك فرق شاسع بين الوافد القانوني ذي القيمة المضافة، والذي هو مُرحَّب به، ويكفل القانون له كل حقوقه، وسوف يعيش بيننا عزيزًا مُكرَّمًا، أما الوافد غير القانوني- والأهم من يقف وراؤه- فلا بُد للقانون أن يأخذ مجراه ويُطبَّق بحزم وفق مقتضيات العدالة الناجزة.

إنَّ مناقشة هذه القضية لا يجب أن يُنظر إليه على أنه عنصرية أو انحياز؛ بل ننطلق فيها من هدف سامٍ وهو خلق بيئة جاذبة للعُمانيين والوافدين معًا، ورُب فئة صغيرة غير قانونية تؤثر سلبًا على بقية الفئات القانونية والتي تُمثِّل الأغلبية من الوافدين. وللتأكيد هذه المناقشة ليست ضد الوافد القانوني؛ بل إن حديثنا صريح جدًا وأنه ضد المتجاوزين منهم، وعلينا أن لا نضعهم في ميزان واحد، لكي لا نخلط الحابل بالنابل، والقانوني بالمُتجاوِز، ويضيع الحق بالباطل، بين من يُمثِّل قيمة مضافة من ناحية، وبين من يُعتبر عبئًا كبيرًا وتشويهًا للمشهد العام بكافة أشكاله وصوره.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

قانونية «مستقبل وطن»: مصر تعزز تنمية حقوق الإنسان بمفهومه الشامل

قال المستشار شعبان رأفت عبد الطيف، أمين الشئون القانونية المركزية لحزب مستقبل وطن، إن مصر تخطو خطوات ثابتة نحو تحقيق مزيد من الانجازات فى ملف حقوق الإنسان، وأصبح المواطن المصري محور اهتمام القيادة السياسية، ووفقا للغة الأرقام هناك طفرة كبيرة فى ملف الحقوق والحريات، بل بشكل أعم وأشمل ملف حقوق الإنسان.

وأوضح أمين الشئون القانونية المركزية لحزب مستقبل وطن، أن مصر حققت على مدار السنوات الأخيرة إنجازات في ملف حقوق الإنسان لاحظه الجميع، بداية من بيئة تشريعية، وحقوق مكتسبة وفقا للدستور، وتوجيهات من القيادة السياسية طوال الوقت يتم ترجمتها فى صورة قرارات ومبادرات واهتمام بملف الحماية والرعاية الاجتماعية، وهو ما يؤكد تضافر الجهود لدعم ملف حقوق الإنسان بشكل الأعم والأشمل.

وأشار عبد اللطيف، إلى أن عرض المستشار محمود فوزى، وزير شئون المجالس النيابية والقانونية والتواصل السياسى، جهود مصر فى ملف حقوق الإنسان أمام المجلس الدولي لحقوق الإنسان بجنيف وإبراز الخطوات العريضة التي اتخذتها في هذا الملف خلال السنوات الأخيرة، أكد للجميع بما لم ولن يدع مجال للشك حجم الجهود المبذولة.

وأضاف عبد اللطيف، أن الدولة المصرية التزمت فى كل ما يخص ملف حقوق الإنسان والمعاهدات والمواثيق الدولية، بداية من تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي في 2021، وإطلاق المبادرات التنموية مثل "حياة كريمة" التي تستهدف تغيير حياة الملايين في المناطق الأكثر احتياجاً، وغيرها الكثير من المبادرات التي تعزز مفهوم حقوق الإنسان الشامل.

اقرأ أيضاً«مستقبل وطن قنا» يعلن تشكيل قوائم هيئة مكاتب المحافظة

«مستقبل وطن قنا» يعلن تشكيل هيئة مكتب المركز

مقالات مشابهة

  • كوردستان: القضاء العراقي أكد قانونية عقود الإقليم مع الشركات النفطية
  • نينوى.. المحكمة الإدارية ترد طعون رؤساء الوحدات وتؤكد قانونية الإعفاءات
  • الاتحاد الأوروبي: المستوطنات في فلسطين غير قانونية بموجب القانون الدولي
  • الكاتبة العمانية بدرية النبهاني: وجود «السلطنة» ضيف شرف معرض القاهرة للكتاب إنجاز ثقافي كبير لنا
  • آيت منا يقدم الوافد الجديد لقلعة الوداد..الفرنسي ميكائيل مالسا
  • القضاء الإداري: إجراءات تشكيل حكومة كركوك قانونية
  • بداية شهر رمضان 2025 في سلطنة عمان
  • قانونية «مستقبل وطن»: مصر تعزز تنمية حقوق الإنسان بمفهومه الشامل
  • وفد إماراتي يصل السلطنة للاطلاع على التجربة العُمانية في الثقافة والتعليم
  • مُقوِّم أساسي للنهضة