جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-04@21:23:15 GMT

التراجع الشديد لكرة القدم العُمانية

تاريخ النشر: 2nd, November 2024 GMT

التراجع الشديد لكرة القدم العُمانية

 

أحمد السلماني

 

شهدت كرة القدم العُمانية في السنوات الأخيرة تراجعًا ملحوظًا؛ حيث عادت الهزائم الثقيلة لتلاحق المنتخبات والأندية بشكل غير مسبوق، مما أثار قلق الجماهير والنقاد والإعلام على حد سواء، وتجلت أبرز مظاهر هذا التراجع في التصفيات الآسيوية، عندما تلقى المنتخب الوطني الأول هزيمة قاسية أمام الأردن بأربعة أهداف دون رد، وهي نتيجة لم يتوقعها حتى أشد المتشائمين من أداء المنتخب.

لم يكن هذا السقوط مجرد تعثر عابر؛ بل مَثَّل صدمة حقيقية وألقى بظلاله على الواقع المؤلم للكرة العُمانية، التي كانت تُعَدّ في وقت سابق إحدى القوى المتطورة إقليميًا وقاريًا.

الهزائم لم تقتصر على المنتخب الوطني؛ بل امتدت لتشمل الأندية المحلية؛ حيث عانى نادي ظفار العريق، زعيم الأندية العُمانية بإنجازاته في الدوري والكأس، من هزيمة ثقيلة أمام نادي النصر الإماراتي بنتيجة 5-2 ضمن منافسات الأندية الخليجية. هذه النتيجة شكلت ضربة موجعة، لا سيما وأنَّ المواجهات السابقة بين الكرة العُمانية والإماراتية نادرًا ما كانت تنتهي بفارق كبير من الأهداف، إذ كانت تحمل دائمًا طابعًا تنافسيًا خاصًا. وجاءت هذه الخسارة لتؤكد أن الكرة العُمانية ليست في أفضل حالاتها، حيث بدا ظفار عاجزًا عن مجاراة النسق الهجومي العالي للنصر، مما أدى إلى استقبال شباكه خمسة أهداف.

في بداية تسعينيات القرن الماضي، شهدت الكرة العُمانية طفرة نسبية في القدرة على مجاراة المنتخبات الأخرى في المنطقة وآسيا، إذ قلّت الأهداف الكبيرة التي تتلقاها شباك المنتخب العُماني، بل وحققنا أول حضور لنا في البطولة الخليحية للناشئين العام 1993، وتأهلنا بعدها بعام إلى كأس العالم بإحراز المركز الثالث قاريًا. ثم صدمنا العالم بإحراز المركز الرابع في مونديال الإكوادور وسط ذهول الجميع؛ بل إن أفضل لاعب وهداف البطولة كان عُمانيًا،(مسيرته انتهت مبكرًا بقرار أرعن). تواصلت الإنجازات وتأهلنا لمونديال مصر، حيث بلغنا مراحل مُتقدمة قبل أن نُقصى على يد رونالدينيو البرازيلي ورفاقه، حققنا لقب آسيا وتأهلنا لمونديال ترينيداد وتوباغو.

كانت تلك الإنجازات نتج عن ذلك، ما أطلق عليه الجيل الذهبي، لكنه للأسف لم ينجح في الوصول إلى كأس العالم، نظرًا لقلة بطاقات التأهل الممنوحة لآسيا وقتها والتطور السريع للمنتخبات الآسيوية، الذي يصعب مجاراته في ظل غياب دوري قوي وأندية محترفة. ومع ذلك، استطاعت الكرة العُمانية أن تسجل حضورًا لافتًا في الساحة، لدرجة أن اليابان، القوة العظمى في آسيا، كانت تلعب بخطط دفاعية أمام "برازيل الخليج".

منذ عام 2004، بدأت الكرة العُمانية تفقد البوصلة مع الابتعاد عن منهجية التأسيس الحقيقي للفئات السنية، إذ لم تتأهل المنتخبات السنية للنهائيات الآسيوية لأكثر من عقدين. يُعزى ذلك إلى عدة أسباب، من أبرزها غياب الاستراتيجيات طويلة الأمد في تطوير الناشئين، وضعف البنية التحتية الرياضية، إضافة إلى نقص الاستثمارات والدعم المالي للأندية المحلية، وعدم توفر التأهيل الحقيقي للكفاءات الفنية، وحاليا يملك حوالي 25 مدربًا عُمانيًا شهادة الـPRO، لكن الغالبية منهم لا يعملون في الأندية أو المنتخبات، ولم يشقوا طريق الاحتراف في التدريب، لضعفهم فنيًا وعمليًا.

في ظل هذه الظروف الصعبة، تبدو الكرة العُمانية بحاجة ماسة إلى مراجعة شاملة واستراتيجية إصلاحية تركز على تحسين البنية التحتية، وتطوير مستوى اللاعبين الناشئين من خلال دعم المسابقات والأكاديميات والمدارس وربطها بمنظومة عمل متكاملة بدعم حكومي وبإشراف اتحاد الكرة. ينبغي أن تُمنح الفئات السنية الأولوية بدلاً من توجيه الدعم الكبير للمنتخب الأول، إضافة إلى توفير الدعم الفني والإداري اللازم للأندية.

يتبقى عام واحد لاتحاد كرة القدم الحالي، ولديه فرصة لجلب خبير فني حقيقي يتمتع بتجربة متميزة، لوضع خطة عمل تمتد لثماني سنوات، والعمل على تحقيقها، من أجل بناء كرة القدم العُمانية على أسس صلبة واحترافية، أو علينا أن ننتظر اتحاد كرة جديد بطموح عال، يعيد للكرة العُمانية هيبتها ويضعها مجددًا على خريطة المنافسة القارية. وإلّا، فعلى الجماهير العُمانية العاشقة لمنتخب بلادها أن تستعد لمزيد من الصدمات والنتائج المُخيِّبة للآمال. والله المُستعان.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

غوارديولا يكرر انتقاد أرتيتا لكرة مباريات كأس إنجلترا والاتحاد الإنجليزي يرد

رغم تأهل مانشستر سيتي لربع نهائي كأس إنجلترا، انتقد الإسباني بيب غوارديولا مدرب الفريق الكرة التي تُلعب بها مباريات البطولة المحلية، مما اضطر الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم للدفاع عن تلك الكرة.

وقارن غوارديولا بين الكرة وتلك المستخدمة في الدوري المحلي ودوري أبطال أوروبا، عقب فوز فريقه على بليموث في الدور الخامس 3-1 السبت، قائلا إنها "صعبة للسيطرة عليها وغير مناسبة".

وفي وقت سابق من هذا الموسم، تعرض مدرب أرسنال، الإسباني ميكل أرتيتا للسخرية بعد انتقاده كرة "بوما" التي استخدمت في كأس الرابطة.

وخسر "غانرز" مواجهته من ذهاب وإياب أمام نيوكاسل 0-4 في مجموع المباراتين ضمن الدور نصف النهائي.

غوارديولا انتقد الكرة في التسديد على المرمى (الفرنسية)

وقال الاتحاد المحلي للعبة إن الكرة المستخدمة في كأس إنجلترا "تلبي جميع متطلبات الاختبار".

وقال متحدث باسم الاتحاد الإنجليزي "لقد تم اختبار كرة ميترا ألتيماكس برو التي استخدمت في كأس إنجلترا وجميع مسابقات الاتحاد الإنجليزي الأخرى، بما يتوافق مع اختبارات الاتحاد الدولي لكرة القدم".

وأضاف "يجب أن تتوافق جميع الكرات في الرياضة الاحترافية مع اعتماد الجودة الاحترافية للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وهذه الكرة تلبي جميع متطلبات الاختبار".

وتابع "بالإضافة إلى ميترا، نتفهم أن التفضيل أمر نسبي، لكننا على ثقة من أن الكرة تؤدي بشكل جيد. ومع تسجيل أكثر من 350 هدفا في مباريات الأدوار الإقصائية حتى الآن، فإن ذلك يوفر عنصرا مثيرا لمثل هذه البطولة التنافسية".

إعلان

وقال غوارديولا بعد فوز فريقه على بليموث المتعثر في دوري المستوى الأول "تشامبيونشيب": "الكرة لم تكن مناسبة، أنا آسف. حدث ذلك لسنوات عديدة في كأس إنجلترا أو كأس الرابطة".

وأضاف "أعلم أن الأمر يتعلق بعقد عمل ويتوصلون إلى اتفاقات، لكن الكرة لم تكن (جيدة). هل تعلم كم عدد التسديدات التي مرت فوق العارضة؟ ليس فقط تسديدة إرلينغ (هالاند)، انظروا إلى المباريات الأخرى".

وجاءت أهداف سيتي الثلاثة من أصل 29 تسديدة، من بينها 9 على المرمى.

مقالات مشابهة

  • مركز الثميد بطل مهرجان أطفال الشارقة لكرة القدم
  • رسميا.. إدخال 5 تعديلات تاريخية في قوانين التحكيم لكرة القدم
  • فوز فريق الزمالك لكرة القدم مواليد 2009 على إنبي بهدفين دون رد
  • انطلاق بطولة الشهيد عبدالقادر هلال لكرة القدم في أمانة العاصمة
  • غوارديولا يكرر انتقاد أرتيتا لكرة مباريات كأس إنجلترا والاتحاد الإنجليزي يرد
  • الدوري السعودي لكرة القدم الأفضل في آسيا
  • بسبب أزمة مواصفات الكرة.. الاتحاد الإنجليزي يرد على جوارديولا
  • انطلاق بطولة كأس ميناء صحار والمنطقة الحرة لكرة القدم
  • "فيفا" يفتح الأبواب لكرة القدم الباكستانية مجدداً
  • انطلاق بطولة العُلا الرمضانية لكرة القدم 2025