باقي من الزمن يومين على موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 التي يشتعل فيها المنافسة بصورة غير مسبوقة بين الرئيس السابق دونالد ترامب ومنافسته القوية كامالا هاريس نائبة الرئيس الأمريكي.

وبحسب ما نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، أمس الجمعة، فإن استطلاعا للرأي قبيل الانتخابات الرئاسية الأمريكية، أظهر أن المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس تتقدم على المرشح الجمهوري دونالد ترامب بفارق نقطة مئوية واحدة في ولاية بنسلفانيا (48% مقابل 47%).

في الواقع، إنها الولاية الأكثر أهمية بين الولايات السبع المتأرجحة، وستمنح ناخبيها التسعة عشر للمرشح الذي يفوز بأكبر عدد من الأصوات في الولاية. لقد أنفقت حملتا ترامب وهاريس بالفعل مئات الملايين من الدولارات على الإعلانات في ولاية بنسلفانيا، ويواصل كلا المرشحين جعل زياراتهما في الولاية أولوية قصوى. وفي الوقت نفسه، في الأيام الأخيرة، بذل كلاهما كل ما في وسعهما لحث أنصارهما على التوجه إلى صناديق الاقتراع.

وبالإضافة إلى ذلك، وجد الاستطلاع أن 64% يقولون إنهم متحمسون للغاية للتصويت. بجانب نسبة الـ 20% الذين صوتوا بالفعل، هذا يعني أن أكثر من 8 من كل 10 لديهم حافز كبير. ويقول أكثر من 9 من كل 10 ديمقراطيين وجمهوريين إنهم متأكدون من أنهم سيصوتون أو أدلوا بأصواتهم بالفعل. يقول ما يقرب من 9 من كل 10 في كلا الحزبين إنهم متحمسون للغاية أو قاموا بالتصويت بالفعل.

ومن بين الناخبين الأوائل، تتقدم هاريس بنسبة 2 إلى 1 تقريبًا (63% مقابل 32%)، بينما يتقدم ترامب بثماني نقاط مئوية بين الناخبين المحتملين والمترددين (52% مقابل 44%).

في ظل مزاعم الاحتيال من قبل حملة ترامب – أعرب سكان بنسلفانيا عن ثقتهم في أنه سيتم فرز الأصوات بدقة، حيث قال ما يقرب من 3 من 4 إنهم واثقون جدًا أو إلى حد ما في الفرز.

تفوق مشاركة النساء

وبحسب استطلاعات رأي تفوقت النساء على الرجال في المشاركة في التصويت المبكر بنحو 10 نقاط مئوية - وهو الاتجاه الذي تراه حملة كامالا هاريس والديمقراطيون سببًا للتفاؤل.

لكن حملة المرشح الجمهوري دونالد ترامب تصر على أنها غير قلقة، وتجادل بأن الفجوة هي ببساطة نتيجة لبقاء الناخبين الذكور الديمقراطيين في منازلهم حتى الآن.

وبلغت نسبة الناخبين الذين صوتوا مبكرًا 53% من النساء، و44% من الرجال، وفقًا لشركة TargetSmart، وهي شركة مرتبطة بالحزب الديمقراطي تتبع بيانات التصويت المبكر.

ويعد الهامش هو نفسه تقريبًا الذي كان عليه في انتخابات 2020 التي فاز بها جو بايدن، عندما تقارب الفارق في نفس النقطة في التصويت المبكر أيضًا 53% -44%، لكن الديمقراطيين متفائلون لأن النساء - اللاتي تظهر استطلاعات الرأي أنهن يتفوقن على دونالد ترامب بهامش كبير - حافظن على الفارق البالغ 9 نقاط على الرغم من أن الناخبين الجمهوريين شكلوا حصة أكبر من التصويت الأولي هذا العام.

إقبال كبير من الناخبين

ويعد التصويت المبكر هذا العام الأعلى مقارنة بعام 2016 - الذي شهد 47.2 مليون صوت، وعام 2012 -بلغ 46.2 مليون صوت.

أما عام 2020 فكان استثناءً، بسبب تفشي وباء كورونا والإجراءات المتبعة آنذاك، ما دفع أكثر من 101.5 مليون ناخب للادلاء بأصواتهم مبكرًا تجنبًا للاقتراع في المراكز المزدحمة.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسية الامريكية الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 الانتخابات الرئاسية الأمريكية ترامب الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024 موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية التصويت في الانتخابات الرئاسية الأمريكية التصویت المبکر دونالد ترامب

إقرأ أيضاً:

الآثار السُّودانيَّة … إنهم يسرقون التاريخ!

(1)
قبل عشر سنوات من تاريخ نشر مقال الدُّكتور الدبلوماسي حمد عبد العزيز الكواري، رئيس مكتبة قطر الوطنية، بعنوان "السُّودان … جرح الحضارة النَّازف: تدمير المتحف القوميِّ السُّودانيِّ"، أعدَّ الصَّحفيَّان رجاء نمر وحسن أبو الرِّيش تحقيقًا صحفيًّا عن الآثار السُّودانيَّة بعنوان "الآثار السُّودانيَّة: إنَّهم يسرقون التَّاريخ"، نشرته صحيفة التَّيَّار في يوليو 2015. تناول الصَّحفيِّان المشار إليهما في ذلك التَّقرير موضوع سرقة الآثار السُّودانيَّة، وعرضا بشكل مفصَّل التَّهديدات الكبيرة الَّتي تواجه التُّراث الثَّقافيَّ والتَّاريخيَّ في السُّودان. وأبانا حجم الاعتداءات والسَّرقات، الَّتي تعرَّضت لها الآثار السُّودانيَّة من قِبَل عصابات النَّهب المحلِّيَّة والأجنبيَّة. وأشارا إلى الدَّور الَّذي تقوم به مافيا الآثار في المناطق الغنيَّة بالموارد الأثريَّة مثل مرويِّ البجراويَّة وجبل البركل. والآن يشهد السُّودان أكبر عمليَّة نهب في تاريخه، بعد العمليَّة الَّتي قام بها الطَّبيب الإيطاليُّ جوزيبي فريليني (1797-1870)، الَّذي رافق حملة غزو محمد علي باشا للسُّودان عام 1820. وبعد انتهاء خدماته مع الجيش الغازي عام 1934، أخذ فريليني إذناً من خورشيد باشا، حكمدار عام السودان؛ للتنقيب في بعض المواقع الأثرية، ثم شدّ رحاله إلى مرويِّ البجراويَّة ومنطقة جبل البركل ونوري، وقام بتفجير العديد من الأهرامات بحثًا عن الذَّهب والمجوهرات الكوشيَّة. ويقال إنَّه قد سرق مقتنيات مقبرة الملكة أماني شكتو (Amanishakheto)، وبعد عودة إلى بلاده سارع بعرضها على المتاحف الأوروبِّيَّة في ميونخ وبرلين. وقد وثَّق لهذه العمليَّة الإجراميَّة بول ثيروكس (Paul Theroux)، الرِّوائيَّ الأمريكيَّ، الَّذي أكَّد أنَّ فريليني قد قام بنسف قمم الأهرامات بالدِّيناميت، فشوِّهها وأفقدها قيمتها الجماليَّة وطمس أسرارها، وسرق مكتنزاتها الثمينة. والعملية الثانية تحدث الآن أمام أعيننا، حيث نُهبت آثار ومقتنيات متحف السودان القومي وغيره من المتاحف الأخرى. لمزيد من التفصيل، ينظر:
(Yvonne Markowitz and Peter Lacovara, “The Ferlini Treasure in Archeological Perspective”, Journal of the American Research Center in Egypt, Vol. 33 (1996), pp. 1-9).

(2)
متحف السُّودان القوميِّ ونهب آثاره
يُعَدُّ متحف السُّودان القوميِّ في الخرطوم، أكبر المتاحف السُّودانيَّة على الإطلاق. بدأ العمل فيه في النِّصف الثَّاني من ستينيَّات القرن العشرين، واُفتتح عام 1971 في عهد حكومة مايو (1969-1985). ويحتلَّ المتحف موقعًا متميِّزًا في العاصمة الخرطوم، إذ يطلُّ على شارع النِّيل وجوار مبنى قاعة الصَّداقة، ويفتح مدخله الرَّئيس صوب النِّيل الأزرق، وقبل التقاء النِّيلين في منطقة المقرن. وقد صُمَّمت مباني المتحف بطريقة رائعة، إذ يوجد في فناء مدخله الرَّئيس متحف مفتوح، يحتوي على عدد من المعابد والمدافن والنَّصب التِّذكاريَّة والتَّماثيل، الَّتي تعكس طرفًا من الآثار النَّوبيَّة السُّودانيَّة الَّتي غمرتها مياه السَّدِّ العالي، وقد وضعت هذه القطع الآثاريَّة حول حوض مائيّ، تعطي الزَّائر انطباعًا بأنَّها في موضعها الأصليِّ. وكانت قاعات المتحف تحتوي على مقتنيات أثرية من مختلف أنحاء السودان، يرجع تاريخها إلى عصور ما قبل التاريخ، حيث تشمل الآثار الحجرية، والجلدية، والبرونزية، والحديدية، والخشبية، الأدوات الفخارية، والمنحوتات، والصور الحائطية، فضلاً الآثار المسيحية والإسلامية، التي تشكل جزءًا من هوية السودان.
وعندما اقتحمت قوَّات الدَّعم السَّريع مباني متحف السودان القومي في بداية هذه الحرب اللَّعينة تطير العارفون بمقتنياته شرًّا، وبعد تحرير الخرطوم نقلت عدسات القنوات الفضائية أنَّ مقتنيات المتحف قد نهبت. ولذلك وصف الكواري ما حدث بأنَّه: "أمر محزن. . . أنَّ نرى التَّاريخ يباد تحت أقدام الطَّامعين، وأن يُسرق ما لا يعوِّض، ويُطمس ما لا يُقدَّر بثمن." نعم، يمكن إعادة إعمار الأضرار المادِّيَّة التي لحقت بمباني المتحف، و"لكن كيف يُعاد ما سُرق؟ كيف تُبعث من جديد قطع أثريَّة عمرها آلاف السِّنين؟ كيف يُعوِّض شعب تُسلب ذاكرته وهو ينزف؟ إنَّ ما يحدث في السُّودان ليس مجرَّد حرب على السُّلطة، بل هو جريمة في حقِّ الحضارة، جريمة ترتكب أمام أعين العالم، الَّذي يراقب بصمت، بل ويُسهم البعض في إشعالها. وما يُؤلم أكثر، أن تُمحى آثار هذا البلد العظيم، بينما أهل السُّودان يُواجهون القتل والتَّشريد والجوع، ويُترك وطنهم فريسةً للصِّراعات وأطماع العابثين."

(3)
أسئلة الكواري تحتاج إلى إجابات ممكنة؟
عليه يُرفع النداء إلى أبناء السُّودان الحادِّبين على الحفاظ على آثارهم التَّاريخيَّة أن يشرعوا في القيام بحملة لإعادة ما نُهب. فمقتنيات السُّودان الأثريَّة ليست لها علاقة بدولة "56" المزعومة، بل تشكِّل جزءًا من تاريخ البلاد وهويَّتها، والشعب الذي لا يحافظ على تاريخه، لا يستطيع أنَّ يبنّي مجدًا حاضرًا. فالإجابة عن أسئلة الكواري تحتاج إلى وعي بقيمة الآثار المنهوبة، وإلى عمل منظَّم يبدأ بالحفاظ على الموجود، والبحث عن المنهوب وسبل إرجاعه؛ وذلك عملًا بالمثل السُّوداني القائل: "الجفلن خلِّهنَّ أقرع الواقفات". فنبدأ بالحفاظ على الموجود، ثمَّ نشرع في استرداد المنهوب. فمشوار الألف ميل يبدأ بخطوة.


ahmedabushouk62@hotmail.com  

مقالات مشابهة

  • استطلاع رأي: 73% من الأمريكيين يتوقعون ارتفاع الأسعار في ظل رسوم ترامب الجمركية
  • هكذا تؤثر الإبادة الإسرائيلية بغزة على أصوات الناخبين في أستراليا
  • تركيا.. الحزب الحاكم يواصل التراجع في استطلاعات الرأي
  • تحديث سجل الناخبين: ضمان لمشاركة فاعلة للكُرد الفيليين في الانتخابات المقبلة
  • قصة وعبرة..
  • تقرير: إسرائيل قلقة من تقارب السودان مع إيران
  • الآثار السُّودانيَّة.. إنهم يسرقون التاريخ!
  • مع اقتراب الرد الموحد.. المفوضية الأوروبية تتوعد رسوم ترامب
  • نتنياهو يشيد بـصداقة المجر ويهاجم المحكمة الدولية .. تقارب جديد يعمّق عزلة الاحتلال
  • الآثار السُّودانيَّة … إنهم يسرقون التاريخ!