أنشطة وفعاليات ومعسكرات شبابية في عدد من المحافظات
تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT
صراحة نيوز – نظمت مراكز شبابية في عدد من محافظات المملكة، اليوم الاثنين، أنشطة وفعاليات توعوية وتدريبية.
ففي محافظة مادبا، انطلقت بمراكز شباب لب والعريض ومديرية شباب مادبا فعاليات المعسكر التشاركي ومعسكر مسارات سياحية، وذلك ضمن معسكرات الحسين للعمل والبناء 2023، بمشاركة 85 شابا من المراكز الشبابية ضمن الفئة العمرية 15 إلى 17 عاما.
وتضمنت الفعاليات العديد من الأنشطة والألعاب الشعبية والتحفيزية ومحاضرات عن الموروث الشعبي والعادات والتقاليد في المجتمع الأردني، ومحاضرات توعوية وعرضا لقصص نجاح للمشاركين، بالإضافة لعقد ورش إعلامية وفنية ومحاضرات إرشاد مهني وتقني.
وبين مدير شباب مادبا نايف أبو رمان أن المعسكرات التشاركية تهدف إلى تعميق مفهوم الهوية الوطنية الأردنية والانتماء للقيادة الهاشمية وترسيخ المفهوم الشامل للثقافة الوطنية، لتعريف الشباب بدور المؤسسات الوطنية في حماية مكتسبات الوطن والحفاظ عليها.
وبين أن معسكر مسارات سياحية يقوم بدور مهم في الحفاظ على الأماكن السياحية والثقافية والدينية ومعرفة العادات والتقاليد وترسيخ قيم الولاء والانتماء وتعزيز الهوية الوطنية.
وفي إربد، نظم مركز شباب لواء الوسطية، جلسة حوارية حول العنف المدرسي والجامعي، بمشاركة 25 شاباً من أعضاء المركز .
وتحدث التربوي والناشط الاجتماعي، وصفي العزام، عن مفهوم العنف الطلابي وآثاره وانعكاساته السلبية على البيئة المدرسية والجامعية، الى جانب ما تمثله من خطورة على الأمن والاستقرار المجتمعي.
وقال إن العنف المدرسي والجامعي بمختلف أشكاله يؤدي لزرع الكراهية بدلاً عن المحبة، لافتا إلى أهمية نبذ أسباب العنف الناجمة غالبيتها عن التعصب والتطرف وعدم احترام الرأي الآخر.
وفي الكرك، نفذت المراكز الشبابية التابعة لمديرية شباب محافظة الكرك عددا من الأنشطة والفعاليات النوعية ضمن محاور الإستراتيجية الوطنية للشباب شارك بها عدد كبير من شباب المحافظة من مختلف الفئات العمرية.
وقالت رئيسة قسم الإعلام والاتصال، الدكتورة ثروت المعاقبة، في تصريح صحفي، نظم مركز شباب الكرك محاضرة بعنوان: “الريادة والابتكار”، تحدث خلالها المحاضر همام المبيضين حول مفهوم ريادة الأعمال وأهميتها للشباب في بناء مستقبلهم. فيما اختتم مركز شباب أدر “برنامج مهاراتي” بمشاركة 18شابا، تحدث خلالها المدرب أحمد الطراونة حول أهمية امتلاك الشباب واليافعين للمهارات الحياتية التي تمكنهم من تنمية مهاراتهم ومعارفهم والتعرف على البيئة المحيطة بهم والتعامل مع مختلف التحديات التي تواجههم.
كما نظم مركز شابات أدر وبالتعاون مع إدارة مكافحة المخدرات، محاضرة بعنوان: “حماية الأطفال من المخدرات”، بمشاركة 15 شابة تحدث خلالها الملازم نايف العجارمة حول أنواع المخدرات وآثارها النفسية والجسدية وطرق العلاج منها وأهمية توعية الأبناء لمكافحة هذه الآفة.
ونظم مركز شابات الجدعا ورشة عمل بعنوان: “الفرص والتحديات في الزراعة والأمن الغذائي والأساليب الحديثة للزراعة”، بمشاركة 20 شابة، تحدث خلالها أحمد المطارنة حول مفهوم الأمن الغذائي وأهميته على المستوى الوطني والعالمي والتحديات التي تواجهه.
واختتم مركز شابات غور الصافي النموذجي”دورة تجميل “بمشاركة 26 شابة، دربت خلالها أميرة الخليفات حول أساسيات التجميل والتطبيق العملي بخلط المواد واستخدامها بالشكل الأمثل لصبغ الشعر.
ونظم مركز شباب وشابات وادي الكرك محاضرة بعنوان: “الشباب والتمكين السياسي”، بمشاركه 15 شابا، تحدث خلالها الدكتور راكز العرود حول أهمية إشراك الشباب في صنع القرار وآليات التمكين السياسي.
ونظم مركز شابات راكين جلسة توعوية حول “التغذية السليمة”، بمشاركة 20 شابة، تحدثت خلالها المحاضرة سدين الرماضين حول مفهوم التغذية السليمة وتأثيرها الإيجابي على صحة الإنسان.
ونظم مركز شابات المزار نشاط بعنوان”التفكير الإبداعي” تحدثت خلالها فدوى المدادحة حول مفهوم التفكير الابداعي وأهميته في استحداث حلول للمشكلات والتحديات التي تواجهنا.
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة علوم و تكنولوجيا الشباب والرياضة مال وأعمال اخبار الاردن اخبار الاردن منوعات اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة علوم و تكنولوجيا الشباب والرياضة الشباب والرياضة الشباب والرياضة مال وأعمال اخبار الاردن اخبار الاردن منوعات اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة مرکز شباب
إقرأ أيضاً:
الهُلامية المفاهيمية ودورها في إفشال الانتقال الديمقراطي بتونس
تصدير: "سَيّب سَيّب أحمد صواب، شلّكتوه الإرهاب" (أطلقوا سراح أحمد صواب، لقد رذّلتم مفهوم الإرهاب).. أحد شعارات التحرك المطالب بإطلاق سراح القاضي السابق والمحامي اليساري أحمد صوابلعل من أهم سمات "عشرية الانتقال الديمقراطي" أو "العشرية السوداء"، كما يحلو لأنصار الرئيس التونسي وحزامه السياسي تسميتها، هو أنها قد أكدت قيمة "القوة النوعية" لليسار -بشقيه الماركسي والقومي- في مقابل "القوّة الكمية" أو العمق الشعبي المرتبط بأهم فاعلَين سياسيَّين بعد الثورة: حركة النهضة، وورثة الحزب الحاكم المنحلّ، خاصة نداء تونس وشقوقه ومن بعدهم الحزب الدستوري الحر.
ورغم وجود عدة قيادات من أصول يسارية في أغلب الأحزاب "التجمعية الجديدة"، فإنها لم تستطع فرض وجودها السياسي إلا بتوظيف السردية البورقيبية لتحشيد الناخبين. أما أولئك اليساريون الذين تحركوا بتوظيف السردية الماركسية "المعدّلة" أو "المُتونسة" (أي المتخفّفة من مفاهيمها الصلبة كالصراع/ الحقد الطبقي والمادية الجدلية والمعاداة الصريحة للدين بما هو أفيون للشعوب والحزب الطليعي والعنف الثوري.. الخ)، فإنهم قد تقاطعوا موضوعيا مع البورقيبية باعتبارها "خطابا كبيرا" أو خطابا مرجعيا لكل الفاعلين -بمن فيهم الإسلاميون- لأنه يُجسّد المشترك الوطني غير القابل للنقد أو المساءلة أو التجاوز ولو من منظور "ثوري".
سواء اعتبرنا اليسار ابنا شرعيا أو طبيعيا لبورقيبة، فإننا لن نجانب الصواب إذا ما قلنا إنّ العودة إلى "البورقيبية" بـ"منطق استمرارية الدولة" لم يكن لينجح لولا تقاطع مصالح اليساريين وورثة المنظومة القديمة في عدم بناء سردية جديدة تصاحب "الثورة" وتستدمج الإسلاميين بالضرورة. ولذلك مثّلت البورقيبية مدخلا ملَكيا لتحقيق جملة من الاستراتيجيات
سواء اعتبرنا اليسار ابنا شرعيا أو طبيعيا لبورقيبة، فإننا لن نجانب الصواب إذا ما قلنا إنّ العودة إلى "البورقيبية" بـ"منطق استمرارية الدولة" لم يكن لينجح لولا تقاطع مصالح اليساريين وورثة المنظومة القديمة في عدم بناء سردية جديدة تصاحب "الثورة" وتستدمج الإسلاميين بالضرورة. ولذلك مثّلت البورقيبية مدخلا ملَكيا لتحقيق جملة من الاستراتيجيات: أولا، تذويب الخلافات التاريخية والأيديولوجية بين مكونات ما يسمى بـ"العائلة الديمقراطية"؛ ثانيا، شرعنة التطبيع مع ورثة المنظومة القديمة باعتبارهم جزءا من تلك العائلة؛ ثالثا، بناء هوية ميتا-أيديولوجية لمواجهة الوافد الجديد على الساحة السياسية القانونية، أي حركة النهضة وما تتمتع به من شرعية مرتبطة بـ"المظلومية" وما تبشر به من تمثيل للمهمّشين جهويا والمقموعين أيديولوجيا من المحافظين والمتدينين؛ رابعا، منع أي مراجعة جماعية أو إعادة تفاوض حول الأساطير المؤسسة للدولة-الأمة و لما يسمى بـ"النمط المجتمعي التونسي"؛ خامسا، جعل البورقيبية -أي أيديولوجيا منظومة الاستعمار الداخلي- مرجعا أعلى لما تشترطه "القوى الحداثية" على حركة النهضة في مطلب "تَونَسة الحركة".
لا شك عندنا في أنه لولا اليسار -بمختلف مكوناته ومجالات فعله- لما استطاعت المنظومة القديمة أن تفرض "البورقيبية" وما يرتبط بها من خيارات كبرى داخليا وخارجيا، أي لما استطاعت النواة الصلبة لتلك المنظومة أن تكون هي المتحكم الحقيقي في مسار الانتقال الديمقراطي ومخرجاته ومآلاته. ولكنّ ذلك لا يعفي حركة النهضة وحلفاءها "العضويين" من المسؤولية السياسية والأخلاقية عن فشل الانتقال الديمقراطي. فالنهضة قد اختارت التطبيع مع المنظومة القديمة بشروط تلك المنظومة، وعجزت عن فرض منطق مختلف لعلاقتها بالدولة العميقة ورعاتها الأجانب. ولذلك لم يكن لتحوّل النهضة من منطق البديل إلى منطق الشريك أي أثر في تعديل سياسات الدولة ولا في خلخلة منظومة الاستعمار الداخلي.
وبصرف النظر عمّا يؤسس الخيار الاستراتيجي لحركة النهضة في الخروج من منطق مواجهة الدولة إلى منطق التطبيع مع نواتها الصلبة، فإن الوقائع قد أثبتت فشل هذا الخيار. وقد يكون من السهل أن نرد هذا الفشل إلى استراتيجيتي الاستئصال الناعم (بقيادة حركة نداء تونس نفسها قبل مرحلة التوافق وخلالها) والاستئصال الصلب (بقيادة مكونات المجتمع المدني، خاصة اتحاد الشغل والنقابات الأمنية)، ولكننا نؤمن أن هذا المنهج التحليلي مجانب للحقيقة لأنه يُبرّر ولا يفسّر إلا قليل، فمنتهى هذا المنهج هو تبييض خيارات حركة النهضة -خاصة تلك الخيارات التي تحركت ضد انتظارات ناخبيها والمتعاطفين معها قبل عموم التونسيين- وجعلها خيارات حتمية تنفي أي مسؤولية سياسية وأخلاقية مرتبطة بهامش الحرية مهما كان محدودا.
إلى جانب النزعة "التبريرية" التي تلازم وعي الكثير من النهضويين -أي القدرة على الدفاع عن الخيار وضده باعتبارهما تجسيدا لحكمة "خفية" واحدة- فإن أغلب النهضويين لا يفكرون إلا كما يفكّر أغلب اليساريين، لكن بصورة معكوسة. فإذا كان اليساريون يديرون صراعهم ضد الإسلاميين باعتبارهم يُجسدون "التناقض الرئيس" ويبررون تحالفهم مع ورثة المنظومة القديمة باعتبارهم يُجسّدون "التناقض الثانوي"، فإن النهضويين يعتبرون أن اليسار هو نقيضهم الرئيس، أما "الدساترة" أو "البورقيبيون" (أي التجمعيون السابقون) فإنهم يجسدون تناقضا ثانويا داخل العائلة "الثعالبية" أو الدستورية الأصلية (نسبةً إلى عبد العزيز الثعالبي مؤسس الحزب الحر الدستوري التونسي).
وفي الظاهر فإن للمنطق النهضوي ما يؤسسه تاريخيا، خاصة اذا ما استحضرنا توظيف المخلوع ونظامه الجهوي-الريعي التابع للعديد من اليساريين في شرعنة "محرقة الإسلاميين" خلال تسعينات القرن الماضي، سواء داخل الحزب الحاكم أو في المجتمع المدني أو في الإعلام أو في المؤسسة الأمنية، وقد جاءت الثورة لترسّخ هذه "الذاكرة الجريحة" بحكم إصرار أغلب مكوّنات اليسار الوظيفي على استصحاب منطق المخلوع ونظامه في التعامل مع الإسلاميين، خاصة بتوظيف مفهوم "الإرهاب" وتهديد النمط المجتمعي التونسي ومكاسبه الحقيقية والمتخيلة، خاصة حقوق المرأة والأقليات.
لترسيخ "غيرية" الإسلاميين وغرابتهم المطلقة عن المجتمع التونسي، كان على اليسار أن يعتمد سردية المخلوع ونظامه، أي سردية ربط الإسلاميين جوهريا بالإرهاب أو على الأقل بالعنف النسقي ضد الدولة ومؤسساتها، بل ضد النخب الحداثية و"التنويرية" كلها. وهي استراتيجية ذات أثرين متعاضدَين: ترسيخ التناقض الجذري مع الإسلاميين بمن فيهم أولئك الذين ارتضوا العمل القانوني تحت ظل الدستور وقانون الأحزاب، والعمل على منع ولوجهم إلى أجهزة الدولة أو حتى التمتع بـ"جبر الضرر" الناتج عن سياسات القمع والاستهداف المُمنهج قبل الثورة. وهو أمر يحتاج إلى سرديتين فرعيتين؛ هما سردية "مقاومة التمكين"( أي اعتبار خيار النهضة التصالح مع الدولة خيارا تكتيكيا يُخفي خيارا استراتيجيا هو "التمكين" أو "أسلمة الدولة" و"أخونتها")، وسردية "ترذيل النضال الإسلامي" باعتباره نضالا غير شعبي، مع الحرص على تصوير مطالب المشمولين بـ"العدالة الانتقالية" أو "العفو التشريعي" وكأنهم "انتهازيين" يبحثون عن "أجر" أو عن مقابل لـ"نضالهم" من أموال دافعي الضرائب، وهو تدليس وافتراء كان له أثر كبير في تشكيل التقبل الشعبي لملف العدالة الانتقالية، بل كان له أثر بالغ في ضرب مفهوم "المظلومية" وتكريس مفهومي "الفساد" و"الانتهازية" باعتبارهما صفتين جوهريتين ملازمتين للنهضوي أساسا.
لقد اخترنا أن نصدّر هذا المقال بشعار يساري لأنه يعكس تناقضات الوعي اليساري والمآلات الكارثية لهُلامية المفاهيم وتوظيفاتها الاعتباطية. فالشعار ينطلق من مسلّمة مغالطية هي أن النظام الحالي قد "رذّل" مفهوم الإرهاب عندما وظفه ضد ناشط "يساري". فالإرهاب في هذا المنطق لا يمكن أن يرتبط إلا "بالإسلاميين" أو بالذين "طبّعوا" معهم واعترفوا بحقهم في الوجود بصورة مبدئية. وينسى من يرفع هذا الشعار أن "ترذيل" مفهوم الإرهاب لم يبدأ مع التصويت على قانون الإرهاب دون وجود تعريف واضح وغير قابل للتلاعب السلطوي به، كما ينسون أن اليسار كان أول من رذّل هذا المفهوم عندما تبنى سردية المنظومة القديمة فيما يخص حركة النهضة، وعندما وضع نفسه خصما وحكما في ملف الاغتيالات السياسية، بل عندما همّش مفهوم "إرهاب الدولة" الذي مارسته المنظومة القديمة -في لحظتيها الدستورية والتجمعية- ضد ضحاياها من الإسلاميين وغيرهم من القوميين واليساريين.
اليسار كان أكبر داعم لمنظومة الحكم الحالية منذ الإعلان عن إجراءات 25 تموز/ يوليو 2021. وهو دعم لم يتأسس على إيمان بمشروع الرئيس وبالديمقراطية القاعدية التي تُنهي الحاجة إلى الأحزاب، بقدر ما تأسس على الكفر بأي ديمقراطية تمثيلية تضع الإسلاميين في مركز الحقل السياسي
ولعلّ أهم ما يتناساه من يرفع ذلك الشعار هو أن اليسار كان أكبر داعم لمنظومة الحكم الحالية منذ الإعلان عن إجراءات 25 تموز/ يوليو 2021. وهو دعم لم يتأسس على إيمان بمشروع الرئيس وبالديمقراطية القاعدية التي تُنهي الحاجة إلى الأحزاب، بقدر ما تأسس على الكفر بأي ديمقراطية تمثيلية تضع الإسلاميين في مركز الحقل السياسي.
رغم أن النهضويين لا يُصرّحون باعتماد منطق التناقض الرئيس والتناقض الثانوي، فإن "أسلمة" هذا المنطق لم تنفع إلا النواة الصلبة لمنظومة الاستعمار الداخلي. فعوض البحث عن "مصالحة تاريخية" مع اليسار ومع الانتظارات الاقتصادية والاجتماعية والقيمية المشروعة لعموم الشعب، عمدت حركة النهضة إلى مصالحة "براغماتية" وغير مؤسسة نظريا مع ورثة المنظومة القديمة (خلال مرحلة التوافق)، ومع بعض الأحزاب الطارئة على المشهد السياسي مثل حزب المؤتمر وحزب التكتل(خلال حكم "الترويكا"). وهو ما جعلها تتحول إلى "وتد" من أوتاد المنظومة، ولا تختلف في شيء عن "الوطد" الذي كرّس نفسه قبل الثورة وبعدها لخدمة منظومة الاستعمار الداخلي في مختلف القطاعات التي يهيمن عليها. أما أغلب القوى اليسارية المرتدة عن مفهوم "الصراع الطبقي" وعن أغلب المفاهيم الصلبة في الماركسية، فإنها هي الأخرى لم تتجاوز منطق "المناولة" أو "النقل لحساب الغير" في صراعها ضد النهضة.
إننا أمام سرديتين تحرفان الصراع عن مداره الحقيقي (أي الصراع ضد منظومة الاستعمار الداخلي) إلى مدارات هوياتية تجعلهما معا مجرد أداتين في خدمة تلك المنظومة ونواتها الصلبة. وهو واقع لا يبدو أن هناك ما يُبشر بتجاوزه نحو بناء "كتلة تاريخية" توحّد بين ضحايا منظومة الاستعمار الداخلي، وتتجاوز هلامية المفاهيم التي أفشلت الانتقال الديمقراطي (مثل مفهوم استمرارية الدولة، مفهوم الإرهاب، مفهوم المشترك الوطني، مفهوم التوافق، مفهوم العدالة الانتقالية، مفهوم "العائلة الديمقراطية"، مفهوم الدولة-الأمة.. الخ). ولذلك فإن "الكتلة التاريخية" هي الآن-وهنا ضربٌ من اليوتوبيا التي لا يمكن أن تتنزل في الواقع وأن تكون محرّكا لمشروع مواطني تحرري جامع؛ إلا بعد نضج شروطها الفكرية والموضوعية الضرورية.
x.com/adel_arabi21