أثار استقبال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أمس في الجزائر العاصمة لقادة ثلاث دول مغاربية، بجانب زعيم جبهة البوليساريو، جدلا واسعا.

فقد استقبل الرئيس الجزائري على هامش احتفال بلاده بالذكرى السبعين للثورة الجزائرية، رؤساء تونس قيس سعيد، وموريتانيا محمد ولد الشيخ الغزواني، ورئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد يونس المنفي، بجانب زعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي.



في المقابل غابت المغرب عن حضور الفعاليات التي نظمتها الرئاسة الجزائرية في ذكرى الثورة الجزائرية.

واحتفلت الجزائر أمس الجمعة بالذكرى السبعين لاندلاع ثورة التحرير ضد الاستعمار الفرنسي.
وأقامت الجزائر بهذه المناسبة عرضا عسكريا ضخما استعرضت فيه جانبا من قدرات قواتها المسلحة.


سجال بشأن الاستقبال
ظهور زعيم جبهة البوليساريو بجانب قادة 4 دول مغاربية في الجزائر، أثار جدلا وسجالا، حيث تساءل بعض المعلقين عن ما إذا كان يحق لإقليم الصحراء أن يكون عضوا في اتحاد المغرب العربي الذي يضم 5 دول فقط هي: المغرب والجزائر وموريتانيا وتونس وليبيا.

وبدأ السجال حين نشر الإعلامي الموريتاني سيد أحمد باب، صورة للاستقبال وارفقها تدوينة كتب فيها: "خمس من قادة دول المغرب العربي في موقف واحد، ما أجل التعايش والعدل وما أشنع التباغض والظلم".

لترد عليه البرلمانية الموريتانية السابقة زينت التقي في تدوينة بالقول: "دول المغرب العربي خمس فقط، موريتانيا والمغرب وتونس والجزائر وليبيا، غير ذاك هراء وأحلام يقظة".

ليستمر السجال بعد ذلك، حيث علق الناشط السالك بناني خالد قائلا: "مثل هذه الصور لا ينفع الصحراويين ولا يضر المغاربة، وموريتانيا يجب أن تظل على موقفها الحيادي".

وشدد الكاتب في تدوينة عبر حسابه على فيسبوك، على أن مشكلة الصحراء لم تخدم أي طرف من أطرافها، مؤكدا على أهمية أن تظل موريتانيا وفية لموقفها الحيادي.

"صياغة جديدة للاتحاد المغاربي"
وكانت الجزائر قد احتضنت مارس الماضي اجتماعا ثلاثيا مغاربيا، ضم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، والرئيس التونسي قيس سعيد، ورئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد يونس المنفي، فيما غابت موريتانيا والمغرب عن الاجتماع حينها.

وتقرر خلال الاجتماع – وفق بيانات رسمية - عقد لقاء مغاربي ثلاثي كل ثلاثة أشهر.

وقالت الدول الثلاثة حينها إن الاجتماع يهدف في الأساس إلى تكثيف الجهود وتوحيدها لمواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية، بما يعود على شعوب البلدان الثلاثة بالإيجاب".

واعتبر عدد من المتابعين أن اللقاء حينها يدخل في إطار محاولات لإعادة صياغة اتحاد المغربي، الذي يعاني حالة من الجمود بفعل الخلاف بين المغرب والجزائر بشأن قضية الصحراء.

عراقيل تواجه الاتحاد
وتأسس اتحاد المغرب العربي 17 فبراير 1989 في مدينة مراكش المغربية، ويتألف من خمس دول هي: ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا، ويهدف إلى فتح الحدود بين الدول الخمس لمنح حرية التنقل الكاملة للأفراد والسلع، والتنسيق الأمني، وانتهاج سياسة مشتركة في مختلف الميادين.

وبسبب الخلافات بين دوله لم تُعقد أي قمّة على مستوى قادة الاتحاد منذ قمة 1994 في تونس.
وأهم هذه العراقيل التي تواجه الاتحاد، بحسب مراقبين، هو الخلاف حول ملف الصحراء.

النزاع حول الصحراء
وبدأ النزاع حول الصحراء عام 1975، بعد إنهاء الاحتلال الإسباني وجوده في المنطقة، ليتحول الخلاف بين المغرب وجبهة "البوليساريو"، إلى نزاع مسلح توقف في 1991، بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار، برعاية الأمم المتحدة.

وتصر الرباط على أحقيتها في "إقليم الصحراء" وتقترح كحل حكما ذاتيا موسعا تحت سيادتها، بينما تطالب جبهة "البوليساريو" بتنظيم استفتاء لتقرير المصير، وهو طرح تدعمه الجزائر، التي تؤوي عشرات الآلاف من اللاجئين الصحراويين.


الحياد الموريتاني
وبرغم اعتراف موريتانيا بالصحراء، إلا أنها ظلت تمسك العصا من الوسط بشأن هذا الملف الذي يعتبر أحد أكثر الملفات المغاربية تعقيدا.

وتؤكد موريتانيا أن موقفها من النزاع في الصحراء بين الرباط وجبهة البوليساريو، هو "الحياد الإيجابي" وإنه يهدف في الأساس للعمل من أجل إيجاد حل سلمي للقضية يجنب المنطقة خطر التصعيد.

لكن استقبال مسؤولين من جبهة البوليساريو في قصر الرئاسة بنواكشوط من حين لآخر، يثير حالة من الصعود والهبوط في علاقات نواكشوط والرباط.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية الجزائري البوليساريو المغرب المغرب الجزائر البوليساريو المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جبهة البولیساریو المغرب العربی

إقرأ أيضاً:

رئيس برلمان التكتل الإقتصادي لوسط إفريقيا يجدد دعم المجموعة الثابت لمغربية الصحراء

زنقة 20 ا الرباط

جدد رئيس برلمان المجموعة الاقتصادية والنقدية لوسط إفريقيا، إيفاريست نغامانا، اليوم الاثنين بالرباط، التأكيد على دعم المجموعة الثابت لمغربية الصحراء.

وذكر بلاغ لمجلس المستشارين أن نغامانا عبر عن هذا الموقف خلال الاستقبال الذي خصه به رئيس المجلس ،محمد ولد الرشيد، مشيرا إلى أن رئيس برلمان المجموعة الاقتصادية والنقدية لوسط إفريقيا، نوه، بهذه المناسبة، برؤية جلالة الملك محمد السادس “لتحقيق الوحدة والتضامن والاندماج الإفريقي”.

وأضاف البلاغ أن هذا اللقاء شكل فرصة سانحة لبحث مختلف أوجه التعاون المتعدد القائمة بين المملكة المغربية والمجموعة الاقتصادية والنقدية لوسط إفريقيا ودولها الست، بالإضافة إلى القضايا الإقليمية والقارية التي تستأثر باهتمام الجانبين.

وفي هذا الإطار، سجل الجانبان المسار الغني للعلاقات المغربية الإفريقية والأهمية التاريخية للعلاقات الثنائية والمتعددة الأطراف بين المغرب ومجموعة “CEMAC” ، معتبرين أن هذه الزيارة تفتح آفاقا واعدة لتعزيز التعاون بما يخدم مصالح الأطراف وتطلعات شعوبها إلى مزيد من التنمية المشتركة والتضامن في إطار مبدأ شراكة رابح رابح والتعاون جنوب-جنوب.

وأكد الطرفان، وفق البلاغ، أن التحديات التي تواجه القارة الإفريقية تستدعي أكثر من أي وقت مضى تعزيز التعاون وتوحيد الجهود وإعمال المقاربات الجماعية التي تنتصر للتعاضد والاعتماد المتبادل.

وفي هذا السياق، شدد رئيس مجلس المستشارين، على أهمية الديبلوماسية الاقتصادية وتوظيف الفرص والإمكانيات المتاحة لدى الجانبين من أجل النهوض بالعلاقات الثنائية، مشيرا إلى الحضور الاقتصادي المتميز واستثمارات المملكة في القارة الإفريقية، وضمنها دول المجموعة، “بغاية الرفع من المبادلات التجارية ودعم التكامل الاقتصادي والاندماج الإقليمي وتسريع التعاون المالي والنقدي وإعطاء دفعة جديدة للعلاقات في المجالات الحيوية الأخرى وعلى رأسها الطاقات المتجددة والصيد البحري”.

وفي معرض حديثه عن الجهود المبذولة على المستوى الإقليمي والقاري، أبرز ولد الرشيد الانخراط الفاعل للمملكة المغربية في المبادرات الداعمة للتكامل الإفريقي وإنشاء منطقة حرة للتجارة الإفريقية وتحقيق أهداف أجندة 2063 كأهداف استراتيجية لقارة مزدهرة، منوها على الخصوص إلى المبادرات الملكية المتعلقة بالدول الإفريقية الأطلسية وتسهيل ولوج دول الساحل والصحراء إلى المحيط الأطلسي وأنبوب الغاز المغرب – نيجيريا.

وعبر ولد الرشيد عن استعداد مجلس المستشارين، بما يميزه من تركيبة متفردة، لمواكبة العلاقات المثمرة بين المغرب والمجموعة الاقتصادية والنقدية لوسط إفريقيا بكل المبادرات البرلمانية الكفيلة بتشجيع الحوار والتفاهم بين الشعوب وإرساء آليات لتعزيز التشاور وتبادل التجارب والممارسات الفضلى وتنسيق المواقف والعمل المشترك داخل الهيئات البرلمانية الدولية بما فيها تلك التي تجمع المغرب مع دول أمريكا اللاتينية وإفريقيا.

مقالات مشابهة

  • شاهد بالفيديو.. ظهور جديد لعبد الرحيم دقلو وسط الجنود بمعارك الصحراء
  • لوموند: المغرب يترقب “اللمسة الأخيرة” من ترامب حول قرار دعم مغربية الصحراء
  • إيلون ماسك يثير جدلا واسعا بتأدية “تحية هتلر” في حفل تنصيب ترامب- (فيديو)
  • "تحية نازية".. إيلون ماسك يثير جدلاً خلال تنصيب ترامب
  • بالفيديو.. إيلون ماسك يثير جدلا خلال تنصيب ترامب
  • وائل جسار يثير حماس جمهوره بأغنيته الجديدة "100 إحساس" بتوقيع أحمد زعيم
  • رئيس برلمان التكتل الإقتصادي لوسط إفريقيا يجدد دعم المجموعة الثابت لمغربية الصحراء
  • بنكيران يتراجع عن تصريحات “الصحراء الشرقية”
  • ظهور نادر لشقيق «حميدتي» في معارك دارفور .. معارك عنيفة على أطراف الإقليم… والجيش و«الدعم» يزعمان الغلبة
  • تضمن مراقبة «الاتصالات ومواقع التواصل».. تشريع مصري يثير جدلاً واسعاً