انتخاب كيمي بادينوك زعيمة لحزب بريطانيا المحافظ
تاريخ النشر: 2nd, November 2024 GMT
لندن"وكالات": انتخب الحزب المحافظ في بريطانيا اليوم المرشّحة اليمينية المتشددة ذات الأصل النيجيري كيمي بادينوك زعيمة له،متعهدة بإعادة الحزب إلى مبادئه التأسيسية لمحاولة استعادة الناخبين الذين ألحقوا بالمحافظين أسوأ هزيمة انتخابية لهم في يوليو لتحل مكان ريشي سوناك الذي تنحى بعد أداء الحزب الكارثي
وصوّت 57 في المئة من أعضاء الحزب لصالح بادينوك (44 عاما) التي تعد مناهضة لثقافة الـ"ووك" (أي الوعي حيال عدم المساواة الاجتماعية) لتفوز على منافسها وزير الهجرة السابق روبرت جينريك.
وأصبحت بادينوك خامس زعيمة لحزب المحافظين منذ منتصف عام 2016 بعد أن صوت لها 53806 من أعضاء الحزب في مواجهة وزير الهجرة السابق روبرت جينريك الذي حصل على 41388 صوتا. وفازت بادينوك، وهي وزيرة سابقة، بغالبية الأصوات في المرحلة النهائية من منافسة استمرت لعدة أشهر وشهدت تقليص عدد المرشحين من ستة إلى اثنين.
واتسمت الفترة التي تولت فيها بادينوك وزارة التجارة في كثير من الأحيان بالخلافات مع وسائل إعلام ومشاهير ومسؤولين عملوا معها لكن نهجها الجاد حاز أيضا على استحسان الكثير من المؤيدين، ومنهم أعضاء حزب المحافظين الذين اختاروها.
وأكدت أول زعيمة من أصول إفريقية لأي حزب سياسي وطني بريطاني بأن توليها المنصب هو "شرف هائل" لكن "المهمة التي أمامنا صعبة".
وأضافت "علينا أن نكون صادقين بشأن حقيقة أننا ارتكبنا أخطاء" و"تركنا المبادئ تنهار" مؤكدة "حان الوقت للعمل والتجديد".
وقالت بادينوك لأعضاء الحزب "ستكون مسؤوليتنا الأولى كمعارضة مخلصة لجلالة الملك هي محاسبة حكومة حزب العمال هذه".
وأضافت "الهدف الثاني الذي لا يقل أهمية هو الإعداد للحكومة على مدى السنوات القليلة المقبلة"
وهنأها رئيس الوزراء كير ستارمر قائلا على منصة "إكس" "أول زعيمة سوداء لحزب في ويستمنستر. إنها لحظة تشكل مصدر فخر لبلدنا".
وأشار سوناك بدوره إلى أن بادينوك ستكون "زعيمة ممتازة" بينما قال رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون إنها "تجلب معها الكثير من الحماسة إلى الحزب المحافظ".
وستصبح بادينوك الزعيمة الرسمية للمعارضة التي تواجه زعيم حزب العمال كير ستارمر في مجلس العموم كل أربعاء في جلسات مساءلة رئيس الوزراء التقليدية.
وستقود كتلة المحافظين التي تقلّصت كثيرا في المجلس بعد الأداء الكارثي للحزب في الانتخابات.
ويتعيّن عليها التخطيط لاستراتيجية لاستعادة ثقة البريطانيين مع الحد من الدعم الذي يحظى به حزب الإصلاح البريطاني اليميني المتشدد بزعامة نايجل فاراج الذي كان من أهم المؤيدين لبريكست.
وبعد حملتها اليمينية، باتت تواجه أيضا احتمال الاصطدام بصعوبات مستقبلا من قبل النواب المحافظين الذين تضم صفوفهم العديد من الوسطيين.
ودعت بادينوك المولودة في لندن لوالدين نيجيريين والتي نشأت في لاغوس، إلى إعادة فرض القيم المحافظة، متّهمة حزبها بأنه بات ليبراليا بشكل متزايد في ما يتعلّق بقضايا اجتماعية مثل الهوية الجندرية.
وتصف نفسها بأنها شخصية صريحة، وهو ما جعلها مثيرة للجدل خلال الحملة.
وواجهت انتقادات واسعة بعدما أشارت إلى أن الأجر القانوني للأمومة المفروض على الأعمال التجارية الصغيرة "مبالغ فيه" فيما أثارت الغضب أكثر عندما قالت مازحة إن ما يصل إلى 10 في المئة من الموظفين الحكوميين في بريطانيا البالغ عددهم نصف مليون سيئون إلى حد أنه "ينبغي سجنهم".
ولدى حديثها عن الهجرة، قالت بادينوك "لا يحق لجميع الثقافات بشكل متساو" الحصول على حق الإقامة في المملكة المتحدة.
وتبنى جينريك (42 عاما) موقفا متشددا أيضا حيال هذه المسألة واستقال من منصبه كوزير للهجرة في حكومة سوناك بعدما قال إن خطته المثيرة للجدل لترحيل المهاجرين إلى رواندا لم تكن كافية.
ووصل المرشحان إلى المرحلة الأخيرة بعد تصويت بدأ بستة مرّشحين تراجع عددهم في سلسلة من عمليات التصويت.
وبدا من المؤكد بأن وزير الخارجية السابق جيمس كليفرلي المنتمي إلى الفصيل الأكثر وسطية في الحزب، سيصل إلى المرحلة الأخيرة لكن أطيح به بشكل مفاجئ في التصويت النهائي الذي قام به النواب الشهر الماضي.
ولم تكن بادينوك، وهي نائبة منذ العام 2017، معروفة على نطاق واسع قبل بضع سنوات فقط. وباتت الآن على رأس ثاني أكبر حزب في البلاد.وعُرفت الزعيمة الجديدة المؤيدة لبريكست بانتقادها الصريح لـ"سياسات الهوية".
وبحسب "بلو أمبيشن"، وهي سيرة ذاتية كتبها المحافظ مايكل آشكروفت، "تطرّفت" بادينوك وانخرطت في السياسات اليمينية عندما كانت في الجامعة في المملكة المتحدة.
ووصف نظرتها للناشطين الطلبة هناك على أنهم "فاسدون ويشعرون بأن من حقّهم الحصول على معاملة تفضيلية وفي مرحلة التدريب ليصبحوا نخبا".
وشددت الزعيمة الجديدة للمحافظين على أن انتقاد أسلوبها الفظ في غير مكانه.
وقالت لشبكة "سكاي نيوز" "لست خجولة. يختار الناس عادة نقاط قوّتك ويقدّمونها على أنها نقاط ضعف".
عملت بادينوك في تكنولوجيا المعلومات والقطاع المصرفي قبل أن تدخل عالم السياسة قبل عقد، لتفوز بمقعد أخيرا في هيئة لندن التشريعية عام 2015.
وانتُخبت في البرلمان بعد عامين وبينما صعدت في صفوف حزب العمال حظيت بدعم مايكل غوف الذي كان شخصية مؤثرة في الحزب.
وشغلت بادينوك عدة مناصب وزارية في عهد المحافظين طوال 14 عاما.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: حزب فی
إقرأ أيضاً:
فترة الحداد.. مراحل تسبق انتخاب حبر أعظم جديد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
بعد وفاة البابا فرنسيس صباح الإثنين الماضي، دخلت الكنيسة الكاثوليكية مرحلة دقيقة تُعرف بـ “فترة الحداد”، وهي مرحلة تسبق انتخاب بابا جديد وفقًا لتقاليد عريقة راسخة في البروتوكول الفاتيكاني. فما الذي يحدث خلال هذه الأيام الاستثنائية؟
زمن الشغور.. بداية الحداد الرسميفور إعلان وفاة الحبر الأعظم، تبدأ الكنيسة مرحلة تُسمى بـ “سيدي فاكانتي”، أي “شغور الكرسي الرسولي”.
وهي فترة حداد تستند إلى تقاليد رومانية قديمة، طُبِّقت لاحقًا ضمن الطقوس الكنسية المسيحية، وتُعلن فيها وفاة البابا رسميًا وتُعلَّق خلالها بعض وظائف الكرسي الرسولي حتى انتخاب خليفة جديد.
جنازة بابوية بمشاركة العالميسجي جثمان البابا الراحل في بازيليك القديس بطرس، حيث يتاح للمؤمنين توديعه وإلقاء النظرة الأخيرة عليه. وبعد أربعة إلى ستة أيام من الوفاة، تُقام مراسم جنازة بابوية ضخمة في ساحة أو كنيسة القديس بطرس، يترأسها عميد مجمع الكرادلة، ويشارك فيها قادة دول، رؤساء كنائس، ومؤمنون من مختلف أنحاء العالم.
الطقوس تُجرى وفق دليل الجنازة المُحدث عام 2024، حيث يُغطّى وجه البابا بوشاح حريري، ويوضع في تابوت خشبي بسيط مبطن بالزنك، قبل أن تدخل الكنيسة في تسعة أيام من الحداد والصلوات.
القداديس التسعة: صلوات يومية لراحة النفسعلى مدار تسعة أيام متتالية، تُقام قداديس يومية في بازيليك القديس بطرس، يُحتفل بها على نية راحة نفس البابا. يُشارك في هذه القداديس مجموعات مختلفة ترتبط بالبابا الراحل؛ من موظفي الفاتيكان، إلى إكليروس أبرشية روما، وصولاً إلى ممثلين عن الكنائس الشرقية الكاثوليكية في اليوم السابع.
الاجتماعات التحضيرية.. نقاشات الكرادلة قبل الانتخاببالتوازي مع فترة الحداد، يعقد مجمع الكرادلة اجتماعات يومية تُعرف بـ “الجلسات العامة”، يحضرها الكرادلة دون سن الثمانين، والذين سيشاركون لاحقًا في انتخاب البابا الجديد. في هذه الاجتماعات، تتم مناقشة الترتيبات المتعلقة بالجنازة، وتحديد موعد انعقاد الكونكلاف، وهو المجمع السري المخصص لعملية الانتخاب.
في الاجتماعات المتقدمة، تبدأ مناقشة قضايا أعمق مثل وضع الكنيسة عالميًا، وتحديات الكوريا الرومانية، دون التطرق إلى أسماء المرشحين حتى بدء جلسات الكونكلاف الرسمية.
خمسة عشر يومًا تفصل الرحيل عن الخلافةبمجرد انتهاء الأيام التسعة، تدخل الكنيسة المرحلة الحاسمة: بدء التحضير الرسمي لانتخاب البابا الجديد.
ووفقًا للتقاليد، يُعقد الكونكلاف في اليوم الخامس عشر بعد الوفاة، حيث تبدأ عملية اختيار خليفة للقديس بطرس، في لحظة يتوقف عندها كاثوليك العالم للتأمل في حياة البابا الراحل وإرثه الروحي.
انتخابات 2005.. مقارنة زمنيةفي انتخابات عام 2005، استغرقت الفترة من وفاة البابا يوحنا بولس الثاني حتى انتخاب بنديكتوس السادس عشر 17 يومًا.
أما في حالة البابا فرنسيس، فانتخابه لم يأتِ بعد وفاة سلفه، بل بعد استقالة البابا بنديكتوس، مما جعل الإجراءات مختلفة.