لماذا قررت واشنطن إرسال مدمرات وقاذفات إلى الشرق الأوسط؟
تاريخ النشر: 2nd, November 2024 GMT
بعد نحو أسبوعين من إعلان الولايات المتحدة نشر منظومة "ثاد" المخصصة لاعتراض الصواريخ الباليستية القصيرة ومتوسطة المدى في إسرائيل، عادت وأكدت أنها ستعزز وجودها العسكري في الشرق الأوسط عبر إرسال قاذفات ومقاتلات وسفن حربية.
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الجمعة، أن وزير الدفاع لويد أوستن قرر إرسال قاذفات قنابل ومقاتلات والمزيد من السفن الحربية، مع استعداد حاملة طائرات إبراهام لينكولن وسفنها للمغادرة.
وقال المتحدث باسم البنتاغون الميجور جنرال بات رايدر في بيان إن أوستن أمر بنشر عدة طائرات قاذفة من طراز "بي-52 ستراتوفورتريس" وسرب من المقاتلات وطائرات التزود بالوقود ومدمرات بحرية في الشرق الأوسط.
وأضاف أنها ستبدأ في الوصول إلى المنطقة في الأشهر المقبلة، حيث تبدأ حاملة الطائرات "يو أس أس أبراهام لينكولن" في العودة إلى الوطن.
رايدر أشار إلى أن أمر أوستن الأخير يظهر "قدرة الولايات المتحدة على الانتشار في جميع أنحاء العالم في غضون مهلة قصيرة لمواجهة تهديدات الأمن القومي المتطورة".
وأضاف أن أوستن "يواصل توضيح أنه إذا استغلت إيران أو شركاؤها أو وكلاؤها هذه اللحظة لاستهداف مواطنين أميركيين أو مصالح أميركية في المنطقة، فإن الولايات المتحدة ستتخذ كل الإجراءات اللازمة للدفاع عن شعبنا".
تأتي هذه التحركات العسكرية في الوقت الذي تتصاعد حدة الصراع في الشرق الأوسط بين إسرائيل من جهة وحركة حماس في غزة وحزب الله في لبنان من جهة ثانية.
كذلك شهدت المنطقة مؤخرا ضربات متبادلة بين إسرائيل وإيران التي هددت، السبت، بالرد على الضربات الإسرائيلية الأسبوع الماضي التي يعتقد أنها الحقت أضررا جسيمة بمصانع صواريخ باليستية إيرانية.
ونقلت وسائل إعلام رسمية في طهران عن الزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي قوله، السبت، إن الولايات المتحدة وإسرائيل "ستتلقيان بلا شك ردا ساحقا" على ما تفعلانه ضد إيران.
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" نقلت عن ثلاثة مسؤولين إيرانيين، مطلعين على التخطيط العسكري لطهران، القول إن المرشد الأعلى علي خامنئي أمر المجلس الأعلى للأمن القومي يوم الاثنين بالاستعداد لمهاجمة إسرائيل.
واتخذ خامنئي هذا القرار بعد اطلاعه على تقرير مفصل من كبار القادة العسكريين حول حجم الأضرار التي لحقت بقدرات إنتاج الصواريخ الإيرانية وأنظمة الدفاع الجوي حول طهران والبنية التحتية الحيوية للطاقة وميناء رئيسي في جنوبي البلاد، وفق للمسؤولين.
وقال خامنئي إن نطاق الهجوم الإسرائيلي وعدد الضحايا، حيث قُتل ما لا يقل عن أربعة جنود، كبير للغاية بحيث لا يمكن تجاهله، مشددا أن عدم الرد سيعني الاعتراف بالهزيمة، وفقا لهؤلاء المسؤولين.
وتضغط الولايات المتحدة من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار، بينما تؤكد أنها ستدافع عن إسرائيل وستستمر في حماية الوجود الأميركي ووجود الحلفاء في المنطقة، بما في ذلك من هجمات الحوثيين المتمركزين في اليمن ضد السفن في البحر الأحمر.
وجرى نشر قاذفات B-52 طويلة المدى القادرة على حمل أسلحة نووية بشكل متكرر في الشرق الأوسط كتحذيرات موجهة إلى إيران.
وهذه هي المرة الثانية هذا الشهر التي ستستخدم فيها القاذفات الاستراتيجية الأميركية لتعزيز الدفاعات الأميركية في المنطقة.
في الشهر الماضي، استخدام الولايات المتحدة قاذفات "B-2" الشبحية لضرب أهداف حوثية تحت الأرض في اليمن.
لماذا؟ولم يقدم رايدر العدد المحدد للطائرات والسفن التي ستتحرك إلى المنطقة، لكن من المرجح أن تؤدي هذه التحركات إلى تقليل إجمالي عدد الجنود الأميركيين في الشرق الأوسط، وذلك لأن حاملة الطائرات التي ستغادر تضم ما يصل لنحو 5 آلاف بحار.
لكن إضافة الطائرات القاذفة ستعزز القوة القتالية الأميركية في المنطقة، حيث وصل عديد القوات هناك مؤخرا إلى نحو 43 ألف عنصر، وفقا لـأسوشيتد برس.
وبحسب مسؤولين أميركيين فمن المقرر أن تغادر حاملة الطائرات أبراهام لينكولن وثلاث مدمرات بحرية تابعة لها الشرق الأوسط بحلول منتصف الشهر، لتعود لمقرها في سان دييغو بكاليفورنيا.
وهذا يعني أن الشرق الأوسط سيكون خاليا من تواجد أية حاملة طائرات أميركية لفترة من الزمن، حسبما أفاد المسؤولون.
ويؤكد القادة العسكريون أن وجود مجموعة ضاربة من حاملة الطائرات، مع مجموعة من الطائرات المقاتلة وطائرات الاستطلاع والسفن الحربية المدججة بالسلاح، يُعد رادعا كبيرا، وخاصة ضد إيران.
ولتعويض هذه الفجوة، أمر أوستن بنشر مدمرات بحرية أخرى في المنطقة، ستكون قادرة على إطلاق صواريخ باليستية ومن المرجح أن تتحرك إما من منطقة المحيطين الهندي والهادئ أو من أوروبا، وفقا لمسؤول أميركي.
كذلك من المتوقع أن تنتقل حاملة الطائرات هاري ترومان وثلاث سفن حربية تابعة لها إلى البحر الأبيض المتوسط، لكنها لن تصل قبل مغادرة حاملة الطائرات لينكولن.
وتتواجد حاملة الطائرات لينكولن واثنان من مدمراتها الآن في خليج عُمان، بينما تتواجد المدمرات الثلاثة الأخرى مع سفينتين حربيتين في البحر الأحمر
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی الشرق الأوسط حاملة الطائرات فی المنطقة
إقرأ أيضاً:
واشنطن وأنقرة توحّدان المواقف ضد تهديدات إيران ووكلائها في المنطقة
أجرى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو اتصالًا هاتفيًا مع نظيره التركي هاكان فيدان، حيث ناقشا المخاطر التي تشكلها إيران ووكلاؤها على الأمن والاستقرار الإقليميين.
وأكد روبيو خلال الاتصال على أهمية التعاون الوثيق بين الولايات المتحدة وتركيا لمواجهة التحديات الأمنية في المنطقة، خاصة تلك المرتبطة بالأنشطة الإيرانية المزعزعة للاستقرار.الخارجية الأمريكية: روبيو سيلتقي بنظيره السعودي غدا الأربعاء
روبيو يبحث مع نتنياهو الوضع في غزة وتحرير الرهائن والرسوم الجمركية
وشدد الجانبان على ضرورة دعم وحدة سوريا واستقرارها، ومنع تحولها إلى بؤرة للإرهاب أو ممر للأنشطة الإيرانية.
كما أكدا على أهمية التواصل مع دمشق لتحقيق الاستقرار ومكافحة الإرهاب.
يأتي هذا الاتصال في سياق الجهود الأميركية لتعزيز التنسيق مع الحلفاء الإقليميين لمواجهة التهديدات المشتركة، وفي ظل تصاعد التوترات في المنطقة بسبب الأنشطة الإيرانية. ويُذكر أن الولايات المتحدة تسعى إلى منع إيران من تطوير برنامج نووي، وتعمل على تعزيز التحالفات الإقليمية لمواجهة النفوذ الإيراني المتزايد.
من جانبه، أعرب وزير الخارجية التركي عن استعداد بلاده للتعاون مع الولايات المتحدة في مواجهة التحديات الأمنية في المنطقة، مؤكدًا على أهمية التنسيق المشترك لتحقيق الاستقرار الإقليمي.
ويُعتبر هذا الاتصال جزءًا من الجهود الدبلوماسية المستمرة بين الولايات المتحدة وتركيا لتعزيز التعاون الثنائي ومواجهة التحديات الأمنية في الشرق الأوسط.