زراعة اللوبيا في محافظة ظفار تعزز دخل الأسر الريفية
تاريخ النشر: 2nd, November 2024 GMT
تُعد الزراعة الموسمية أحد أهم مصادر الثروة الزراعية في محافظة ظفار خاصةً في موسم الخريف حيث تزرع الأسر وخاصة النساء في الجبال الذرة واللوبيا أو ما يسمى محليًا (الدُجر)، معتمدين على الأمطار الموسمية (الخريف) لمدة شهرين إلى ثلاثة أشهر دون سقي إلا من مياه الأمطار، وبعد أن تنضج هذه المحاصيل يتم حصادها في موسم الصرب لاستهلاكها أو بيعها أو توزيعها على الأقارب و المعارف.
وتوفر المحاصيل الزراعية من الزراعة الموسمية دخلًا إضافياً لبعض الأسر، خاصة تلك التي تمتلك مساحات واسعة لزراعة اللوبيا أو الذرة، حيث تقوم بزراعة المحاصيل في الأماكن القريبة من منازلها، والتي تسمى المشنوء أو المشديدة، واُعتبرت هذه المحاصيل المصدر الرئيس للغذاء قبل ”النهضة المباركة“، خاصة لأبناء الريف الذين يقطنون في الجبال، حيث يتم حصادها بكميات كبيرة لتلبي الاحتياجات السنوية اللازمة.
وعملية زراعة اللوبيا تبدأ بتسوير الأرض المراد زراعتها وتنظيفها جيدًا، ثم حفر التربة ووضع البذور وتغطيتها بطبقة خفيفة من التراب، ولضمان الحصول على محصول متكامل، تُزرع كمية إضافية من البذور في زاوية قريبة لنقلها إلى الأماكن التي لم تنبت فيها البذور، أثناء النمو يتم إزالة الحشائش التي تظهر مع البذور لمنع الحشرات والحفاظ على صحة النباتات، مع تكرار عملية التنظيف قبل انتهاء الأمطار، وبعد انتهاء موسم الأمطار وانقشاع الضباب الذي كان يحجب أشعة الشمس طوال فترة موسم الخريف، يُحصد المحصول وتُفصل الحبوب عن قشورها بالضرب بالعصا على السنابل التي تم جمعها بعد تجفيفها لعدة أيام، ثم تُنقل الحبوب إلى مكان جاف للتخزين واستخدامها على مدار العام، حيث تعتمد جودة المحصول على مساحة الأرض ومدى العناية بالنباتات.
تقول المزارعة أم علي: "في الثمانينيات، كنا نزرع في مشينوء صغير، نبدأ بزرع 3 كيلوجرامات تقريبا من البذور مع بداية الخريف، وفي موسم الصرب، وهو موسم الحصاد، نحصل ما بين 80 إلى 100 كيلو من اللوبيا”، وتشير إلى أن الإنتاج كان أفضل في الماضي مقارنة بالوقت الحالي،حيث يواجه تحديات زراعية تعيق عملية الإنتاج، وأولها الحشرات التي تعد من أكبر التحديات التي تهدد زراعتها، ورغم هذه الصعوبات، تستمر أم علي في الحفاظ على زراعة اللوبيا كتقليد عائلي، مؤمنة بأن هذا الإرث الزراعي يجب أن ينتقل إلى الأجيال القادمة.
وأوضح سعيد العمري مدير دائرة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بولاية طاقة، أن زراعة اللوبيا تعتمد على مياه الأمطار الموسمية، مما يقلل من الحاجة إلى الموارد المائية الإضافية ويجعلها زراعة مستدامة، مشيرًا إلى توفير الدعم الفني والإرشادات الزراعية للمزارعين الراغبين بذلك من خلال مهندسي الدائرة.
وأكد العمري على أهمية الالتزام بالاستخدام الآمن للمبيدات الحشرية في الزراعات المطرية بمحافظة ظفار، مشددًا على ضرورة استشارة المختصين في الدائرة قبل استخدامها.
ويؤكد سعيد بن علي الشحري عضو المجلس البلدي بولاية طاقة، على أهمية زراعة اللوبيا بصفته جزءًا من تراث المجتمع الريفي في محافظة ظفار، وقال: إن سكان الريف في السابق كانوا يعتمدون على اللوبيا كمصدر رئيس للغذاء، مشيرًا إلى أن زراعتها اقتصرت في المناطق الريفية فقط، ولكن الاستفادة من هذه الزراعة شملت المدينة أيضًا التي كانت تستفيد من اللوبيا والذرة الشامية، وأشار إلى أن اللوبيا أصبحت ذات قيمة اقتصادية كبيرة في الوقت الحالي على مستوى المحافظة، داعيًا إلى تشجيع وحث المجتمع وخاصةً سكان الريف على الحفاظ على هذا الإرث الزراعي القديم والموروث الذي يربطهم بجذورهم ويعزز من استدامة الزراعة المحلية.
ومن جانبه قال محاد بن سعيد العوائد عضو فريق طاقة الخيري: إن زراعة اللوبيا المطرية تعد إرثًا معرفيًا تقليديًا يعتمد عليه الكثير من سكان المناطق الريفية، وقديما كان هناك تبادل السلع بين الريف والمدينة، وأشار إلى أن هذه الزراعة كانت تُنجز بأدوات زراعية وعمليات حصاد يدوية بسيطة، وأن بعض العائلات ما زالت تحتفظ بأنواع وفصائل تقليدية من اللوبيا المتوارثة جيلًا بعد جيل، مما يبرز البساطة والاعتماد على الطبيعة في هذه الممارسات الزراعية المتوارثة عبر الأجيال، وأن إنشاء سوق محلي أو مركز استقبال لحصاد اللوبيا، سيشجع المزارعين على الاستمرار في هذه الزراعة التراثية ويحفزهم على زيادة إنتاجهم، حيث إن توفير مثل هذه الأسواق يسهم في دعم الاقتصاد المحلي ويعزز من قيمة اللوبيا كمحصول موسمي مهم، فضلًا عن دوره في تشجيع الأجيال على تبني هذه المهنة الزراعية والحفاظ على الإرث الزراعي في المنطقة.
وتبقى زراعة اللوبيا في محافظة ظفار رمزًا للإرث المعرفي والزراعي الذي يعكس عمق ارتباط المجتمع الريفي ببيئته وثقافته، ورغم التطور الذي يشهده القطاع الزراعي تظل هذه الزراعة التقليدية ذات قيمة اقتصادية واجتماعية كبيرة، حيث تسهم في دعم دخل الأسر الريفية وتعزيز الأمن الغذائي المحلي. ومع تضافر جهود الجهات المعنية والمجتمع، يبقى الأمل معقودًا على استمرار هذا الموروث الزراعي الذي يجسد روح التعاون والعطاء بين أفراد المجتمع، ويعزز من استدامة القطاع الزراعي للأجيال القادمة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فی محافظة ظفار هذه الزراعة إلى أن
إقرأ أيضاً:
زراعة الشرقية تنظم دورة تدريبية بالتعاون مع جامعة الزقازيق للنهوض بمحصول الطماطم
نظمت مديرية الزراعة بمحافظة الشرقية بالتعاون مع كلية الزراعة بجامعة الزقازيق دورة تدريبية متخصصة حول التحديات التي تواجه زراعة الطماطم وسبل النهوض بها، وذلك خلال يومي 22 و23 أكتوبر الجاري، بحضور عدد من الخبراء والمتخصصين في المحاصيل البستانية والمهندسين الزراعيين من مختلف الإدارات التابعة للمحافظة.
وأوضح المهندس عماد محمد جنجن، وكيل وزارة الزراعة بالشرقية، أن الدورة تأتي ضمن خطة المديرية لرفع كفاءة المهندسين الزراعيين والمزارعين وتحديث معارفهم بأحدث الأساليب العلمية والتطبيقية في مجال زراعة الطماطم، لما لها من أهمية اقتصادية وغذائية كبيرة كونها من أهم محاصيل الخضر الاستراتيجية التي يعتمد عليها المستهلك المصري بشكل يومي.
وأشار وكيل الوزارة إلى أن الدورة التي جاءت في إطار جهود مديرية الزراعة بالشرقية للارتقاء بالإنتاج الزراعي وتحسين جودة المحاصيل، حاضر فيها الدكتور فريد محمد سامي رئيس قسم البساتين بكلية الزراعة بجامعة الزقازيق، والدكتور إيهاب إبراهيم مدرس الخضر بالقسم، حيث تناول المحاضران الجوانب العلمية والعملية الخاصة بزراعة الطماطم بداية من اختيار الأصناف الملائمة للبيئة المصرية مروراً بعمليات الخدمة والرعاية وحتى الحصاد والتسويق، بما يساهم في تحقيق إنتاجية مرتفعة وجودة عالية.
وأكد "جنجن" أن الدورة تناولت بالشرح والتحليل أهم العوامل المؤثرة على إنتاج الطماطم، موضحاً أن هذا المحصول يعد من العائلة الباذنجانية ويتميز بأهميته الغذائية لاحتوائه على فيتامينات "أ" و"ج" وعدد من الأملاح المعدنية والعناصر المضادة للأكسدة التي تحافظ على صحة الإنسان، مشيراً إلى أن الطماطم تدخل في معظم الأطباق الغذائية اليومية، ما يجعلها من المحاصيل التي لا غنى عنها للمستهلكين والمزارعين على حد سواء.
وأضاف أن الخبراء المشاركين في الدورة تطرقوا إلى الظروف الجوية الملائمة لنمو الطماطم، موضحين أن المدى الحراري الأمثل للنمو الخضري وتكوين الثمار يتراوح بين 24 و31 درجة مئوية نهاراً، ومن 15 إلى 18 درجة مئوية ليلاً، وأن ارتفاع درجات الحرارة عن 31 درجة يؤدي إلى انخفاض معدلات نمو النبات بشكل ملحوظ، كما تم استعراض تأثير درجات الحرارة على عملية تلوين الثمار، حيث تلعب ثلاثة أنواع من الصبغات دوراً أساسياً في تحديد لون الطماطم، وتعد درجات الحرارة بين 21 و24 درجة هي الأنسب للحصول على اللون المثالي للثمار.
كما تناولت الدورة أسباب انخفاض نسبة عقد الثمار في بعض الزراعات، وطرق التغلب على تلك المشكلات من خلال تحسين التلقيح والعناية بعمليات الخدمة بعد الزراعة، إلى جانب التعريف بأهم الأمراض والآفات التي تصيب الطماطم وسبل الوقاية منها باستخدام أساليب المكافحة المتكاملة الآمنة بيئياً.
وفي ختام الفعاليات، تم فتح باب المناقشة أمام المشاركين للإجابة عن استفساراتهم حول المشكلات التي تواجه زراعة الطماطم في الأراضي المختلفة، وطرح الحلول العلمية المناسبة للتغلب عليها، حيث أشاد الحاضرون بالمحتوى العلمي للدورة وبالجهود التي تبذلها مديرية الزراعة والجامعة في دعم التنمية الزراعية بالمحافظة.
وأكد المهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية أن القطاع الزراعي يمثل أحد الركائز الأساسية للاقتصاد القومي، مشيراً إلى حرص الدولة على دعم المزارعين وتطوير أساليب الزراعة بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030، موجهاً الشكر لمديرية الزراعة وكلية الزراعة بجامعة الزقازيق على تنظيم مثل هذه الدورات التي تساهم في نشر الوعي الزراعي وتطبيق الأساليب العلمية الحديثة لتحسين الإنتاجية وجودة المحاصيل.