قضايا أساسية خطيرة تعيشها شعوب عدّة، من دون أن تعي بوجودها، كمريض ينخره داء عضال من دون أن يشعر به، أو يستهين بخطورته.
شهد العالم تغييرات تكوينية وتأسيسية بعد الحربين العالميتين، في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لم تقم دول، بل كانت المنطقة خاضعة للإمبراطورية العثمانية، باستثناء المغرب الذي قامت فيه دولة مستقلة مبكراً، ولم تكن جزءاً من الإمبراطورية العثمانية.
عرضتُ في هذه السطور، جملة من الأحداث الكبيرة التي عاشتها المنطقة، وشكَّلت محطات حاسمة في مساراتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
لم تنل هذه المحطات التاريخية الكبيرة، دراسة علمية موضوعية عميقة، تشخّصها وتحلل أسبابها، وتكتب وصفة أو وصفات، لمقاربات تضيء للقادة السياسيين، والخبراء الاقتصاديين والاجتماعيين، مسارات بناء المستقبل. إيطاليا وألمانيا البلدان اللذان قادتهما الفاشية والنازية وجنون الديكتاتورية إلى الدمار، قام مئات من العلماء والخبراء فيهما، بدراسات موسعة حللت محركات ما حدث، ورسموا خرائط المستقبل الذي يُبنى في ظل الحرية والعلم والديمقراطية.
في منطقتنا قفز ضباط صغار إلى السلطة، واعتنقوا سياسة الشعارات، ودخلوا في حروب مع من يتقاسمون معهم اللغة العربية ذاتها. الفشل له ظهر جاهز يُحمَّلُ عليه، وهو المؤامرات الإمبريالية والصهيونية، وهم يعلمون أن الهزائم والفشل والتخلف، وقودها الفساد والجهل والديكتاتورية.
أول شروط اليقظة هو، دخول السنة الأولى في مدرسة الجرأة العلمية، وقراءة حقيقة تراكمات ما كان، وتخليق رؤية واقعية تفتح الباب لدخول عالم، هجرناه قروناً طويلة، وعشنا في كهف الأحلام الرغبوية.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
المصدر: عين ليبيا
إقرأ أيضاً:
"تخلوا عن عادة الحرب الباردة التي عفا عليها الزمن".. بدر بن حمد يوجّه انتقادات لاذعة للغرب
لندن - العُمانية
قال معالي السّيد بدر بن حمد البوسعيدي وزيرُ الخارجية إن هناك "التزامًا أخلاقيًّا" على القوى الغربية بإجبار إسرائيل على إنهاء هجماتها في منطقة الشرق الأوسط، وأن تمارس دورًا أكبر يتمثل في "أكثر من مجرد سياسة الإقناع ويجب أن يكون هناك نوعٌ من القيود المفروضة على إسرائيل لوقف عدوانها".
وأضاف معاليه في تصريح لصحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية أن "الولايات المتحدة الأمريكية ودولًا كثيرة أخرى حاولت إقناع القيادة الإسرائيلية بوقف القتال والتوصل إلى وقف إطلاق النار والعودة إلى العملية السياسية، لكن للأسف لم نر أي أثر لذلك".
ولفت معاليه إلى أن على الدول الغربية أن تتخلى عن "عادة الحرب الباردة التي عفا عليها الزمن" والتي تتمثل في الدعم غير المشروط لإسرائيل وأن "هناك وسائل سلمية للضغط يمكن أن تستخدمها هذه الدول التي تعد أقرب الأصدقاء لإسرائيل"، مستشهدًا معاليه بقرارات "فرنسا والمملكة المتحدة للحدّ من مبيعات الأسلحة".
وعند سؤال معالي السّيد وزير الخارجية عن استخدام إيران وكلاء مثل حزب الله ودعمها حركة حماس أكد على " أن مثل هذه الجماعات ليست السبب في عدم الاستقرار في المنطقة". ولو أنه تمت معالجة الأسباب الجذرية والمتمثلة في احتلال إسرائيل الأراضي الفلسطينية لما صعدت حركات المقاومة الوطنية في كل مكان" "والتي تصفونها على أنها وكلاء". مضيفا معاليه "أن التعامل مع إيران كقوة معادية هو في الواقع أجندة رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، ولا ينبغي لأي دولة أخرى أن تحذو حذوها".
واختتم معالي السّيد بدر بن حمد البوسعيدي وزيرُ الخارجية تصريحه "بأن الدولة الوحيدة التي أراها الآن تريد مواصلة الحرب هي إسرائيل، والعالم يفشل في وقف ذلك وإقناعها بوقف هذا الجنون".