عين ليبيا:
2024-12-25@04:57:48 GMT

متى يبدأ الدرس؟

تاريخ النشر: 2nd, November 2024 GMT

قضايا أساسية خطيرة تعيشها شعوب عدّة، من دون أن تعي بوجودها، كمريض ينخره داء عضال من دون أن يشعر به، أو يستهين بخطورته.

شهد العالم تغييرات تكوينية وتأسيسية بعد الحربين العالميتين، في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لم تقم دول، بل كانت المنطقة خاضعة للإمبراطورية العثمانية، باستثناء المغرب الذي قامت فيه دولة مستقلة مبكراً، ولم تكن جزءاً من الإمبراطورية العثمانية.

أكبر طامة نزلت على المنطقة في ظل الحكم العثماني، كانت تحريم المطبعة من سنة 1445 إلى سنة 1717. كانت تلك القرون مرحلة الإقلاع العلمي والحضاري في أوروبا، حيث انتشر التعليم، وتحرر العقل من طغيان الكهنوت، وأنارت الفلسفة والعلم الطريق، للنهوض الصناعي. بعد نهاية الحرب العالمية الأولى، نشأت دول تحت الحماية أو الوصاية الفرنسية والبريطانية. وبدأت مرحلة الاستقلال بعد الحرب العالمية الثانية، وقامت دول في منطقتنا ذات نظام ملكي. تأسست الجامعة العربية سنة 1945، وكانت منتدى لا يختلف عن دار الندوة التي تلتقي فيها القبائل العربية في العصر الجاهلي. ظاهرة عاصفة هبّت على بعض دول المنطقة، وهي الانقلابات العسكرية، حيث قام ضباط غالبيتهم من صغار السن والرتب، بالاستيلاء على السلطة. قبل ذلك اهتزت المنطقة بقيام دولة إسرائيل، وهزيمة الجيوش العربية أمامها في حرب 1948. الحرب الباردة بين الكتلتين الشيوعية، والرأسمالية في غرب أوروبا وأميركا، أدخلت منطقة الشرق الأوسط في خضم هذه الحرب. حدثان كبيران شهدتهما المنطقة. الأول كان الثورة المصرية التي استولى فيها ضباط صغار السن والرتب على السلطة سنة 1952، وإنهاء النظام الملكي الخاضع للحماية البريطانية، والحدث الآخر كان تأسيس حلف بغداد سنة 1955، الذي ضم كلاً من بريطانيا والعراق وتركيا وإيران وباكستان. هدف الحلف الأساسي والاستراتيجي، كان منع التمدد الشيوعي في المنطقة. عارض النظام العسكري المصري هذا الحلف سياسياً وإعلامياً. ترتب على هذا الموقف اعتراض الولايات المتحدة الأميركية، على تمويل صندوق النقد الدولي، لمشروع بناء السد العالي في مصر، وقرار الحكومة المصرية بتأميم قناة السويس، وترتب على ذلك شن العدوان الثلاثي البريطاني – الفرنسي – الإسرائيلي على مصر. حققت مصر انتصاراً سياسياً، رغم الخسارة العسكرية، وانسحبت القوات المعتدية. اشتعلت المنطقة العربية شعبياً في احتفالات واسعة؛ فرحاً بأول نصر يحققه العرب على دولتين كانتا تستعمران أوطانهم، وأخرى استولت على أرضهم في فلسطين. رأى الرئيس المصري الشاب جمال عبد الناصر، ومضة كبرى تضيء دنياه، وسمع صوتاً عالياً يهتف تأييداً، بل مبايعة له بلغة عربية، كما قيل من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر. هتاف انفردت به سوريا، التي كانت تعيش في نظام ديمقراطي، امتاز بالسلام الاجتماعي، والتعايش السلمي بين كل الطوائف الاجتماعية والدينية، حيث تولى رجل مسيحي هو فارس الخوري رئاسة الحكومة، ووزارة الأوقاف الإسلامية. الهتاف الشعبي الذي تفردت به سوريا، كان المطالبة بالوحدة الفورية الكاملة مع مصر عبد الناصر. تمت الوحدة بين البلدين سنة 1958، لكنها انهارت سنة 1961. توالت الانقلابات العسكرية في المنطقة، ولم يعد للديمقراطية، والأحزاب السياسية، مكان في كل دول المنطقة. تدخلت مصر في الحرب الأهلية اليمنية بعد الثورة على نظام الإمامة في اليمن. هزيمة العرب الكبرى سنة 1967، كانت الضربة التي هزَّت الرؤوس ورجَّت النفوس، وضاعفت إسرائيل مساحتها مرات، ومات شعار تحرير فلسطين من البحر إلى النهر والقضاء على إسرائيل. وحلَّت محله سياسة إزالة آثار العدوان. بعد حرب أكتوبر سنة 1973 تبنى الرئيس المصري أنور السادات، سياسة السلام مع إسرائيل، وتطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية. شكَّل العراق وليبيا والجزائز وسوريا، ما عُرف بجبهة الصمود والتصدي المعارضة لسياسة السادات، لكن هذه الدول انقسمت بسرعة، حيث انحازت سوريا وليبيا إلى إيران في حربها مع العراق، الذي كان عضواً في جبهة الصمود والتصدي.

عرضتُ في هذه السطور، جملة من الأحداث الكبيرة التي عاشتها المنطقة، وشكَّلت محطات حاسمة في مساراتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

لم تنل هذه المحطات التاريخية الكبيرة، دراسة علمية موضوعية عميقة، تشخّصها وتحلل أسبابها، وتكتب وصفة أو وصفات، لمقاربات تضيء للقادة السياسيين، والخبراء الاقتصاديين والاجتماعيين، مسارات بناء المستقبل. إيطاليا وألمانيا البلدان اللذان قادتهما الفاشية والنازية وجنون الديكتاتورية إلى الدمار، قام مئات من العلماء والخبراء فيهما، بدراسات موسعة حللت محركات ما حدث، ورسموا خرائط المستقبل الذي يُبنى في ظل الحرية والعلم والديمقراطية.

في منطقتنا قفز ضباط صغار إلى السلطة، واعتنقوا سياسة الشعارات، ودخلوا في حروب مع من يتقاسمون معهم اللغة العربية ذاتها. الفشل له ظهر جاهز يُحمَّلُ عليه، وهو المؤامرات الإمبريالية والصهيونية، وهم يعلمون أن الهزائم والفشل والتخلف، وقودها الفساد والجهل والديكتاتورية.

أول شروط اليقظة هو، دخول السنة الأولى في مدرسة الجرأة العلمية، وقراءة حقيقة تراكمات ما كان، وتخليق رؤية واقعية تفتح الباب لدخول عالم، هجرناه قروناً طويلة، وعشنا في كهف الأحلام الرغبوية.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

المصدر: عين ليبيا

إقرأ أيضاً:

"برتقالة من يافا ونهار عابر" أبرز الجوائز العربية بمسابقة الفيلم الدولى بـ القاهرة للفيلم القصير

أعلنت إدارة مهرجان القاهرة السينمائي للفيلم القصير برئاسة المخرج وحيد صبحى وأعضاء لجنه تحكيم مسابقة الفيلم الدولى  والتى تضم فى عضويتها المخرج أمير رمسيس والفنانة بشرى والمنتجة شاهيناز العقاد عن جوائز المسابقة والتى جاءت على النحو التالى :

 

جائزة أفضل فيلم .. البرج الذهبي للفيلم الفلسطيني : برتقالة من يافا للمخرج : محمد المغني ، تسلم الجائزة المخرج أحمد نادر 
 

تدور أحداث فيلم برتقاله من يافا حول سائق “كامل الباشا” يجسد دور فاروق الذى يقوده حظه لأن يركب معه شاب فلسطينى يريد العبور إلى منطقه يافا الفلسطينية دون أن يكن معه أذن الدخول لذلك خاصه وانه لا يحمل هويه المنطقه التى يريد الذهاب إليها فلقد أشار الفيلم إلى مشكلة رئيسية يتعرض لها الفلسطنيين ألا ان لكل مدينه فلسطينية هويه مختلفه عن الاخرى فمن يحمل هوية القدس لا يستطيع العبور إلى الضفه الغربية ألا بهويه شخصية مختلفه وهكذا الحال تتشابك العلاقه بل وتتعقد الامور حين يتعرض السائق والشاب إلى عطله فى تفتيش اسرائيلية يجد السائق نفسه هو وشاب محبسون بالفعل داخل السيارة ذاتها وتتطور الاحداث فى اطار تشويقي يخلو من المبالغه والافتعالات بل على العكس تحمل معانى من الامال والاحلام العابرة والتى لا تستطيع الحروب أن تهزمها  الفيلم من إخراج محمد المغنى ، بطولة سامر البشرات.

 


جائزة لجنة التحكيم : تمنح جائزة لجنة التحكيم – البرج الفضي لفيلم : حتى يولد للمخرج
Qingxuan wang- كينججوان وانج – الصين
 

يعد فيلم “حتى يولد” من تأليف وإخراج كينغكسوان وانغ، بمثابة تحية مؤثرة لعائلتها والمتضررين من سياسة الطفل الواحد في الصين. تدور أحداث الفيلم القصير في الصين في الثمانينيات، ويتتبع تشنغ يوانوانغ، الذي تسبب عن غير قصد في وفاة أخيه الذي لم يولد بعد، ويبدأ في رحلة لمواجهة سنوات من الذنب والألم ، اختارت المخرجة تصوير الفيلم بطريقتها الخاصة رغبه منها فى  تنظيم الأمر لتشابك ذكريات طفولة Zheng مع رحلته للعثور على شاهد قبر أخيه الذي لم يولد بعد. تسلط هذه الرحلة الضوء على أهمية الذكريات في تشكيل نمو الفرد، حيث لا تؤثر هذه الصدمة على الطفولة فحسب، بل أيضًا على المراحل اللاحقة من النمو. يصبح التصالح مع هذه الذكريات نقطة تحول رئيسية بالنسبة لـ Zheng.
 

التنويه الأول : تمنح لجنة التحكيم تنويها خاصا لممثلي فيلم ” نهار عابر ” : ريم حجاب و خالد كمال .

 

 الفيلم للمخرجة رشا شاهين، أهداءًا إلى مهندس المناظر “أنسى أبو سيف” ،  تنافس المخرجة السورية رشا شاهين بفيلمها الروائي القصير “نهار عابر” في مسابقة الأفلام القصيرة ضمن فعاليات النسخة الـسادسة من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي للفيلم القصير كما شارك فى فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولى الدورة الـ 45 ،  تدور أحداث حول حياة امرأة غيرتها الحرب بالكامل فى سوريا وبعد فترات من اتخاذ القرار التقت مع رجل ايضا فقد أسرته فى الحرب وقررا قضاء ليله معًا غيرت مسار حياتهما ليكتشف الثنائي خلال لقائهما حاجتهما إلى التواصل العاطفي والإنساني، العمل  المصريان ريم حجاب، وخالد كمال ، قدمت المخرجة عملاً سينمائيًا تميز على جميع المستويات بدايه من اختيارها لقصة إنسانية من قلب الحرب والدمار، حولت ان تنقل ما تعكسه الحرب على حياة الانسان بشكل عام وبشكل خاص فى حياة إمراة فقدت ابنها اثناء الحرب وقامت بدفنه فى فناء المنزل رغبه منها بالاحتفاظ برؤيته وأن كان أصبح هيكلاً عظمى ولكن لم تمنعها الامومة من ذلك كما لعبت المناظر وتوجيه الاضاءه دورًا جيدًا فى الانتقال من حاله لحاله فى حدوث تطورات فى حياة البطلة بدايه من السواد الذى كان يغيم على حياتها تدريجيًا بدايه ظهور ألوان دافئه تدل على رقه ورومانسية البطلة وصولا للصورة الرمادية والرياح التى أصبحت عليها  فهو فـيلمٌ تتشابك فيه معاناة الشخصيات مع العجز البشري في مواجهة الفقد، للحرب أن تسلب منا حتى أبسط مظاهر الحياة وخاصه فى وضع مزيدًا من مشاعر التوتر التى ظلت تلازم البطلان طيلة أحداث الفيلم ورغم ذلك نجد أن المشاهد تتميز بالدفء واختيار شريط الصوت لتقديم مظاهر الحياة هناك وايضا استخدام رمزيه تعطل الراديو والشبكات للدلاله على مدى جفاء استمتاع هؤلاء الاشخاص بأبسط الاشياء وهو الراديو والتلفزيون مظاهر الامتاع والتشويق .

مقالات مشابهة

  • الشاهد جيل ثورة ديسمبر الذي هزم انقلاب 25 أكتوبر 2021 بلا انحناء
  • "برتقالة من يافا ونهار عابر" أبرز الجوائز العربية بمسابقة الفيلم الدولى بـ القاهرة للفيلم القصير
  • يبدأ 11 مساء.. ضباب متباين الشدة على أجزاء من المنطقة الشرقية
  • موقع عبري: الحوثيون لا يمكن ردعهم.. الجماعة التي تتحدى الولايات المتحدة وتتحدى العالم
  • يبدأ 11 مساء.. ضباب خفيف إلى متوسط على أجزاء من المنطقة الشرقية
  • ما الذي يمكن خسارته من تشكيل حكومة مدنية موازية لحكومة بورتسودان؟
  • اليمن يظهر قوته من ركام 10 عشر سنوات.. هل يستوعب السعوديون الدرس؟
  • متى تلامس النكبة «العربية» ضمير الإنسانية؟!
  • وزير خارجية تركيا يكشف الملفات التي ناقشها مع الشرع في سوريا
  • منخفض جوي يبدأ الثلاثاء مع أمطار غزيرة على المنطقة الشرقية