صحيفة التغيير السودانية:
2024-11-02@16:19:43 GMT

شرق السودان على صفيح ساخن

تاريخ النشر: 2nd, November 2024 GMT

شرق السودان على صفيح ساخن

أثار إعلان نشر الجيش السوداني «ميليشيا قبلية» مسلحة جديدة في شرق السودان مخاوف قديمة من انفجار الأوضاع في الإقليم المضطرب، وانتقال الحرب إلى ولاياته الثلاث: القضارف، وكسلا، والبحر الأحمر، وقد تتدخل فيها بعض دول الجوار مثل إريتريا وإثيوبيا ما يؤدي لزعزعة الأوضاع في كل الإقليم، لا سيما أن المكونات الإثنية ممتدة ومتداخلة في الحدود الجغرافية للبلدان الثلاثة.

كمبالا: أحمد يونس

وأعلنت ميليشيا أطلقت على نفسها اسم «الأورطة الشرقية» وبالتنسيق مع الجيش، نشر قواتها في عدد من المناطق بشرقي البلاد، للمشاركة في القتال ضد قوات «الدعم السريع»، وذلك بعد أن تلقت تدريبات في معسكرات الجيش الإريتري داخل الأراضي الإريترية.

يقود الميليشيا الجنرال الأمين داود، وهو أحد قادة شرق السودان، وكان وقع نيابة عنه في اتفاق سلام السودان في جوبا، بينما رفض الزعيم القبلي الناظر محمد الأمين ترك تمثيله لشرق السودان لأسباب قبلية.

وأعلن ترك رفضه لنشر قوات الميليشيا، وحذر من «عواقب وخيمة» قد تترتب جراء ذلك، وجزم بعدم السماح بانتشارها في مناطقه… وتعهد بالتصدي لها ما لم تتدخل قيادة الجيش لوقف ما أسماه «تلك الفوضى»، وفقاً لما نقلته «الشرق الأوسط» عنه.

تدخل دولة اريتريا في شرق السودان يزيد التوتر

ودربت دولة إريتريا داخل أراضيها وتحت إشراف جيشها أربع ميليشيات مسلحة من شرق السودان، وهي: «الأورطة الشرقية»، «قوات مؤتمر البجا المسلح»، «قوات تحرير شرق السودان»، و«مؤتمر البجا – القيادة الجماعية»، إلى جانب أن حركات دارفورية مسلحة دربت أنصارها في شرق السودان في دولة إريتريا المجاورة أيضاً.

ويتخذ الجيش السوداني من بورتسودان، وهي أكبر مدن شرق السودان عاصمة بديلة، وأصبحت مقراً لقائد الجيش ورئيس «مجلس السيادة الانتقالي» الفريق أول عبد الفتاح البرهان، غداة خروجه من الخرطوم بعد نحو أربعة أشهر من حصار قوات «الدعم السريع» له هناك.

وأدى انتقال الحكومة إلى بورتسودان ونزوح مئات الآلاف للمدينة إلى سخط عام بين بعض مكونات شرق السودان، الذين اعتبروا وجود الحكومة وحلفائها من الحركات المسلحة الحليفة للجيش ثقلاً على موارد الإقليم والمدينة.

وتبعاً لذلك، دأب قائد ميليشيا «مؤتمر البجا المسلح» شيبة ضرار على المطالبة بإبعاد قوات الحركات الدارفورية من الإقليم، وإعادة قادتها، ومن بينهم وزير المالية جبريل إبراهيم، وحاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي وآخرين إلى ديارهم في دارفور، وهدد آخر بنزع سلاح هذه الميليشيات التي تعمل تحت اسم «القوات المشتركة».

وأشار الناشط السياسي عزام عبد الله في مقطع فيديو بصفحته على منصة «فيسبوك» إلى وجود 8 ميليشيات قبلية مسلحة في شرق السودان هي: «مؤتمر البجا المسلح، بقيادة موسى محمد أحمد، قوات مؤتمر البجا الكفاح المسلح بقيادة الجنرال شيبة ضرار، قوات مؤتمر البجا القيادة الجماعية بقيادة أبو آمنة، الحركة الوطنية للعدالة والتنمية بقيادة الشيخ محمد طاهر سليمان بيتاي، قوات الأورطة الشرقية بقيادة الأمين داود، قوات تحرير السودان بقيادة إبراهيم دنيا، حركة الأسود الحرة بقيادة مبروك مبارك سليم، إضافة إلى قوات المنشق عن الدعم السريع أبو عاقلة كيكل».

12 ميليشيا مسلحة حليفة للجيش متهمة بتهديد استقرار شرق السودان

ولا يقتصر وجود الميليشيات المسلحة في شرق السودان على «الميليشيات الشرقية» وحدها، فهناك أربع ميليشيات دارفورية حليفة للجيش تعمل في الإقليم، وهي: «قوات حركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي، قوات حركة العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم، قوات حركة تحرير السودان بقيادة مصطفى طمبور، قوات تحرير السودان بقيادة صلاح تور».

وتم تكوين هذه القوات في شرق السودان بعد اندلاع الحرب في 15 أبريل (نيسان) 2023 من مقاتلين من أصول دارفورية تم تدريبهم بمعسكرات الجيش، وفي معسكرات الجيش الإريتري.

وتقاتل تلك الجماعات مع الجيش ضد قوات «الدعم السريع» تحت اسم «القوات المشتركة»، ويقودها مسؤولون كبار في الحكومة التي تتخذ من بورتسودان مقراً لها.

ويرى الدكتور عزام عبد الله أن ميليشيات شرق السودان تعيش نزاعات المكونات السكانية في الإقليم، وخصوصاً عشائر الهدندوة والبني عامر، ويقول: «إحدى هاتين المجموعتين تصنف الأخرى بأنها غير سودانية»، ويتابع: «لكلتا المجموعتين امتدادات في دولة إريتريا المجاورة».

ويحذر عبد الله من احتمالات «انفجار النزاعات الكامنة بين هذه المجموعات، ومن تحولها لحرب عابرة للحدود»، ويتساءل: «بدأ تمرد دارفور بحركتين، وتشظيتا إلى 99 حركة مسلحة، فكيف سيكون الحال في شرق السودان الذي بدأ بأكثر من 8 حركات مسلحة».

نذر انقسام بين مكونات الإقليم ومخاوف من تدخل دول الجوار

واتهم الرئيس الإريتري آسياس أفورقي «أطرافاً خارجية بالتدخل من أجل تفكيك السودان وجيشه»، وأرسل تحذيرات لدول جوار من تحويل السودان ضحية للأجندة الإقليمية، وهي إشارة لدولة إثيوبيا التي يزعم أنها تؤيد قوات «الدعم السريع».

وحذر رئيس المكتب التنفيذي للتجمع الاتحادي بابكر فيصل، في إفادة لـ«الشرق الأوسط»، من انفجار الأوضاع في الولايات الشرقية، وقال: «هناك دول في الإقليم –لم يسمها- لم تتورع عن إقامة معسكرات تدريب وتسليح في أراضيها لمكونات قبلية من شرق السودان».

واعتبر نشر تلك الميليشيات إيذاناً بانفجار الأوضاع في الولايات الشرقية المتوترة، بقوله: «هي منطقة متوترة ومنذرة باندلاع نزاعات تحكمها المصالح المتشابكة والمتعارضة لعدد من الدول الإقليمية».

ووفقاً لتقرير أعدته «الشبكة الشبابية للمراقبة المدنية»، فإن شرق السودان يواجه عدداً من التحديات الناتجة عن الأوضاع المعقدة في الإقليم، «وتتمثل في انتشار الحركات المسلحة والاستنفار العشوائي، وهشاشة الوضع الأمني، وأخطار العودة إلى القبيلة والعرق، وبروز نخبة جديدة ذات طابع قبلي، والتدخلات الخارجية، والمناوشات بين الجيش وقوات (الدعم السريع)».

نقلاً عن صحيفة الشرق الاوسط

الوسومآثار الحرب في السودان الحركات المسلحة المليشيات العسكرية في السودان شرق السودان

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: آثار الحرب في السودان الحركات المسلحة شرق السودان تحریر السودان بقیادة فی شرق السودان الدعم السریع مؤتمر البجا الأوضاع فی فی الإقلیم

إقرأ أيضاً:

صحيفة فايننشال تايمز تلقي الضوء على أوضاع الأطباء في حرب السودان

تحدثت صحيفة "فايننشال تايمز" في تقريرا مطولا عن الأوضاع في السودان، وكشفت معاناة المستشفيات والأطباء على خطوط النار في ما وصفتها بالحرب المنسية، حيث أصيب القطاع الصحي نتيجة لها بخسائر فادحة.

 

وذكرت الصحيفة أن قوات الدعم السريع اختطفت أكثر من 12 طبيبا، ونُقل بعضهم عبر خط المواجهة في النيل، مشيرة إلى أن "قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو الملقب حميدتي، وهو أمير حرب مخيف وتاجر إبل سابق، استولت على جزء كبير من منطقة العاصمة وتحتاج إلى أطباء لعلاج رجالها".

 

ووفقا للسلطات الصحية، قُتل 54 طبيبًا في ولاية الخرطوم منذ بدء الحرب، بعضهم برصاص قناصة، كما أن حوالي 70 إلى 80% من مرافق الرعاية الصحية في السودان لا تعمل بكامل طاقتها.

 

وقالت إن الاستهداف المتعمد لمرافق الرعاية الصحية يمثل أحد أخطر الانتهاكات التي أدانها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. ومع ذلك، يقول الأطباء والمسؤولون إن هذه الهجمات ليست حوادث عابرة.

الاستهداف المتعمد

وتنقل الصحيفة عن رئيس لجنة الطوارئ الصحية في ولاية الخرطوم محمد إبراهيم قوله إنه "منذ اليوم الأول للحرب، استهدفت قوات الدعم السريع قطاع الصحة على وجه التحديد".

 

ويضيف أنه قبل اندلاع الحرب، وعندما كان عدد سكان الولاية أكثر من 9 ملايين نسمة، كان هناك 53 مستشفى عامًا يعمل، والآن لا يوجد سوى 27 مستشفى فقط.

 

ويؤكد أن "الغرض الرئيس لقوات الدعم السريع هو تدمير قطاع الصحة؛ فعندما تدمر قطاع الصحة ثم قطاع الأمن، فإن البلاد تنهار".

 

وقالت رئيسة عمليات اللجنة الدولية للصليب الأحمر في السودان، دورسا ناظمي سلمان، إن "قصف المستشفيات ونهبها أدى إلى انهيار الرعاية الصحية تقريبا".

 

وذكرت الصحيفة أن مسؤولي قوات الدعم السريع يعترفون بأن بعض قواتهم التي اتهمت أيضا بالاغتصاب والقتل والنهب والتطهير العرقي "ارتكبت جرائم"، لكنهم يزعمون أن القوة أنشأت لجنة للتحقيق في الانتهاكات وقد عوقب المئات بالفعل، لكن الهجمات مع ذلك لم تتوقف، وفقا للصحيفة.

 

وتنقل هنا عن مها حسين، مديرة مستشفى الأطفال في أم درمان، قولها إن "المستشفى يتعرض للهجوم طوال الوقت.. إنها كارثة".

 

وقالت منظمة أطباء بلا حدود إنه في مستشفى بشائر بجنوب الخرطوم "وقعت حوادث أمنية متكررة وترهيب في العنابر من قبل مقاتلي قوات الدعم السريع المسلحين".

 

وبحسب مجموعة مراقبة الصراع "أكليد"، فقد بلغ عنف قوات الدعم السريع ضد المدنيين أعلى مستوياته منذ بدء الحرب في النصف الأول من عام 2024.

 

 

مقالات مشابهة

  • غوتيريش يندد بهجمات قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة في السودان
  • هكذا تستهدف قوات الدعم السريع المساجد في السودان
  • غوتيريش يدين هجمات قوات الدعم السريع في السودان
  • تقارير حقوقية تتحدث عن انتحار نساء بعد اغتصابهن في السودان
  • تقارير حقوقية في السودان تتحدث عن انتحار نساء بعد اغتصابهن
  • مذبحة «السريحة»... صدمة السودان
  • فاينانشيال تايمز تسلط الضوء على أوضاع الأطباء في حرب السودان المنسية
  • صحيفة فايننشال تايمز تلقي الضوء على أوضاع الأطباء في حرب السودان
  • لبنان على صفيح ساخن.. تحذيرات من صراع داخلي وسط موجة النزوح