في ذكرى وعد بلفور.. مسيرة وطنية كبرى في لندن تضامنًا مع غزة ولبنان
تاريخ النشر: 2nd, November 2024 GMT
شارك الآلاف من أنصار فلسطين اليوم السبت في مظاهرة وطنية كبرى في العاصمة البريطانية لندن، رفضا واحتجاجا على الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في غزة ولبنان.
وتأتي المسيرة التي انطلقت من أمام مقر رئاسة الوزراء (داونينغ ستريت) باتجاه السفارة الأمريكية، بالتزامن مع الذكرى السنوية وعد بلفور، الذي مهّد الطريق إلى تأسيس كيان الاحتلال على الأراضي الفلسطينية.
ونظم المسيرة ائتلاف التضامن مع فلسطين في بريطانيا الذي يضم: المنتدى الفلسطيني في بريطانيا (PFB)، وحملة التضامن مع فلسطين (PSC)، والرابطة الإسلامية في بريطانيا (MAB)، وائتلاف أوقفوا الحرب (Stop The War Coalition)، وجمعية أصدقاء الأقصى (FOA)، وحملة نزع السلاح النووي (CND).
وتسعى المسيرة إلى الضغط على الحكومة البريطانية لوقف دعمها لـ"إسرائيل"، ودعوة الولايات المتحدة إلى إنهاء دعمها العسكري المستمر لها.
هذا وواجهت الحكومة البريطانية انتقادات واسعة النطاق خلال الأيام الأخيرة؛ بسبب موقفها من العدوان، خصوصًا بعد تصريحات وزير الخارجية ديفيد لامي الذي أشار إلى أن الوضع في غزة لا يمكن وصفه بالإبادة الجماعية؛ بسبب "عدم وجود عدد كافٍ من الضحايا" ما أثار استياء واسع النطاق، إذ رأى كثيرون أن تصريحاته تُبرِز فهمًا غير دقيق لتعريف الإبادة الجماعية، القائم على السعي لتدمير مجموعة بشرية بصفة جزئية أو كلية، لا على عدد الضحايا.
وتسلط المسيرة الضوء على دور بريطانيا في تزويد إسرائيل بالأسلحة، إذ أقر لامي في وقت سابق بوجود تخوفات من أن تُستخدم صادرات الأسلحة البريطانية في انتهاكات للقانون الدولي، لكنه لم يوقف إلا 30 رخصة من أصل 350 لتصدير الأسلحة إلى الاحتلال. واستثنى من الحظر مكونات الطائرات القتالية من طراز (F-35)، التي يعتقد أنها تُستخدم في العمليات العسكرية ضد المدنيين في غزة.
وفي هذا السياق، قال القائم بأعمال رئيس المنتدى الفلسطيني في بريطانيا عدنان حميدان: "إن هذه المسيرة تحمل رسائل عدة، من أبرزها مطالبة وزير الخارجية ديفيد لامي بالتراجع عن تصريحاته، التي قلل بها من شأن الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال ضد شعبنا، والحكومة البريطانية بإيقاف تصدير السلاح للاحتلال بالكامل، والعالم بأسره بالإسهام في وقف فوري لإطلاق النار، والدعوة بين يدي الانتخابات الأمريكية لمعاقبة المرشحين الذين انحازوا للاحتلال".
كما قال بن جمال، مدير حملة التضامن مع فلسطين: "إن ذكرى وعد بلفور تُذكّرنا بمشاركة بريطانيا في المعاناة الفلسطينية المستمرة منذ عقود".
وأكد أن "كل فلسطيني يعرف من هو بلفور ويعلم بدور حكومة كير ستارمر في دعم الإبادة الجماعية التي يتعرضون لها".
وأشار إلى أن مطالب الفلسطينيين لم تتغير منذ عام 1921، عندما توجه وفد فلسطيني إلى لندن للمطالبة بإلغاء وعد بلفور: "أنهوا تواطؤكم".
وتأتي هذه المسيرة في وقت تتزايد فيه التحذيرات الدولية بشأن الأوضاع الإنسانية المتدهورة في غزة، إذ صرّح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بأن القصف الإسرائيلي العشوائي يهدد حياة جميع سكان شمال القطاع. فمنذ الـ 5 من أكتوبر الماضي، يحاصر الاحتلال الإسرائيلي منطقة جباليا ويمنع دخول الماء والغذاء، ويخوض حربًا شعواء ويرتكب إبادة جماعية عبر قصف عشوائي دموي واجتياح عسكري للمنطقة.
وخلال 25 يومًا، خلّفت الإبادة في شمال غزة نحو ألف شهيد ومئات الجرحى والمعتقلين، فضلًا عن تدمير أحياء سكنية كاملة وتهجير عشرات الآلاف من الفلسطينيين جنوبًا.
وكانت شرطة لندن قد أعلنت جملة من الترتيبات المتصلة بمظاهرة اليوم السبت، التي ينظمها تحالف حملة التضامن مع فلسطين (PSC)، وقالت إنهم اتفقوا على مسار وتوقيت المظاهرة، التي تجمعت في وايت هول من منتصف النهار وسارت عبر جسر فوكسهول حيث سيقام تجمع بالقرب من السفارة الأمريكية.
كما ستعقد حملة "أوقفوا الكراهية في المملكة المتحدة" احتجاجًا مضادًا في زاوية ميلبانك وجسر فوكسهول للتعبير عن معارضتها لمسيرةحملة التضامن مع فلسطين.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية فلسطين مظاهرة بريطانيا الحرب بريطانيا فلسطين مظاهرة حرب المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة التضامن مع فلسطین الإبادة الجماعیة فی بریطانیا وعد بلفور فی غزة
إقرأ أيضاً:
حرب الإبادة الجماعية وواقع الدولة المأزومة
أنه وعلى الرغم من وقوف أمريكا مع إسرائيل إلا أن الأخيرة تشعر بالعزلة العالمية لتجد نفسها في مواجهة العزلة الدبلوماسية المتزايدة بسبب حربها في غزة، وبرغم من ذلك فان حكومة الاحتلال المتطرفة باتت غير مهتمة بما يقال عنها او بما وصلت أليه من مستوى غير مسبوق من الاتهامات المباشرة لارتكابها جرائم الحرب والإبادة الجماعية وانها غير مبالية بما يعتقده العالم عنها، بينما أصبحت دولة غير أمنة للعديد من الإسرائيليين المقيمين فيها والذين اغلبهم قد غادروها بالفعل بلا رجعة .
وتصدر المشهد نتنياهو عبر مواقفه وعزمه على تغير واجهة الشرق الأوسط بينما افتقدت إسرائيل الأمن والهدوء ولم يعد قادرا في واقع الأمر على إقناع الإسرائيليين بتوفير الاستقرار حيث أصبحت إسرائيل تعيش في عزلة دائمة وأصبحت دولة غير أمنة بالنسبة للعديد من الإسرائيليين وخاصة هؤلاء أصحاب الجنسية المزدوجة وأن العديد منهم يعترفون بعدم الارتياح لأنهم لا يسمعون من نتنياهو أي نهاية واقعية باستثناء المزيد من الصراع ويعترفون بأنهم أصيبوا بصدمة بسبب السرعة التي فقدت بها إسرائيل التعاطف العالمي والعواقب المترتبة على ذلك وواقعهم ومستقبلهم المعيشي.
حرب الإبادة الجماعية وواقع الدولة المأزومة عكست إستراتجية جديدة لهيمنة اليمين الإسرائيلي وحملت توجهات في إعادة تشكيل الشرق الأوسط وتثير الأصوات المتطرفة داخل الحكومة الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، مخاوف مما يسميه البعض «التطلعات التوسعية نحو ما يعرف بإسرائيل الكبرى» حيث يعتقد التكتل المتطرف انه بإمكانه التمدد الى بما يعرف إسرائيليا بين دجلة والفرات ويعلنون صراحة من خلال خرائط يلتقطون الصور أمامها أنهم لن يكتفوا بغزة.
ولا يمكن أن تكون تلك التطلعات التوسعية العابرة للحدود على الأجندة الآنية لحكومة الاحتلال بالرغم من ان التكتل اليميني المتطرف يتبنى مثل هذه الشعارات وفي حقيقة الأمر تبقى الصورة التي تتمحور في عقلية نتنياهو في الوقت الراهن وما يمكنه رسمه عبر الشرق الأوسط الجديد حول تمكين إسرائيل من استيطان ما تبقى من الأراضي الفلسطينية وإعادة احتلال قطاع غزة وضم الضفة الغربية ولا تخفي إسرائيل نواياها بشأن تمديد مشروعها الاستيطاني وأعلنت وبشكل صريح عن نيتها مضاعفة عدد المستوطنين إلى مليون، رغم ما يلقاه ذلك من انتقادات عربية ودولية.
وضمن إليه المشهد السياسي الإسرائيلي فان هناك عدد من الوزراء في الحكومة اليمينية المتطرفة لا يؤمنون بحل الدولتين، والآن نبدو أبعد ما نكون عن قيام دولة فلسطينية منذ اتفاقات أوسلو ولكن لا يمكن الاعتقاد أن المجتمع الدولي سيوافق على هذه الخرائط الإسرائيلية التي تخلو من الأراضي الفلسطينية حيث تؤكد كل المعطيات ان المنظور الإسرائيلي للشرق الأوسط الجديد لا يمكن تحقيقه وصعب ان يصبح أمر واقع وتغيب شعب فلسطين عن المشهد بمجرد تنفيذ مخططات الاحتلال التصفوية.
ولا يمكن لدولة الاحتلال ان تستمر في حربها دون تقديم الدعم الشامل والمتكامل وتبني المشروع الإسرائيلي من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والتي عملت خلال الحرب على توفير الدعم العسكري والسياسي والمالي لحكومة التطرف وقامت بإمدادها بالسلاح المناسب لخوض حربها ووفرت لها التغطية السياسية الدولية مستخدمة حق الفيتو في مجلس الأمن الدولي لأكثر من ثلاث مرات لعدم تمرير قرارات إدانة لإسرائيل حيث قدمت دعما كبيرا لإسرائيل لتضمن تفوقها الاستراتيجي وكثفت من وجودها العسكري في ظل تزايد التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة.
الدستور الأردنية