التوتر يتصاعد في لبنان: محللون يرصدون شروط نتنياهو وسياسة "التفاوض تحت النار" لتحقيق مكاسب إسرائيلية
تاريخ النشر: 2nd, November 2024 GMT
وسط تصاعد التوتر في لبنان واستمرار الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وحزب الله، تبرز تحليلات سياسية تشير إلى نية إسرائيل استغلال الوضع الميداني لتحقيق أهداف استراتيجية. في هذا السياق، يرى محللون أن شروط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لوقف إطلاق النار تحمل تهديدًا للسيادة اللبنانية ولا تساهم في التوصل إلى هدنة، في حين تعتمد إسرائيل استراتيجية التفاوض تحت النيران لفرض شروطها.
قال المحلل السياسي اللبناني أحمد مرعي بأن شروط نتنياهو حول وقف إطلاق النار في لبنان وفلسطين تشكل تهديدًا للسيادة الوطنية اللبنانية ولا تؤدي إلى اتفاق فعلي للهدنة.
أضاف مرعي في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن تلك الشروط، التي تتضمن وضع لبنان وغزة تحت وصاية دولية ونزع سلاح المقاومة، تعكس الرؤية الصهيونية لترتيب إقليمي جديد يخدم مصالح إسرائيل، لافتًا إلى أن هذه الشروط تأتي أيضًا ضمن محاولات نتنياهو للحفاظ على استقرار حكومته المتزعزعة خشية انهيارها.
وأشار المحلل السياسي اللبناني إلى أن المقاومة اللبنانية، على الرغم من الضربات التي تعرضت لها، تعمل على إعادة تنظيم صفوفها ورفع معنويات عناصرها، وقد تم تكليف رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري بقيادة المفاوضات ضمن إطار القرار الدولي 1701، مشددًا على أن المفاوضات لن تتجاوز هذا السقف.
إسرائيل تتبنى سياسة "التفاوض تحت النار" لتعزيز موقفهاوفي تحليل آخر، يوضح الدكتور عمرو حسين، الباحث في العلاقات الدولية، أن إسرائيل تتبنى سياسة "التفاوض تحت النار" عبر تصعيد عسكري في بعلبك وصور وقرى الجنوب اللبناني، بهدف تعزيز موقفها التفاوضي وتحقيق مكاسب إقليمية.
وأكد حسين في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن هذه السياسة تهدف إلى إجبار حزب الله على التراجع مسافة 15 كيلومترًا خلف نهر الليطاني وتطبيق القرار 1701 بالكامل، ما قد يسمح لنتنياهو بإعادة سكان مستوطنات الشمال إلى منازلهم.
وتطرق المحلل السياسي إلى زيارة عاموس هوكستين، المبعوث الأمريكي إلى تل أبيب، مشيرًا إلى أن هذه الزيارة قد تمثل فرصة للوصول إلى اتفاق نهائي لوقف إطلاق النار بين الجانبين، حيث يعوّل الطرفان على دعم إدارة الرئيس جو بايدن لهذه الجهود، خاصة مع اقتراب الانتخابات الأمريكية في 5 نوفمبر، وهو ما يعكس اهتمام الإدارة بدعم نائبة الرئيس كامالا هاريس قبيل هذا الاستحقاق الانتخابي.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: لبنان اسرائيل نتنياهو شروط نتنياهو
إقرأ أيضاً:
أخماد فتنة كادت تندلع في طرابلس
تجاوزت مدينة طرابلس ليل السبت - الاحد قطوعا خطيرا، بفضل التدابير السريعة الاستثنائية وغير المسبوقة للجيش، بالتوازي مع اتصالات سياسية مكثفة.
وقال مصدر أمني لبناني لـ«الشرق الأوسط» إن هذا التوتر اندلع بسبب الاحتقان الناتج عن التطورات في الساحل السوري، مشيراً إلى أن الاحتقان «غذته منشورات في مواقع التواصل، أججت المشاعر؛ مما أدى إلى التوتر وتبادل الاتهامات».
وقال المصدر إنه «لم يوثَّق أي تدخل خارجي على مستوى المتحركين في لبنان، كما لم يثبت أي تحريض خارجي أو سياسي أدى إلى هذا التوتر» الذي شهدته طرابلس ليل الجمعة - السبت، مضيفاً أن التفاعل مع طرفي النزاع في الساحل السوري «دفع لتلك التحركات التي أخمدها الجيش اللبناني فوراً».
وشدد المصدر على أن «الحفاظ على الاستقرار يحتاج إلى أن تُواكَب الإجراءات الأمنية بتحركات الفعاليات المؤثرة على القوى الموجودة في المنطقة لتثبيت التهدئة ومنع التوتر»، مشيراً إلى أن التواصل مع الفعاليات يشمل أيضاً المؤسسات الدينية لكلا الفريقين، في إشارة إلى «دار الفتوى» و«المجلس الإسلامي العلوي».
وكتبت"الديار":كادت المدينة أن تشهد فتنة باستعادة محاور القتال بين جبل محسن والتبانة، عند العثور على فتى لا يتجاوز عمره الـ 16 سنة جريحا بطعنات سكين قرب نادي الضباط بالقبة، وفي الوهلة الاولى تردد انه سوري من ادلب، وان شبان من جبل محسن تعرضوا له ..
اثر ذلك، خرجت مجموعات الى الشارع بتظاهرات غاضبة وهتافات مذهبية، وكادت الامور ان تتطور نحو فتنة مذهبية بين جبل محسن ومحاور التبانة والقبة، لولا تدارك الوضع ومسارعة قيادة الجيش والقوى الامنية الى اتخاذ التدابير السريعة، وتنفيذ انتشار واسع حول مداخل جبل محسن، وتسيير دوريات، ثم البدء بمداهمات لتوقيف المعتدين على الفتى.
واكب انتشار الجيش السريع، سلسلة تصريحات من فاعليات في جبل محسن والقبة والتبانة، أجمعت كلها على نبذ الفتنة ، ودعت الى الهدوء والى عدم الانجرار الى الشائعات والوقوع في فخ الفتنة، وترك المعالجة للجيش والقوى الامنية، مما اعاد الوضع الى طبيعته، لا سيما بعد ان تبين ان الفتى ليس سوريا، وانما مكتوم القيد من محلة العيرونية، ومصاب بالاضطراب النفسي.
ولم يتأخر المجلس الاسلامي العلوي عن اصدار بيان اوضح فيه ان الشخص المتهم وهو احمد البيطار، بادر الى تسليم نفسه لمخابرات، واكد المجلس في بيانه ان السلم الاهلي والاستقرار الامني خط احمر، وانه تجاوبا مع طلب الاجهزة الامنية جرى تسليم الشاب احمد البيطار، حيث بادر المجلس الى التواصل مع الشاب الذي قابل هذا المطلب بايجابية، وفق ما جاء في البيان.
وتواصل وحدات الجيش مهماتها في الانتشار حول مداخل التبانة وجبل محسن، كما تسيير دورياتها في شوارع المدينة، وحسب مصادر مسؤولة ان الانتشار الامني يشكل صمام امان لمنع وقوع اي خلل او خرق امني، وبالتالي للمسارعة الى ضبط اية محاولة او ردة فعل ومعالجتها في مهدها. واكدت المصادر توقيف المتهم بالحادثة.
وكتبت" الشرق الاوسط": على إيقاع التطورات في سوريا، تواصلت حركة نزوح من مئات العلويين السوريين إلى شمال لبنان. وقالت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط» إن النازحين السوريين ينتقلون عبر معابر غير شرعية إلى الداخل اللبناني في الشمال، ومنه ينتقلون إلى قرى تسكنها أغلبية علوية، أو إلى جبل محسن في مدينة طرابلس بالشمال.
وقالت المصادر الأمنية المحلية إن النازحين «انتقلوا بالمئات، لكننا لا نملك تقديرات واضحة عن الأعداد؛ لأنهم لم يعبروا من المسالك الشرعية»، لافتة إلى أن المعابر الشرعية الثلاثة مع سوريا في الشمال («العريضة» و«العبودية» و«البقيعة»)، مقفلة نتيجة القصف الإسرائيلي، مضيفة أن المعبر الشرعي الوحيد العامل بين لبنان وسوريا، هو معبر «المصنع» (شرقاً).
وتحدثت تقارير إعلامية ومصادر محلية عن أن أعداد المتوافدين من العلويين السوريين إلى شمال لبنان، تخطت 10 آلاف شخص خلال 3 أيام، مشيرة إلى أن حركة النزوح متواصلة عبر الحدود، بعد مقتل المئات في أحداث الساحل السوري.