المناطق_واس

أعلنت الهيئة الملكية لمحافظة العلا عن اكتشاف فريد من نوعه لقرية أثرية من العصر البرونزي في واحة خيبر، شمال غرب المملكة، ضمن بحث أثري جديد نُشر في مجلة (بلوس ون) العلمية.

 

أخبار قد تهمك الهيئة الملكية لمحافظة العلا تُطلق غداً “موسم التمور” 12 سبتمبر 2024 - 3:41 مساءً الهيئة الملكية لمحافظة العلا تتعاون مع معهد “سيتي” لتطوير مرصد “منارة العلا” 8 أغسطس 2024 - 7:06 مساءً

 

 

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقدته الهيئة اليوم بمركز المؤتمرات في وكالة الأنباء السعودية بالرياض، سلط الضوء على أهمية هذا الاكتشاف الأثري وانعكاسه على المملكة في مجال الآثار على الصعيد الدولي وما تكتنزه أرضها من عمق حضاري، يعزز من جهودها في حماية التراث الثقافي والتاريخي، وعنايتها بتبادل المعرفة والخبرات مع العالم لتعزيز الوعي بالتراث الإنساني المشترك.

 

 

ويؤكد هذا الاكتشاف التزام المملكة بالحفاظ على التراث العالمي، وتعزيز التراث الثقافي وفقًا رؤية المملكة 2030 ، مع أهمية تعزيز الشراكات الدولية لتقديم هذا الإرث الغني للأجيال القادمة وللعالم.

 

 

ويظهر الاكتشاف، الذي تمّ في إطار مشروع “خيبر عبر العصور” بقيادة الباحث في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي الدكتور غيوم شارلو، ومديرة المسوحات الأثرية في الهيئة الملكية لمحافظة العلا الدكتورة منيرة المشوح، الانتقال من حياة الرعي المتنقلة إلى الحياة الحضرية المستقرة في المنطقة، خلال النصف الثاني من الألفية الثالثة قبل الميلاد, وبذلك يغير من المفاهيم السابقة بأن المجتمع الرعوي والبدوي كان النموذج الاجتماعي والاقتصادي السائد في شمال غرب الجزيرة العربية خلال العصر البرونزي المبكر والمتوسط.

 

وتشير الدراسة إلى أن مناطق مثل خيبر كانت مراكز حضرية مهمة تدعم استقرار مجتمعاتها بشكل دائم، وخاصةً مع ظهور الزراعة فيها، فضلًا عن كونها مراكز للتجارة والتعاملات مع المجتمعات المتنقلة. وكان لظهور هذا النمط الحضري أثر كبير على النموذج الاقتصادي الاجتماعي في المنطقة.

 

كما تُظهر الأدلة أنّه على الرغم من وجود عدد كبير من المجتمعات الرعوية المتنقلة في شمال غرب الجزيرة العربية في العصر البرونزي، إلاّ أن المنطقة كانت تضم عددًا من الواحات المسوّرة المتصلة مع بعضها، والمنتشرة حول المدن المحصّنة مثل تيماء.

 

 

وتقدّم القرية المكتشفة، التي تُدعى “النطاة”، دليلًا على وجود تقسيم واضح ضمن الحصون والمدن لمناطق مخصصة للسكن وأخرى جنائزية، ويعود تاريخ القرية إلى قرابة 2400-2000 قبل الميلاد وحتى 1500-1300 قبل الميلاد، وبلغ عدد سكانها 500 شخص ضمن مساحة 2.6 هكتار، مع وجود سور حجري بطول 15 كم يحيط بواحة خيبر لحمايتها.

 

وتمّت الدراسة من قبل الهيئة الملكية لمحافظة العلا بالتعاون مع الوكالة الفرنسية لتطوير محافظة العلا والمركز الوطني الفرنسي للبحوث العلمية, ويتولى قسم الآثار والحفظ والمقتنيات في الهيئة إدارة أحد أكبر برامج البحث الأثري في العالم، في إطار جهوده لتعزيز الوعي العالمي حول العلا بوصفها وجهةً عالميةً للتراث الثقافي، إلى جانب تضمين هذا الاكتشاف في بحثٍ أثريٍ جديد تمّ نشره في مجلة (بلوس ون) العلمية.

 

 

وتقع واحة خيبر على أطراف حقل حرة خيبر البركاني، وتشكلت عند التقاء ثلاثة أودية في منطقة جافة، ووجدت قرية “النطاة” في الأطراف الشمالية للواحة تحت أكوام من صخور البازلت حيث كانت مدفونةً لآلاف السنين.

 

وتمكن فريق البحث من تحديد الموقع الأثري في أكتوبر 2020، إلاّ أنه كان من الصعب تمييز هياكل القرية وتخطيطها، وفي فبراير 2024 استعان الفريق بعمليات مسح ميداني وأعمال بحث مخصصة، وتصوير عالي الدقة لفهم ما يكمن تحت السطح.

 

ومن المتوقع أن تسهم عمليات التنقيب الأكثر شمولًا في المستقبل في تقديم صورة أوضح عن الموقع.

 

وترسم الدراسة صورة أولية لملامح حياة سكان قرية “النطاة”، حيث كانوا يقيمون في مساكن تقليدية من عدة أدوار، وكانوا يخصصون الدور الأرضي للتخزين في الغالب، بينما كانت معيشتهم في الطابقين الأول أو الثاني، وكانت الطرقات بين المساكن ضيقة تقود إلى مركز القرية، وكانوا يدفنون موتاهم في مدافن ومذيلات برجية متدرجة؛ مما يشير إلى علو مكانة المدفون من خلال وضع قطعٍ ثمينةٍ في بعض المدافن، كالفخار أو الأسلحة المعدنية كالفؤوس والخناجر، وكان سكان القرية يستخدمون الخرز في ملابسهم، ويصنعون الفخار ويتاجرون به، وكانوا يعملون بالمعادن، ويزرعون الحبوب ويربون الكائنات الحية، إذ كان النظام الغذائي المحلي يعتمد بشكل كبير على الأغنام والماعز، ويظهر تعاون السكان لتعزيز أسوارهم بالحجارة الجافة والطين.

 

وضم فريق البحث بالإضافة إلى الدكتور غيوم شارلو، الدكتورة منيرة المشوح مديرة المسوحات الأثرية في الهيئة الملكية لمحافظة العلا، والمؤرّخ صيفي الشلالي من أهالي خيبر.

 

وتُضاف الاكتشافات الجديدة إلى سلسلة من الدراسات التي بدأت في منذ عام 2018 باستكشاف معالم وخبايا العلا وخيبر القديمة، بما في ذلك المنشآت الحجرية الضخمة المعروفة باسم “المستطيلات”، والمصائد الحجرية، و”الطرق الجنائزية” الطويلة التي ربطت بين المستوطنات والمراعي عبر ممرات محاطة بالمدافن، بالإضافة إلى المساكن المعروفة باسم “الدوائر الحجرية المنصوبة”.

 

وتشير هذه الدراسات بمجملها إلى أن المجتمعات في العصر البرونزي في شمال غرب شبه الجزيرة العربية؛ كانت أكثر تعقيدًا وارتباطًا بالمنطقة الأوسع مما كان يُعتقد سابقًا.

 

وتشرف الهيئة الملكية لمحافظة العلا على 10 مشاريع أثرية، بمشاركة 100 عالم آثار ومختص في العلا وخيبر ليسهم الاكتشاف بترسيخ مكانة العلا والمملكة كمركز عالمي للأبحاث الأثرية والحوار الثقافي، ويأتي الإعلان بعد انعقاد ندوة العلا العالمية للآثار 2024، التي أقيمت خلال الأيام الماضية، وشهدت مشاركة مجموعة متعددة التخصصات من علماء الآثار وخبراء التراث الثقافي من جميع أنحاء العالم حول موضوع “استشراف المستقبل: آثار وتراث المجتمعات المتنقلة عبر الماضي والحاضر والمستقبل”.

المصدر: صحيفة المناطق السعودية

كلمات دلالية: الهيئة الملكية لمحافظة العلا الهیئة الملکیة لمحافظة العلا العصر البرونزی شمال غرب

إقرأ أيضاً:

تفاصيل جولة محافظ بني سويف لقرية الرياض بمركز ناصر


•تفقد  الوحدة الصحية بالقرية  ضمن مشروعات "حياة كريمة"
•تابع انتظام العمل وتواجد الفرق الطبية والإدارية بالوحدة
•وجه بمراجعة وضع لافتة بمواعيد عمل الأطباء في 207 وحدة 

•استمع لشكاوى وملاحظات الأهالي حول مستوى الخدمة الصحيةأجرى الدكتور محمد هاني غنيم، محافظ بني سويف، اليوم جولة تفقدية بقرية الرياض التابعة لمركز ناصر، وذلك ضمن برنامجه الميداني لمتابعة سير وانتظام العمل بالمشروعات الخدمية المنفذة في إطار المرحلة الأولى من المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"، والتي تستهدف الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمواطنين في القرى والمناطق الريفية.

وخلال الجولة، تفقد المحافظ الوحدة الصحية بالقرية، حيث تابع تواجد الأطقم الطبية والفنية والإدارية، ومستوى تقديم الخدمات الطبية اليومية، مشددًا على أهمية انتظام العمل داخل جميع أقسام الوحدة، والتي شملت عيادات طب الأسرة، الأسنان، التطعيمات، متابعة  أقسام تنظيم الأسرة، الصيدلية، المعمل، مكتب الصحة، وغرفة التثقيف الصحي.

ووجه المحافظ بمراجعة مدى التزام جميع الوحدات الصحية (البالغ عددها 207 وحدة على مستوى القرى) بوضع ملصق يوضح مواعيد تواجد الأطباء وأيام العمل، بما يسهم في تحسين مستوى الخدمة وتسهيل حصول المواطنين عليها بانتظام، على أن يتضمن الجدول أسماء الأطباء ومواعيدهم بوضوح.

أخبار بني سويف في 24.. رفع درجة الاستعداد للتعامل مع تقلبات الطقس.. وإزالة فورية لبناء مخالفوكيل صحة بني سويف تطمئن على تواجد أطباء تنظيم الأسرة بوحدات الفشنإزالة فورية لبناء مخالف بقرية الحمرايا بمركز بني سويفمحمد عبدالمنعم رئيساً لمنطقة بنى سويف للدراجات وهانى فتحى نائباً

كما حرص المحافظ على التفاعل مع عدد من المواطنين المترددين على الوحدة، واستمع إلى آرائهم وملاحظاتهم بشأن مستوى الخدمة الصحية المقدمة، ووجه بحسن معاملة المواطنين داخل المرافق الخدمية، وضمان تقديم الخدمة لهم بطريقة لائقة.

وفي استجابة مباشرة لبعض الطلبات، كلف المحافظ مكتبه بتسجيل بيانات عدد من الأهالي لعرضها عليه شخصيًا لاتخاذ ما يلزم من توجيهات في ضوء الإمكانيات المتاحة.

وخلال الجولة، توقف المحافظ لدى مروره  بأحد المصارف بالقرية، ووجه مسؤولي الري بسرعة تطهير المصرف وإزالة ورفع المخلفات الناتجة عن التطهير، مؤكدًا ضرورة التخلص منها بطريقة مناسبة للحفاظ على البيئة والصحة العامة.

وفي ذات السياق، كلف بعقد اجتماع مع مسؤولي مديرية الري لمناقشة الحلول المستدامة لمشكلة مخلفات التطهير، مع تفعيل جدول منتظم لأعمال تطهير الترع والمصارف، حفاظًا على سلامة المواطنين والبيئة المحيطة.

كما لاحظ المحافظ بعض حالات بناء بالمنطقة خاصة على الطريق المؤدي للقرية، وكلف رئيس المدينة بعرض تقرير تفصيلي عن تلك الحالات وبيان موقفها القانوني، مشددًا على استمرار العمل الميداني لرصد أي تعديات على الأراضي الزراعية أو أراضي الدولة، والتعامل معها بحسم في المهد.

رافق المحافظ خلال جولته كل من الدكتورة سماح جاد وكيل وزارة الصحة، والأستاذ شوقي هاشم رئيس مدينة ناصر، وعدد من مسؤولي الوحدة المحلية والإدارة الصحية.

مقالات مشابهة

  • في محافظتين.. أطنان لحم تصبح طعاماً للكلاب ومواطنان يسلمان 105 قطع أثرية
  • وظائف أمنية شاغرة لدى شركات متعاقدة مع الهيئة الملكية بالجبيل
  • تفاصيل جولة محافظ بني سويف لقرية الرياض بمركز ناصر
  • ما علاقة باب خيبر بباب المندب ؟
  • الهيئة الملكية لمدينة الرياض تحذر من الادعاءات المضللة بشأن المساعدة في التقديم على الأراضي
  • الهيئة الملكية بالرياض تحذر من الادعاءات المضللة بشأن المساعدة في التقديم على الأراضي
  • الهيئة الملكية للرياض تحذر من الادعاءات المضللة بشأن المساعدة في التقديم على الأراضي
  • القوات الأمنية تنقذ فتاة من الانتحار وتعثر على قطع أثرية في محافظتين
  • نائب محافظ الجيزة يتفقد الوحدة المحلية لقرية البرمبل
  • أول إجراء من نوعه.. أمريكا تلغي جميع «تأشيرات» جنوب السودان